أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير عادل - ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين















المزيد.....

ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 55 - 2002 / 2 / 5 - 08:45
المحور: حقوق الانسان
    




لن تنسى امريكا ابدا تاريخ "11 ايلول". لا لان جريمة وحشية ارتكبت في ذلك اليوم بحق مواطنيها الابرياء،بل لأن تلك الجريمة اطلقت يداها كي تنتهي من رسم الملامح النهائية للنظام العالمي الجديد الذي بدأ العمل به منذ حرب الخليج الثانية اثر اجتياح العراق الكويت . ان ذلك التاريخ انهى جميع التنظيرات والاحاديث والكلام والثرثرة حول عالم متعدد الاقطاب وعالم القطبين وثلاثة اقطاب. اليوم اصبح العالم يقوده قطب واحد ودون منازع وبكل سرور وتقدير من لدن حكومات العالم !
كل من يتذكر مؤتمر دربان في جنوب افريقيا،ولا يسر الساسة الامريكان طبعا وخاصة وزير خارجيتها كولن باول حتى ان يمر عبر ذاكرتهم، سيلمس المأزق الذي وصلته مكانة امريكا في العالم ومدى الاشمئزاز والنفور من سياستها التي عبرت عنه الاف من المنظمات العالمية المشاركة في ذلك المؤتمر .الا ان تاريخ "11ايلول" اسدل الستار على احداث ذلك المؤتمر .
كل من يتذكر كيف جوبه مشروع العقوبات الذكية المقترح البريطاني والمدعوم امريكيا، من لدن القوى الانسانية في العالم المناهضة للحصار الاقتصادي على العراق ومن قبل نفس الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ،سيدرك فورا تصاعد العد التنازلي للهيمنة الامريكية على العالم . بيد ان تاريخ "11ايلول" اوقف العدد الذي بدأ…الخ
في الطرف الاخر من العالم، وقف مبارزان في سوق المزايدة السياسية ،الاول كان حارس البوابة الشرقية صدام حسين .فهو اعاد الى الذاكرة ومن ثم الى التداول مبدأ "المقايضة" ،حيث قايض انسحابه من الكويت مقابل انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية والعربية .وما زال الى يومنا هذا يدعوا الى مؤتمر قمة عربي في مدينة مكة اولا او أي عاصمة عربية اخرى عبر نداء وجه في 15 كانون الاول من العام المنصرم، لحشد التضامن لا من أجل "رفع الحصار الاقتصادي عن العراق" بل من اجل القضية الفلسطينية . هل من الممكن ان يجد أي أمرء في العالم هذا النوع من نكران الذات؟
اما المبارز الثاني ،فكان اسامة بن لادن ،ظهر في قناة الجزيرة في الايام الاولى للهجوم العسكري الامريكي على جماعة الطالبان، ليصرح مثلما صرح مبارزه الاول، على امريكا ان ترفع الحصار الاقتصادي عن اخوته في العراق وعدم دعم اسرائيل والانسحاب من اراضي المسلمين وبالمقابل سيرفع شره عن امريكا.الا ان شره انقلب عليه ودفع العالم ومن ضمنه الشعب الفلسطيني ثمن جرائمه. الفارق الوحيد في الندائين ذكر الحصار الاقتصادي لابن لادن ،في حين غاب عند صدام حسين. وما عداه فكان مشترك في مبدأ "المقايضة" بالقضية الفلسطينية عبر المقولات الاسلامية مثل الجهادوالمؤمنين وبسم الله الرحمن الرحيم حتى وصلت تلك المقولات في نداء صدام حسين الى 78 كلمة ومقولة، لا يرددها الا الجماعات الاسلامية .
