أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سليمان - سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح ولا يُختزل في فئة














المزيد.....

سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح ولا يُختزل في فئة


أحمد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 04:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أكثر من عقد على نضال الشعب السوري، وبعد مقتل قرابة مليوني إنسان وتدمير البنية التحتية والمؤسسات الوطنية، لم يعد مقبولًا ترك النقاش مفتوحًا حول مشروعية أي كيان موازٍ أو مشروع انفصالي يحاول الهيمنة على جزء من الجسد السوري.
فكما لا يقبل أي إنسان وجود كتلة مريضة تهدد سلامة جسده، لا يمكن لأي وطني سوري حقيقي أن يقبل ببقاء تشكيلات مسلحة أو مشاريع ذات جذور استعمارية تنخر وحدة البلاد وتحاول تمزيقها.

إن سوريا المستقبل لا تُبنى على فوهات البنادق، بل على أسس الدولة المدنية الديمقراطية، التي تحترم مبدأ المواطنة، وتكفل العدالة والمساواة أمام القانون، وتنبذ كل أشكال التمييز، سواء كان طائفيًا، قوميًا، دينيًا، مناطقيًا، أو عشائريًا. و لا يمكن بناء هذه الدولة دون توحيد المؤسسات، وتطهيرها من الفساد وضعف الكفاءة، وإشراك أصحاب الخبرة. وإذا اهملت السلطة هذه الأسس، فإنها تفقد شرعيتها الوطنية.

● لا حوار تحت التهديد
الحوار الوطني ضرورة لا بد منها، لكنه يفقد معناه عندما يُطرح تحت تهديد السلاح أو بفرض الشروط المسبقة. السوريون، بكل أطيافهم، يدركون اليوم أن أي حوار حقيقي يجب أن يتم داخل البيت الوطني، لا عبر ممرات الاستقواء الأجنبي أو عبر تحالفات تُستعمل كأدوات ضغط لتحقيق مكاسب فئوية.

● الاختلاف الوطني ليس تهديدًا، بل ضرورة
من المشكلات البنيوية في الحياة السياسية السورية أن الرأي المخالف غالبًا ما يُتهم بالخيانة أو التآمر. هذه الثقافة الإقصائية لا تصنع دولة، بل تعمّق الشرخ والانقسام.

الاختلاف ضرورة وطنية لا تهمة، والنقد البنّاء ليس سعيًا لإسقاط الدولة بل محاولة لإنقاذها. لا سلطة، انتقالية كانت أم دائمة، تملك احتكار الوطنية أو مصادرة النقد.

ما نحتاجه اليوم هو تأسيس وعي تحرري تعددي يحتضن الخلافات، ويفتح الباب لعقد اجتماعي جديد، يعترف بشرعية التنوع السوري، ويرسّخ لحوار وطني صادق ومسؤول. لقد تعب السوريون من الشعارات ومن لغة الإقصاء. وحده الحوار المباشر القائم على الاحترام المتبادل، يمكن أن يعيد الاعتبار للإنسان السوري ويؤسس لوطن مدني يحتضن الجميع.

● عسكرة المجتمع طريق مسدود
الإبقاء على أي تشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة لا يخدم إلا استمرار الفوضى. لا مكان في سوريا الموحدة لأي قوة عسكرية لا تخضع لقيادة جيش وطني موحّد. فالعسكرة الفئوية، مهما كانت شعاراتها، هي وصفة مضمونة لمزيد من الانقسام والاحتراب الأهلي.

● الهوية الوطنية لا تصنع بالبندقية
من يسوّقون لهويات بديلة أو مشاريع حكم مستقل، ينسفون جوهر الانتماء السوري الذي تشكل عبر قرن من التضحيات والتراكم التاريخي. الهوية الوطنية لا تُنتزع من الجغرافيا، ولا تُخلق من المظلومية، بل تتجسد في الانتماء لدولة واحدة، ودستور حديث يصوّت عليه الجميع، ومؤسسات جامعة.

● التذرّع بالأزمات لتبرير الانفصال
محاولات استثمار أزمات محلية مؤلمة، سواء في السويداء أو الساحل أو غيرها، لتبرير مشاريع انفصالية أو التشكيك في نوايا الدولة، لا تعدو أن تكون محاولة مكشوفة لخلق واقع موازٍ يخدم أجندات ضيقة. السوريون باتوا أكثر وعيًا بهذه المحاولات، ولم يعد بمقدور أحد أن يعبث بالوعي الجمعي أو يُفصّل أوطانًا على مقاس مجموعات مسلحة.

● الدولة مشروع للجميع
رغم التحديات، ما زالت هناك فرصة قائمة لإعادة بناء الدولة على أسس أكثر عدالة وشمولًا. الدولة السورية ليست في طور الانهيار، بل هي في مرحلة انتقالية بحاجة إلى إصلاحات عميقة، تضمن تمثيلًا حقيقيًا لكل أبنائها ضمن حكومة مدنية ديمقراطية تعبّر عن التنوع وتحفظ الوحدة في آن واحد.

● إصلاح حكومي يضمن التمثيل والتشاركية
إذا كانت سوريا المستقبل دولة مدنية ديمقراطية كما نتطلع، فإن شكل الحكومة وآلية تمثيل فئات الشعب داخلها ينبغي أن تعكس هذا التوجه بشكل فعلي، لا رمزي. لا يمكن بناء عقد اجتماعي جديد دون إعادة النظر في تركيبة السلطة التنفيذية، بحيث تتحول من توازنات ضيقة إلى تمثيل حقيقي يشمل مختلف المكونات.

ولن تكتمل هذه التشاركية من دون تمكين المرأة سياسيًا، لا كمجرد حضور رمزي، بل كصاحبة قرار في مفاصل الدولة. تمثيل المرأة ليس مكافأة، بل ضرورة سياسية وأخلاقية لمجتمع دفع النساء فيه ثمن الحرب والنزوح والسلم معًا.

الإصلاح لا يبدأ فقط من تفكيك السلاح، بل من صياغة سلطة مدنية جديدة تُبنى على الكفاءة، والتنوع، والتوازن بين الجنسين، والشفافية في التمثيل.

● لا بديل عن تفكيك مشاريع التفتيت
الطريق إلى السلام يمر عبر وحدة الأرض، ووحدة القرار، ووحدة السلاح. من يراهن على مشاريع التقسيم أو التمايز الفئوي يراهن على سراب، وسرعان ما سيتحطم أمام وعي السوريين الراسخ.

كل الكيانات الخارجة عن فكرة الدولة الواحدة، مهما تلطّت خلف شعارات دينية أو قومية أو حقوقية، تبقى مشاريع تفتيت دخيلة تهدد وحدة المجتمع والدولة معًا.

إن سوريا التي يستحقها أبناؤها لا تُبنى على العزل ولا على الحواجز، بل على العدالة والمواطنة والدستور، وعلى حوار وطني جامع، ينهي منطق السيطرة، ويفتح أفق المستقبل أمام الجميع دون استثناء.

صادر عن نشطاء الرأي



#أحمد_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن وسوريا: انفتاح مشروط وحذر استراتيجي
- في أول رد فعل حقوقي : أحمد سليمان يقترح جمال قارصلي لرئاسة ا ...
- تابعية الدين والطائفة
- دراسة في ” أرواح هائمة ” للكاتب التونسي كمال العيادي
- سوريا : جوازات سفر مُغَمّسة بالدم ، في خطوة من اجل انتخاب رئ ...
- معمودية الدم السوري ... مفترقات الثورة والعدالة الفالتة
- كفى تلاعبا بطوائفكم .. أمراء الإرهاب صناعة المخابرات
- مسودات من جنّة - باير - عن بنت -السنكري - و ” قوّاد الحتة ”
- نبيّك مكسور يا وقت
- أربعة اعوام على سجنها… طل الملوحي كاتبة وأسيرة حرب
- الحق إن الثورة أنثى بلباس مذكر ( femen.man ) فيمن رجل
- إلى الحب أوﻻ-;- … بالعدالة يا أربابكم
- مايا ... دفتر أبيض و خبز مذبوح
- أحمد سليمان : الكاهن إبراهيم سروج و” محرقة ” مكتبته
- حلب صندوق دنيا يحترق
- كيماوي “بشار” نووي إيران وفخ أمريكي
- تعليق علي ما حدث بسيناء
- الحركة الإحتجاجية في سوريا وآفاق العصيان المدني
- بعد ثورتين ... يسيل لُعابنا وتذبل عيوننا كُلما قرأنا عن مظاه ...
- ملف مفتوح : النظام يتبع الهوى وليس القانون، و يتجاوز القواني ...


المزيد.....




- مصور نيجيري يحتفي بـ-وحوش صغيرة- في صور شديدة الوضوح
- -وجبة للمفترسات-.. حديقة حيوانات دنماركية تفتح باب التبرع با ...
- دخان كثيف يملأ قطارًا والركاب يفرّون وسط فوضى وصراخ.. شاهد م ...
- مصر: فيديو استغاثة مواطنين من بلطجية ومقتل سائق توك توك.. وا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثي يصدر بيان ...
- روسيا تطلق وابلًا من المسيّرات على عشر مناطق أوكرانية قبيل و ...
- إسرائيل ستسمح بدخول البضائع تدريجيا إلى غزة عبر تجار محليين ...
- مواجهات في نابلس وتهجير صامت بتجمعات بدوية بالضفة
- قرار وشيك من نتنياهو بتوسع العمليات في غزة وأنباء عن ضوء أخض ...
- كاتب إسرائيلي: حكومة نتنياهو فتحت على إسرائيل أبواب الجحيم


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سليمان - سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح ولا يُختزل في فئة