أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - إسلام أشرف عطية - نيتشه و تشومسكي: ثورة ضد التعليم التقليدي















المزيد.....

نيتشه و تشومسكي: ثورة ضد التعليم التقليدي


إسلام أشرف عطية
(Eslam Ashraf Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 22:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في خضمّ النقاشات حول مستقبل التعليم، تبرز أفكار اثنين من أهم المفكرين: فريدريك نيتشه، الفيلسوف الألماني، ونعوم تشومسكي، الفيلسوف الأمريكي. على الرغم من اختلافهم في الزمن والمنهج، إلا أنهما يتشاركان في انتقادهما اللاذع للتعليم التقليدي، الذي لا يعمل على تنشئه الطلاب جسديًا وتطويرهم معرفيًا، كما هو مفترض، بل يهدف إلى إحكام السيطرة على عقولهم وتحويلهم إلى عبيد.

رأي فريدريك نيتشه في التعليم: ترويض أم تنوير؟

يُعرف فريدريك نيتشه بانتقاداته اللاذعة للمجتمع والثقافة، ولم يكن التعليم استثناءً من ذلك. فقد اعتبر نيتشه أن التعليم التقليدي أداة تهدف إلى ترويض الشباب وجعلهم خاضعين للدولة.

التعليم كأداة ترويض

يُشير نيتشه إلى أن المدارس والجامعات تعمل على تلقين الطلاب المعلومات دون تعليمهم كيفية التفكير. ويرى نيتشه أن نظام التعليم يهدف إلى تدجين الشباب وجعلهم «صالحين للاستخدام» أو «للاستغلال» في خدمة الدولة.

التعليم كأداة خداع

يُضيف نيتشه أن التعليم يهدف إلى خداع «العامة» أو «الرعاع» حول أصولهم المنحطة.

عدم احترام العلوم

كما انتقد نيتشه النظام التعليمي لفشله في إظهار أهمية العلوم وإثارة الاهتمام بها، وقال إن المدارس قامت بفرض العلوم بالقوة، بدلًا من أن تقود الطلاب أولا إلى اليأس الناتج عن الجهل بهذه العلوم. ونتيجة لذلك، تعلم الطلاب العلوم دون فهمها حقًا، ولم يقدر الطلاب أهمية تلك العلوم أو دورها في فهم العالم.
ينتقد نيتشه أيضًا التعليم لأنه لا يثير فضول الطالب حول المسائل الراقية في تقييم طبيعته. ولذلك يتخرج الطالب وهو لا يعرف شيئا عن نفسه.

لم يقدم نيتشه حلولًا للنظام التعليمي القائم بشكل مباشر. ويمكن أن نفهم وجهة نظره حول الحل من خلال فلسفته، التي تدعو إلى التحرر والفردية واكتشاف الذات وعدم الاعتماد على المؤسسات التعليمية.

نعوم تشومسكي: التعليم... آلة لصنع العبيد؟

يُعدّ نعوم تشومسكي أحد أشدّ منتقدي نظام التعليم التقليدي. ويرى أن ما يتم تدريسه في المدارس لا يستحق كل هذه المشقة.

التلقين بدلًا من التفكير النقدي

ينتقد تشومسكي تركيز التعليم على حفظ الحقائق والمعلومات، دون الاهتمام بتنمية مهارات التفكير النقدي والتحليل. يرى أنّ الطلاب يُدرّبون على أن يكونوا «ببغاوات» تُكرّر ما تسمعه، دون فهم أو تمحيص، ولا يتعلمون التفكير المستقل، بل يتم تعليمهم تنفيذ الأوامر.

المدارس كأداة للسيطرة

يرى تشومسكي أن المدارس تستخدم لفرض الطاعة والسيطرة على الطلاب. وإن المعلمين ما هم إلا عمال ينفذون مهمة محددة.
ويُضيف تشومسكي بأن الشخص المتعلم بالنسبة للمجتمع هو الشخص السلبي، المطيع للسلطة.
ينتقد تشومسكي النظام التعليمي، ويصفه بـ «فترة تنظيم وسيطرة» تُزرع فيها معتقدات خاطئة في عقول الطلاب.

التعليم في خدمة السوق

يُشير تشومسكي إلى أنّ التعليم أصبح خاضعًا لمتطلبات السوق، حيث يُدرّب الطلاب على مهارات محددة لخدمة احتياجات أرباب العمل. يرى أنّ هذا النهج حوّل التعليم إلى أداة لخلق «عمال مطيعين» بدلًا من أفراد مُفكّرين ومبدعين. ففي النظام التعليمي التقليدي، يُصبح «المُتعلم» هو من يُنجز واجباته بغض النظر عن مدى عبثيتها، فقط لكي يتقدم إلى السنة التالية. يُشبه تشومسكي هذا النوع من «التعلم» بـ «التدريب على الانصياع» لخدمة أرباب العمل، حيث يُصبح الطالب مُطيعًا لأوامرهم ويقوم بأي شيء يُطلب منه، دون تفكير أو إبداع.

التعليم الحقيقي

يؤمن تشومسكي بأنّ أفضل طريقة للتدريس هي إثارة اهتمام الطلاب بالمناهج. وإن التعليم الحقيقي يجب أن يحافظ على فضول الطلاب الفطري، وأن يجعل الطلاب مهتمين بعملية التعلم، وأن يشجعهم على طرح الأسئلة، والبحث عن المعرفة بأنفسهم.

الخلاصة:

يتّفق كل من تشومسكي ونيتشه على أن نظام التعليم الحالي يُستخدم كأداة للسيطرة على الأفراد. وكلاهما يؤمن بضرورة تحرير الفرد من سلطة الدولة.

ولكن الأمر الذي يثير الاهتمام حقًا هو أن هذه الانتقادات تأتي من الألماني فريدريك نيتشه والأمريكي نعوم تشومسكي، رغم أن بلدانهم كانت ولا تزال متقدمة في مختلف المجالات. وهذا يجعلنا كعرب ندرك حجم المأساة التي نعيشها والحاجة إلى تغيير جذري في نظام التعليم. فالنظام الحالي يعمل على إسكات العقول وفي أفضل الأحوال غسلها، ويجعل الطالب لا يرغب في التعلم ولا يدرك قيمة المعرفة. وإذا سألنا أي طالب عن رغبته في الحصول على شهادة، فسيجيب بنعم، لكن إذا سألناه عن رغبته في التعلم، فسيجيب بلا. فالنظام الحالي يركز على الحصول على الشهادات وليس على تنمية المعرفة والمهارات لدى الطلاب. وبرغم ذلك، يتحمل الطلاب بعض المسؤولية في تحسين حالتهم الثقافية، حيث لم يأتِ أحد ويضع المعرفة في رؤوسهم.

جشعٌ يهدد رسالةً سامية: خطرٌ يحدق بمهنةِ التدريسِ.

بالنسبة لمدرسي المدارس الحكومية، فإنهم لا يختلفون كثيرًا عن باقي موظفي الحكومة من حيث انعدام الضمير. ويعود ذلك إلى عيوب في معايير اختيار موظفي الحكومة، هذا إن افترضنا وجود معايير من الأساس. وتؤدى فكرة ضمان الراتب الشهري بغض النظر عن الأداء الوظيفي إلى التقاعس والإهمال.
ولذا؛ يلجأ الأهالي والطلاب إلى الدروس الخصوصية، مما يسبب أعباءً مالية للأهالي. ويعاني الطلبة من انعدام كفاءة المدرسين، بسبب أن كثيرا منهم لا يملكون الخبرات التربوية الكافية أو المهارات اللازمة للتدريس بشكلٍ فعال. ناهيك عن غياب وعي من يمتهنون مهنة التدريس بأهمية دورهم التربوي والأخلاقي. ويشكل الجشع والرغبة في تحقيق الربح الدافع الأساسي للعديد منهم، مما يُؤدي إلى إهمالهم لأهداف التعليم الحقيقية. ولذلك تجد تركيزهم ينصب على تحفيظ الطلاب، وإنجاز المنهج الدراسي بأسرع وقتٍ ممكن، دون الاهتمام بتأسيسهم علميًا وفكريًا.

الحل

بما أننا لم نتعلم شيئًا مفيدًا خلال سنوات الدراسة كلها باستثناء القراءة والكتابة والحساب، يجب أن يتم التركيز على تعليم الأساسيات فقط، وترك الطلاب يختارون ما يرغبون في تعلمه بعد ذلك. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاعتراف بالتعليم الذاتي كبديل للنظام التقليدي. ويجب على الدول والمؤسسات أن يقتصر دورها على دعم العقول المميزة وتمويل مشاريعهم البحثية.



#إسلام_أشرف_عطية (هاشتاغ)       Eslam_Ashraf_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حثالة بالوراثة وحثالة بالثقافة: ايهما اشد خطورة على المجتمع؟
- نيتشه: عبقرية فلسفية هزت أركان الفكر الإنساني
- حرب غزة: أسباب وتداعيات الصراع والطريق إلى السلام
- متخصصة فى الصحة النفسية تروج لأفكار رجعية
- مهسا أمينى: رمز الاحتجاجات الإيرانية


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - إسلام أشرف عطية - نيتشه و تشومسكي: ثورة ضد التعليم التقليدي