أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام أشرف عطية - امرأة تُشبه الزمن الجميل














المزيد.....

امرأة تُشبه الزمن الجميل


إسلام أشرف عطية
(Eslam Ashraf Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


أرغب بوجود انسانه تستمع إليّ حتى آخر حديثي، لا تقاطعني في منتصف كلماتي، ولا تنتقل من موضوع لآخر بشكل عشوائي كأنها قرد يتنقل بين الأشجار. أحتاج إلى امرأة يمكنني التحدث معها لساعات دون أن نشعر بالملل، تكون المكالمة معها خفيفة على القلب، ولا تنتهي إلا مع حلول وقت النوم. قد لا نتحدث كثيرًا خلال تلك المكالمة، لكن يكفينا سماع أنفاس بعضنا.

ابحث عن امرأة أشعر معها وكأننا في منافسة ودية، نتسابق فيها على من يستطيع إرضاء الآخر أكثر. نستمتع معًا بأفلامنا وموسيقانا المفضلة، ونغوص في عوالمنا الخاصة. أريدها ان تنظر إليّ كما لو أنني الشيء الأجمل في حياتها، نظرة لم يسبق أن منحتها لأحد. حضورها يمنحني راحة لم أشعر بها من قبل، وكأن العالم بأسره يصبح أكثر لطفًا لمجرد أنها موجودة بجانبي. إنسانه تضحك حين تسمع نكتة سخيفة مني، وتخبرني بنظراتها بأنها تفهمني حتى دون أن أتحدث. انسانه تجعلني أقع في حب نبرة صوتها، وتناديني بطريقة لم يفعلها أحد قبلها، وكأن اسمي يكتسب لحنًا خاصًا حين تنطقه. امرأة أحب رائحة جسدها المميزة، والتي لا تغادرني ولا تغادر المكان حتى حينما تغادر.
أفتقد تلك المرأة التي تجعلني أشعر أنني محور الكون. تحفظ تواريخنا الهامة وتعرفني اكثر من نفسي، تخبرني ان لا شئ يحدث في الكون مصادفة وأن الحب هو شئ حقيقي وأننا خلقنا لبعضنا. تجعلني أقع في حب غيرتها وغضبها، اذ ان تصرفاتها كلها ذات هدف، احب عقابها لي، لان حتى صمتها وتجاهلها هو شكل من أشكال الاهتمام.
اتمني ان يكون في حياتي إنسانة لا اتذمر عندما أكون أنا من يبادر دائمًا، لأن رصيدها في قلبي يسمح بذلك.
فراقنا يجعل الحياة تفقد معناها، ويشعرني كأنها نهاية العالم، وأن روحي تغادر جسدي. هي امرأة لا تربطني بها صلة دم، ومع ذلك أشعر أنها جزء مني. قد نختلف في وجهات النظر ورؤيتنا للحياة ولكن كلانا يمتلك عقلية منفتحة و قلب كبير متسامح.
ارغب بامرأة، لا أشعر معها بمرور الزمن، ولا بوجود المكان امرأة تُحافظُ على شغفي تجاهها بصدق اهتمامها وعدم تجاهل التفاصيل الصغيرة.

الحقيقة أنني كنت من المحظوظين الذين عاشوا اخر فتره من الزمن الجميل عندما كان من الممكن العثور على امرأة حقيقية.

حين تصبح المشاعر قصيرة مثل المقاطع

لقد أصبحنا في عصر السرعة والمقاطع القصيرة، وبين ليلة وضحاها اختفي زمن كان الناس فيه تحمل صفات جميلة، ليظهر زمن جديد يجمع فيه البشر مساوئ كل العصور.
إنسان العصر الجديد، مادي ومزيف ومشاعره معدومة، حديثه وتصرفاته بلا معنى أو هدف، كلامه سريع، مضطرب نفسيًا، لا يؤمن بشئ سوى مصلحته حتى لو ادعى عكس ذلك. إنسان وجوده مثل عدمه؛ إن اختفى من حياتك، لن تشعر بشيء.

إنسان يريد أن يعيش مُهمَل ويموت منسي دون أن يترك أثراً حقيقيًا في قلب أي إنسان آخر ليتذكره الى الابد. إنسان هش مثل الورق يتحرك مع التيار أينما ذهب. إنسان لديه غرور كبير مهما كانت قدراته محدودة.

في خضم هذا الضياع، لا يزال بداخلي إيمان بأن هناك أرواحًا يمكننا ان نجد فيها ملاذًا. لا تزال الأصالة حيّة، لم تمت، ولا تزال هناك قلوب تؤمن بالمشاعر الصادقة وتمنحها بسخاء.



#إسلام_أشرف_عطية (هاشتاغ)       Eslam_Ashraf_Attia#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفردانية في مواجهة العلوم الاجتماعية
- الذكورية والنسوية: صراع بين الرجعية والتقدمية
- محاكاة بلا جوهر: مفهوم الببغائية في العلاقات الإنسانية
- الكراهية: الوباء الذي يهدد مستقبل البشرية
- الجمال الاصطناعي والذكاء المزيف: الوجه القبيح للتكنولوجيا
- الطغاة المتنكرون: الخطر الحقيقي الذي يهدد عالمنا
- الحرب على الحياة: الحكومات الثيوقراطية والعداء للطبيعة
- نيتشه و تشومسكي: ثورة ضد التعليم التقليدي
- حثالة بالوراثة وحثالة بالثقافة: ايهما اشد خطورة على المجتمع؟
- نيتشه: عبقرية فلسفية هزت أركان الفكر الإنساني
- حرب غزة: أسباب وتداعيات الصراع والطريق إلى السلام
- متخصصة فى الصحة النفسية تروج لأفكار رجعية
- مهسا أمينى: رمز الاحتجاجات الإيرانية


المزيد.....




- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام أشرف عطية - امرأة تُشبه الزمن الجميل