أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد يوسف الحافي - نداء وطني عاجل لقيادة حركة حماس: الوقت من دم والتاريخ لن يرحم














المزيد.....

نداء وطني عاجل لقيادة حركة حماس: الوقت من دم والتاريخ لن يرحم


محمد يوسف الحافي
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 00:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


كيف يمكن وقف هذه المقتلة البشعة بحق الشعب الفلسطيني في غزة؟!! سؤال يلخص أي جهود وطنية أو ممارسات سياسية وحزبية، وهذا الهدف والمعيار الذي يحكم مدى وطنيتها.
منذ قرابة عامين وشعب غزة يقتل ويُجوَّع وتُرتكب بحقه مجازر وممارسات لا إنسانية، وهو الشعب الذي لم يكن أصلا جزءًا من قرار الحرب في السابع من أكتوبر، رغم ذلك سطَّر أسطورة في الصمود ورفض تمرير المخططات الاسرائيلية والأمريكية. ويبدو أنَّ هناك لبسًا عند قيادة حركة حماس في ما يخص معايير الصمود والنصر والهزيمة في الحالة الفلسطينية.
تتفرد حركة حماس بملف المفاوضات باسم المقاومة الفلسطينية، وهي في الواقع مفاوضات حمساوية إسرائيلية، وتعلن بيانات الحركة أنها قادة على الصمود والاستمرار في حرب استنزاف مع إسرائيل، فيما تستمر تضحيات شعبنا ومأساته التي لا تصفها مجرد كلمات. فهل موقف الحركة يستند للأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني؟ وما التكلفة التي يدفعها شعب غزة والقضية الفلسطينية جراء الانقسام واحتكار حماس للمفاوضات؟ ولماذا لا تدار المفاوضات ضمن إطار وطني شرعي ومعترف به من المجتمع الدولي؟
المطالبة بوقف الحرب لا يعني التنازل للعدو الإسرائيلي، ولكن الأهم هو تفويت الفرصة التي يتربصها الاحتلال للاستمرار في الإبادة والتهجير وضم الارض. كيف نفهم حديث قيادة حماس عن الصمود من داخل أرقى المطاعم والفنادق، وما هي مقومات الصمود لدينا؟! لسنا بصدد كيل الاتهامات، وأطفال غزة تموت جوعا، ونساء غزة تفترش الشوارع، وشباب غزة يفقدون كرامتهم وشهامتهم، ما هذه الحالة عندما يصبح كيس الدقيق أهم من إنقاذ روح أو نقل شهيد، وتترسخ قيم الغاب؛ حيث يحصل الأقوى فقط على الطعام. وأعداد الشهداء تتزايد جراء الجوع والمرض كل يوم، فالحرب وتبعاتها أكبر بكثير من أن تحتمل، فشعب غزة أصبح مجهول المصير ومهدور الدم والكرامة، حين يواجه البطش الإسرائيلي، وقسوة الظروف وتوحش التجار والبلطجية واللصوص..
وهنا يبرز سؤال هام، هل تحرير مزيد من الاسرى يوازي أعداد الشهداء؟ هل الاستمرار والتمسك في البقاء في غزة وحكمها يوازي عدد الأيتام والثكلى والأرامل؟ خلال حرب ٢٠١٤ ومفاوضاتها اتهمت حماس ممثلي منظمة التحرير والوسيط المصري بالضغط عليها وإضعاف موقفها، فماذا أنجزت حماس لشعبنا هذه المرة وهي تحتكر ملف المفاوضات؟! في المقابل، تتصيد إسرائيل الذرائع لتمرير مخططاتها، وهي تعلن نيتها ضم أجزاء من غزة، وإن حدث ذلك فلن تخرج منها. وماذا ستفعل حماس إذا ما أقدمت إسرائيل على تهجير سكان غزة للجنوب وضم شمال غزة او استيطانه؟
المعيار الوطني ليس بقاء حماس في حكم غزة، بل بقاء الشعب في غزة. والمعيار الحقيقي للصمود أن يتقاسم شعبنا الرغيف، لا أن يتحول جزء منه لمغامرين وقاطعي طريق يلقون أنفسهم للموت طمعا في إطعام أطفالهم أو تحقيق ربح مالي. حفظ أرواح وصحة وتعليم الأطفال في غزة أهم هدف وطني. قد يكون التنازل للعدو هزيمة، لكن التنازل لمنظمة التحرير الفلسطينية أو لحاضنة عربية ليس هزيمة، وبالمناسبة مطالب منظمة التحرير في مفاوضاتها كانت أعلى بكثير من سقف ما تتفاوض عليه حركة حماس اليوم. فلماذا لا تترجم الشعارات الوطنية التي تطلقها قيادة حماس لمصالحة سياسية وتشاركية في الموقف والتفاوض والقرار الفلسطيني؟ أم لا زالت حركة حماس تتهم الفصائل الوطنية ومنظمة التحرير بالخيانة؟ ولماذا لا تخرج الفصائل الفلسطينية لتوضيح موقفها ورؤيتها المستقلة مما يحدث ومما وصلت إليه مفاوضات التهدئة؟ أين حركة فتح والجبهتان الشعبية والديمقراطية؟ أين الشارع الفلسطيني وقواه الحية من نخب ومثقفين وعمال ومهنيين؟
على حماس أن تدرك أنها تتحمل مسؤولية وطنية وتخوض لحظة تاريخية قد يكون ثمنها ضياع الإنسان والأرض والقضية الوطنية برمتها.
ليس هناك وقت أو مكان للحزبية المقيتة أو الاجندات الخارجية، هناك ضرورة لتشكيل خلية أزمة من المكونات الاجتماعية والنقابية والمجتمع المدني، تسلمها حماس جميع الملفات الإدارية والمجتمعية، وذلك بهدف سحب كل الذرائع من إسرائيل ومعالجة المآسي الطارئة التي تعصف بشعب غزة جراء القتل والتجويع. والعودة للخطة المصرية المدعومة عربيا ودوليا والالتزام بمخرجات مؤتمر حل الدولتين المنعقد مؤخرا في نيويورك، والذي باركته الحركة، والاستفادة من التحركات الدولية المساندة للقضية الفلسطينية، وإن تأخرت حماس في وضع إنجازها العسكري في سياق وطني فلا يجب أن تتأخر أكثر.
فليس معقولا أن تحكم حماس على الشعب والقضية الوطنية من منظور مصالحها الحزبية أو ارتباطاتها الخارجية في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية. إصرار حماس على احتكار التفاوض على كل الملفات يعقد المشهد، ويعطي إسرائيل الذريعة للتنصل من جرائمها، فلما لا تكتفي حماس بالتفاوض على ملف الأسرى فقط وتترك باقي القضايا للمرجعيات الشرعية الفلسطينية أو العربية؟!
غزة مثال الانتماء وخزان الثورة ومفجرة الانتفاضات ضد الاحتلال ومخططاته، لا تستحق أن تمحق عن بكرة أبيها ويهجر سكانها. وطنية حماس تختبر الآن في مدى انتمائها ومسؤوليتها تجاه غزة ومصير شعبها، وغير ذلك من خطابات وشعارات لن يصبر عليها الشعب طويلا. فلتبادر حركة حماس لخطوة حقيقية تجاه شعبها وتجاه المكونات السياسية والمجتمعية الأخرى ضمن إطار وطني جامع؛ لأن المسؤولية تاريخية والمهمة ثقيلة واللحظة تساوي أرواح. والله من وراء القصد



#محمد_يوسف_الحافي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة وترامب: اشكالية الفهم والتصريحات المتناقضة
- المؤتمر الحركي السابع: الساعون لقيادة فتح والمهام الجسام
- سؤال الساعة, ماذا بعد التهدئة المؤقتة في غزة؟ مفاوضات القاهر ...
- الصراع في سوريا وبوادر التحول في النظام الدولي
- الأزمة الدستورية في مصر تحتاج لوقفة تاريخية
- هجوم رفح السيناريوهات والنتائج
- القدس في قلب الربيع العربي
- روسيا تربح جولة مجلس الأمن
- الإضراب العام في مصر: خطوة باتجاه الهاوية
- ناقوس الخطر يقرع من بورسعيد
- سوريا اليوم عراق الامس


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد يوسف الحافي - نداء وطني عاجل لقيادة حركة حماس: الوقت من دم والتاريخ لن يرحم