ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)
الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 18:12
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
يسعى المهاجرون إلى البحث عن حياة أفضل، عن الأمان وفرص العمل. وغالبًا ما تكون الهجرة غير الشرعية السبيل الوحيد للنجاة أمام من يفرّون من الحروب أو الأوضاع الاقتصادية الصعبة. لكن، وعند وصولهم إلى مكان آمن، يجدون أنفسهم في مواجهة القوانين والتشريعات الجديدة التي قد تعصف بأحلامهم.
في أول يوم لتطبيق اتفاق "واحد مقابل واحد" بين بريطانيا وفرنسا، احتجزت سلطات الحدود البريطانية في لندن، بحسب صحيفة أسوشيتد برس، أول مجموعة من المهاجرين ولم يحددوا بعد هويتهم، بموجب خطة تجريبية تهدف إلى إعادة بعض من يعبرون القناة الإنجليزية على متن قوارب صغيرة إلى فرنسا.
وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية، يوم الخميس 8 آب/أغسطس، أن المهاجرين احتُجزوا يوم الأربعاء 7 آب/أغسطس، وهو اليوم الذي دخل فيه البرنامج حيز التنفيذ. وسيتم إيداعهم في مراكز ترحيل المهاجرين إلى حين إعادتهم إلى فرنسا.
وقالت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، في بيان رسمي:
"هذا يُرسل رسالة إلى كل مهاجر يُفكر في دفع أموال لعصابات الجريمة المنظمة للذهاب إلى المملكة المتحدة، مفادها أنهم سيخاطرون بحياتهم ويبددون أموالهم إذا ركبوا قاربًا صغيرًا".
هذا الإجراء يأتي كخطوة أولى بعد الإعلان المشترك من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تموز/يوليو 2025، عن الاتفاق الذي يهدف للحد من عبور المهاجرين إلى بريطانيا بطرق غير قانونية. ورغم أن نطاق التجربة محدود، ترى الحكومة البريطانية أنه إنجاز كبير لأنه يفتح الباب أمام إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى فرنسا.
لكن منتقدي البرنامج يعتبرون أنه لن يحقق ردعًا حقيقيًا، نظرًا لصِغر أعداد المهاجرين الذين ستتم إعادتهم، فضلًا عن الثغرات القانونية التي تسمح للكثيرين بالبقاء في بريطانيا أثناء نظر مطالباتهم المرتبطة بحقوق الإنسان.
وبحسب بنود الاتفاق، على بريطانيا إعادة كل مهاجر يصل على متن قارب صغير قادم من فرنسا، مقابل التزام لندن باستقبال طالب لجوء من فرنسا لديه روابط عائلية أو إنسانية ببريطانيا، ويتقدم بطلب عبر منصة إلكترونية مخصصة لذلك.
ومنذ بداية العام الحالي، وصل أكثر من 25 ألف مهاجر إلى بريطانيا عبر بحر المانش. ووفق وزارة الداخلية البريطانية، يُتوقع بدء عمليات الترحيل الأولى خلال الأسابيع المقبلة، على أن تُرسل بريطانيا أسماء المهاجرين المعتقلين إلى السلطات الفرنسية خلال ثلاثة أيام من احتجازهم، وتملك فرنسا 14 يومًا للرد.
ويؤكد رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة لخفض أعداد المهاجرين، أنه ملتزم باتخاذ "كل الإجراءات اللازمة لتأمين الحدود".
ويبقى السؤال: من يتحمل المسؤولية عن تهجير هؤلاء؟ وما الأسباب التي تدفعهم للمخاطرة بحياتهم في رحلات محفوفة بالموت، بحثًا عن حياة أخرى؟ والى متى تبقى العدالة هاربة من مستقبلهم؟
#ماري_اسكندر_عيسى (هاشتاغ)
Mary_Iskander_Isaa#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