أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين سالم مرجين - هيمنة المسؤولون والفخر الزائف














المزيد.....

هيمنة المسؤولون والفخر الزائف


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 02:48
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا أكتب هذه المرة لأوجه حديثي إلى المسؤولين الذين يبثون الهيمنة بشأن الأفكار والأعمال التي تُحال إليهم. لقد أضعنا أعمالنا وأفكارنا في متاهات المسؤولين، وقد صادفت خبرًا على وسائل التواصل الاجتماعي يفيد بأن بعض الأفكار والأعمال التي طرحتها وأعمل بها منذ أعوام أصبحت تُنسب إلى بعض المسؤولين.
المشكلة أن هذه الأفكار والممارسات كانت جزءًا من برنامج وطني طموح. اليوم، نشهد سرقتها ونحن نتفرج، ولا أملك القوة للرفض. تستحضرني هنا حالة الجماعات المسلحة التي تفرض أهواءها ورغباتها، بينما تكون الحكومة صاغرة لا تملك إلا الرضوخ لتلك الأهواء. هذا يؤكد ما كنت أقوله في محاضرتي: إن العلم قضية، هناك من يعيش من أجلها وهناك من يعيش منها.
كثيرًا ما كنت أتساءل عن جدوى ما أقوم به من أعمال أو طرح أفكار. لقد جال فكري في مسائل تاريخية حاولت بشغف أن أجد لها تفسيرًا، فقد سُرقت مني بعض الأعمال المتعلقة بمعايير الجودة وضمانها، من قبل أشخاص استلموا هذه الأعمال بعد خروجي من المركز الوطني لضمان الجودة. وفوجئت بأن تلك الأعمال أصبحت تحمل هوية آخرين، حيث حصل بعضهم على ترقيات استثنائية من الوزارة، ظنًا منها أنهم من قاموا بهذه الأعمال. وعندما طالبت جهات الاختصاص بالتقصي، كان الموقف اللامبالاة واضحًا في التعامل مع الأمر، حيث لم يُسمع لنا رأي.
ومرة أخرى، وقعت في فخ هيمنة علاقات القوى، ربما بسبب كوني المتفائل الذي يتعلق بالأمل على حساب التجربة، عندما سُرقت منا فكرة تصنيف الجامعات الليبية الحكومية. خلال مناقشة مع مدير المركز الوطني لضمان الجودة حول عملي كمستشار في المركز، ذكرت له بشغف أننا في الجمعية الليبية للجودة والتميز في التعليم نعمل حاليًا على إعداد تصنيف وطني للجامعات الليبية الحكومية. فوجئت بأن فكرتي هذه وُجدت في قرار وزاري، حيث كانت الفكرة الأولى في ذلك القرار. واليوم، أجد لجنة اعتماد المجلات العلمية المحكمة تسرق أفكارها وتفاصيلها من قبل المسؤولين في الوزارة، وكأن الفكرة تعود لهم.
في تلك المرات، رأيت أشياء كثيرة وكنت أقول: فلندع الأمور لوقتها. واليوم، أصرخ في وجه كينونتي، مؤنبًا نفسي: من كان يسمع صدى صوتك وأنت تصرخ في الجب؟ ما أصعب على المرء أن يرى أفكاره وأعماله تُسرق أمام عينيه، من قبل هيمنة المسؤولين.
لقد تعلمنا أن كل ظاهرة تبقى طالما استمرت الأسباب التي أدت إليها. بالتالي، فإن الأمانة تستوجب مني الكتابة حول توثيق تلك الحوادث والمواقف التي تعكس هيمنة المسؤولين. لأن التاريخ لن يرحم السارقين ولن يغفر للكاذبين. في لحظات الصمت الرهيبة، وأنا أقرأ خبرًا عن تلك الأعمال والبرامج وهي تُكتب بأسماء آخرين، أتساءل: ألا تعلمون أن صراخي من البئر العميق يعني أنني وجدت فيها كنوزًا؟ ألا يعلمون أن الانطلاق إلى الفضاءات الواسعة يبدأ من الأماكن الضيقة؟
إنها دعوة لحماية الأفكار والأعمال من كافة أشكال الهيمنة التي يفرضها بعض المسؤولين، والكشف عن الأفكار المخفية والمكبوتة التي تُحال إليهم، ورفع الستار الذي يحجبها. نحن بحاجة إلى خلق بيئة تدعم الأفكار، لا تسرقها. أود أيضًا الدعوة إلى تعليم فن مقاومة هيمنة المسؤولين، أي فن أن نتفوه بما نريد قوله، وأن نعلم كل صاحب فكرة أو عمل أو برنامج كيفية مقاومة الهيمنة.
أخيرًا، أيها المسؤولون، ألا تدركون أن كل فكرة مسروقة تحمل في طياتها ألوانًا لا يدرك معانيها إلا من قام برسمها؟ إنني أجزم بأن تلك الأفكار والأعمال ستظل حية في ذاكرة البحث العلمي في ليبيا، حتى وإن توارت المعاني، فإن الحقائق يصعب إخفاؤها. بينما ستبقون أنتم عالقين في ظلال الكذب والخداع والتفاهة، لا تملكون إلا الفخر الزائف. فالويل لأمة يقودها التافهون.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبعوثون الأمميون في ليبيا: بين الأمل والإخفاق في صراع الجم ...
- إلى أين تتجه ليبيا بين متناقضات الفوضى والأمل؟
- التعليم العالي في ليبيا إلى أين ؟
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإكراهات الغفلة والعفن وهبال ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن ...
- مدينة الأصابعة والبحث عن الحقيقة المخبأة
- الاعتماد وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي العربية : من ...
- الأفكار ودورها في تأصيل نباهة الاستحمار
- قراءة نقدية لورشة عمل بعنوان -تطوير أساليب وطرق منهجية البحث ...
- صوت النخبة نحو إعادة التأثير في الشأن العام الليبي
- قراءة نقدية لكتاب معتقل الحصان الأسود – أحزان من المعتقل الس ...
- إعادة هيكلية التعليم العالي الخاصة في ليبيا - الإكراهات ومقت ...
- أبعاد عملية الطوفان الأقصى
- طوفان الأقصى: تغيير العقلية العالمية نحو القضية الفلسطينية
- تحديات الاستثمار الزراعي في المناطق القبلية : مفارقات اجتماع ...
- الأفكار كأداة للتغيير في المجتمع
- نظام ما بعد التفاهة


المزيد.....




- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين سالم مرجين - هيمنة المسؤولون والفخر الزائف