أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - ظلام الخدمات ونار الخطاب الطائفي..العراق نحو المجهول














المزيد.....

ظلام الخدمات ونار الخطاب الطائفي..العراق نحو المجهول


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل شتاء يكذبون علينا بحديثهم عن الكهرباء التي سيجري توفيرها في الصيف (المقبل)، وفي كل صيف مقبل تكون الكهرباء أسوأ من الذي قبله، والنتيجة أن الكهرباء انهارت بصورة شبه تامة في هذا الصيف، وان التزود بها قبل عشر سنوات كان أفضل من الآن، وفضلا عن الكهرباء فقد شح الماء عن ملايين العراقيين وهم لا يكادون يحصلون عليه إلا بشق الأنفس بعد ان اختفى في الأنابيب التي أصبحت غير ذات قيمة في كثير من مناطق العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى، فيضطر الناس إلى شرائه من الباعة الجائلين وكأننا لم نزل نعيش في العصور الوسطى او أيام سقاة الماء الذين يبيعونه على المنازل، قبل توفر شبكات المياه الحديثة.
لقد فشلت جميع الحكومات العراقية المتعاقبة طيلة أكثر من عشرين عاما في جعل الناس يعيشون بكرامة، فما قيمة ما يسمى بالعملية السياسية إذا كنت تحرم الناس من حاجاتهم وتقلل من احترامهم؟
المسؤولون والسياسيون الآن، يحضون الناس على المشاركة في الانتخابات العامة المقبلة وهي برأيي انتخابات طائفية مزيفة وتؤدي إلى النتائج الكارثية السابقة نفسها، ولن تحل مشكلات البلد بل تفاقمها.
الملاحظ، ان سياسيين وأعلامهم ورجال دين من شتى المذاهب تحركوا منذ الآن وبقوة لطرح الخطاب الطائفي المقيت وتصعيده؛ ممثلو "الاسلام السياسي" الشيعي يخوفون جمهورهم المفترض من السلطة التي ستؤخذ من بين أيديهم ويعيدون الحديث عن مظلوميتهم التاريخية، و "الاسلام السياسي" السني يقول إنه سينجح في حيازة السلطة له، فيما يراهن الاثنان على الموقف الكردي الذي يعدونه "بيضة القبان" كما يرد في الخطابات السياسية الجديدة منذ 2003 ؛ سياسيو الشيعة بالحديث عن مظلومية "الكورد" المشتركة معهم، وسياسيو العرب السنة بالحديث عن مذهب الكورد باغلبيتهم السنية، وفي الحقيقة ان الاثنين يهملان مطالب الشعب الكردي بمجرد الانتهاء من الانتخابات او بعد تشكيل الحكومات، كما ان كثيرا من القوانين التي تتعلق بالعلاقات المشتركة جرى تعطيلها.
مع كل يوم يقترب في موعد الانتخابات العامة في التي حدد لاقامتها شهر تشرين الثاني ٢٠٢٥، تتصاعد بصورة لافتة الخطابات الطائفية، فهل أن السياق الطائفي اسلوب سليم لقيادة البلد؟
بعد أن عانينا طيلة أكثر من عقدين من سيادة الخطاب الطائفي الذي أعاق نمو البلد وتسبب في مشكلات كبيرة لم نزل نعاني منها، يلجأ السياسيون الى الخطاب ذاته الذي تسبب في الكوارث عن طريق إثارة التحريض الطائفي بدلا من طرح البرامج الحزبية والسياسية.
ان قيادة بلد متعدد الطوائف والاديان والقوميات مثل العراق تتطلب رؤية وطنية جامعة تتجاوز الانتماءات الضيقة، وتركز على بناء دولة المواطنة والمؤسسات.
أما عن الأسباب التي تدفع السياسيين والإعلام المرتبط بهم إلى إثارة الشحن الطائفي، بدلا من طرح البرامج الحزبية والسياسية، فيمكن إجمالها في عدة نقاط، منها سهولة التعبئة والتجييش، اذ يعد الخطاب الطائفي أداة فعالة وسريعة لتعبئة الجماهير وتحشيدهم عاطفيا، فبدلا من بذل الجهد في صياغة برامج سياسية واقتصادية معقدة وشرحها للناخبين، يجد بعض السياسيين أن إثارة المخاوف الطائفية وتقديم أنفسهم كمدافعين عن طائفة معينة أسهل وأكثر ضمانا لكسب الأصوات.
وفضلا عن ذلك يعاني عدد من الأحزاب السياسية في العراق من ضعف في برامجها السياسية والاقتصادية، وعدم امتلاك رؤى واضحة لحل المشكلات التي تواجه البلاد. في ظل هذا الفراغ، يصبح الخطاب الطائفي بديلا لملء الفراغ وإخفاء العجز في تقديم الحلول الحقيقية.
وفيما يتعلق ببعض النخب السياسية التي استفادت من النظام المحاصصاتي" بعد 2003، فإن إثارة النعرات الطائفية يضمن استمرارية هذا النظام الذي أمن لهم نفوذا ومكاسب معينة. أي تغيير نحو خطاب وطني شامل يرونه تهديدا لمصالحهم.
ولمسنا طوال العقدين الماضيين ان الخطاب الطائفي غالبا ما يستغل كوسيلة لصرف انتباه السكان عن قضايا الفساد المستشري، وسوء الإدارة، والفشل في تقديم الخدمات الأساسية؛ فعندما يكون الناس منشغلين بالصراعات الطائفية، فإنهم قد يغفلون عن مساءلة السياسيين بشأن أدائهم الحقيقي، وهكذا يريدون لهم ان يظلوا.
و في ظل غياب قوانين صارمة ورادعة ضد الخطاب الطائفي التحريضي، وضعف الدور الرقابي للإعلام المستقل، يجد البعض مساحة واسعة لممارسة هذا النوع من الخطاب من دون خوف من تبعات حقيقية.
وبعض السياسيين الذين اختلط بهم بعض رجال الدين يعتمدون في بناء قواعدهم الشعبية بشكل أساس على الانتماءات الطائفية، ويعززون هذه الانتماءات عن طريق خطاباتهم لضمان استمرار الدعم الانتخابي.
ان معظم السياسيين العراقيين الحاليين يلجؤون للخطاب الطائفي لأنه غالبا ما يكون "الطريق الأسهل" لكسب الأصوات في بيئة سياسية معينة، برغم عواقبه المدمرة على وحدة وتنمية العراق.
التحدي الحقيقي يكمن في كيفية بناء وعي مجتمعي وسياسي يرفض هذا الخطاب، ويطالب ببرامج وطنية حقيقية تركز على بناء الدولة والمواطنة.
الوضع في العراق وحوله معقد ومتشابك وهو مهدد بأحداث ربما تكون غير متوقعة، لذا فان الأسلم برأيي، هو تجاهل الانتخابات وموعدها، والعمل بنكران ذات على صياغة خطاب وطني شامل يحتفي بالانسان وهمومه، وانشاء وضع انتقالي مؤقت لرسم خريطة سياسية جديدة تأخذ العبرة من الاخفاقات التي حدثت، مع العمل على تعديل النظام الانتخابي بمجمله و سن قانون عصري للاحزاب؛ وحتى اذا تطلب الامر تغيير الدستور فالمسألة في النهاية تتعلق بتطلعات العراقيين وحياتهم.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل مدن تليق بسكانها وبعض آمال شارع الرشيد
- السلم الاجتماعي في العراق: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل
- اسواق جملة بغداد مشكلات دائمة وحلول مؤجلة
- الانتخابات المبكرة ماذا وراء تداول اخبارها؟
- عطلة 14 تموز في العراق جدل الثورة والانقلاب
- رحلة البحث عن الوظيفة.. تفضيل القطاع الحكومي وقلة عروض القطا ...
- غوارق البصرة بانتظار من يخرجها برغم تعاقب السنين
- الغاء عمل بعثة الامم المتحدة في العراق بين التأييد والاعتراض
- سنة اخرى تمضي: في ذكرى جريمة بشعة
- هل يمكن التعايش مع سلطة القوى الخاسرة؟
- عار المفوضية..كيف يجري تزوير الواقع العراقي؟
- تقويم الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات
- الهوية الوطنية إشكالية المفهوم ومصائر السكان
- موازين العدالة لا يمكن غشها
- كهرباء العراق الكذبة الكبرى والخداع المكشوف
- الإدارة السليمة للموارد المائية والحفاظ على البيئة
- السلف واطفاؤها.. استغلال الفوضى لنهب الأموال
- السياحة البيئية مصدر اقتصادي دائم الاهوار انموذجا
- السوداني يتراجع عن تعهداته والمالكي يتدخل لحماية الفاسدين
- بين النظامين الرئاسي والبرلماني وسانت ليغو


المزيد.....




- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...
- أناقة بطابع معماري.. هكذا تمزج مصممة أزياء بين الشرق والغرب ...
- هزيمة قاسية.. الائتلاف الحاكم في اليابان يخسر الأغلبية في ان ...
- بدء خروج عائلات البدو المحتجزة في السويداء بعد الاتفاق على إ ...
- -قدرات محليّة-.. إيران تستبدل الدفاعات الجوية المتضررة في ال ...
- الجيش الإسرائيلي يفرض حظراً على ارتداء قناع الوجه في الضفة ا ...
- استخبارات ألمانية: -روسيا تكثف التجسس في ألمانيا كما بالحرب ...
- السودان: البرهان ورئيس وزرائه في الخرطوم وكلفة إعادة إعمار ا ...
- مباحثات بين رئيسي الجزائر وزيمبابوي تتوّج بالتوقيع على اتفاق ...
- مرض الكبد الدهني.. ما هو وكيف يتم علاجه؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - ظلام الخدمات ونار الخطاب الطائفي..العراق نحو المجهول