أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عامر عبد رسن - تحولات السياسة الإيرانية: من -الشيطان الأكبر- إلى شريك أقتصادي محتمل؟














المزيد.....

تحولات السياسة الإيرانية: من -الشيطان الأكبر- إلى شريك أقتصادي محتمل؟


عامر عبد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 16:23
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مؤخرا مقالاً مثيراً للجدل لوزير الخارجية الإيراني السابق عباس عراقجي، كشف فيه عن تفاصيل مفاوضات جرت بين طهران وواشنطن، تضمنت عرضاً إيرانياً باستثمارات تصل إلى تريليون دولار، في خطوة قيل إنها تهدف إلى محاكاة تجارب دول الخليج في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الغرب.
هذا العرض، الذي وُصف بالسخي، أثار تساؤلات واسعة حول تحول في الخطاب السياسي الإيراني، لا سيّما في ظل التناقض مع المواقف التقليدية تجاه الولايات المتحدة، التي لطالما وصفت في أدبيات إيران الرسمية بـ"الشيطان الأكبر".
وبحسب مراقبين، فإن الطرح الإيراني يعكس أزمة مزمنة في السياسة الخارجية لطهران، التي اتّسمت، منذ ثمانينيات القرن الماضي، بانغلاق ذاتي وتأخر في مواكبة تطورات الساحة الدولية. ورغم ضخامة العرض المالي، فإن رد الفعل الأمريكي والغربي جاء فاتراً، دون إبداء اهتمام يُذكر.
ويأتي هذا الكشف بعد تصعيد متجدد في التوترات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، ما يعيد إلى الواجهة دعوات داخلية لإجراء مراجعة شاملة للسياسات الإيرانية في المنطقة والعالم، في سبيل إعادة ضبط البوصلة السياسية والدبلوماسية لطهران في ظل التحديات المتسارعة.
إليك ملخصًا للمقال الافتتاحي لوزير الخارجية الإيراني عباس أرقّشي في فايننشال تايمز (نُشر يوم 8 يوليو 2025):
• خلال خمس جلسات مفاوضات استمرت 9 أسابيع، أحرز الرجل تقدّمًا أكبر مما تم خلال أربع سنوات من المفاوضات في عهد إدارة بايدن، مع نقاط توافق حول تخصيب اليورانيوم وتخفيف العقوبات وإمكانية تعاون اقتصادي بمليارات الدولارات .
• كان من المقرر عقد الاجتماع السادس الحاسم خلال 48 ساعة، لكن إسرائيل شنت هجومًا “غير مبرر” استهدف منشآت نووية ومدنية، مما أدى إلى قتل أكاديميين والمدنيين ودمر مسار المباحثات.
• تندد إيران بأن الهجوم يُظهر أن إسرائيل تفضل الحرب على الحلول الدبلوماسية، وتعتبره تهديدًا للنظام الدولي وللعهد النووي من دون انتشار الأسلحة النووية .
• رغم الضرر الشديد بالثقة بعد انسحاب واشنطن أحاديًا من الاتفاق النووي عام 2018، تُبقي إيران أبوابها مفتوحة للدبلوماسية، لكنها تشترط معاملة عادلة تحترم سيادتها وشرفها الوطني .
• خاتمة الرسالة: يدعو عراقّجي الولايات المتحدة لاختيار السلام الحقيقي عبر دبلوماسية مبنية على الاحترام، وليس التوغل في صراعات تخدم أجندات خارجية.

وبقراءة واعية لما جاء في مقال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، تدفعنا للتساؤل عن موقع العراق في خضم هذه التحولات، وتحثنا على تقديم رؤية استراتيجية تتماشى مع هذا الواقع المتسارع :
أولًا: إعلاء مبدأ الدولة العراقية لا الولاءات ، وعلى غرار ما فعله عراقجي، الذي قدّم “مصلحة إيران” فوق خطابها الأيديولوجي، كذلك على العراق أن يُعيد تعريف أولوياته:
• لا بد من إعادة ضبط البوصلة السياسية باتجاه مفهوم الدولة العراقية، لا “الانتماءات العابرة للحدود”.
• كفّ يد الجماعات والكيانات التي تساوي بين انتمائها المذهبي وبين مصالح العراق، فالعراق ليس ساحة، بل كيان سيادي.
ثانيًا: الدبلوماسية كدرع سيادي ، كما طرحت إيران عرضاً دبلوماسيًا حقيقياً رغم تورطها في صراعات إقليمية، فإن على العراق أن يبني دبلوماسيته على أساس:
• التهدئة لا الاصطفاف.
• الحياد الفاعل لا الحياد السلبي.
• المصالح لا المجاملات.
توصية: يجب تأسيس “مجلس سياسات خارجية عليا” يُنسّق بين الرئاسات الثلاث ويمنع التشتت في العلاقات مع إيران، أمريكا، تركيا، ودول الخليج.
ثالثًا: تحرير القرار الاقتصادي من الحلفاء ، كما نرى عراقجي يُخاطب الغرب بلغة السوق والعقوبات والتعاون النووي، لا بلغة الولاء العقائدي.
• كذلك العراق بحاجة ماسة إلى استقلال قراره الاقتصادي، وخاصة في مجالات الطاقة، والاستثمار، والتحويلات المالية.
• على بغداد أن تتعامل مع طهران وواشنطن وبكين وفق مبدأ “الشراكة المشروطة بالمصلحة المتبادلة” لا التبعية.
رابعًا: أمن العراق يجب ألا يكون وظيفةً لدى الغير ، فعندما تهاجَم إيران، تبادر هي بالدفاع عن أمنها ومصالحها، لا تفوّضه لأذرعها.
• على العراق أن يحسم أمره في احتكار السلاح بيد الدولة.
• يجب إعادة تعريف “المقاومة” داخل العراق: ليست كل فوهة بندقية موجهة ضد أمريكا أو إسرائيل هي مقاومة، إن لم تكن تحت شرعية الدولة.
خامسًا: الدروس المستخلصة من البراغماتية الإيرانية
• إيران، رغم خطابها الثوري، تفاوض الغرب سرًا وتهادنه علنًا إذا اقتضت المصلحة.
• بينما بعض العراقيين يرفعون شعارات تفوق الواقع، تغلق إيران مفاعلات نووية لحماية اقتصادها!
سادسًا: ما العمل؟ خارطة طريق للعراق السيادي
1. بناء هوية وطنية عراقية جامعة لا طائفية ولا مستوردة.
2. إعادة صياغة عقيدة الأمن القومي العراقي على أساس الخطر الحقيقي لا “العدو العقائدي”.
3. تنويع العلاقات الدولية على أساس “تحالف المصالح” لا “محور المقاومة”.
4. تحصين الداخل سياسياً واقتصادياً، وتقليل الاعتماد على الحمايات الإقليمية.
5. صياغة خطاب سياسي عقلاني يخاطب الخارج بلغته لا بلغتنا.

أخيراً هل آن للعراق أن يخلع عباءة “الوكالة” ويلبس رداء “الدولة”.؟
وخزة ؛ من لا يتعلم من براغماتية الخصوم، سيبقى تابعًا في صراعات الآخرين.!

رابط المقال الافتتاحي لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في فايننشال تايمز (نُشر يوم 8 يوليو 2025) : https://www.ft.com/content/1106cea5-8024-4379-9416-68382be55a26?utm_source=chatgpt.com



#عامر_عبد_رسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة استراتيجية عبر الأطلسي: دعوة اقتصادية من الرئيس الأمريك ...
- صُنّاع العراق: نداء إلى الدولة من أجل نهضة العمالة الماهرة و ...
- الدين كسلاح جيوسياسي: الحروب المقدسة الجديدة في الشرق الأوسط
- العجز المائي والعجز المالي كيف يقود سوء إدارة المياه إلى نزي ...
- نزيف العملة الصعبة: حين تصبح العمالة الأجنبية عبئًا على الاق ...
- إيران بعد الضربة الأميركية من الردع النووي إلى معادلة الردع ...
- العراق في قلب ممرات النقل العالمية: كيف يستثمر في طريق التنم ...
- الاقتصاد العراقي تحت المجهر


المزيد.....




- الإيموجي لغة تواصل عالمية صامتة.. لأن -الحروف تموت حين تُقال ...
- المرصد: قتلى في اشتباكات في مدينة السويداء السورية
- مهاتير محمد يتعافى من إرهاق أصابه خلال احتفاله ببلوغ 100 عام ...
- لواء إسرائيلي متقاعد: الحكم العسكري والمدينة الإنسانية أوهام ...
- هل تلاعب نتنياهو بالمفاوضات على مدى عامين؟
- سفينة -حنظلة- تنطلق من إيطاليا لغزة
- مغردون ينصحون بالتخلي عن آيفون بعد تهديد ترامب أوروبا بسلاح ...
- لجنة الانتخابات السورية تبحث النظام الانتخابي مع أطراف محلية ...
- وفاة رئيس نيجيريا السابق محمد بخاري في لندن
- البصرة تتصدر 11 مدينة عراقية ضمن الـ15 الأكثر حرارة عالميا


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عامر عبد رسن - تحولات السياسة الإيرانية: من -الشيطان الأكبر- إلى شريك أقتصادي محتمل؟