صباح بشير
أديبة وناقدة
(Sabah Basheer)
الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 00:12
المحور:
الادب والفن
عندما تعلو الرّوح، محلّقة كغيمة وادعة تلامس زرقة النّقاء السّرمديّ، تتبدّد من أمام ناظريك كلّ تفاصيل الأرض الضّئيلة، لن تبصر حينها تلك العقبات الّتي عرقلت خطاك، ولا الشّظايا الّتي تناثرت لتجرحك، بل سيتكشّف لك وجه الكون في أبهى حلله، يغمر الجمال قلبك ويضيء دروبك.
وهناك، في عليائك السّامية، تتجاوز أبصارك زلّات البشر وعيوبهم، وتختفي فروق الألوان والأشكال والأديان، فالرّوح حين تسمو، لا ترى إلّا الأرواح المتآلفة الّتي تسعى معا لغرس بذور الخير وإعمار الأرض؛ لتزهر الحياة بجمال التّآزر والعطاء.
ما أروع أن نرتقي كالغيم، متحرّرين من قيود الدّنايا؛ لنحلّق في فضاءات العلياء اللّامتناهية، فلو بلغنا هذا السّموّ، لغدت قلوبنا ينبوعا لا ينضب من الحبّ الفيّاض، ولأضحت أرواحنا بساتين تفوح بعبير الزّهور، تكسو كلّ زاوية من حولنا بجمالها الآسر.
حينذاك، يتجلّى لنا سرّ الوجود في نقاء الذّات، وصدق المشاعر وروعة البذل، فندرك أنّ أسمى معاني الحياة تكمن في أن نكون أنقياء من الدّاخل، وأن نمنح بلا حدود؛ لتصبح كلّ لحظة في وجودنا قصّة تروي معاني الجمال والكمال.
#صباح_بشير (هاشتاغ)
Sabah_Basheer#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