أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شه مال عادل سليم - المناضلة الشيوعية الباسلة سامال قاسم سعيد ....















المزيد.....

المناضلة الشيوعية الباسلة سامال قاسم سعيد ....


شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 23:03
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ولدت المناضلة الشيوعية (سامال قاسم سعيد ) في مدينة أربيل عام 1957 لعائلة أربيللية تقدمية ووطنية معروفة ، أكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في أربيل ، وقبلت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد..
ان تجربة الشيوعية الباسلة ( سامال ) النضالية عندما كانت طالبة في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد قد افادتها كثيراً ، اذ كانت تقوم بدور كبير بين جماهير الطلبة هناك ، في وقت كانت همجية وشراسة حزب البعث الفاشي على اشدها،وان بغداد يومها لم تكن بافضل حالاً من المدن العراقية الأخرى ، فخفافيش البعث كانت منتشرة في كل مكان وهي تراقب تحركات الطلاب ،وبعد تخرجها من الكلية عادت إلى مدينتها وعُينت في أحدى الدوائر الحكوميةفي أربيل.
في بداية الثمانينات ومن مدينة أربيل الباسلة انطلقت شرارة إعادة الحياة ،والنشاط لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي من جديد بعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها الحزب الشيوعي في بداية 1978 بشكل علني على يد (حليفه الدموي )، وتشتت الكثير من قياداته وكوادره وقواعده ،وتم إعتقال وإعدام العشرات من الشيوعيين الابطال في زنازين البعث الفاشي . وكان على رأس تلك المهمة الثورية والخطرة المناضلة الشابة( سامال ) ورفيقاتها المناضلات البطلات على سبيل المثال لا الحصر: ( مژده ملا حسن ، فتحية ملا محمد مصطفى ، تيريزا يوسف أيشوع ، سليمة رحيم كوندا، حنا توما عجمايا المعروف بمام إبراهيم ،عائشة كروكة ، جنار وبيخال طه ، الدكتور حبيب المالح ، ملا عباس البستاني ، طلعت القصاب ،وعبدالله إبراهيم الشكرجي ).
عملت الرفيقة ( سامال ) تلك الإنسانة الشيوعية المهذبة والمثقفة والمرحة في اصعب الظروف واقساها في مدينتها ، ولم تفارق شفتيها الابتسامة في اصعب الظروف واحلكها سواداَ ، كانت الرفيقة( سامال )شابة لطيفة المعشر ، ذات ثقافة واسعة ، ارتبطت بالحزب الشيوعي العراقي في ريعان شبابها وعملت في التنظيمات الحزب في أربيل ومدن العراق الأخرى ، وكانت تقود اقوى خلايا التنظيم الحزبي في أربيل في بداية الثمانينات مع رفيقاتها ورفاقها .
لعبت الرفيقة( سامال ) مع كوكبة من الشيوعيات الباسلات ، دوراَ ريادياَ في اقتحام ميادين وسوح النضال السياسي الوطني ، وضربن بنضالهن الجسور وعطائهن ، وعملهن المتفاني بين الجماهير ، ومع النساء على وجه الخصوص امثلة رائعة وملهمة نحتت في ذاكرة الاجيال ،وتستحضر عندما تشتد المصاعب وتتعقد ظروف النضال لأستلهام الشجاعة والاقدام وروح التحدي التي تشيعها في النفوس.
في بداية الثمانينات عندما قرر الحزب الشيوعي العراقي التواصل مع التنظيمات الداخل ،وبناء خطوت تنظيمية جديدة ،وتكليف بعض الرفيقات لتنفيذ المهمة الكبيرة والخطرة ، كانت الرفيقة (سامال) من بين الرفيقات اللاتي وقع عليهن اختيار الحزب ، ليتم تكليفها بمهمة بناء خطوت وتنظيمات جديدة ، فترحب بالمهمة التي تم تكليفها بها ،ورأت ان نجاحها في تنفيذ تلك المهمة الخطرة هي خدمة كبيرة لحزبها الذي هو بأمس الحاجة لها ولرفيقاتها ورفاقها على الرّغم من معرفتها بالخطورة التي تعتريها وقد يكلفها تلك حياتها وحياة عائلتها .
خلال عملها في تنظيمات الحزب ، تمتعت الرفيقة( سامال )بشخصية متميزة وجسورة و نشطة ،متفائلة محبة للحياة ، حريصة على العمل ولديها شعور عال بالمسؤولية واحترام المواعيد وجادة وحازمة . كانت الرفيقة تنقل البريد الحزبي من أربيل إلى مواقع الأنصار في جبال كوردستان وبالعكس ، وايضاً التموية على تنقلات وتحركات الرفاق وخاصة الكوادر التنظيمية ومنهم الرفيق الشهيد (ناصح حمدأمين المعروف بـكوجر ) في البيوت الحزبية وتامين تنقلاتهم من منطقة لاخرى، و مدهم بالاخبار والمعلومات ،وساهمت مساهمة فعالة مع رفيقاتها (فتحية ملا محمد و مژده والرفيقة جناز وشقيقتها بيخال وعائشة كروكة )في أرسال الكثير من الشيوعيين من مناطق العراق المختلفة إلى قواعد الانصار - البيشمرگة - وتزويدهم بوقائع وهويات مزورة .
وانا كشاهد عيان اقول بان البطلة (سامال) كانت تقود اقوى تنظيم سري في أربيل ـ تنظيم مرتبط بقاطع أربيل وبشخص القيادي الشيوعي ( سليم إسماعيل المعروف بـ ابو يوسف) .
كانت الرفيقة( سامال) وبتعاون مع رفيقاتها تفنن في ابتكار طرق لنقل البريد الحزبي حيث كن يضعن الرسائل الحزبية داخل انبوبة معجون الأسنان و علب علك ابو سهم ، وبهذه الطرق كن ينقلن البريد الحزبي إلى مدن ومناطق العراق ،وساعدت مع رفيقاتها الكثير من المناضلات والمناضلين على حياة الاختفاء في أربيل .
في اواسط الثمانينات تعرضت الرفيقة للملاحقة والأعتقال من قبل ازلام البعث الفاشي والأجهزة الأمنية ،و تعرضت إلى ابشع انواع التعذيب النفسي والجسدي في مسلخ أمن أربيل الا انها صمدت و تحدت كل أساليب التعذيب و الأرهاب ولم تعترف بكلمة واحدة ، لقد حاولوا معها وبشتى طرق التهديد والترغيب والتعذيب للوصول إلى خيط من خيوط اسرار حزبها ولكنها بقت وفية ومخلصة وأمينة لمبادئها ،وصانت اسرارحزبها وتمكنت الخروج من تلك المحن مرفوعة الرأس ناصعة الجبين، و بعد دفع رشوة و أموال طائلة من قبل والدها واعمامها تم إطلاق سراحها بكفالة .
بعد خروجها من السجن، واصلت العمل في صفوف تنظيمات حزبها ، على الرّغم من كونها كانت تحت مراقبة مكثفة من قبل ازلام و جلاوزة الأمن السري، ولم تتخل عن اداء مهامها الحزبية لحظة واحدة ،على الرّغم من مرضها الشديد وتدهورحالتها الصحية إلى آبعد الحدود نتيجة تعرضها إلى ابشع وسائل التعذيب الهمجي في مسالخ البعث الفاشي . كانت الراحلة تقوم بتنفيذ مهامها التنظيمة بكل دقة وانضباط وبدرجة عالية من المسؤولية التي تتحلى بها ...
رحلت الرفيقة سامال إلى عالم الخلود عام 1996 عن عمر يناهز 49 عاماً بعد اصابتها بمرض عضال ألم بها ولم يُمهلها طويلاً .
لقد تعرضت الرفيقة (سامال) في سجون وزنازين البعث الفاشي إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والإيذاء اللفظي لا تتسع الكلمات ولا السطور للكتابة عن تلك الايام القاسية ، إنما هذا شيء يسير وكلمات قليلة في دورها النضالي والسياسي في مقاومتها ووقوفها بوجه جلاديها .
ستبقى سيرة نضال الرفيقة الشيوعية الباسلة (سامال ) مُلهمه لكل من آمن بالمبادئ السامية التي آمنت بها ولم تحد عنها يومأ .
اخيراً أقول : أن الرفيقة الشيوعية (سامال ) مناضلة وبطلة من بلادي تستحق وبجدارة ان نفتخر بها وبنضالها من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية ،وهي وسام فخر واعتزاز لنا جميعأ.
لقد ادت البطلة( سامال )رسالتها بأمانة ونكران ذات ، فسلام وألف سلام على جسدها الطاهروالراقد تحت الثرى ،و المجد والخلود للمناضلة الشيوعية البطلة (سامال ) ..و عهداً بالوفاء.



