أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - بلال الشارني - الذكاء الاصطناعي على طاولة القوى العظمى: من سباق التسلح النووي إلى صراع العقول الآلية














المزيد.....

الذكاء الاصطناعي على طاولة القوى العظمى: من سباق التسلح النووي إلى صراع العقول الآلية


بلال الشارني

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 19:13
المحور: الطب , والعلوم
    


في 12 فبراير 2025، أجرى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مكالمة هاتفية مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استمرت ساعة ونصف، وتناولت كما هو متوقع ملفات شائكة مثل الحرب في أوكرانيا، وأزمات الطاقة، وموازين القوى في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مستقبل الدولار ومجموعة "بريكس" التي تسعى لفك ارتباط التجارة العالمية بهيمنة العملة الأمريكية.

لكن وسط كل هذه الملفات الثقيلة، برز موضوع غير معتاد أثار الكثير من التساؤلات: الذكاء الاصطناعي.

من النووي إلى الذكاء الاصطناعي
لم يتطرق الزعيمان إلى الأسلحة النووية، رغم أن بوتين لطالما لوّح بها في مناسبات سابقة. وبدلاً من ذلك، وجّها الحديث نحو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، في إشارة واضحة إلى التغير في أولويات القوى العظمى. لم يعد السباق نحو القوة يُقاس بعدد الرؤوس النووية أو حاملات الطائرات، بل بقدرة كل دولة على السيطرة على مفاتيح الذكاء الاصطناعي.

هذا التحول غير المسبوق يعكس خطورة التكنولوجيا الجديدة، التي باتت في صلب الأمن القومي والاستراتيجي. ولم يعد الأمر يقتصر على بحث أكاديمي أو اختراعات واعدة، بل تحول إلى صراع محموم على السيادة الرقمية والتفوق التكنولوجي.

تكنولوجيا في متناول الجميع
الذكاء الاصطناعي لا يحتاج إلى يورانيوم مخصب أو مختبرات محصنة. يكفي أن تملك دولةٌ ما نظامًا تعليمياً جيدًا، وقدراً من الكفاءة التقنية، لتتمكن من الدخول في هذا المضمار. وهذا ما يجعله مجالاً مفتوحاً يعيد تشكيل موازين القوى العالمية.

وقد تجسّد هذا الواقع في يناير 2025، حين فقدت شركة "إنفيديا" الأميركية ما يقارب 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد، بعد أن أعلنت شركة صينية تُدعى "ديب سيك" عن نموذج لغوي ذكي طُوّر في شهرين فقط، وبتكلفة تقل عن ستة ملايين دولار.

الجذور القديمة للذكاء الاصطناعي
رغم أننا نتحدث عن تكنولوجيا حديثة، فإن جذورها تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، مع العالم البريطاني آلان تورينج، الذي وضع الأسس النظرية للحوسبة. تورينج لم يكن فقط العقل الذي فك شيفرة "إنجما" النازية، بل هو أيضاً من وضع المفهوم الأولي لما نسميه اليوم الذكاء الاصطناعي.

لكن المشروع ظل متعثراً لعقود، خاصة في السبعينيات والثمانينيات، إلى أن أحياه باحثون مثل جيفري هينتون، الذي طوّر فكرة "الشبكات العصبية العميقة" التي تمثل اليوم العمود الفقري لمعظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وقد تُوجت هذه الجهود بجائزة نوبل في الفيزياء لهينتون وزميله هوبفيلد في أكتوبر 2024، كاعتراف بدور أبحاثهم في إحداث ثورة علمية وتكنولوجية عالمية.

حين تصبح الآلة قاتلة
التحول الأكثر إثارة للقلق يتمثل في دمج الذكاء الاصطناعي بالمجال العسكري. فاليوم، تستخدم دول عديدة، بينها أوكرانيا وإسرائيل، طائرات مسيّرة مبرمجة، قادرة على اختيار أهداف محددة والتعامل معها دون أوامر مباشرة من الإنسان.

وقد استخدمت أوكرانيا هذا النوع من المسيرات في ضرب القواعد الروسية، فيما استخدمت إسرائيل نظام "لافندر" في تحديد عشرات آلاف الأهداف في قطاع غزة، ما دفع البعض لوصف تلك المواجهة بأنها "أول حرب بالذكاء الاصطناعي".