ان امريكا نجحت في طوي ملف الحصار الاقتصادي الى اشعار آخر وجاء في صالح طرفي النزاع العراقي والامريكي معا .ذلك الملف المدون فيه معاناة 22 مليون انسان عراقي حكم عليهم بالموت البطيء. وهو عنوان فضيحة جريمة امريكا وادانتها ولا يمكن استمرارها في هذه الجريمة دون خلق المبررات في ادامتها. ولم يحصد العراقيون من تاريخ 11 ايلول الا تأجيل معاناتهم الى اجل غير مسمى،وهذا هو سر بقاء حكومة صدام حسين ولهذا لم يشر اليه في نداءه المذكور.
ما بين الطرفين يقف طرف صامت ومذهول ، طرف ادمي قلبه على ضحايا الحصار الاقتصادي حيث يقدر شهريا ضحايا جريمة ايلول في امريكا . طرف ما زال لم يفق من صدمة "11 ايلول" .طرف شوش عليه صناعة الاعلام السياسي والسي ان ان والبي بي سي، بحيث نسى ما يحدث في العراق ،في الوقت الذي كان يتعالى صوته قبل احداث ايلول وهز مرات عديدة القرار الامريكي في شن حملته العسكرية ضد جماهير العراق مما ادى الى ايقاف عملياته.هذا الطرف هي القوى الانسانية التي تحتاج الى قيادة ترص صفوفها في جبهة عالمية واحدة .
جبهة الاحتجاج العالمي ضد الحصار الاقتصادي ليست كالجبهة الانسانية التي وقفت ضد الحرب الامريكية في فيتنام .صحيح كانت هناك عوامل موضوعية مثل وجود الكتلة الشرقية وقوى يسارية واشتراكية عريضة في العالم ،تستمد قوتها من وجود الاتحاد السوفيتي التي عرفت نفسها الى جانب تلك القوى لصالح صراعها مع الحلف الاطلسي اضافة الى ضحايا الحرب من الجنود الامريكان، كان لها تاثير كبير في تمتين الجبهة المناهضة للحرب في قلب امريكا نفسها . والصحيح ايضا،هذه القوة موجودة اليوم رغم غياب العوامل الانفة الذكر، لكنها متبعثرة ولا تمتلك النفس الطويل لغياب قيادة منظمة لها .
كان الحزب الشيوعي العمالي العراقي سواء قبل تشكيله –كحركة سياسية واجتماعية- او بعده ، رغم ادانته الحصار الاقتصادي منذ اليوم الاول عندما شرع كقرار في اروقة المجلس الامن ومن ثم رفعه شعار "رفع الحصار الاقتصادي بدون قيد او شرط"اضافة الى ادخال ذلك الشعار في القاموس السياسي لمقولات المعارضة العراقية دون اية مبالغة ،ورغم انه نظم الحملات الدعائية والسياسية ضد الحصار الاقتصادي ومشاركته في بعض المؤتمرات،وله الحق ايضا ان يفخر بموقفه الانساني الى جانب جماهير العراق في ادانة الحصار . الا انه لم يستطع ان يكون قوة قائدة ومنظمة للحركة المناهضة للحصار الاقتصادي في العالم .
جماهير العراق تحتاج اليوم الى أكثر من رغيف خبز .وما دام هناك حصار اقتصادي لا يمكن ان تحصل على ابسط الحقوق الانسانية. جيل اليوم سيسأل من الذي يستطيع ان يبعد شبح الموت جوعا وعوزا ومرضا عنا وعن اجيالنا اللاحقة ؟
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يستطيع ان يأخذ الدور القائد للحركة المناهضة للحصار الاقتصادي وهو الوحيد له الامكانية والمصلحة دون تناسي بشكل متعمد ملف معاناة 22 مليون انسان عراقي.الدور المفترض ان يأخذه الحزب الشيوعي العمالي العراقي ضد الحصار الاقتصادي هو رص صفوف وقيادة الجبهة العالمية المعادية للحصار الاقتصادي. ودون هذا الدور ستكون الحملة المناهضة للحصار متلكئة وغير ذي فعالية مطلوبة. آن الاوان ان تع البشرية، بأن الانسان العراقي بات لا يتحمل اكثر اطالة امد الحصار الاقتصادي وتسويف حقوقه الانسانية .




#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي
- لا تقلق .. يا بلير
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير عادل - ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين