أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - موسى بصراوي - كونفرانس الحسكة: تجسيد التنوع السوري نحو مستقبل مشترك














المزيد.....

كونفرانس الحسكة: تجسيد التنوع السوري نحو مستقبل مشترك


موسى بصراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 18:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في قلب الجزيرة السورية النابض، مدينة الحسكة، شهدت المنطقة حدثاً محورياً عكس جوهر التعددية السورية وأصالة تطلعاتها نحو مستقبل جامع. تحت شعار "معاً من أجل تنوع يعزز وحدتنا، وشراكة تبني مستقبلنا"، انعقد كونفرانس "وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا"، مستقطباً أكثر من 400 شخصية تمثل فسيفساء المجتمع السوري في شمال وشرق البلاد.

لم يكن هذا المؤتمر مجرد تجمع شكلي، بل كان مشهداً حياً يجسد التنوع السوري في أبهى صوره. لقد جمع ممثلين عن الإدارة الذاتية، وقوات سوريا الديمقراطية، ومجلس سوريا الديمقراطية، إلى جانب طيف واسع من الأحزاب السياسية، والتنظيمات النسوية، ورجال الدين، والشخصيات العشائرية. كما ضم في رحابه كافة المكونات القومية والدينية من كرد وعرب وسريان وآشوريين وتركمان وأرمن وشركس، مؤكداً على أن الوحدة الحقيقية تنبع من الاعتراف بالتعددية واحترامها.

التنوع كركيزة لوحدة المجتمع السوري
تجاوز كونفرانس الحسكة مجرد ترديد شعارات الوحدة ليجسدها واقعاً ملموساً. إن الحضور الواسع والمتعدد الانتماءات قدم نموذجاً حياً لما يمكن أن تكون عليه الحياة السياسية في سوريا، إذا ما تحررت من قيود الهيمنة الأحادية والإقصاء الممنهج الذي طالها لعقود طويلة. هذا المشهد يتناقض بشكل صارخ مع ما عُرف بـ"مؤتمر الحوار الوطني" الذي نظمته الحكومة الانتقالية، والذي اتسم بلون فكري وسياسي واحد، وغيّب عمداً مكونات سورية أساسية.

في المقابل، جاء مؤتمر الحسكة ليقدم رؤية مغايرة تماماً: منصة حقيقية للحوار الوطني الشامل، حيث يتساوى الجميع في الشراكة وصياغة ملامح المستقبل. لقد أثبت هذا التجمع أن الحوار الوطني الفعال لا يُقاس بجمال الخطابات، بل بمدى تمثيل جميع الأطراف على طاولة القرار، وتكافؤ أصواتهم في رسم معالم الغد.

ملامح مشروع وطني جامع: رؤية من الحسكة
لم يكتف البيان الختامي للكونفرانس، الذي تلاه رئيس مجلس قبيلة الطي العربية، حسن فرحان، بتشخيص الواقع، بل رسم خطوطاً واضحة لمشروع وطني جديد يهدف إلى بناء سوريا المستقبل. تضمنت هذه الملامح:
- ترسيخ التعددية: التأكيد على ترسيخ التعدد القومي والديني والثقافي في كافة البنى السياسية والإدارية للدولة.

- دستور ديمقراطي: الدعوة إلى اعتماد دستور ديمقراطي يضمن اللامركزية في الحكم والمشاركة الفعلية لجميع المكونات.

- العدالة الانتقالية: إطلاق مسار للعدالة الانتقالية يكشف الحقيقة، ويحقق المساءلة، ويجبر الضرر، ويضمن عودة آمنة وكريمة للمهجّرين، ويرفض أي شكل من أشكال التغيير الديمغرافي.

- مؤتمر وطني شامل: الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني سوري جامع تشارك فيه كافة القوى الوطنية والديمقراطية دون إقصاء.

الإدارة الذاتية: تجربة قابلة للتطوير
أكد المشاركون في المؤتمر أن نموذج الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا يمثل تجربة تشاركية حقيقية، تتميز بقابليتها للتطوير. هذه التجربة، بحسب المؤتمرين، يمكن أن تشكل أساساً متيناً لبناء دولة سورية ديمقراطية تعددية، تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وتحمي حقوق جميع المكونات. كما شددوا على الدور المحوري للمرأة والشباب والمجتمع المدني في عملية إعادة البناء وترسيخ قيم السلم الأهلي والحوار ونبذ الكراهية.

مؤتمر يعيد الثقة بالمستقبل
على عكس المؤتمرات الشكلية التي تُعقد تحت رعاية سلطات أو حكومات مؤقتة ذات توجه واحد، قدم كونفرانس الحسكة فرصة عملية لإعادة تعريف مفهوم "الحوار الوطني". لقد جعله شاملاً وحقيقياً، ومعبراً عن تطلعات السوريين كافة، لا عن رؤية جهة سياسية واحدة. إنه المؤتمر الذي طالما انتظره السوريون: منصة حقيقية يتشارك فيها الكردي والعربي والسرياني والآشوري والتركماني والأرمني والشركسي، ليس كضيوف على طاولة مُعدة سلفاً، بل كأصحاب قرار ورؤية مشتركة لمستقبل سوريا.

يمكن القول إن الحسكة في هذا اليوم، لم تستضف مجرد مؤتمر سياسي، بل احتضنت مشهداً مصغراً لسوريا التي يطمح إليها شعبها: سوريا حرة، ديمقراطية، لا مركزية، يسودها القانون، وتحترم كرامة جميع أبنائها بلا تمييز. لقد أثبت هذا الكونفرانس أن مستقبل سوريا لن يُكتب بلون واحد، بل بكل ألوانها وتنوعها الغني.



#موسى_بصراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخفيف العقوبات الأمريكية على سوريا بين آفاق التعافي الاقتصاد ...
- العدالة الانتقالية في سوريا: طريق الشفاء الشامل والضمانة الو ...
- قضية تجسس وصراعات داخل وزارة الخارجية السويدية: دبلوماسي متو ...
- مؤتمر وحدة الصف والموقف الكوردي في قامشلو: خطوة تاريخية نحو ...
- الإعلان الدستوري السوري: تكريس للتمييز وإعادة إنتاج للاستبدا ...
- انتفاضة قامشلو 2004: حين أشعل الكرد شرارة الغضب في وجه النظا ...
- إبادة العلويين: وصمة عار على جبين الإنسانية وتتطلب حماية دول ...
- الأقليات في سوريا وإمكانية تطبيق -مبدأ مسؤولية الحماية-


المزيد.....




- الإبادة البيئية والإمبريالية وتحرير فلسطين
- المحكمة للمتظاهرين ضد تجويع غزة: -لماذا لا تحملون لافتات بال ...
- اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة بإسرائيل وسط بحث نتنياهو إعا ...
- في ذكرى هيروشيما وناغازاكي- تحذير مستخلص من التاريخ: ”هذا م ...
- من أجل تجاوز مغرب بسرعتين: مغرب الرأسماليين ومغرب الكادحين- ...
- إجلاء موظفي سفارة کيان الاحتلال في اليونان بسبب الاحتجاجات ا ...
- بعد «الربيع العربي»… صيف الاحترار الأقصى
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يدعو إلى تصعيد وتوحيد النضال لم ...
- «الديمقراطية» تحذر من خطورة قرار اجتياح كل القطاع وإحتلاله ع ...
- -أوديسة- كريستوفر نولان تُغضب البوليساريو بعد التصوير في الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - موسى بصراوي - كونفرانس الحسكة: تجسيد التنوع السوري نحو مستقبل مشترك