أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غانية ملحيس - زياد الرحباني: الثائر الذي غنّى للناس لا للسلطة، وكتب بالبيانو نشيد المقاومة… وداعا ها قد رحلت، يا زياد














المزيد.....

زياد الرحباني: الثائر الذي غنّى للناس لا للسلطة، وكتب بالبيانو نشيد المقاومة… وداعا ها قد رحلت، يا زياد


غانية ملحيس

الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 15:12
المحور: قضايا ثقافية
    


لكننا لم نكن نتهيأ لهذا الرحيل، لأنك كنت حيا أكثر من زمن ميت، ولأن حضورك كان دائما أكبر من المسرح، أعمق من اللحن، وأصدق من السياسة.

لم ترحل كفنان وحسب، بل كضمير حي ظل يقاوم الغرق في وحل الطائفية، في مستنقعات الصفقة، وفي أسواق الفن المعقمة من القيم.

أنت سليل العائلة الرحبانية، صحيح. لكنك كنت أكثر من امتداد… كنت خروجا واعيا على النمط، ثورة على الوراثة، وولادة جديدة للفن المقاوم.

في بيت الرحباني الكبير كانت النجوم تعلق على الحان الأمل، لكنك نزلت إلى الشارع، مزجت الموسيقى بصوت المقهورين، وأطلقت ضحكة مرة على لسان سعيد عقل، وشتيمة ساخرة في وجه الطغاة.

زياد…

كنتَ فنانا، مفكرا، كاتبا مسرحيا، موسيقيا استثنائيا… لكنك قبل ذلك وبعده، كنت لبنانيا أصيلا فلسطيني الهوى، يساري الضمير، متمردا على الزيف، واقفا على جبهة الصدق وحدك، حين اختار الآخرون الاصطفاف مع الأقوى.

لم تعتذر يوما عن انحيازك… بل صنعت من انحيازك تيارا، ومن فكرتك ملاذا لكل غريب في وطن لا يشبهه.

لم تغن لفلسطين كقضية بعيدة، بل كأنها المخيم المجاور، والرفيق الغائب، والنشيد المكبوت في القلب.

رثاؤك صعب، لأنك لم تكن يوما تابعا للموت.

كنت ابن الحياة بصخبها، وبجنونها، وحتى بعبثها.

كنت تحترف السخرية من الجنرالات، وتسخر من السخرية ذاتها، وتبكي ساخرا دون أن تذرف دمعة.

لم تكن ابن فيروز فقط، ولا ابن عاصي فقط، بل ابن القضية، وابن الشارع، وابن اللغة التي رفعت مستوى الناس، لا مستوى الطرب.

سكنت المقاهي، وفضحت النخب، وكتبت ما لم يجرؤ أحد على كتابته، لا في الجريدة، ولا على الخشبة، ولا في النوتة.

نم قرير العين يا ابن بيروت العنيدة.

نم يا من ظل يقاوم حتى سقط الزمن من حوله، ولم يسقط هو.

سنبكيك، لا كنجم آخر هوى، بل كمبدأ ظل حيا حتى آخر نفس.

وسنبقى نسمع موسيقاك لا لنهرب من الواقع، بل لنفهمه.

نقرأك لا لنتذكر ماضيا جميلا، بل لنبني معنى لما تبقى من وطن يحتضر.

المجد لك يا زياد،

المجد لفنك الثائر،

المجد لفلسطين التي أحببتها كما يجب…

والمجد لك لأنك بقيت كما أنت: حرا، متمردا، صادقا، وقاسيا كالحقيقة.



#غانية_ملحيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نقد المناسبة إلى مساءلة البنية: نحو معايير ثقافية فلسطيني ...
- فلسطين في قلب المعركة الكونية: من تفكيك العدو إلى نقد الذات ...
- أيهما أخطر: روسيا والصين.. أم أمريكا على العالم؟ وأين موقع ف ...


المزيد.....




- تحذير لسكان هاواي.. لم يصل تسونامي لكن الخطر لم ينتهِ بعد!
- وزيرا خارجية ودفاع سوريا في أول زيارة لموسكو..ماذا بحثا؟
- السويد: السجن مدى الحياة لجهادي شارك في حرق معاذ الكساسبة
- وزير خارجية ألمانيا: عملية الاعتراف بدولة فلسطينية -يجب أن ت ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يطالب العالم بالتحرك -لتغيير النظام- في ر ...
- مقتل ستة أشخاص على الأٌقل بينهم طفل في ضربات روسية على كييف ...
- ما الرسائل التي يمكن استخلاصها من خطاب الرئيس اللبناني الذي ...
- هل يمكن إسقاط المساعدات الإنسانية جوا من دون وقوع ضحايا؟ منظ ...
- إسرائيل تسحب قوات من غزة بالتزامن مع انتهاء -عربات جدعون-
- تايمز: الضفة الغربية في قلب معركة الاعتراف بالدولة الفلسطيني ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غانية ملحيس - زياد الرحباني: الثائر الذي غنّى للناس لا للسلطة، وكتب بالبيانو نشيد المقاومة… وداعا ها قد رحلت، يا زياد