|
الدولار الأمريكي: الهيمنة العالمية والسيناريوهات المحتملة لانهياره
بلال الشارني
الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 21:53
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
منذ منتصف القرن العشرين، لم يكن الدولار الأمريكي مجرد عملة عادية تصدرها دولة ذات قوة اقتصادية، بل أصبح النسيج الخفي الذي يربط الاقتصاد العالمي كله، والمؤشر الذي يحدد من يصعد ومن يسقط في النظام الاقتصادي العالمي. فقد تحول الدولار من كونه وسيلة للتبادل إلى مخزن للقيمة، ووحدة حساب، وأداة سياسية واقتصادية تستخدمها الولايات المتحدة لفرض نفوذها وهيمنتها على الدول الأخرى.
نشأة الهيمنة: اتفاق بريتون وودز وصعود الدولار كعملة عالمية
في يوليو 1944، اجتمعت 44 دولة من الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية في مؤتمر بريتون وودز لتجنب الفوضى الاقتصادية التي سبقت الحرب، خصوصًا انهيار نظام الذهب والكساد العظيم في الثلاثينيات. تم الاتفاق على ربط العملات الوطنية بالدولار الأمريكي، الذي كان مرتبطًا بالذهب بسعر ثابت، مما جعل الدولار العملة الاحتياطية العالمية التي تحتفظ بها البنوك المركزية بدلاً من الذهب.
بُني هذا النظام على التزام الولايات المتحدة بتحويل الدولارات إلى ذهب عند الطلب، وبالتزام الدول الأخرى بحفظ استقرار أسعار صرف عملاتها أمام الدولار. كما أسس هذا الاتفاق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اللذين شكلا الدعامة المالية للعلاقات الدولية بعد الحرب.
في أوائل السبعينيات، كان نظام بريتون وودز الذي يعتمد على ربط الدولار بالذهب يواجه ضغوطًا متزايدة بسبب عدة عوامل اقتصادية وسياسية. الولايات المتحدة، التي تحملت أعباء الإنفاق العسكري المكثف خلال حرب فيتنام وبرامج الرفاه الاجتماعي، بدأت تواجه عجزًا ماليًا متزايدًا. بالإضافة إلى ذلك، شهدت نهاية الخمسينيات والستينيات ارتفاعًا في عدد الدول التي تحتفظ باحتياطياتها بالدولار وتحاول تحويلها إلى ذهب، مما وضع ضغطًا على احتياطيات الذهب الأمريكية المحدودة.
في 15 أغسطس 1971، أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلغاء قابلية تحويل الدولار إلى ذهب — خطوة صادمة للعالم وأُطلق عليها فيما بعد "صدمة نيكسون". جاء هذا القرار كرد فعل على تآكل الاحتياطي الذهبي الأمريكي، حيث كان هناك خوف من أن تُفرغ الولايات المتحدة احتياطياتها من الذهب بسبب الطلب المتزايد من الدول الأخرى.
بموجب هذا القرار، لم يعد الدولار مدعومًا بغطاء مادي كالذهب، بل أصبح عملة "ورقية" تعتمد بشكل كامل على ثقة الأسواق والمستثمرين في قدرة الاقتصاد الأمريكي على الحفاظ على قيمتها. هذا التحول ألغى الضوابط التي فرضها نظام بريتون وودز على طباعة النقد الأمريكي، مما أتاح للحكومة الأمريكية وللبنك الفيدرالي القدرة على ضخ كميات هائلة من الدولار دون قيد حقيقي.
لكن رغم فقدان الدولار للغطاء الذهبي، استمرت الهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي لأسباب عدة:
القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة: الاقتصاد الأمريكي كان الأكبر والأكثر تنوعًا في العالم، والدولار كان العملة الأساسية للتجارة الدولية، خصوصًا في أسواق النفط والطاقة.
شبكة المؤسسات المالية الدولية: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرها من المؤسسات كانت تُدار وفقًا لمصالح الولايات المتحدة، مما عزز موقع الدولار.
الاعتماد العالمي على الدولار في التجارة والتمويل: جعلت العقود والأسواق المالية الأخرى الدولار هو العملة المهيمنة رغم فقدانه للدعم الذهبي.