#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا سكرتير الحزب الشيوعي الكوردستاني / العراق .. نحن ننتقد ال ...
- 31 أذار ميلاد الشيوعي العراقي وليس الشيوعي الكوردستاني
- الرفيق حسين زه خوك رحل عنّا ولم يرحل منّا
- الرفيق والنصيرالشيوعي ابو افكار
- مأزق اليسار الكوردستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الاخير ...
- مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الخامس ...
- مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الثالث ...
- مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الثاني ...
- مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( 1 6 )
- بشت ئاشان ... شهادات وإعترافات وحقائق
- إلى السيد مفيد الجزائري
- د. شايان عسكري : هناك اكثر من 60 قاعدة عسكرية وامنية تركية ف ...
- من شهداء الحزب الشيوعي العراقي المغيّبينَ
- الشهيد الشيوعي المُغيب (مرتين) ابراهيم محمد علي مخموري
- لعلي مولود محمد - بَطَلَة مِن بِلادي-
- البرلمان الكوردستاني يتحوّل إلى حلبة مصارعة حرة
- عندما يترك الشاعر وصيته فهو لايموت أشتي نموذجاً
- شهادة للتاريخ معركة جبل كوسر ت (2 2 )
- شهادة للتاريخ معركة جبل كوسر ت ( 1 2 )
- مناشدة عاجلة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية الدولية ...


المزيد.....




- تأسيس الحركة السودانية للتحرر الوطني (1946-1947)
- سوريا ـ مئات المتظاهرين في السويداء يطالبون بـ-حق تقرير المص ...
- في اليوم الرابع... صدامات جديدة بين الشرطة وآلاف المتظاهرين ...
- مروان البرغوثي مانديلا فلسطين .. تاريخ نضال الأسير القائد في ...
- احتجاجات ورفض لتقسيم أوكرانيا.. متظاهرون غاضبون من قمة ألاسك ...
- بيان صادر عن القوى والفصائل الفلسطينية من القاهرة
- القوى والفصائل الفلسطينية: الأولوية لوقف العدوان ورفع الحصار ...
- بلاغ الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الاتح ...
- القوى والفصائل تؤكد أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الو ...
- الاشتراكي الديمقراطي ”الحكومة فشلت في ادارة الاقتصاد” - يطال ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شه مال عادل سليم - المناضلة الشيوعية الباسلة سامال قاسم سعيد ....