أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شه مال عادل سليم - الرفيق والنصيرالشيوعي ابو افكار















المزيد.....

الرفيق والنصيرالشيوعي ابو افكار


شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 7068 - 2021 / 11 / 5 - 11:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بقلم النصيرة الشيوعية / تانيا
ترجمة : شه مال عادل سليم

ابو افكار.. اذكرك دائماً بخير :
امشي في طريق خيوطه منسوجة بحِرَفية شديدة , اعرف جيداً بانه محفوف بالمخاطر , وشائك و ملئ بالاشواك والمصاعب ,والانكسار والانتصار , الفرح والحزن , المعارك والمصادمات والمقاومة , الجوع والعطش والبرد والحر .
امشي في هذا الطريق الذي اخترته بأرادتي واصبح جزءاً من حياتي بدون خوف و لا وجل و انظر إلى الأمام ولا التفت للوراء, امشي في هذا الطريق بمعنوية عالية ومن اجل تحقيق هدفنا المنشود ( وطن حر وشعب سعيد ).
كنت أحمل معي حقيبة ظهر( عليجة ) ، والتي دسست بها اوراقي و قلمي و ديوان الشاعر هيمن الخالد والنظام الداخلي للحزب وصورة جماعية واحدة لعائلتي ( شقيقاتي )وقطع من الخُبْز اليابِس . تعرفت خلال مسيرتي على خيرة مناضلي ومناضلات وطني , فمنهم من وَفَّى بنذره، فاستشهد في سبيل الحزب والوطن والشعب منهم : الرفيقة احلام , عائشة كلوكة , خضر كاكيل , مام رسول سور ,ماموستا بختيار , ازاد , ابو ماجد , ابو يحيى , عبير , حاجى بختيار , ارام شاهين , محمد رسول ومحمد الحلاق , وعشرات الاخرين الذين لايزالون يناضلون من من أجل استرداد الوطن والحقوق , والرفيق ابو افكار واحد من هؤلاء الرفاق الابطال .
كان الرفيق ابو افكار امر مفرزتنا المتوجهة من روستي إلى بهدينان , لم اكن اعرف انه رفيق عربي , لانه كان يتحدث بطلاقة باللغة الكوردية (اللهجة الكرمانجية الشمالية العليا ـ البهدينية) مع اهالي القرى . كان الرفيق ابو افكار انساناً مخلصاً و شجاعاً و مقداماً ومضحياً , خلال مسيرتنا التي استمرت 25 يوماً , كان يرعانا جميعاً , وكان طبيب المفرزة ايضاً ، وعند مرورنا بالقرى , كان اهالي القرى يستقبلونه ويستقبلوننا بالترحاب والاحترام , وكان لابو افكار مكانة كبيرة في قلوب اهالي المنطقة .
تحركنا من قرية روستي بعد ايام من هجوم النظام التركي الفاشي على كوردستان وتحديداً وفق الاتفاقية الرسمية مع النظام الصدامي الدموي، التي تمنحهم حق التوغل في الأراضي العراقية أرضاً وجواً لملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني .
بعد المشي لساعات طوية شعرت بالم شديد في قدمي و ظهرت البثور والتقرحات على شكل فقاعات ( دم )،وبسبب خوفي من البغل رفضت ان اركبه و لهذا كنت افضل المشي رغم الامي الشديدة .
مع كل استراحة كان ابو افكار يساعدني ويحرص بشكل مستمرعلى تنظيف الفقاعات بقطنة مطهرة بكحول ومواد معقمة اخرى , وكنت اتألم جداً ,كان ابو افكار يقول : اصرخي ولا تكتمي ، ومع ذلك كنت اصر على التحمل واقول في نفسي : طريقنا طويل ولابد ان ان اتحمل الالم . وبعد كل استراحة كنت استعيد قدرتي على المواصلة رغم المي الشديد .
كانت المفرزة تتحرك بعد كل استراحة والتي كانت ذات فائدة كبيرة لي شخصياً و كنت استفيد منها بقيام الرفيق امر المفرزة ابو افكار بتنظيف وتعقيم جرحي واعادة تضميده لاستانف السير مع المفرزة .
كان ابو افكار يحاول بكل الوسائل ان يقلل من آلامي وشفاء اصابتي ,لكن الاستمرار في المشي لم يمهل التئام الجرح في قدمي
وصلنا الى احدى القرى و قررنا الاستراحة إلى اليوم التالي , فكيّنا احمال الحيوانات وربطناها جيداً وتركناها تعلف وتشرب وترتاح , اصبحت حديث المفرزة وسمعت حديث الرفاق الهامس الذين كانوا يتحدثون عني ولم يعرفوا باني اجيد اللغة العربية قال احدهم : اذا استمرت الرفيقة في المشي ستصاب بالتهابات خطيرة في قدميها , شعرت بالخوف لاول مرة لا اعرف لماذا ولكني لم اقل شيئاً , بل خجلت ان اقول و اسالهم ما هي نسبة الخطورة, حاولت ان انسى الحديث الذي كان يدور عن حالتي.
كان الرفيق النصير (ابو انجيلا) المسؤول السياسي لمفرزتنا وهو رفيق عربي كان يطلق عليّ (الغزالة المجروحة) وانا كنت اضحك عندما كان يناديني بهذا الاسم .
وصلنا من جديد الى احدى القرى , قرر ابو افكار ان نبقى الى الصباح ثم نتحرك , مع النهوض الصباحي مع اول خيوط الفجر تحت صيحات الحرس الاخير استيقظنا من النوم , نظر اليّ ابو انجيلا مبتسماً وبشوشاً وقال : (لقد اشرقت الشمس من الغرب ), لم افهم ماذا يقصد , نظرت الى الجهة الثانية لم ارى اي شروق , تعجبت من كلام الرفيق , سالت الرفيقة بهار عن اي شمس يتحدث هذا الرفيق ؟
اجابت الرفيقة النصيرة بهار لااعرف عن ماذا يتحدث اعتقد انه يحلم ,امضي ولا تهتمي , قلت لها اعتقد انه يقصدني , قمت من مكاني وتوجهت اليه ووقفت امامه مبتسمةً وقلت : صباح الخير رفيقي الذي رأى الشمس تشرق من الغرب !, ضحك بصوت عالي وسكت . قال ابو افكار وهو يسمعنا , اتركيه الان , كيف حال جرح قدميك ؟
قلت له لابأس ..
سالته : متى نصل إلى بهدينان ؟
اجاب : يومين إذا مشينا بخطوات (الغزالة المجروحة) , ضحكنا جميعاً .
يومين اصبح 20 يوم بالتمام والكمال , وصلنا اخيراً إلى البتاليون الاول للحزب في بهدينان,
ومنذ ذالك الوقت اصبحنا ابو افكار وانا رفيقين حميمين , كنا نتراسل دائماً , وعندما كان ابو افكار يعمل في مفرزة الطريق , التقى بوالدي في سوريا وتحدث عني معه وعن مفرزتنا وكيف كنت اصمد امام الامي واواصل الطريق بهدوء رغم المي الشديد .
قلت لوالدي نعم كل ما قال لك ابو افكار عني هو صحيح ولكن لم اكن هادئة وساكنةً ابداً , ضحك والدي وقال اعرفكِ جيداً لهذا لم اصدقه .

تحية لأبو افكار اينما كان .
تحية لجميع رفيقاتي ورفاقي الانصارالابطال الذين تعرفت عليهم ايام الكفاح المسلح ضد النظام البعثي الفاشي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الرفيقة مهاباد حمه رشيد هورامي .. المعروفة بـ( تانيا ) ,مواليد حلبجة عام 1962 , نصيرة شيوعية وكاتبة ومهندسة ,وهي بنت الكادر الشيوعي المعروف والكاتب الصحفي والتربوي الفاضل الراحل حمه رشيد هورامي , شاركت مع شقيقها في الكفاح المسلح مع انصار حزبهم الابطال في الثمانينيات من القرن الماضي ضد النظام الصدامي الفاشي , دافعت بشجاعة عن موقع بشت ئاشان اثناء الهجوم الغادر بقيادة نوشيروان وبقرار جلال الطالباني في 1 ايار 1983 , ثم انسحبت معهم إلى أيران .



#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق اليسار الكوردستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الاخير ...
- مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الخامس ...
- مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الثالث ...
- مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الثاني ...
- مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( 1 6 )
- بشت ئاشان ... شهادات وإعترافات وحقائق
- إلى السيد مفيد الجزائري
- د. شايان عسكري : هناك اكثر من 60 قاعدة عسكرية وامنية تركية ف ...
- من شهداء الحزب الشيوعي العراقي المغيّبينَ
- الشهيد الشيوعي المُغيب (مرتين) ابراهيم محمد علي مخموري
- لعلي مولود محمد - بَطَلَة مِن بِلادي-
- البرلمان الكوردستاني يتحوّل إلى حلبة مصارعة حرة
- عندما يترك الشاعر وصيته فهو لايموت أشتي نموذجاً
- شهادة للتاريخ معركة جبل كوسر ت (2 2 )
- شهادة للتاريخ معركة جبل كوسر ت ( 1 2 )
- مناشدة عاجلة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية الدولية ...
- إلى رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين
- إلى رئيس حكومة إقليم كوردستان
- قتل أسير شيوعي عن لسان شاهد حي 2 2
- قتل أسير شيوعي عن لسان شاهد حي 1 2


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شه مال عادل سليم - الرفيق والنصيرالشيوعي ابو افكار