ورغم ذلك، فإننا لم نصل بعد إلى مرحلة "الروبوت القاتل" المستقل تماماً، إلا أن التطور الجاري يشير إلى أن هذا السيناريو قد لا يكون بعيداً.

فراغ قانوني خطير
المقلق في هذا السياق هو غياب أي إطار قانوني دولي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب. لا توجد معاهدات تحظر استخدام آلات قادرة على اتخاذ قرار بالقتل، ولا نصوص ملزمة تتعامل مع هذا النوع من الأسلحة الجديدة.

والمفارقة أن المادة 26 من الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية – وهي النص الأقرب – تتناول فقط مسألة الخصوصية، وليس الحق في الحياة! وهو ما يفتح الباب أمام كوارث قد تتجاوز قدرة القانون الدولي على احتوائها.

الصين تتقدم... وروسيا تتراجع
في حين خصصت الصين 150 مليار دولار للهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن روسيا لم تنفق سوى 181 مليون دولار خلال عامين، وفق التقارير. أما الولايات المتحدة، فقد أنفقت أكثر من 4.6 مليار دولار عام 2019 فقط.

السعودية أيضاً دخلت السباق بقوة، من خلال خطة لإنشاء صندوق استثماري بقيمة 40 مليار دولار في هذا المجال، ما يجعلها من أكبر المستثمرين العالميين في الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال الطائرات المسيّرة.

الآلة في ميدان المعركة
حروب اليوم لم تعد تعتمد فقط على الجنود، بل على البرمجيات والطائرات بدون طيار. من أفغانستان إلى ليبيا، ومن أوكرانيا إلى غزة، أثبت الذكاء الاصطناعي أنه لم يعد ترفاً علمياً بل ضرورة عسكرية.

ومع تراجع الحاجة للعنصر البشري في ساحات القتال، ترتفع نسبة الضحايا المدنيين، حيث تصبح الآلة غير قادرة على التفرقة بين عدوٍّ ومارة. الأسوأ من ذلك هو احتمال أن تتصرف تلك الآلات خارج نطاق السيطرة البشرية، وهو كابوس حقيقي يتزايد خطره مع كل يوم.

هل نحن مستعدون لحروب الذكاء الاصطناعي؟
مع كل هذه التطورات، يبدو أن الحروب المستقبلية ستُحسم على يد الخوارزميات، لا الجنرالات. لن يكون هناك مكان للبطولة أو الشجاعة، بل لحسابات باردة تتخذها آلات لا تعرف الرحمة.

العالم يدخل مرحلة جديدة من سباق التسلح. لكنه هذه المرة ليس سباقاً نحو السلاح النووي، بل نحو الذكاء الاصطناعي، الذي قد يحمل لنا مستقبلًا أكثر ظلمة مما عهدناه من الحروب السابقة.



#بلال_الشارني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو أبو عبيدة ؟
- الموقف الغربي من الحالة الغزَية يطلق الرصاص على قدمية وانتحا ...


المزيد.....




- “أغاني لا تنتهي طول اليوم” تردد قناة وناسة 2025 الجديد على ا ...
- مايكروسوفت توقف المساعدة التقنية لأنظمة البنتاغون من فرق في ...
- 14 فكرة تساعدك على تبريد جسمك فى الأيام الحارة
- ماذا يحدث لجسمك عندما تبدأ يومك بكوب من ماء الليمون الدافئ؟ ...
- الحصى الكونية.. أول رصد للمرحلة الأخطر في ولادة الكواكب
- 5 علامات بتقولك إنك مزودها فى الملح.. الحق نفسك قبل المضاعفا ...
- لماذا يصيب حمو النيل الصغار.. طرق العلاج والوقاية؟
- 3 أطعمة تضر بصحة الدماغ.. خطرها مضاعف على الأطفال
- كيف تفرق بين التواء وكسر الكاحل.. وما طرق الوقاية؟
- من تورم القدمين إلى التعب المستمر.. علامات تلف الكلى


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - بلال الشارني - الذكاء الاصطناعي على طاولة القوى العظمى: من سباق التسلح النووي إلى صراع العقول الآلية