أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طيب إسماعيل - مصائد الموت: حين تتحوّل المساعدات إلى أدوات قتل وصمت دولي














المزيد.....

مصائد الموت: حين تتحوّل المساعدات إلى أدوات قتل وصمت دولي


طيب إسماعيل
كاتب

(Tayeb Smail)


الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 07:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


مصائد الموت: حين تتحوّل المساعدات إلى أدوات قتل وصمت دولي
في مشاهد مأساوية يعجز اللسان عن وصفها، تحوّلت نقاط توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى ما يُشبه "مصائد الموت"، حيث يُزج بالمدنيين الجائعين في أتون كمائن مميتة تُدار باسم "الرحمة والإنسانية"، ولكنها لا تعرف من الرحمة شيئًا.
لقد وصفت الأمم المتحدة بنفسها هذه المناطق بأنها "مصائد موت"، في اعتراف نادر بخطورة ما يجري على الأرض من ممارسات، لا يمكن تفسيرها سوى بأنها استغلال متعمّد للحاجة بهدف الإذلال، أو الإبادة غير المباشرة.
بدأت المأساة عندما خطط ترامب وادعى أنه سيقدم مساعدات إنسانية في المواقع الأمنية عند خطي (نتساريم وموراغ)، بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، لكن خلف هذا الإعلان تقبع نوايا مبيّتة، فغالبًا ما تكون نقاط التوزيع بعيدة عدة كيلومترات عن الأحياء السكنية ومناطق النازحين، وتتطلب من المدنيين – وبينهم أطفال وشباب– السير على الأقدام لساعات ثم الإنتظار هناك، محاطة بأسلاك شائكة لا تصلح إلا لأن تكون ممرات أسرى لا مياه، لا ظل، ولا أدنى درجات الكرامة.
تصل الجموع إلى النقطة تحت شمس لاهبة، وعندها يُقابلهم مشهد لا يقل قسوة، عدد ضئيل جدًا من الطرود الغذائية، لا يوازي حتى عُشر عدد المنتظرين، إنها خدعة واضحة ومقصودة هدفها تفجير حالة فوضى واثارة الخوف واليأس لدى المدنيين العزل.
وحين يشتد الزحام، ويتدافع الجميع نحو ما تبقّى من الأمل، تتدخل قوات الجيش الاسرائيلي، لا لتنظيم الصفوف، بل لإطلاق النار في اتجاه الجموع مباشرة، يتشتّت الناس ويهربون في كل اتجاه، فيتداخل الذاهبون مع العائدين، ويتحوّل الطريق الضيق إلى مذبحة، عندها لا يكون القتل فعلاً طارئًا، بل نتيجة حتمية لمنظومة تم تصميمها لهذا الغرض.
اللافت أن من يدير هذه العمليات هم جنود الجيش الاسرائيلي، بالإضافة الى شركات أمنية أمريكية- خاصة، لا تخضع للمحاسبة ولا للقانون الدولي، عبارة عن مرتزقة يتصرّفون كما لو أنهم فوق أي مساءلة، يملكون حرية مطلقة في التصرف، تحت طائلة "العنف المشروع" يتحول هذا المشهد الذي يُفترض أنه نشاط إنساني بحت، إلى عمل إرهـ ـابي يستهدف المدنيين، إن هؤلاء المرتزقة ليسوا عناصر إغاثة، بل أدوات قمع تعمل في زي "الرحمة".
وفي ظل هذه الظروف، لم يعُد الكثير من الناس يجرؤون على التوجّه نحو تلك النقاط. ليس لأنهم لا يحتاجون المساعدة، بل لأنهم فهموا أن الموت قد يكون ثمن كيس طحين أو علبة مصبرات.
ومن لم يمت بالرصاص، قد يموت تحت الأقدام، أو من شدة الانتظار، أو من خيبة الكرامة المداسة، لقد تحوّلت المساعدات من وسيلة للبقاء إلى رهان على النجاة، وقد لا يربحه أحد في النهاية ثم يتهمونهم بأنهم لا يذهبون لإستلام المساعدات.
الأدهى من ذلك أن هذه الوقائع تُمارس أمام أعين المنظمات الدولية، التي وإن أدانت في بياناتها بعض التجاوزات، إلا أنها لم تتخذ مواقف جريئة لمنعها أو فضح مرتكبيها بشكل حاسم. في بعض الحالات، يُستخدم الصمت الأممي كغطاء سياسي، أو كجزء من لعبة مصالح أكبر من أن تحتمل عدالة الفقراء.
هذه ليست مجرد "حوادث"، بل سياسة ممنهجة، حين يُستخدم الغذاء كسلاح، ويُدار الموت باسم الحياة، نكون أمام نظام دولي أعمى، لا يرى إلا ما يخدم التوازنات السياسية، حتى وإن دُفع الثمن من أجساد الجائعين وأرواحهم.



#طيب_إسماعيل (هاشتاغ)       Tayeb_Smail#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر 2023: بطولات وإنجاز ...
- من جبال الأفغان إلى أنفاق غزة
- البناء الاجتماعي للواقع- بيتر بيرجر وتوماس لوكمان
- ويليام فوت وايت
- الفهم والتفسير في السوسيولوجيا -بحث في التصورات المنهجية
- ميشال كروزيه


المزيد.....




- وفاة مصمم الأزياء الإيطالي جورجيو أرماني عن عمر يناهز 91 عام ...
- أسلوبه المميز جعله المفضل لمشاهير هوليوود.. نظرة على حياة مص ...
- قمة -تحالف الراغبين-: ماكرون يؤكد استعداد 26 دولة لإرسال قو ...
- نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تنتقد ما يحصل في غزة وتدين -ص ...
- شين إن تفتح تحقيقا بعد استخدام وجه متهم بالقتل في الترويج لم ...
- تنظيف عميق يمحو أثر كيم جونغ أون بعد لقائه فلاديمير بوتين في ...
- ابتسام لشكر.. حكم بسجن ناشطة مغربية بتهمة الإساءة للدين
- مقتل تونسي برصاص الشرطة الفرنسية يثير غضبا تونسيا، ما التفاص ...
- نتنياهو يجتمع لـ-تقييم الوضع- في الضفة الغربية -دون طرح ملف ...
- ماكرون وزيلينسكي يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماع ضم 35 دولة د ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طيب إسماعيل - مصائد الموت: حين تتحوّل المساعدات إلى أدوات قتل وصمت دولي