أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - نظام الملالي يواجه أخطر حالة صراع وإختلاف














المزيد.....

نظام الملالي يواجه أخطر حالة صراع وإختلاف


سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن شهدت الايام الاخيرة، توجيه إنتقادات لاذعة غير مسبوقة لرأس النظام الملا خامنئي بما يشبه بشن هجوم ضده، وهو ما أثبت بأن النظام يعيش حالة من الضعف والتفکك، فإن البيان الذي صدر عن الفصيل المعروف ب"جبهة الإصلاحات"، قد أماط اللثام عن عمق الازمة التي يعيشها النظام ووصول الصراع والانقسام في داخل النظام الى ذروته وخصوصا وإن هذا البيان قد دعا النظام وبصراحة ملفتة للنظر الى التراجع في سياسته الخارجية وقبول "المصالحة الوطنية"، في خطوة تذكر بلحظة "كأس السم" التي أجبر فيها خميني على قبول وقف إطلاق النار عام 1988 لإنقاذ نظامه من السقوط.
المحاولات التي بذلها النظام بعد حرب الايام ال12، ومزاعمه بشأن وحدة الصف ووقوف الشعب الى جانبه، والإدعاء بقوة النظام وثباته وإستعداده لخوض الحرب، قد صارت تدحض وتفند من داخل النظام نفسه، وهذا البيان بحد ذاته قد کشف عن شرخ عميق في النظام لا يمکن أن يلتئم إلا برحيله ولاسيما وقد أثبت عدم قدرته على السيطرة على الاوضاع وتلبية إحتياجات الشعب الايراني ناهيك عن کذب وزيف مزاعم إمکانيته في خوض الحرب.
البيان الذي أشرنا إليه في بداية مقالنا، والذي تم نشره في 17 أغسطس 2025، وصف الوضع الحالي بأنه "منعطف تاريخي"، محذرا من أن استمرار المسار الحالي لن يؤدي إلا إلى الانهيار وإضفاء الشرعية على أي حرب مستقبلية ضد إيران. واعتبر أن "تفعيل آلية الزناد بات وشيكا"، مما سيعيد الملف النووي إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ويمهد لحرب ضد إيران. وقدم البيان ما أسماه "الاختيار الشجاع" المتمثل في "المصالحة الوطنية وترك الخصومة في الداخل والخارج" كطريق وحيد للنجاة، داعيا بشكل مباشر إلى "التعليق الطوعي للتخصيب" وبدء "مفاوضات شاملة ومباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وکموقف متوقع، قوبل هذا البيان بردود فعل عنيفة وغاضبة من جانب فصيل الملا خامنئي، وهو ما قد جسد حالة الانقسام العميق في النظام. فقد وصف عضو مجلس النظام، ثابتي، البيان بأنه "نتيجة مباشرة لاستراتيجية خاطئة للوفاق مع أهل النفاق"، وادعى أن "نتنياهو كتبه كلمة بكلمة". وذهبت صحيفة "كيهان" التابعة لخامنئي إلى أبعد من ذلك، حيث اعتبرت البيان "أشبه بمحاولة انقلاب ضد النظام" وتساءلت: "هل هو بيان جبهة الإصلاحات أم ترجمة فارسية لخطاب نتنياهو؟". أما حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في الصحيفة، فقد اعتبر تكرار هذا "الخطأ" بمثابة "خط سياسي" يتماهى مع مطالب أمريكا وإسرائيل بتغيير النظام.
ومن جانبه، اتهم الملا كعبي، عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء النظام، البيان بأنه "ينسجم مع رغبة العدو"، حيث يروج لضعف النظام ويبتعد عن خط الولي الفقيه. أما جواد لاريجاني، أحد منظري الإرهاب في النظام، فقد كان الأكثر صراحة، حيث اتهم "الإصلاحيين" بالسعي إلى "تفكيك" الصناعات النووية وحل حرس النظام الإيراني، واصفا رؤيتهم بأنها "صورة استئصالية" قائمة على اليأس. وأكد لاريجاني أن قبول هذه المقترحات يعني "تسليم البلاد بكلتا اليدين لأمريكا" وتحويل إيران إلى "بقرة حلوب". تصريحاته كشفت عن رعب الجناح الحاكم من أي تراجع، معتبرا أن "آلية الزناد سم زعاف مثل الاتفاق النووي نفسه".
والحقيقة التي تفرض نفسها بقوة، هي إن هذا الصدام العلني يکشف وبصورة واضحة عن المأزق القاتل الذي يواجهه النظام. فالولي الفقيه، علي خامنئي، يدرك جيدا ما قد لا يفهمه قادة "الإصلاحات"؛ وهو أن أي تراجع، حتى لو كان "طوعيا"، سيفسر على أنه ضعف قاتل وسيسرع من وتيرة سقوطه أكثر من أي أزمة أخرى. لذلك، يفضل خامنئي بوعي تام مسار المواجهة والتصعيد على مسار التسليم والتراجع. لكن هذا المسار أيضا محفوف بالمخاطر، حيث يقود إلى عزلة دولية أشد، وانهيار اقتصادي كامل، وغضب شعبي متصاعد قد ينفجر في أي لحظة. في كلتا الحالتين، يبدو أن النظام يسير في طريق مسدود، حيث يؤدي كل مسار يختاره إلى تسريع عملية سقوطه الحتمي.



