أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الشمري - قراءة لومضة حكمة بقلم الناقد سعد الساعدي














المزيد.....

قراءة لومضة حكمة بقلم الناقد سعد الساعدي


نصيف الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 13:31
المحور: الادب والفن
    


قراءة لومضة حكمة
بقلم الناقد سعد الساعدي

ومضة تُحرر في قفص الكلمات

هذه الومضة القصيرة، كضوء في ليل طويل، تختزل عالماً من الدلالات في حيز ضيق من الكلمات. ليست مجرد أبيات، بل هي (صرخة وجود) مُصاغة ببراعة تشي بقوة لا تُقهر.

يبدأ النص بضمير المتكلّم المُشاكس  "صوتي الصادح بالحرية"  فيعلن عن نفسه بجرأة. كلمة "الصادح" ليست عادية، فهي تحمل رنيناً طقوسياً، كالأذان أو النداء المقدّس، مما يرفع صوت الحرية من مجرد رغبة إلى فريضة حياتية. ثم يأتي الأمر الحازم "اسمعوه"، ليس نداءً بل إعلاناً لا يقبل الجدل، كأنه يهزّ سكون المستمعين المفترضين.

الصورة المركزية "رنين قضبان سجن يتهدم" هي جوهر القصيدة. الشاعر لا يصف السجن وهو ينهار فحسب، بل يُسمعنا صوته - "رنين". هذا التحول من البصر إلى السمع عبقرية؛ فصوت تحطم القضبان هو لحظة التحرر ذاتها، موسيقى الانعتاق التي تتردد في الفراغ الذي كان سجناً. إنه ليس هدماً مادياً فقط، بل تحطيم لفكرة السجن نفسها.

استعارة "حكمة.. لعندليب تحلق" هي تاج النص. العندليب، رمز الشعر والفن والروح الشاعرة، لا يحمل الحكمة بل يصحبها. يبدو أن الحكمة ليست معرفة جامدة، بل كائن حي يرفرف بأجنحة الاستعارة. ووصفها وهي "تحلق في فضاء روح لا حدود لها" يرفع التحرر من المستوى المادي إلى المُطلق الوجودي.
"فضاء روح" ليس مكاناً، بل هو انفتاح الوعي، و"لا حدود لها" تؤكد أن الحرية الحقيقية هي تحرر الروح من كل قيد، حتى القيود المتخيلة.

إيقاع القصيدة قصير، حاد، كضربات المطرقة على القضبان. الجمل قصيرة، فعلية، حاسمة: "اسمعوه"، "يتهدم"، "تحلق". هذا التكثيف يخلق توتراً درامياً يصل ذروته مع صورة التحليق في الفضاء اللامتناهي، وكأن النص نفسه يتحرر من ثقل الكلمات في نهايته.

هذا النص، رغم إيجازه المذهل، يُحدث زلزالاً في النفس. إنه بيانٌ شعريٌ مكثف عن انتصار الروح الإنسانية.
يصوّر الحرية ليس كغياب القضبان، بل كتحولها إلى صوتٍ يُسمع، وكحكمةٍ تكتسب أجنحةً لتسبح في اللانهائي.
عظمته تكمن في قدرته على قول المُعجز باليسير، وخلق كونٍ من التحرر في بضعة أسطر.

إنها دعوة تذكّرنا أن أعظم السجون قد تُهدم بأصغر الأصوات، إذا ما صدحت بحرية الروح.
... 
سعد الساعدي

حكمة
***
صوتي الصادح بالحرية
اسمعوه
رنين قضبان سجن يتهدم
حكمة لعندليب تحلق
في فضاء روح
لاحدود لها
***
نصيف علي وهيب
العراق



#نصيف_الشمري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقظة امل
- صدق النبوة
- شروق
- منتصف الصمت
- نداء المدن
- قࢪاءة تحليلية بقلم الأستاذة سامية خليفة / لبنان
- لا أملك إلا الكلمات
- سباق اللحظات الملونة
- ملكة الظل
- ملامح العشق قصيدة
- مرايا العشق
- همس من ليل البسطاء
- قراءة في نص صدى المشاعر
- صدى المشاعر
- زمن العيد
- بعد الشوق
- مطر الوجد
- سطر حب لأمي
- الوطن
- تقليلية بطعم السرد


المزيد.....




- من فلسطين الى العراق..أفلام لعربية تطرق أبواب الأوسكار بقوة ...
- فيلم -صوت هند رجب- يستعد للعرض في 167 دار سينما بالوطن العرب ...
- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الشمري - قراءة لومضة حكمة بقلم الناقد سعد الساعدي