أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحنبلي - قمة ترامب–بوتين في ألاسكا: يومٌ طويل بلا صفقة… ونتائج بين الرمزية وتثبيت خطوط التماس














المزيد.....

قمة ترامب–بوتين في ألاسكا: يومٌ طويل بلا صفقة… ونتائج بين الرمزية وتثبيت خطوط التماس


عزيز الحنبلي

الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انعقدت قمة أمريكية–روسية نادرة في قاعدة «جوينت بايس إلمندورف–ريتشاردسون» بمدينة أنكوراج بولاية ألاسكا يومي 15 و16 غشت 2025، جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بهدف استكشاف سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. ورغم الزخم السياسي والإعلامي الذي سبق اللقاء، انتهت المحادثات من دون اتفاق على وقف إطلاق النار أو إطار تسوية، فيما اكتفى الطرفان بحديث عام عن «تقدم» بلا تفاصيل.
خلال المؤتمر الصحفي، أعلن ترامب أنّ «لا اتفاق حتى يكون هناك اتفاق»، في صيغة تعكس فجوة باقية بين المواقف وتُحافظ على الباب مفتوحاً لجولة تالية، من غير التزام زمني أو مضمون محدد. أما بوتين فحرص على وصف المناقشات بـ«الإيجابية»، لكن من دون الإعلان عن اختراق ملموس أو تفاهمات مُعلنة. وبذلك، بدت النتيجة «لا صفقة الآن»، مع اعتراف أمريكي بوجود «بعض التقدم» غير المُفصّل.
ردود الفعل الأوروبية جاءت سريعة وحازمة: قادة الاتحاد أكدوا دعم سيادة أوكرانيا، ورفضوا أي «فيتو» روسي على مسار انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو، محذرين من مقاربة تُقرّ بتغييرات حدودية بالقوة. هذه الرسالة هدفت إلى تطمين كييف ومنع أي قراءة تفيد بأن الحوار الثنائي الأمريكي–الروسي يمكن أن يُملي على الأوكرانيين مآلات الحرب من خارجهم.
على مستوى «الخطوات التالية»، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيلتقي ترامب في واشنطن لعرض موقف كييف مباشرةً، مع بحث احتمال عقد اجتماع ثلاثي لاحق يضم أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة إذا نضجت الشروط. غير أن استمرار العمليات القتالية على الأرض أثناء القمة وبعدها عزّز الانطباع بأن المحادثات لم تُنتج وقفاً للأعمال العدائية ولا حتى هدنة مؤقتة.
تحليل الحصيلة السياسية يُظهر مفارقة لافتة: فبينما خرج ترامب ليُقيّم اليوم بأنه «مُنتِج» بلا نتائج مُعلنة، يرى عدد من المراقبين أن بوتين كسب مكسباً رمزياً مهماً بمجرد الجلوس على الطاولة بندّية مع رئيس الولايات المتحدة، وما رافق ذلك من مراسم وصدى إعلامي، من دون أن يقدّم تنازلات في الملفات الجوهرية. وفي المقابل، لم يُسجّل ترامب إنجازاً تفاوضياً يُسوّقه داخلياً أو لدى الحلفاء. خلاصة هذه القراءة: «لا اتفاق، لكن مكاسب رمزية لروسيا، ومزيد من الضغط السياسي على واشنطن وحلفائها لمواصلة البحث عن طريق واقعي إلى وقف الحرب».
خلاصة المشهد: أعادت قمة ألاسكا تشغيل قنوات التواصل المباشر بين واشنطن وموسكو بعد سنوات من القطيعة والتصعيد، لكنها لم تغيّر في ميزان الوقائع: لا وقفاً للنار، ولا إطاراً تفاوضياً مُلزِماً، مع تمسّك أوروبي بدعم أوكرانيا ورفض أي تسوية تنتقص من سيادتها. على هذا الأساس، يمكن النظر إلى القمة كبداية مسار طويل أكثر منها محطة حاسمة؛ مسار ستُحدّد مآلاته القدرة على مزج الضغط العسكري والاقتصادي والدبلوماسي مع إشراك كييف بصورة كاملة في أي ترتيبات مقبلة. وفي انتظار ذلك، تبقى «نتائج القمة» أقرب إلى تثبيت خطوط التماس سياسياً وإعلامياً، لا إلى إعادة رسمها ميدانياً.



#عزيز_الحنبلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حرية التعبير وقدسية المعتقد: رسالة النقيب الجامعي إلى ال ...
- نتنياهو يكشف حلم «إسرائيل الكبرى»: الدلالات، السياق، والاستح ...
- ابتسام لشكر: مسار ناشطة على تخوم الحريات الفردية والجدل العا ...
- رابطة الشرفاء البودشيشيين تنفي “بيان التخلي” وتؤكد شرعية تول ...
- بسبب نظام الكفيل في السعودية الفيلم الهندي “حياة الماعز”يثير ...


المزيد.....




- في تراجع مفاجئ.. ترامب يدعو إلى نشر ملفات إبستين ومحلل سياسي ...
- سوريا ترد على تقارير تسليم مقاتلي الإيغور للصين.. وبيان مشتر ...
- بن سلمان في واشنطن: الدفاع والاستثمارات أولاً، ولا للتطبيع ح ...
- حاملة طائرات أميركية إلى الكاريبي على وقع التوترات مع فنزويل ...
- رئيس النواب الأميركي عن ملفات إبستين: ليس هناك ما نخفيه
- مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار أميركي خاص بغزة
- مقتل مدير مدرسة استهدفته غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- إجراءات بريطانية واسعة لموجهة اللجوء بينها -مصادرة المجوهرات ...
- إيران تباشر عمليات تلقيح سحب في ظل الجفاف الحاد
- ترمب: ربما نجري بعض المناقشات مع الرئيس الفنزويلي


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحنبلي - قمة ترامب–بوتين في ألاسكا: يومٌ طويل بلا صفقة… ونتائج بين الرمزية وتثبيت خطوط التماس