هذا الواقع خلق ما يمكن تسميته بـ"نظام الدولار الورقي غير المضمون" أو "نظام العملة الاحتياطية العالمية المبني على الثقة السياسية والاقتصادية"، حيث تعتمد قيمة الدولار على ثقة العالم في الولايات المتحدة وقدرتها على الحفاظ على استقرار اقتصادها، لا على سندات مادية كالذهب.
ومع ذلك، فإن هذه الثقة ليست مطلقة، إذ تعاني الولايات المتحدة من ديون متراكمة وتضخم متزايد، وهما عاملان يضعفان من قدرة الدولار على الاحتفاظ بمكانته العالمية على المدى الطويل، مما يفتح الباب أمام الأزمات والتغيرات الجذرية في النظام المالي الدولي.
استخدام الدولار كسلاح سياسي واقتصادي
تجاوز الدولار الأمريكي دوره التقليدي كعملة للتبادل والادخار، ليصبح أداة مركزية في ممارسة النفوذ السياسي والاقتصادي الدولي. هذا الاستخدام يتجاوز مجرد تأثير القوة الاقتصادية إلى شكل من أشكال الهيمنة التي تفرضها الولايات المتحدة على الساحة العالمية عبر التحكم في النظام المالي الدولي.
في العقود الأخيرة، استخدمت الولايات المتحدة سيطرة الدولار كمفتاح للضغط على الدول التي ترى أنها تهدد مصالحها الاستراتيجية. إذ يرتبط الدولار بشكل وثيق بشبكة مؤسسات مالية دولية وأنظمة دفع إلكترونية مركزية، مثل نظام سويفت، الذي يسمح بتحويل الأموال دوليًا. هذه البنية التحتية المالية جعلت من الدولار أداة فاعلة للعقوبات الاقتصادية التي تستهدف دولًا أو كيانات معينة.
فعلى سبيل المثال، فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على روسيا بعد التدخل في أوكرانيا، حيث جمدت احتياطيات روسيا من الدولار واليورو التي تبلغ مئات المليارات، وقطعت البنوك الروسية الكبرى من نظام سويفت. هذا الإجراء أدى إلى شلل فعلي في قدرة روسيا على إجراء المعاملات المالية الدولية، مما أثر بشكل مباشر على اقتصادها الوطني.
كما استُخدم الدولار كأداة ضغط ضد إيران، فنظام العقوبات الأمريكي منع إيران من الوصول إلى النظام المالي العالمي، مما عرقل صادراتها النفطية وأثر على اقتصادها بشكل حاد.
بالإضافة إلى العقوبات، يفرض الدولار هيمنته عبر سوق السندات والأسواق المالية العالمية. نسبة كبيرة من الديون السيادية للدول النامية والاقتصادات الناشئة مقومة بالدولار، مما يجعل هذه الدول عرضة لتقلبات السياسة النقدية الأمريكية. فعندما يرفع البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، يميل المستثمرون لسحب أموالهم من الأسواق الناشئة والعودة إلى سندات الخزانة الأمريكية ذات العوائد الأعلى والأمان النسبي، ما يسبب نزوح رؤوس الأموال، انهيار عملات محلية، وأزمات مالية في تلك الدول.
وهكذا، تتجلى قوة الدولار في قدرته على التأثير ليس فقط على الاقتصاد الأمريكي، بل على سياسات واستقرار الدول الأخرى، وهو ما يطلق عليه أحيانًا "الدبلوماسية الاقتصادية القسرية". فالتحكم في النظام المالي العالمي يمكّن الولايات المتحدة من فرض إرادتها دون اللجوء إلى القوة العسكرية المباشرة.
لكن هذه الهيمنة تحمل أيضًا مخاطر على النظام العالمي ذاته، حيث تدفع الدول المستهدفة إلى البحث عن بدائل لنظام الدولار، مما يهدد على المدى البعيد بحدوث تقاطعات وانقسامات في النظام المالي العالمي، ويعزز التحول نحو أنظمة متعددة الأقطاب.
السيناريوهات المحتملة لانهيار الدولار: تحليل ماركسي لينيني للتناقضات الهيكلية والإمبريالية الأمريكية
في قلب النظام الرأسمالي الإمبريالي الحالي، يتجلى التناقض الأساسي بين المصالح الاقتصادية الضخمة للطبقة الرأسمالية الحاكمة في الولايات المتحدة، والتدهور المستمر في مؤشرات الاقتصاد الكلي التي تكشف هشاشة هذا النظام. الدولار، باعتباره عمود النظام المالي العالمي، يواجه تحديات جوهرية ترسم ثلاثة سيناريوهات رئيسية لانهياره أو تراجع هيمنته، ولكل منها أبعاد اقتصادية وسياسية واجتماعية متشابكة.
السيناريو الأول: فقدان الدولار لمركزيته العالمية تدريجياً بدون انهيار داخلي حاد هذا السيناريو يعكس حالة من تآكل تدريجي للهيمنة الأمريكية، حيث تتجه الدول الكبرى والاقتصادات الصاعدة نحو التنويع في احتياطياتها النقدية، واستبدال الدولار بعملات أخرى مثل اليوان أو اليورو، أو حتى باعتماد نظام مالي متعدد الأقطاب قائم على سلة من العملات والسلع كالذهب.
من منظور ماركسي، هذا التراجع هو تعبير عن انشقاق تدريجي داخل النظام الإمبريالي، حيث تفقد الولايات المتحدة بعض أدوات سيطرتها الاقتصادية والسياسية، وتبدأ الدول ذات السيادة في مقاومة الهيمنة الأمريكية، خاصة في المجال المالي. ومع ذلك، لا يؤدي هذا السيناريو إلى انهيار داخلي مفاجئ في الولايات المتحدة، وإنما إلى تراجع تدريجي لقوة الدولار وتراجع مؤثر في نفوذ الطبقة الرأسمالية الأمريكية على المسرح الدولي.
سيؤدي هذا السيناريو إلى إعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية العالمية وتشكيل تحالفات جديدة، لكنه يحتفظ بقدر من الاستقرار النسبي، رغم فقدان الهيمنة الكاملة. الأزمة الاقتصادية قد تبقى ضمن حدود تحكم الطبقة الرأسمالية، التي تسعى للحفاظ على مصالحها بوسائل سياسية واقتصادية بديلة.
السيناريو الثاني: انهيار داخلي للدولار في الولايات المتحدة نتيجة لأزمة ديون وتضخم مفرط في هذا السيناريو، تنهار الثقة بالدولار على الصعيد الداخلي، بسبب تراكم الدين العام المفرط، والتضخم المزمن الناتج عن الإفراط في طباعة النقود، مع عدم قدرة الاقتصاد الأمريكي على تحقيق نمو حقيقي يعزز القيمة الحقيقية للعملة.
من منظور ماركسي، هذا يعكس أزمة متأصلة في بنية الرأسمالية الأمريكية، حيث تتراكم التناقضات بين الإنتاج الرأسمالي والمالية المضاربة، وتتوسع فجوة الفقر واللامساواة داخل المجتمع الأمريكي. انهيار الدولار داخلياً يؤدي إلى فقدان القوة الشرائية للطبقة العاملة والمتوسطة، وبالتالي تآكل الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
النتيجة الحتمية هي أزمات اجتماعية عميقة، احتجاجات، وربما صراعات طبقية على نطاق واسع، تشكل تهديداً للنظام السياسي الرأسمالي الأمريكي. هذه الفوضى قد تؤدي إلى اضطرابات تؤثر على الاقتصاد العالمي برمته، خاصة مع تراجع الطلب الأمريكي على الواردات، ونقص الاستثمارات الأجنبية.
السيناريو الثالث: الانهيار المزدوج الداخلي والخارجي (الانهيار الشامل) هو السيناريو الأكثر خطورة وأوسع تداعياً، حيث يتزامن انهيار الدولار على المستوى العالمي مع انهيار داخلي في الولايات المتحدة. بمعنى أن الدولار يفقد مركزه كعملة احتياطية عالمية، وتتخلى الدول الكبرى عن استخدامه في التجارة والاحتياطيات، بينما يعاني الاقتصاد الأمريكي داخلياً من أزمة تضخم متفجرة، وركود عميق، وأزمة ديون شاملة.
من منظور ماركسي لينيني، هذا السيناريو يعكس أزمة الإمبريالية الأمريكية ككل، التي تعبر فيها تناقضات رأس المال المتزايدة إلى حالة من الانهيار الشامل، ليس فقط اقتصادياً بل أيضاً سياسياً واجتماعياً.
تداعيات هذا الانهيار تشمل انهيار النظام المالي العالمي، وتفكك التحالفات السياسية الاقتصادية التي قامت عليها الهيمنة الأمريكية. سينجم عن ذلك اضطرابات عميقة في أسواق الطاقة، التمويل، التجارة العالمية، مما قد يؤدي إلى موجة تضخم عالمية، ارتفاع البطالة، وزيادة التوترات الاجتماعية والسياسية في دول عدة.
النتيجة المحتملة هي بداية تحول تاريخي جذري في النظام العالمي، يهدد مركزية الولايات المتحدة كقوة عظمى، ويفتح الباب أمام صعود قوى اقتصادية وسياسية جديدة، وربما صراعات عالمية على إعادة تشكيل النظام الدولي.
تنبع خطورة هذه السيناريوهات من كونها ليست مجرد أزمات مالية، بل تعبير عن أزمات بنيوية في الرأسمالية الإمبريالية، حيث تتشابك عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية. وتبرز ضرورة فَهْم هذه الديناميات من منظور نقدي، يمكن من خلاله تصور بدائل أكثر عدالة تحرر الشعوب من هيمنة رأس المال الامبريالي.
البدائل المحتملة لانهيار الدولار: بين اليوان والذهب والعملات الرقمية
مع تصاعد أزمة الدولار وهشاشة هيمنته العالمية، بدأ النظام المالي الدولي يبحث عن بدائل قد تشكل نقطة تحول في هيمنة الإمبريالية الأمريكية على الاقتصاد العالمي. من المنظور الماركسي اللينيني، تعكس هذه البدائل محاولات القوى الصاعدة لتفكيك شبكة السيطرة الإمبريالية وإعادة تشكيل النظام العالمي بطرق تخدم مصالحها الطبقية والاقتصادية، لكنها في الوقت نفسه تواجه قيود النظام الرأسمالي ذاته.
1. اليوان الصيني: محاولة للهيمنة الاقتصادية في ظل قيود الدولة الرأسمالية يمثل اليوان البديل الأكثر واقعية من حيث حجم الاقتصاد الصيني المتصاعد، وشبكة الشراكات الاقتصادية الواسعة التي تربط الصين بأكثر من 140 دولة. الصين تبني تدريجياً نظامًا نقديًا مبنيًا على اليوان، مع اتفاقيات ثنائية متعددة لتسوية التجارة باليوان، وتحريك جزء من الاحتياطي العالمي صوبه.
لكن من منظور ماركسي نقدي، رغم قوة الإنتاج الصينية الضخمة، يواجه اليوان عقبات جوهرية:
سيطرة الحزب الشيوعي على النظام المالي، حيث البنوك مملوكة للدولة وتخضع لتدخل سياسي مباشر، ما يقلل من حرية تدفق رؤوس الأموال ويحد من ثقة الأسواق العالمية.
نقص حرية تحويل العملة وغياب الأسواق المالية المفتوحة التي تتميز بها الاقتصادات الرأسمالية الغربية.
المخاوف من تغييرات سياسية مفاجئة قد تؤدي إلى تقلبات حادة في النظام النقدي، مما يجعل المستثمرين الدوليين مترددين في تبني اليوان كعملة احتياطية عالمية.
بالتالي، يبقى اليوان في موقع القوة الصاعدة، لكنه غير قادر حالياً على استبدال الدولار كعملة عالمية مستقرة.
2. الذهب: مخزن القيمة القديم مع قيود الحداثة المالية الذهب لطالما كان مخزنًا للقيمة منذ العصور القديمة، ويمتاز بعدم قابليته للطباعة أو التلاعب السياسي، وهو ما يجعله ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات الاقتصادية.
من منظور ماركسي، الذهب يرمز إلى قيمة مادية حقيقية مستقرة في ظل الأزمات المالية التي يعاني منها رأس المال المالي الورقي. العديد من الدول الكبرى مثل الصين وروسيا والهند بدأت تزيد من احتياطياتها الذهبية كوسيلة تحوط من خطر انهيار الدولار.
لكن الذهب له عيوب تمنعه من أن يكون بديلاً عمليًا للعملات الورقية الحديثة:
عدم ملاءمته كعملة يومية بسبب صعوبة نقله وتخزينه وتكلفته العالية.
