أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاك ساموئيل - أزمة المواطن السوري في عامها الثامن














المزيد.....

أزمة المواطن السوري في عامها الثامن


جاك ساموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 6110 - 2019 / 1 / 10 - 17:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يلبث المواطن السوري أن ينتهي من أزمة فتكون هناك أزمة جديدة في استقباله ليصبح المواطن السوري أكثر كائن حي له القدرة على تحمل الأزمات ، فمن أزمة الغاز إلى أزمة البنزين إلى أزمة الكهرباء إلى المازوت والماء والغذاء والإقتصاد والسياسة والفساد والهوية والتاريخ والجغرافية والمواطنة والفوضى و اختناق الشوارع مروريا وغيرها من الازمات التي يطول ذكرها جميعها أزمات يعيشها المواطن السوري طوال سنوات الحرب القذرة التي تحولت عند البعض إلى مكسب تجاري تتكدس من خلالها رؤوس الأموال وتبنى فيها القصور وتفتح الأرصدة المالية في بنوك غربية .
فالحرب القذرة عززت الفساد لدى الفاسدين وفتحت لهم أبوابا جديدة لكسب غير مشروع وخلقت فاسدين جدد تحولوا إلى أمراء حرب وتجار يتاجرون بالأرض والعرض والدم فكل ما يهمهم أن تمتلئ جيوبهم لا يهم الوسيلة فالغاية تبرر الوسيلة .
هذا هو حال المواطن السوري الذي بات يعيش في ظلمات العصر الحجري وتخلف القرون الوسطى وقحل البادية العربية مرميا في العراء أمام أعين العالم ومشاهداته فعندما تتجول في الشوارع غالبا ما ترى أطفالا عراة الأقدام ينامون على حافة الطريق في طقس لا يحتمل حتى المسمار على مواجهته ، سلب نهب استغلال خطف سرقة نصب واحتيال جميعها ظواهر عززتها الأزمة ومن يدفع ثمنها وحيدا هو المواطن السوري المقهور والمهدور الذي لا حول له ولا قوة ولا خيار له إلا في الصمود والثبات في وجه أكبر حملة حرب شرسة لاقتلاعه من جذوره وتفريغه إنسانيا و أخلاقيا حتى يتم التسيد على عقله والتحكم بآلية تفكيره بما يخدم مصالح بمن له المصلحة في استمرار هذه الحرب المستعرة والسيطرة والتحكم على مقدراته الذي دفع ثمنها الشعب السوري كل غال وثمين ، هذه الحرب اجبرت الكثيرين على الرحيل كمهاجرين و كنازحين بعدما خسر الكثير من السوريين أرزاقهم فمنهم من رحل خارج الوطن هربا ومنهم من نزح من داخل الوطن إلى مناطق آمنة هربا من من جور الحرب المستعرة ومنهم من واجه رحيله غرقا .
حرب ما بعدها حرب فالاستبداد والاضطهاد والبطش والقتل من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة و أذرعتهم و من تعاون و تعامل معهم سهل لهم سبل الإجرام اعتبرت نفسها لها الحق في التدخل في شؤون بنية المجتمع السوري و أعلنت نفسها بوصاية الهية مدعومة من أكثر أنظمة العالم شوفينية لم تأتي إلا بالخراب والدمار من خلال تبنيهم إيديولجية تعود بأفكارها إلى العصر الحجري فهذه الأصوليات والعصبيات مارست أبشع أشكال القهر والهدر على الفكر والإنسان السوري فمن أولى اهداف هذه العصبيات تجريم الفكر و حرمانه من التفكير و إبداء الرأي والحجر على العقل السوري الجمعي وتعليبه في طرح ديني لا يتناسب مع مواكبة العصر ولا لعجلة السيرورة الإقتصادية للمجتمع السوري ، لقد توقفت العديد من المهن والحرف والمصانع عن الإنتاج وتم تحويل العديد من المدارس إلى سجون ومعتقلات ومتاريس وتم تدمير منشآت الدولة والبنى التحتية وتم نقل المعامل بعد تفكيكها إلى الاناضول وتم تصدير آلاف المجرمين المحترفين المتمرسين على القتل عدا عن سرقة الآثار والرقيمات التي تم النبش عنها بفعل ممنهج للتلاعب في الأصول التاريخية للمنطقة وكل ذلك أمام صمت عالمي ودولي ووحده المواطن السوري يدفع الثمن فهل تبقى هذه الأزمة مستمرة والحرب مشتعلة في ظل غياب عقلية مدنية علمانية ؟؟؟

جاك ساموئيل



#جاك_ساموئيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرمون عبر التاريخ وتاريخهم الأسود يشهد على ذلك
- في سبيل جنونهم الشرعي
- نحو ثورة دينية إلى الاستبداد
- هال ما يعانيه الأقباط في مصر هو تطهير عرقي ام تهجير ممنهج
- أزمة المواطن السوري في عامها السادس
- مشكلات تبحث عن حلول


المزيد.....




- ماذا قال مبعوث ترامب عن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار ...
- هل ستندلع حرب قريبة بين إيران وإسرائيل؟
- ما الذي فعله كمين بيت حانون بحسابات نتنياهو أمام ترامب؟
- ماكرون: لا نكيل بمكيالين ونريد وقف حرب غزة بدون نقاش
- ماذا قال محمد بن سلمان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ...
- حريق مهول يلتهم آلاف الهكتارات في كاتالونيا بسبب موجة الحر ا ...
- عواصف عنيفة تضرب وسط وشرق أوروبا وتخلّف قتلى ودماراً واسعاً ...
- تونس ـ أحكام بالسجن بحق سياسيين ومسؤولين سابقين بينهم الغنوش ...
- 110 قتلى في فيضانات تكساس وعمليات البحث مستمرة
- الحوثيون يبثون مشاهد لإغراق السفينة -ماجيك سيز-


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاك ساموئيل - أزمة المواطن السوري في عامها الثامن