أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحنبلي - ابتسام لشكر: مسار ناشطة على تخوم الحريات الفردية والجدل العام في المغرب














المزيد.....

ابتسام لشكر: مسار ناشطة على تخوم الحريات الفردية والجدل العام في المغرب


عزيز الحنبلي

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 22:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تُعدّ ابتسام (بيتي) لشكر واحدة من أبرز الوجوه النسائية في المغرب المدافعة عن الحريات الفردية وحقوق النساء ومجتمع الميم-عين. عادت إلى واجهة النقاش بقوة في غشت 2025 بعد توقيفها على خلفية صورة بتي-شيرت اعتُبرت «مسيئة للدين»، لتقرر النيابة العامة متابعتها في حالة اعتقال، وسط جدل حقوقي وقانوني واسع حول حدود حرية التعبير وتجريم ازدراء الدين في القانون الجنائي المغربي. وتشير تغطيات صحفية دولية ومحلية إلى أن المتابعة قد تصل عقوبتها إلى خمس سنوات حبساً طبقاً للمقتضيات المعمول بها، فيما طُرحت قضيتها للنقاش العمومي بقوة.
وُلدت لشكر في الرباط في أغسطس 1975، وتابعت دراستها في علم النفس قبل أن تتجه إلى العمل الحقوقي الميداني. وهي معروفة بإعلان إلحادها ومواقفها الصريحة بشأن قضايا الجسد والضمير وحرية المعتقد، ما جعلها صوتاً مثيراً للجدل ومحل متابعة إعلامية داخل المغرب وخارجه. وقد شاركت سنة 2009 في تأسيس «الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية» (مالي) التي رفعت مطالب إلغاء تجريم العلاقات الرضائية والإفطار العلني والإجهاض الإرادي وغيرها من القضايا المرتبطة بالحياة الخاصة.

برز اسم لشكر لأول مرة لدى عموم الرأي العام مع «بيكنيك رمضان» سنة 2009، وهو فعل رمزي للاحتجاج على تجريم الإفطار العلني خلال النهار في الشهر الفضيل. وتلا ذلك محطات صاخبة أخرى؛ من أبرزها دعوتها سنة 2012 لقارب منظمة «وومن أون ويفز» الداعمة لحق الإجهاض إلى السواحل المغربية، وهو ما قابلته السلطات بالمنع، ثم «كيس-إن» تضامني سنة 2013 بالرباط احتجاجاً على اعتقال مراهقين قبّلا بعضهما. هذه المبادرات، وإن قوبلت بالرفض من فئات واسعة، فقد أعادت وضع قضايا الحريات الفردية في صلب النقاش العام.

على مستوى المرجعيات الفكرية، لطالما قدّمت لشكر دفاعها عن الحريات باعتبارها امتداداً لحقوق الإنسان الكونية، مع تركيز خاص على استقلالية الجسد والاختيار الديني واللا-ديني، ورفض التمييز على أساس الميول والهويات الجندرية. وقد صرّحت في مناسبات إعلامية بمواقف صريحة حول اللادينية، ما زاد من حدّة الاستقطاب حول شخصها وحركتها.

أما في تطورات قضية 2025، فقد أفادت مصادر إعلامية أن الشرطة القضائية قدّمت لشكر أمام وكيل الملك بمحكمة الرباط عقب توقيفها يوم 10 أغسطس، بسبب صورة على شبكات التواصل اعتُبرت «مسيئة» مصحوبة بتدوين انتقدت فيه الإسلام بعبارات حادّة. وذكرت تغطيات صحفية أن النيابة العامة قررت متابعتها في حالة اعتقال، وسط ردود فعل غاضبة وأخرى متضامنة، بينما تحدّثت تقارير عن إمكانية تطبيق مقتضيات «إهانة الدين» المنصوص عليها في القانون الجنائي.
ولم تتوقف التداعيات عند الحدود الوطنية؛ فقد تناولت صحف دولية كبرى الملف وربطته بمعضلة التوازن بين حماية المقدّسات وحرية التعبير، في بلد لا تزال فيه العلاقات المثلية والعلاقات خارج الزواج مجرّمة قانوناً رغم مؤشرات انفتاح اجتماعي نسبي في بعض المدن. كما طالبت منظمات علمانية وحقوقية بإطلاق سراحها ووقف الملاحقات على خلفية الآراء، معتبرة أن السجال يجب أن يُدار في فضاء عمومي حرّ لا في قاعات المحاكم.

في المحصلة، يتجاوز حضور ابتسام لشكر صورتها كناشطة مثيرة للجدل إلى كونها «بارومتر» يقيس تحوّلات النقاش حول الحريات الفردية في المغرب: بين تيارات محافظة ترى في أفعالها استفزازاً صريحاً ومساساً بالثوابت، وأصوات حقوقية تعتبر أن الدولة الدستورية الحديثة لا تقوم إلا بترسيخ حرية الضمير والتعبير والحياة الخاصة. وبين هذا وذاك، يظلّ مسارها الشخصي محكوماً بامتحان دائم: إلى أي حدّ يمكن أن تتقدم أجندة الحريات الفردية في سياق قانوني واجتماعي معقّد؟ أحداث صيف 2025 أعادت طرح السؤال بإلحاح، وربما لوقت طويل قادم.



#عزيز_الحنبلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابطة الشرفاء البودشيشيين تنفي “بيان التخلي” وتؤكد شرعية تول ...
- بسبب نظام الكفيل في السعودية الفيلم الهندي “حياة الماعز”يثير ...


المزيد.....




- فتاة فلسطينية تعتلي منصة ملكة جمال الكون لأول مرة في تاريخ ا ...
- تشيلي: تأسيس المنصة البرلمانية للنساء السياسيات من أجل فلسطي ...
- -الفتاة المتعبة-: صيحة مكياج جديدة على تيك توك تحتفي بالإرها ...
- اللاجئات في ألمانيا.. صعوبات مضاعفة رغم وجود فرص مساعدة وافر ...
- كتابة سرية اخترعتها النساء في الصين قبل قرون تلقى رواجا من ج ...
- الأمم المتحدة : ادراج إسرائيل في قائمة العار لجرائم العنف ال ...
- عيد المرأة بتونس.. نساء في مواجهة الاعتقالات وتبعاتها
- غوتيريش يوجه إنذارًا بشأن العنف الجنسي ضد الأسرى الفلسطينيين ...
- الأمم المتحدة تحذّر إسرائيل من إدراجها في تقرير حول العنف ال ...
- غوتيريش يحذّر إسرائيل من احتمال إدراجها في تقرير أُممي حول ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحنبلي - ابتسام لشكر: مسار ناشطة على تخوم الحريات الفردية والجدل العام في المغرب