إعادة هيكلة المجلس الوطني للصحافة: خطوة نحو تعزيز الاستقلالية أم تقييد للحرية؟

محمد الزيري

الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 15:21
المحور: الصحافة والاعلام
    

قراءة نقدية...

يتعلق الأمر بمشروع القانون رقم 26.25 الذي يهدف الى إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة وتحديد مهامه وآليات عمله، ويهدف إلى تعزيز دور المجلس في الرقابة على قطاع الصحافة، وحماية حقوق الصحافيين، بالإضافة إلى تنظيم الممارسات الصحفية وتطويرها بما يتماشى مع المعايير المهنية والأخلاقية.
أهداف القانون
1. تعزيز الاستقلالية الصحفية: من خلال وضع إطار تنظيمي يدعم الصحافة الحرة ويضمن استقلاليتها عن التأثيرات السياسية والاقتصادية.
2. تنظيم القطاع الصحفي: من خلال إصدار قانون ينظم مهنة الصحافة وينشئ آليات للمراجعة والتقييم.
3. حماية حقوق الصحافيين: تحديد حقوق الصحفيين وواجباتهم، وضمان ظروف عمل ملائمة.
4. تحسين المهنية: وضع معايير أخلاقية ومهنية للصحافة التي تمارس في المغرب.

النقد والتقييم.
1. الإشكالية المتعلقة بالاستقلالية:

يظهر مشروع القانون رغبة في تنظيم المجلس الوطني للصحافة بطريقة قد تساهم في تعزيز الاستقلالية الصحفية ومع ذلك يبقى تساؤل مهم حول مدى استقلالية المجلس نفسه إذا كانت هناك تدخلات حكومية في تشكيل المجلس أو في اختيارات الأعضاء قد يهدد استقلالية الإعلام.
هناك مخاوف بشأن استخدام المجلس كأداة للرقابة السياسية على وسائل الإعلام، مما يحد من حرية الصحافة ويقيد العمل الصحفي المستقل..

2. التوازن بين الحرية والمسؤولية:

يتضمن المشروع معايير أخلاقية ومهنية قد تكون ضرورية، لكنها قد تفتح المجال لتفسير واسع قد يستخدم لتقييد حرية التعبير. أي محاولة للرقابة المفرطة أو لفرض معايير قد ينظر إليها على أنها تقيد قدرة الصحافيين على القيام بواجباتهم بحرية.
يجب إيجاد توازن بين تعزيز حرية الصحافة وفرض معايير تحترم حرية التعبير، خصوصا في سياق الأحداث السياسية والاجتماعية المتغيرة في البلاد.

3. الشكاوى والرقابة:

من الجوانب الإيجابية في مشروع القانون أن المجلس سيكون له دور في التحقيق في الشكاوى المتعلقة بالممارسات الصحفية، لكن هناك تساؤلات حول فعالية هذا الدور في ضمان الحماية الحقيقية للصحافيين وضمان أن التحقيقات ستكون عادلة وغير منحازة.
قد يواجه المجلس تحديات في تحقيق التوازن بين مصالح الصحافة وحماية الأفراد والجماعات من التشهير أو الأخبار الكاذبة.

4. الإجراءات الإدارية والتقنية:

من المهم أن يتم توضيح الإجراءات المتعلقة بتشكيل المجلس وآليات اتخاذ القرار داخل المجلس الوطني للصحافة، بما في ذلك آلية اختيار الأعضاء وطريقة اتخاذ القرارات.
قد تكون هناك حاجة إلى وضع آليات أفضل للتواصل مع الصحافيين والمجتمع المدني للتأكد من أن قرارات المجلس تتخذ بناء على استشارة واسعة.

5. دور المجلس في التكوين الصحفي:

يجب أن يشمل دور المجلس الوطني للصحافة أيضا تعزيز البرامج التدريبية والتعليمية للصحافيين، لضمان رفع مستوى المهنية في القطاع، ومواكبة التطورات التقنية والتحديات الحديثة.

6. ما يجب فعله..

1. تعزيز الشفافية في اختيار الأعضاء: يجب أن تكون هناك آلية شفافة وواضحة لاختيار أعضاء المجلس لضمان استقلاليته.
2. الحد من الرقابة المفرطة: ينبغي أن يتم ضبط المعايير الأخلاقية والمهنية بشكل دقيق حتى لا يتم استخدامها للحد من حرية الصحافة.
3. التوسع في التعليم والتكوين الصحفي: من المهم أن يولي المجلس أهمية كبيرة لتطوير برامج تدريبية لضمان تحسين مستوى الصحافة في البلاد.
4. إشراك المجتمع المدني: من الأفضل إشراك المجتمع المدني في آليات اتخاذ القرار في المجلس لضمان أن تكون القرارات شاملة وتعكس التنوع في الآراء والمواقف.

إن مشروع القانون رقم 26.25 يمثل خطوة هامة نحو تنظيم مهنة الصحافة في المغرب، ولكنه يحتاج إلى موازنة دقيقة بين تعزيز الاستقلالية وحماية حرية الصحافة، وبين ضمان المسؤولية والأخلاقية المهنية. في النهاية، ينبغي أن يساهم المشروع في بناء بيئة إعلامية حرة ومستقلة تتيح للصحافيين أداء دورهم بشكل فعال وآمن.
والسلام عليكم

#محمد_الزيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل