تجوّلات في فلسطين للكاتب رجا شحادة

شابا أيوب شابا

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نشرت جريدة الشيوعي(*) في عددها الأخير مقالاً للكاتبة مارغت اندرسن بعنوان:

"تجوالات في الضفة الغربية - لائحة اتهام"

في عام 1979، ساهم المحامي الفلسطيني رجا شحادة (مواليد 1951) في تأسيس منظمة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان، وتولى قضايا لا تُحصى في المحاكم لصالح الفلسطينيين الذين حُرِموا ظلماً من أراضيهم وممتلكاتهم. ولكن مهما كان الظلم جلياً، لم يكن الحكم في صالحهم.

بعد اتفاقيات أوسلو عام 1993، أصبح من الواضح لشحادة أن اللجوء إلى القضاء هو نضال ضد المراوح التي تعمل وفق الرياح، طالما أن هذا النضال مُمَثَّل من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقد اختار في النهاية أن يُمارسه من خلال كتاباته.

وُلِدَ شحادة في يافا، حيث هُجِّرت عائلته، ونشأ في رام الله بالضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام ١٩٦٧، حيث لا يزال يقيم. خارج المدينة، كانت تلال خلابة تكسوها نباتات متنوعة، تتلألأ تحت أشعة الشمس الساطعة، وتحمل في طياتها بصمات التاريخ والثقافة الفلسطينية.

أحَبَّ شحادة المشي في هذه التلال منذ شبابه، وفي كتابِه "نزهات في فلسطين" يروي قصة سبعة منها امتدت على مدى ٢٥ عاماً، حيث تقلصت المساحة المُتاحة تدريجيا مع ازدياد عدد المستوطنات، وما يصاحب ذلك من جدران وأسوار ونقاط تفتيش وطُرق مغلقة، مما حَوَّل الطبيعة إلى بؤر استيطانية ممهدة للمستوطنات الإسرائيلية.
في عام ١٨٦٩، وصف مارك توين فلسطين، مما أثار استياء شحادة، بأنها أرض مُغطاة بالأكياس والرماد. وهذا الوصف له مبرره اليوم.

تُتيح هذه التجوالات للمؤلف فرصةً لشرح التطورات التي شهدتها المنطقة منذ عام ١٩٦٧، حين أجرت إسرائيل تعداداً سُكانياً حَرمَ القاطنين خارج رام الله من أراضيهم، التي مُنحت للإسرائيليين.

في الواقع، مثَّلتْ اتفاقيات أوسلو خيانةً للقضية الفلسطينية، حيث حمى عرفات المستوطنات مقابل الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية. احتفظت إسرائيل بسلطتها الأمنية على الطرق من الضفة الغربية إلى الغرب، وعلى سبيل المثال، يجب ألا يستخدم الفلسطينيون الطريق الرئيسي من رام الله إلى تل أبيب. كانت الخطة خنق المناطق الفلسطينية المأهولة ورسم خريطة جديدة لإسرائيل الكبرى، يُمنح فيها اليهود سند إلهي لملكيتها.

نتناول هذه التجوالات باستفاضة، من حيث الطبيعة والتاريخ والسياسة، لأن شحادة، كما يكتب في مقدمة الطبعة الدنماركية، لا يريد من خلال هذا الكتاب مجرد تخليد ذكرى الجمال الذي كان من الممكن العثور عليه في التلال. إنه في الوقت نفسه اتهامٌ وصرخة بوجه العالم السلبي بشأن التكاليف البشرية التي ترتبت على سلوك إسرائيل الساخر واللاإنساني.

إحدى رحلاتنا الأخيرة، حيث وصلنا في بداية هذا القرن، كانت في المنطقة "ج"، المحظورة على الفلسطينيين وفقاً لاتفاقيات أوسلو، مما يمنح المؤلف أملاً خافتاً في أن الصراع مع إسرائيل سينتهي يوماً ما. في تلك الرحلة، وبعد جدالٍ حاد مع مستوطن شاب تجرأ على تصديق دعاية إسرائيل، تمكن من بدء محادثة هادئة معه على غليون من التبغ الذي قدمه له المُستوطن. لكن ذلك كان في عام ٢٠٠٦، وقد حدث الكثير منذ ذلك الحين، ولفهم ذلك، من المفيد العودة بالزمن إلى الوراء.

تجوالات في فلسطين - بقلم رجا شحادة وترجمة بُو غرين ينسن.

(*) جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي

ترجمة هذا المقال: د. شابا أيوب

#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل