أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الزيري - لا أحد سأل، لكن... لماذا يفرض على الصحافيين ما لا يفرض على غيرهم؟














المزيد.....

لا أحد سأل، لكن... لماذا يفرض على الصحافيين ما لا يفرض على غيرهم؟


محمد الزيري

الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 15:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


في خضم النقاش المحتدم حول مشروع القانون رقم 26.25 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، يبرز سؤال جوهري: هل من المنطقي أن يدار هذا المجلس، المفترض أنه من صلب مهنة الصحافة، بتمثيليات خارجية تتجاوز الصحافيين أنفسهم؟
ولعل السؤال الأكثر إحراجا الذي علينا أن نطرحه اليوم، هو: هل يوجد صحافي واحد داخل المجالس الدستورية الأخرى؟ الإجابة، طبعا، لا.
لا أحد يجرؤ على اقتراح تمثيلية صحافية داخل هيئات القضاء أو المحاماة، أو التعليم أو الموثقين أو.... لأن الجميع يجمع على أن تلك المهن تنظم نفسها بذاتها، عبر آليات داخلية، وانتخابات ديمقراطية، وضمانات مهنية راسخة.
فلماذا إذن يفرض على الصحافيين عكس ذلك؟ ولماذا يطلب منهم تقبل وصاية مقنعة تحت يافطة التعدد والهيكلة التشاركية؟ وهل الصحافيين قاصرين حتى تفرض عليهم الوصاية بهذه الطريقة الهجينة؟
مجلس "للصحافة"... دون الصحافيين؟
المجلس الوطني للصحافة، في صيغته التي يراد فرضها من خلال مشروع القانون 26.25، يتحول من فضاء للتنظيم الذاتي إلى هيئة هجينة تغرق بتمثيليات خارج المهنة:
ممثلون عن الناشرين يتم اختيارهم وفق معايير مالية تقصي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ممثل عن السلطة القضائية.
ممثل عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
أعضاء يعينون بقرارات حكومية.
وسط هذا الحشد، لا تمثل فئة الصحافيين المهنيين إلا أقلية، في مفارقة صادمة داخل مجلس من المفروض أنه خلق لحماية مهنتهم وتنظيمها.

التنظيم الذاتي ليس امتيازا... بل حق دستوري.

الفصل 28 من دستور المملكة واضح: تنظيم مهنة الصحافة يتم في إطار من الاستقلال والتنظيم الذاتي. هذا ليس ترفا، بل ضمانة دستورية، تساوي ما هو معمول به في القضاء، في المحاماة، في مهن التوثيق، وفي الطب والهندسة. إن فرض تمثيليات غير منتخبة، أو منح صلاحيات تأديبية كمنع الصحف من الصدور، يهدد جوهر هذا التنظيم الذاتي، ويحول المجلس إلى ذراع رقابي بدل أن يكون إطارا مِهنيا مستقلا.
فاعتماد معايير رقم المعاملات وعدد العاملين لتمثيل الناشرين، لا يكرّس فقط إقصاء الصحافيين، بل يمهّد لهيمنة قلة من المقاولات الكبرى، وإخراج الصحافة المستقلة والجهوية والمجتمعية من دائرة التأثير والتنظيم.
فهل يعقل أن يدار مشهد إعلامي متنوع وحيوي بمقاربة "اقتصادية" صرفة؟ الصحافة ليست تجارة وفقط، بل رسالة ومؤسسة مجتمعية رقابية.

كفى من المنطق المعكوس
إذا كان القضاة ينظمون شؤونهم، والمحامون يديرون مؤسساتهم، فلماذا يحرم الصحافيون من حقهم في أن ينتخبوا ويمثلوا أنفسهم بأنفسهم؟
السماح للحكومة بتعيين أعضاء، وللجهات غير المهنية بالتغلغل في بنية المجلس، لا يعيد تنظيم الصحافة، بل يعيد ترتيب آليات السيطرة عليها.
مشروع القانون 26.25 ليس مجرد تعديل تقني، بل هو اختبار حقيقي لمدى احترام الدولة للمبدأ الدستوري للتنظيم الذاتي، ولمدى استعدادها لتقبل صحافة قوية، حرة، ومنظمة من داخلها. فإذا لم يكن للصحافي موطئ قدم في مجالس مهنية أخرى، فلا يجوز أن يفرض عليه وصي في مجاله.
فالكرامة المهنية تبدأ من التمثيل العادل، والديمقراطية تبدأ من الداخل.
و السلام عليكم



#محمد_الزيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا العنف داخل الجامعات المغربية؟ على خلفية احداث جامعة ال ...
- واقع الحركة الطلابية بالجامعات المغربية ومهام الفصائل التاري ...
- دور و مصداقية الإعلام العربي
- هل كان المغاربة واعون بهويتهم ؟
- التحديات التي واجهت الهوية المغربية
- الهوية عند الحركة الوطنية المغربية
- المسار التاريخي للجمعية المغربية للحقوق الانسان
- مفاهيم حقوق الإنسان في جدلية الكوني والخصوصي
- العمل الجمعوي بالمغرب واقع و افاق
- العمل الجمعوي و رهانات التنمية
- الشباب المغربي و العمل السياسي


المزيد.....




- اكتشاف أحذية غريبة وعملاقة في حصن روماني قديم تثير حيرة العل ...
- سوريا.. ماذا نعلم عن الدروز وتصريح حكمت الهجري ولماذا تحميهم ...
- في شقة بالسعودية.. ضبط 7 نساء و5 رجال لـ-ممارسة الدعارة- وال ...
- تصريحات ترامب حول سد النهضة تُشعل الجدل مجدداً
- الأثر الذهني يستمر بعد إغلاق الشاشة: دراسة تكشف تأثير الهات ...
- ضغوط ترامب وتعهدات بانفاق ضخم..من يدفع ثمن الأمن في الناتو؟ ...
- مركز أبحاث جديد في لندن يسعى لفهم-لغة الحيوانات- باستخدام ال ...
- ما الذي يحصل في مدينة السويداء السورية وكيف تطورت الأمور هنا ...
- الأطعمة المحلاة تزيد من خطر البلوغ المبكر
- سوء التغذية يفتك بأطفال غزة


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الزيري - لا أحد سأل، لكن... لماذا يفرض على الصحافيين ما لا يفرض على غيرهم؟