غياب النظام المصرفي الحديث الذي يمكن أن يدعم تداول الذهب بشكل فعال.
لا يمكن للذهب أن يؤدي وظيفة وسيط التبادل والتسوية بمرونة كما تفعل العملات الرقمية أو الورقية.
لذلك، الذهب سيبقى ملاذًا استراتيجيًا ومخزنًا للقيمة لكنه غير قادر على قيادة نظام مالي عالمي متكامل.
3. العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية (CBDCs): مستقبل التحول المالي الرقمي تقدم العملات الرقمية للبنوك المركزية (Central Bank Digital Currencies) أحدث التطورات في البنية التحتية المالية، حيث تعتمد على تكنولوجيا البلوك تشين أو أنظمة مركزية حديثة لإصدار عملات رقمية رسمية.
هذه العملات الرقمية تمثل حلاً عمليًا للعديد من تحديات النظام المالي الحالي:
سرعة تداول فائقة وتكاليف معاملات منخفضة.
قدرة عالية على تتبع وتحليل الحركة المالية، مما يقلل من الفساد وغسيل الأموال.
إمكانية دمجها بسهولة في أنظمة الاقتصاد الرقمي العالمي المتسارع.
من منظور ماركسي، رغم هذه المزايا التقنية، هناك مخاوف حقيقية:
سيطرة الدولة المركزية على هذه العملات تمنحها أدوات رقابة صارمة على حركة رأس المال والأفراد، مما قد يقيد الحريات الاقتصادية والاجتماعية.
قد تُستخدم هذه العملات كأدوات لقمع الحركات الاجتماعية والسياسية المعارضة، وتعزيز آليات السيطرة الرأسمالية الحديثة.
عدم وجود توافق دولي واسع لا يزال يقيد قبول هذه العملات كبديل عالمي موحد.
حتى الآن، بدأت الصين بتفعيل اليوان الرقمي في بعض المدن، وروسيا وأوروبا تقوم بتجارب على عملاتها الرقمية، والولايات المتحدة تجرّب إصدار الدولار الرقمي، لكن هذه المرحلة لا تزال تجريبية وغير مكتملة.
الخاتمة: تحول النظام المالي العالمي هيمنة الدولار تمثل شكلًا من أشكال السيطرة الاقتصادية والسياسية التي تُفرض على الطبقات والشعوب في دول العالم المختلفة. ومع تآكل هذه الهيمنة، نشهد بداية تحول في النظام المالي العالمي نحو نظام متعدد الأقطاب، يعكس صراعات القوى الكبرى ومحاولات إعادة توزيع النفوذ العالمي.
لكن رغم التحديات والبدائل، فإن غياب نظام بديل متماسك وموثوق يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار قد تفضي إلى اضطرابات اقتصادية واجتماعية عالمية.
#بلال_الشارني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذكاء الاصطناعي على طاولة القوى العظمى: من سباق التسلح النو
...
-
من هو أبو عبيدة ؟
-
الموقف الغربي من الحالة الغزَية يطلق الرصاص على قدمية وانتحا
...
المزيد.....
-
هذا ما قاله أبو عبيدة.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بعر
...
-
في أول ظهور منذ مارس.. أبو عبيدة يتحدّث عن -معركة استنزاف طو
...
-
البرازيل: المحكمة العليا تفرض على الرئيس السابق بولسونارو وض
...
-
أكسيوس: إسرائيل تطلب من واشنطن إقناع دول باستقبال مهجّرين من
...
-
هل تستحق مشدات الخصر كل هذا العناء؟ إليك 8 آثار جانبية محتمل
...
-
روسيا تحكم بالسجن على 135 متظاهرا ضد إسرائيل بداغستان
-
واشنطن بوست: الديمقراطيون يجرّبون الشتائم لمواجهة تأثير ترام
...
-
أردوغان لبوتين: الاشتباكات في السويداء تشكل تهديدا للمنطقة ك
...
-
غاليبولي الإيطالية تستضيف -حنظلة- قبل إبحارها لكسر الحصار عن
...
-
صحفي يواجه نائبا جمهوريا بتصريحاته حول إبادة وتجويع المدنيين
...
المزيد.....
-
النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط
/ محمد مراد
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|