أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - حرمان العراقيين من الكهرباء والماء سيطيح بمساعي السوداني للفوز في الانتخابات














المزيد.....

حرمان العراقيين من الكهرباء والماء سيطيح بمساعي السوداني للفوز في الانتخابات


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعاني ملايين العراقيين في هذه الأيام من الانعدام التام لخدمة الكهرباء، وكذلك ينقطع تزويد السكان بالمياه بصورة تامة، في سابقة خطيرة لم نجد مثيلا لها طوال العقود الماضية.
لقد تدهورت الكهرباء من سيء الى اسوأ برغم الوعود الكثيرة والاكاذيب عن المشاريع التي تطلقها الحكومة ممثلة بوزير الكهرباء من على صفحة الوزارة في "الفيسبوك" او المتحدث باسمها، وكذلك فشلت الحكومة في ايصال الماء الى اعداد هائلة من السكان لاسيما في العاصمة بغداد.
واذا كان فشل الحكومة يعزوه المسؤولون الى تزايد السكان والاستهلاك او امتداد الاراضي السكنية الى المناطق الزراعية، فذلك عذر اقبح من ذنب، فالناس يضطرون الى البناء والسكن في القطع الزراعية المعروضة للبيع لرخص ثمنها، بسبب فشل السياسة الحكومية في اسكان او تقديم التسهيلات للفقراء وذوي الدخل المحدود في الحصول على منازل، بعد ان رأوا المشاريع الوهمية التي يعلن عنها وقدموا عليها من دون نتيجة ومنها مشروع "داري" الوهمي.
اما تزايد عدد السكان فيجب ان يكون دافعا للحكومة لتحسين خدماتها وتوسيع مشاريعها وليس العكس، وذلك التحسين لم تفعله حتى الآن واكتفت بالحديث المكرر عن العجز وايجاد التبريرات له؛ فمسألة زيادة اعداد السكان ليست مسوغا للتقصير، فلو كان الامر كذلك، فماذا تقول الصين التي تجاوز عدد سكانها مليار و 400 مليون نسمة وكذلك الولايات المتحدة التي يبلغ نفوسها 340 مليون نسمة توفر لهم الكهرباء التي لن تنقطع عنهم حتى في ايام الكوارث الطبيعية.
وفضلا عن ذلك فان توفير الخدمات للسكان، هو من مسؤولية الحكومة، فالعجز في توفير السكن الملائم عي وفق خطة منهجية افتقرت اليها الحكومات المتعاقبة طيلة اكثر من عشرين عاما؛ كان على رئيس مجلس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني ان يحله وبخاصة انه تسلم رئاسة السلطة التنفيذية منذ عام 2022 وحتى الآن، وهي مدة كافية لانجاز مشاريع الماء والكهرباء بصورة كاملة، فمثل هذا الامر تنجزه حتى دول فقيرة فما بالك بالعراق الغني بثرواته الكبيرة ومنها الغاز والنفط؟
فما هي الأسباب وراء هذا الفشل المريع، وهل ينتظر السكان ان يتحسن الطقس في الخريف او الشتاء المقبل لينعموا بالكهرباء والماء في حدهما الاقل، ثم يعاودوا المعاناة المريرة من جديد؟! في دورة قاتلة لن توفر متطلبات حياتهم المعيشية.
يحق لنا التساؤل هنا، هل ان حرمان الناس، يتعلق بالتنافس السياسي في الانتخابات وسعي بعض القوى لإفشال السوداني في الانتخابات المقبلة، اذا كان الامر كذلك فعلى الحكومة ان تعلن ذلك للناس وتكشف عن الأحزاب و القوى التي تمنع توفير الخدمات للسكان.
فهل نصدق النائبة " نورس العيسى"، التي اتهمت قبل ايام سياسيين متنافسين بقطع الماء عن مئات من العائلات لأغراض سياسية وانتخابية في احدى مناطق ديالى، تلك التصريحات التي احدثت ضجة كبيرة لا مجال لتناولها في هذا المقال القصير.
اذا كان الامر كذلك فعلى الحكومة ان تكشف تلك الجهات وان تفضحهم امام الرأي العام؛ لأن الإساءة إلى الناس لتحقيق أغراض انتخابية ضد المنافسين في الانتخابات لدوافع سياسية، هي جريمة مروعة لا يمكن التغاضي عنها.
لقد رأينا الحكومة الحالية بزعامة السوداني تنفذ مشاريع المجسرات وذلك امر ضروري وحيوي للارتقاء بوضع الطرق المتهالكة وتخفيف الزخم المروري؛ ولكن عليها ايضا ان تحل مشكلات الماء والكهرباء، فمن دون ذلك لن يتقدم البلد، ولن يسجل اي انجاز له ولحكومته.
تحل الدول (ومنها تركيا والولايات المتحدة على سبيل المثال) مشكلات توفير المياه بإجراءات عملية توفر المياه على مدار الساعة، اذ تعتمد شبكات توزيع المياه العامة على مصادر طبيعية مثل البحيرات والأنهار والمياه الجوفية، ويجري نقل المياه من تلك المصادر إلى محطات معالجة حيث تخضع لعمليات تنقية وتطهير لضمان سلامتها للاستهلاك البشري.
ثم يجري ضخ المياه المعالجة من محطات المعالجة إلى المنازل عبر شبكة أنابيب واسعة، تشمل أنابيب رئيسة وأنابيب فرعية تصل إلى كل منزل، ويجري من ثم التحكم في ضغط المياه وتدفقها عبر شبكة الأنابيب لضمان وصول المياه إلى المنازل بكميات كافية وضغط مناسب، ويجري تركيب عدادات المياه في كل منزل لقياس استهلاك المياه لتحديد فواتير الاستهلاك؛ و تتولى إدارات المياه المحلية أو الشركات الخاصة إدارة شبكات المياه وتوزيعها وصيانتها، فضلا عن تحصيل رسوم المياه.
ومثل تلك الاجراءات الضرورية والسهلة التنفيذ قياسا الى الثروات الطبيعية والمالية التي يمتلكها العراق، عجزوا عن تنفيذها برغم مرور اكثر من عشرين عاما منذ التغيير في 2003 واكتفوا بالحديث عن مشاريع ماء بائسة انجزوها لم تلبي حاجة السكان ومن ذلك مشروع ماء الرصافة الكبير الذي تحدثوا عنه منذ وقت مبكر وقالوا في تموز 2014 انهم انجزوه "بشكل نهائي"، وانه اصبح "جاهزا للعمل" بحسب حكيم عبد الزهرة، مدير العلاقات والإعلام السابق في أمانة بغداد؛ ولكن المشروع لم يحل مشكلة توفير الماء حتى الآن.
ومثل ذلك يمكن ان نقوله عن الكهرباء التي ظلت غير متوفرة بخطوطها وشبكاتها المتهالكة، واكتفى الناس بحديث المسؤولين المخادع عن توفرها في "الصيف المقبل"، فيمر الصيف المقبل والذي يليه من دون كهرباء.
ما اريد قوله، ان ملفي الماء والكهرباء من المرجح ان يطيحان بآمال رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، للفوز في الانتخابات المقبلة؛ فالوقت الذي حصل عليه منذ عام 2022 كان كاف لانجاز مشاريعه المتعلقة بالماء والكهرباء ولم يفعل.
اما وعود كتلته الجديدة التي اسماها "ائتلاف الإعمار والتنمية" التي ستخوض الانتخابات العامة المقبلة، فلا يثق الناس بها على الاطلاق، لاسيما انها ضمت وجوها فاسدة سابقة، لطالما تنقلت بين الكتل الحاكمة وفقا لمصالحها الشخصية.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلام الخدمات ونار الخطاب الطائفي..العراق نحو المجهول
- من أجل مدن تليق بسكانها وبعض آمال شارع الرشيد
- السلم الاجتماعي في العراق: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل
- اسواق جملة بغداد مشكلات دائمة وحلول مؤجلة
- الانتخابات المبكرة ماذا وراء تداول اخبارها؟
- عطلة 14 تموز في العراق جدل الثورة والانقلاب
- رحلة البحث عن الوظيفة.. تفضيل القطاع الحكومي وقلة عروض القطا ...
- غوارق البصرة بانتظار من يخرجها برغم تعاقب السنين
- الغاء عمل بعثة الامم المتحدة في العراق بين التأييد والاعتراض
- سنة اخرى تمضي: في ذكرى جريمة بشعة
- هل يمكن التعايش مع سلطة القوى الخاسرة؟
- عار المفوضية..كيف يجري تزوير الواقع العراقي؟
- تقويم الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات
- الهوية الوطنية إشكالية المفهوم ومصائر السكان
- موازين العدالة لا يمكن غشها
- كهرباء العراق الكذبة الكبرى والخداع المكشوف
- الإدارة السليمة للموارد المائية والحفاظ على البيئة
- السلف واطفاؤها.. استغلال الفوضى لنهب الأموال
- السياحة البيئية مصدر اقتصادي دائم الاهوار انموذجا
- السوداني يتراجع عن تعهداته والمالكي يتدخل لحماية الفاسدين


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعترض سفينة -حنظلة- المتجهة إلى غزة
- أستراليا وبريطانيا توقّعان معاهدة شراكة نووية تمتد لـ50 عاما ...
- تصعيد بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا وقتلى مدنيون من الطرفين ...
- حزب بريطاني يهدد بفرض إجراء تصويت للاعتراف بدولة فلسطين
- بحثا عن الأطعمة الفاخرة والأرباح على ساحل غرب أفريقيا
- لقاء سوري-إسرائيلي رفيع بباريس: تهدئة مشروطة أم بداية تطبيع؟ ...
- حزب بريطاني يهدد ستارمر بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أميركا
- الشرطة الهندية توقف رجلا يدير سفارة -وهمية-
- صحافي روسي ينجو بأعجوبة من هجوم بمسيرات أوكرانية


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - حرمان العراقيين من الكهرباء والماء سيطيح بمساعي السوداني للفوز في الانتخابات