تفجير كنيسة مار الياس تعيد ذاكرة أوجاع المصريين و العراقيين

جاك ساموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 22:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تفجير كنيسة مار الياس تعيد ذاكرة أوجاع المصريين والعراقيين
انتحاري قام بتفجير نفسه في كنيسة مارالياس في دمشق حي الدويلعة لم يتردد هذا الانتحاري في سحب صمام أمان حزامه الناسف ليترك خلفه عشرات القتلى والجرحى و الأشلاء المترامية على جدران الكنيسة حيث اختلطت رائحة البخور بالدماء.
هذا المشهد اليوم هو غريب و جديد على نمط حياة السوريين و خصوصا المسيحيين حيث لم تتعرض الكنائس المسيحية و منذ تاريخ طوشة دمشق لهذا النوع من الاعتداء كما ذكر في خطابه البطرك يوحنا العاشر في خطابه أثناء حفل تأبين شهداء الكنيسة .
هذا المشهد المؤلم لم يكن غريبا على ذاكرتنا كسوريين لطالما اعتدنا أن نسمع به و خصوصا في البلاد التي ينتشر بها العنف والتطرف كالعراق ومصر في فترة محددة حيث كانت لفترة هدفا لعصابات إرهابية تكفيرية هدفها ضرب السلم الأهلي و زعزعة استقرار البلاد لتنفيذ أجندات معينة لإلغاء الهوية الوطنية واستبدالها بمشروع أيديولوجي لا يعترف بوطن .
هذا النوع من العمليات ليس الأولى من نوعها على ذاكرتنا كسوريين وعلى الضمير الإنساني عموما .
نستذكر منها في مصر عندما حاول انتحاري استهداف كنيسة بمنطقة مسطرد شمالي العاصمة المصرية و بسبب التشديدات الأمنية أخفق في الاقتراب من الكنيسة مما دفعه إلى تفجير نفسه أعلى جسر مسطرد .
ولأول مرة انتحاري يستهدف انفجار كاتدرائية يوجد بها بابا الأقباط عندما حاول انتحاري دخولها بحزام ناسف بحسب بيان وزارة الداخلية .
في عام 2011 وقع انفجار أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية بينما كان المصلون المحتفلون بالعام الميلادي الجديد يخرجون من المبنى لحظة وقوع الهجوم حيث أوقع الهجوم 23 قتيل على الأقل و عشرات المصابين وفي عام 2016 فجر انتحاري نفسه في الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط في القاهرة موقعا 25 قتيل و عشرا المصابين وفي مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية الموجودة في دلتا وقع انفجار في كنيسة مارجرجس سقط فيه 27 قتيل و 78 مصاب .
وفي العراق مجزرة كنيسة سيدة النجاة حيث أقدم جهاديين انتحاريين بتفجير ستراتهم الناسفة و قتل حينها ثمانية و خمسون شخصا من المصلين و القساوسة و رجال الشرطة و المارة و أصيب ثمانية و سبعون آخرون بجروح.
وفي عام 2009 انفجار سيارة مفخخة بالقرب من كنيسة مريم العذراء لطائفة الكلدان في شارع فلسطين و خلفت ورائها العشرات من القتلى و الجرحى حيث شهد العراق موجة من العنف استهدفت الكنائس .
إذا أمعنا النظر جيدا بمجمل هذه العمليات الإرهابية التي تسببت بمقتل ضحايا و أبرياء تقف خلفها ايديولوجيا واحدة هي التكفير و رفض الآخر .
فهناك من قام بتلقفهم بطفولتهم و استغل ضياعهم كشباب غسل عقولهم و أدلجها و تلاعب بها لتكون أداة طيعة بيد من يستخدمهم .
تكفير الآخر من منطلق قناعة وإيمان هو مشروع سياسي مشوه يهدف إلى تفتيت الدولة الوطنية و الغاء هويتها و مؤسساتها و ما علينا معرفته أن الجماعة المكفرة لا يمكنها أن تحقق دولة و هي أعجز من أن تطبق شريعة .
لذلك إن صياغة مشروع سياسي حضاري يجب أن يكون قائم على نبذ خطاب الكراهية و تكفير الآخر و قائم على التنوع الغني و التعدد الثقافي . ..

#جاك_ساموئيل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل