أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شيرين عبدالله - ملابسات تجريم الإجهاض، قضية أدريانا سمث نموذجا!














المزيد.....

ملابسات تجريم الإجهاض، قضية أدريانا سمث نموذجا!


شيرين عبدالله
(Shirin Abdulla)


الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 04:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أصبحت قضية (أدريانا سميث)، الأم الحامل من أتلانتا في أمريكا، التي كانت قد توفت دماغياً قبل أربعة أشهر، ولكنها أبقيت على قيد الحياة طبيًا بموجب قوانين جورجيا الإنجابية الصارمة، موضع جدل مجتمعي واسع مؤخراً، وسلطت الضوء على ملابسات قوانين مناهضة الإجهاض والتعسف الناتج عنه بتجريد النساء من الحق في مصيرهن واجسادهن حتى بعد الموت.
كانت سميث قد أُصيبت بسكتة دماغية كارثية في فبراير، وأُعلن عن موتها دماغيًا وهي في الأسبوع الثامن من حملها، أضطر الأطباء في جورجيا على ابقائها على أجهزة دعم الحياة لحين إنجابها بعملية قيصرية طارئة في أواخر يونيو- حزيران، سميث بلغت الحادية والثلاثين من عمرها وهي متوفية وعلى أجهزة الإنعاش. كانت عائلة ادريانا وطفلها الأول ذو السبعة سنوات من العمر يزورونها باستمرار وهي ميتة في المستشفى.
ذكر ان وزن الطفل، الذي سمي (تشانس)، لم يتجاوز حوالي 530 غرام وتوجّب أدخاله في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. جدير بالذكر ان التكاليف الطبية على العائلة وصلت الى حوالي 490-$- الف دولار امريكي، وبما ان الولايات المتحدة ليس لها نظام صحي عام، ساهم متبرعون من مختلف انحاء العالم في جمع قسم منها من خلال منصة (GO FUND ME) تضامنا معهم في هذه الكارثة المتعددة الجوانب.
كان هذا القانون الرجعي المعادي للنساء جزءًا من موجة الإجراءات المناهضة للإجهاض التي سُنّت في الولايات المحافظة ذات الأغلبية الجمهورية وبدوافع دينية كاثوليكية صارمة عام 2022 على خلفية الغاء المحكمة العليا حقًّا دستوريًا في رعاية الإجهاض الذي كان معمولا به منذ 1973 والمعروف بحكم (رو ضد وايد) التاريخي.
قانون جورجيا يمنع الإجهاض بمجرد اكتشاف نشاط القلب، أو بعد ستة أسابيع تقريبًا من الحمل، قبل أن تدرك معظم النساء بحملهن. كما يمنح القانون الجنين الحقوق الشخصية الكاملة والفعلية والحماية القانونية، كأي شخص على قيد الحياة. في هذا الوقت يبلغ طول الجنين حوالي 6 ملم وحجمه يقارب حبة بازلاء، حوالي 10% من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض التلقائي في هذه المرحلة. في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، يجب إعطاء الأطفال الذين يبلغ عمرهم 24 أسبوعًا العلاج إذا نجوا من الولادة. احتمالية البقاء على قيد الحياة بالنسبة للطفل الخديج بعد 24 أسبوعًا هو 50% الدعم الطبي ويقل هذا الاحتمال بصورة حادة قبل ذلك.
لا يزال الإجهاض من المواضيع الأكثر جدلية وتعقيداً، وما يزيد التعقيد هو تدخل الدولة والقانون والمحاكم والايديولوجيات الدينية ووصايتها على حياة النساء بحجة حماية حياة الطفل. ومن المفارقات بأن أغلبية المدافعين عن تجريم الإجهاض من المحافظين والذكوريين، الغالبية العظمى منهم بدافع الأفكار الدينية، لا يترددون للحظة من تعريض نفس الأطفال لقساوة الجوع والفقر والحروب والقنابل وكل ماَسي النظام الرأسمالي. مما يجعلنا نتساءل هل هم حقاً مدافعون عن الحياة؟
نحن المدافعين عن الحياة نقول بدلا من تجريم النساء ومقدمي الرعاية الصحية لهن، من الاجدر التركيز على توفير الدعم الصحي المجاني وتطوير تقنياته حتى نتمكن من حماية حياة كل من يحتاج الى تلك الخدمة بغض النظر عن العمر او الحجم او الإمكانيات المادية وغيرها.
الاًن فقط وبعد عدة أشهر مؤلمة، تتمكن عائلة أدريانا وابنهما البالغ 7 سنوات من العمر من دفنها والمضي بحياتهم.
9.7.2025



#شيرين_عبدالله (هاشتاغ)       Shirin_Abdulla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصاعد المانوسفير (الفضاء الذكوري) و اليمين المتطرف
- لقاء السوداني و كيير ستارمر- والنفاق الذكوري!
- الراسمالية واللامساواة، و-ترنيمة عيد الميلاد-!
- مقابله اجرتها جريدة ره وت باللغة الكردية حول انتخابات ٢ ...
- حول -التعديل- او بالاحرى التخريب! المقترح لقانون الاحوال الش ...
- الختان، قضية نسوية!
- الثامن من اَذار 2024، تحديات وافاق النضال النسوي التحرري في ...
- مجرد قبلة عفوية أم معايير ذكورية عفا عليها الزمن؟
- الأساءة والعنف الصحي المؤسَسي ضد المرأة اثناء الحمل والولادة ...
- الاجهاض، ازمة انسانية في الخفاء!
- تصاعد موجة الاضرابات في بريطانيا ومحاولات الدولة لاجهاضها! - ...
- اضراب الممرضات الحالي في بريطانيا وانعكاساته على المراة العا ...
- حول قرار الحكومة البريطانية بتسفير طالبي اللجوء الى رواندا
- أسطورة العذرية، وهم فحص غشاء البكارة وترقيعها
- نحو نظام صحة عامة للجميع.. يجب ان يكون النظام الصحي نموذجأ ل ...
- قتل النساء، الانتحار والعنف.. الى متى!
- حول اختيار جنس الجنين واجهاض الاناث
- الفقر واللامساواة بعد عام من كوفيد:
- سباق اللقاح، الى اين؟
- التحرش الجنسي، لماذا لايمكن لوم الضحية!


المزيد.....




- “المرأة الجديدة” تنظم ورشة تبادل خبرات حول سياسات الحماية من ...
- محى الدين: ندوات تثقيفية حول حقوق المرأة في قانون العمل الجد ...
- المندائيون في العراق.. الزواج مرهون بمنسوب مياه الأنهار!
- لوموند تتحدث عن الصمت المريب إزاء جرائم الاغتصاب بتيغراي
- في اليمن تنتظر تنفيذ حكم الإعدام.. عائلة امرأة هندية تكشف تف ...
- كيف يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على مزاج النساء؟
- شاهد.. قرية عطوف في الأغوار تفتتح مشروعاً لتمكين الشباب والم ...
- “والله أختي مخطوفة”.. خطف النساء العلويات بين الإنكار والتوا ...
- رجل يقتل امرأة بالمكسيك ويلوذ بالفرار بعد جدال حاد بينهما.. ...
- تقرير دولي: متوسط الخصوبة في العراق يبلغ 3.3 طفل لكل امرأة


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شيرين عبدالله - ملابسات تجريم الإجهاض، قضية أدريانا سمث نموذجا!