أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حاتم الجوهرى - الممثل الرئاسي لشئون مساعدات غزة وإدارتها














المزيد.....

الممثل الرئاسي لشئون مساعدات غزة وإدارتها


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 20:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


تحتاج السياسة وملفاتها المتداخلة محليا وإقليميا ودوليا إلى مرونة عالية استجابة للمتغيرات السريعة واستحقاقاتها؛ وتحديدا في الملفات ذات البعد الدولي التي تتعرض لاستقطاب وتدافع شديدين، وهناك بديهيات يجب القيام بها حتى لو كانت عبر آليات غير تقليدية، بمعنى أنها قد تتم عبر هيكل إداري عماده "فرق العمل" المؤقتة، ولا تقوم على البنية الوظيفية التقليدية لنطاقات العمل في الملفات ذات الصلة.
ومنذ بداية عملية طوفان الأقصى مثَّلَ "معبر رفح" معركة غير معلنة بين مصر و"إسرائيل"، مرورا بخروج المعركة إلى العلن مع سيطرة "إسرائيل" على محور صلاح الدين / فيلادلفي، وصولا إلى ترويج "إسرائيل" مؤخرا أن مصر تفتقد للمعايير الإنسانية وتغلق المعبر في وجه المساعدات، وترفض استقبال الفلسطينيين المحاصرين! وهي الرواية التي تدعمها أمريكا وإعلامها بشدة، ضغطا لتمرير "سيناريو التهجير" والاستيلاء على أرض سيناء.
كما مؤخرا خرجت مظاهرة شديدة الغرابة من بعض "الفلسطينيين" في "إسرائيل" وبالقرب من السفارة المصرية، وبتصريح من سلطات الاحتلال، تطالب بدعم غزة وإنفاذ المساعدات! بالتواكب مع قيام البعض بإغلاق الأبواب الخارجية لسفارات مصر في عدة دول أجنبية، تحت شعار "المعبر مغلق من عندهم وليس من عندنا".
الأكثر غرابة أنه لم يتم محاصرة سفارات أمريكا وإسرائيل، بل تم استهداف سفارات مصر والأردن تحديدا حول العالم، والعجيب أنه لم يتم التوجه لمقر الأمم المتحدة مثلا لمطالبتها بالقيام بدورها الأممي في حماية المدنيين أثناء الحروب والنزاعات المسلحة..!
قد يرى البعض أنه عند مستوى ما من الإدارة السياسية لملف المساعدات هناك تقصير إعلامي وإجرائي بشكل ما، خاصة في ظل تناقضات إقليمية وعالمية تسعى لإعادة تشكيل المنطقة العربية تحت اسم "الشرق الأوسط الجديد"... إجمالا الإدارة السياسية المصرية لملفات السياسة الخارجية تتسم لحد ما بالهدوء والتروي الذي قد يصفه البعض ببطء الاستجابة، بينما يفسره البعض الآخر بأن محددات مصر في سياساتها الخارجية استقرت في تسعينيات القرن الماضي بعد اتفاقية كامب دافيد، في حين التغيرات العالمية والإقليمية المتسارعة حاليا لم تتح لمصر وإدارتها السياسية الفرصة للتعاطي معها بشكل شامل ووفق رؤية جديدة، من ثم تكون رود الفعل في تلك الملفات الخارجية بالقطعة وبعد أن تقع المشكلة، ودون تصورات استباقية.
لأن أي تصور استباقي سيكون عليه مراعاة التناقضات التاريخية وأثرها على المتغيرات المتعددة الراهنة، بما سيضع عبئا ثقيلا على من يتطوع لوضع مثل هذه التصورات الاستباقية، أو السيناريوهات المستقبلية في السياسات الخارجية لمصر.
لكن خلاصة الأمر الواقع الآن دون تركيز على خلفيته التاريخية وآلية عمله القائمة؛ أن مصر وُضعت في موقف سياسي سلبي تم تصويرها فيه في دور "الشرير" الذي لا يساعد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، وهذا الأمر في يحتاج إلى العمل السياسي بطريقة مغايرة وغير تقليدية.
يحتاج إلى تعيين "ممثل رئاسي"، تحت اسم "الممثل الرئاسي لشئون مساعدات غزة وإدارتها" ويكون مقر عمله في سيناء، مصحوبا بفريق عمل ومكتب إعلامي ضخم يستضيف باستمرار الممثلين الدوليين، ويصدر بشكل يومي تقريرا أو بيانا عن حالة المساعدات ومخازنها، مع قيامه ومن ضمن مهامه باستبدال المساعدات التي قد تتعرض لانتهاء الصلاحية بأخرى جديدة باستمرار (ووفق الإجراءات المعيارية المتبعة في مثل هذه الحالات)، ويتم عمل موقع إلكتروني لهذا الممثل الرئاسي وفريق عمله، يتم وضع فيه كافة المعلومات والتحديثات، ويتم وضع عليه بيانات أسبوعية بحالة المساعدات وآليات إدارتها المنضبطة، مع قيام هذا الممثل بإرسال خطاب أسبوعي لسلطات الاحتلال والسلطات الأممية بضرورة إدخال تلك المساعدات، والإعلان عن الحد اللأدني الذي يجب إدخاله يوميا لغزة، ومن المسئول عن رفض دخول تلك المساعدات.
وربما في مرحلة لاحقة قد يتوجه هذا الممثل الرئاسي للسفر خارجا البلاد، لعرض الأمر واحتياجات قطاع غزة على الاتحاد الأوربي وروسيا والصين والأمم المتحدة، وكذلك أمريكا، مطالبا تلك الدول والمنظمة الأممية بالضغط على دولة الاحتلال لحماية المدنيين الفلسطينيين أثناء النزاع والحرب القائمة.
قد نكون في مرحلة تراجع حضاري شديد للذات العربية والدول الإسلامية؛ مرحلة تعرضت فيها المشاريع السياسية والسرديات الكبرى للانسداد والتشقق، ولكن هناك آليات إجرائية يمكن أن تعالج بعض النقاط، إلى حين الوصول إلى قناعة مشتركة بضرورة البحث عن سردية ومشروع سياسي جديد للذات العربية، يضعها في موضع استباقي قادر على مواجهة التحديات الراهنة، والسرديات الجديدة التي على رأسها سردية "الشرق الأوسط الجديد"، ومشروع الاتفاقيات الإبراهيمية، وصفقة القرن الجديدة والمعدلة لتصفية القضية الفلسطينية.
قد تكون التركة ثقيلة بالفعل على كل من ينظر للأمور بجدية، وينظر للصورة الكبيرة دون التفاصيل الكثيرة، ولكن لا يمكن أن ندفن رؤوسنا في الرمل ونكون رد فعل دائما للتغيرات العالمية والإقليمية.
الحقيقة المرة أننا في لحظة انهيار حضاري وتراجع كبير، وأن أبنيتنا التاريخية وسردياتها القديمة الرسمية وغير الرسمية في السلطة وفي المعارضة تجاوزها التاريخ، وأن الجغرافيا العربية حاليا تتعرض لضغوط شديدة من كافة الاتجاهات، دون سردية جيوثقافية تجمعها معا لتواجه تلك الضغوط.
لكن يبقى الأمل ولا ينقطع في تطور الوعي العربي بالحاجة إلى سردية جديدة نواجه بها السرديات الإقليمية والعالمية، ونستعيد ما لنا ونقف عاليا في خضم قرن جديد، يعيد العالم فيه تشكيل سردياته وتمثلاته الخشنة والناعمة.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متغيرات استراتيجية.. وضعف عربي في الاستجابة
- في ذكرى ميلاد مؤسس الصهيونية الماركسية
- الشرق الأوسط الجديد: النووي والوزن النسبي ولماذا ضَربتْ إسرا ...
- زيارة ترامب إعلان غير رسمي للشرق الأوسط الجديد
- الجماعة المصرية: جدل الأمن القومي والمشترك الجيوثقافي العام
- زيارة ماكرون: أوربا ترد على ترامب في ملف فلسطين
- مصر وجدل الاستراتيجية والمعرفة: الدروس الجيوثقافية لمآلات حر ...
- الحداثة الأبدية قراءة نقدية مقارنة للمشروع الغربي
- مصر والاستراتيجية زيرو: تدافع الموانع والممكنات
- هل خسرت المقاومة أم تخاذلت الحاضنة العربية الإسلامية!
- السودان ومصر: إلى أين، سيصل كل منا على حده!
- النمط العسكري للاحتلال: التصعيد ثم التوزان واحتمال اشتعال ال ...
- حروب اليوم وعالم الغد: بين الجيوحضاري والجيوسياسي والجيوثقاف ...
- دور الإسناد الجيوثقافي في الحضور المصري بالصومال
- استراتيجية الأمل: أي تجديد من أجل التجديد الثقافي العربي!
- الوعي الجيوثقافي و دور الدبلوماسية الثقافية في رفد الدبلوماس ...
- الثقافة بوصفها مشتركا مجتمعيا عند التحولات التاريخية
- فوق صفيح ساخن: بيانان ثلاثيان ومذبحة ورد منتظر
- استجابات استراتيجية نتانياهو البديلة: مصر وتركيا وإيران
- استرتيجية للنأي عن الاستقطاب.. أم ديبلوماسية جيوثقافية مصرية ...


المزيد.....




- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...
- مستشفى الشفاء بعد 22 شهرًا من الحرب: غرف مدمّرة وطبابة معدوم ...
- -ميتا- تعين خبيرا في الذكاء الاصطناعي براتب 250 مليون دولار ...
- اليد الميتة: ما لا تعرفه عن سلاح روسيا الذي قد يُنهي العالم ...
- -وعد إقامة دولة فلسطينية فارغ ومتأخر جداً- – مقال في نيويورك ...
- قبيل جلسة للجمعية العامة.. محاولات أمريكية لرفع العقوبات الأ ...
- الحكومة الإسرائيلية تصادق على مخططات استيطانية جديدة تقسّم ا ...
- إسرائيل تعلن -القضاء- على عنصر من حزب الله في لبنان متهم بتو ...
- منها إطالة الإحساس بالشبع.. فوائد صحية مذهلة لبذور الفلفل
- لاريجاني يعود لواجهة القرار الأمني بإيران.. هل تبدأ مرحلة ال ...


المزيد.....

- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حاتم الجوهرى - الممثل الرئاسي لشئون مساعدات غزة وإدارتها