#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الملالي وتحديات لا قبل له بها
- نظام الملالي يسعى لتأجيج الصراعات الاقليمية خوفا من سقوطه
- المجزرة التي ستبقى تطارد نظام الملالي
- آلية الزناد وحالة الفزع واليأس داخل نظام الملالي
- معطيات تٶکد قرب بزوغ فجر الحرية في إيران
- القمع لن يکون بديلا للحرية
- مشکلة نظام الملالي في بقائه
- مٶتمر إيران حرة 2025 أثبت إرهاب نظام الملالي
- نظام متزلزل ووکلاء مذعورون
- محاولات أشبه برفسات الذبيح
- کشف الهيکل القيادي الارهابي لنظام الملالي
- نظام فاشل وعاجز في موجهة شعب غاضب
- سعي من أجل عدم هبوب عاصفة التغيير في إيران
- هذه ليست سوى البداية!
- التغير في إيران قادم من الداخل
- مرحلة غير مسبوقة في مواجهة نظام الملالي
- الخيار ثالث من أجل التغيير في إيران
- وحدات المقاومة ترد ب47 عملية ثورية ردا على إعدام السجينين ال ...
- إيران ما بعد الحرب ودور المقاومة المنظمة
- مجزرة عام 1988 کابوس نظام الملالي


المزيد.....




- مصر تفتتح معرض -أسرار المدينة الغارقة- في المتحف القومي بالإ ...
- تقرير يؤكد: كوريا الشمالية تمتلك ترسانة سرية قد تهدد الولايا ...
- لأول مرة.. تأكيد أممي على وقوع مجاعة في غزة
- مصادر: سوريا تنوي طرح أوراق نقدية جديدة وحذف صفرين من العملة ...
- السوريون يحيون الذكرى الـ12 لمجزرة الكيماوي في الغوطتين
- دمار هائل خلّفه الاحتلال بمنازل الفلسطينيين شمال الضفة الغرب ...
- الطفلة نور طبيبل.. عيون وآذان والديها الأصمين وسط القصف على ...
- القنصلية الفرنسية في القدس.. هل تُغلق بذريعة مخالفة القانون؟ ...
- وثائق قضائية: صحفيو فوكس نيوز سعوا لدعم ترامب بانتخابات 202 ...
- دمج -قسد- في الجيش السوري.. عقدة عسكرية أم أزمة سياسية وقانو ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - نظام الملالي يواجه أخطر حالة صراع وإختلاف