أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بهيج حسن مسعود - خلدون النبواني في كتاب:الحداثة الحافظة: قراءات نقديه في أفكار هابرماس














المزيد.....

خلدون النبواني في كتاب:الحداثة الحافظة: قراءات نقديه في أفكار هابرماس


بهيج حسن مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 18:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


خلدون النبواني في كتاب:
الحداثة المحافظة: قراءات نقدية في أفكار هابرماس.

يمكن تحليل إسقاطات الكتاب على الحالة السورية، وخاصة صعود المتشددين ومحاولتهم السيطرة على مفاصل الدولة، عبر المحاور التالية:

1_ جوهر الكتاب:
نقد تحوُّل هابرماس إلى "لاهوت محافظ"
أ_ الطرح المركزي:
يحلّل النبواني كيف تحوَّل هابرماس - الفيلسوف الحداثي المدافع عن العقلانية - إلى داعم لـ"إعادة إدخال الدين في الفضاء العام" في مراحله الأخيرة، معتبراً أن الفلسفة عاجزة عن الإجابة عن الأسئلة الوجودية الكبرى (كالموت والمعنى) .
ب_ تحذير النبواني:
يرى أن هذه الدعوة تُعيد إنتاج "لاهوت محافظ" يُهدِّد قيم الحداثة، ويُسهِّل اختلاط الدين بالسياسة، مما يُغذي الصراعات الطائفية .
ج_ الإشكالية الأساسية: "استعادة الديني في المجال العام لا تحرِّره، بل تُحوِّله إلى أداة سلطة" .

2_ الإسقاط على سورية:
كيف شكَّل "اللاهوت المحافظ" بيئةً لصعود المتشددين؟
أ_ تفكيك الحداثة لصالح الخطاب الديني
أ_1_ السوريالية السورية: حاول نظام الأسد تقديم نفسه كحامٍ للحداثة والعلمانية، لكنه في الواقع حوَّل المؤسسات الدينية (كالأوقاف) إلى أدوات رقابة وسيطرة، مما خلق فراغاً أيديولوجياً ملأته الجماعات المتطرفة لاحقًا .
أ_2_ توازي مع هابرماس:
كما دعا هابرماس إلى "ترجمة القيم الدينية إلى لغة مدنية"، استخدم المتشددون في سورية خطاباّ دينياً مُعاداً صياغته ("الجهاد"، "الدولة الإسلامية") لتبرير السيطرة على الدولة والمجتمع، تحت غطاء "مقاومة الاستبداد العلماني" .

ب_ الدين كأداة لتكريس الاستقطاب
ب_1_ آلية هابرماس المقلوبة:
بينما أراد هابرماس إدماج الدين لتعزيز الحوار، حوَّلته الجماعات السورية إلى وسيلة لتفكيك المجتمع:
ب_2_ التكفير:
تحويل الخلاف السياسي إلى صراع ديني (معارضون — كفار).
ب_3_ الطائفية:
استخدام الخطاب المذهبي (السنة/شيعة) لتمزيق النسيج الاجتماعي .
ب_4_ دور النظام:
شجَّع النظام هذا الاستقطاب عبر خطاب "محاربة الإرهاب" لتبرير قمعه، بينما سمح لجماعات متطرفة بالانتشار في مناطق المعارضة لتخويف المدنيين .

ج_ سيطرة المتشددين على الدولة:
من "الفضاء الديني" إلى "المؤسسات"
ج_2_ نموذج هابرماس الخادع:
دعوته لـ"دين متحضر في الفضاء العام" تحوَّلت في سوريا إلى:
_السيطرة على القضاء عبر "محاكم شرعية" تُلغِي القانون المدني.
_تحويل التعليم إلى مناهج تُروِّج للتطرف (مثل مناهج داعش).
_استخدام المساجد كمنصات للتجنيد .
ج_3_ المفارقة:
الجماعات المتطرفة طبَّقت بشكل مشوَّه ما حذَّر منه النبواني في كتابه: "تحويل الدين إلى مؤسسة قمعية تحت غطاء الحداثة الزائفة" .

3_ الحداثة السورية:
من "النهضة المزعومة" إلى "المحافظة المتطرِّفة"
أ_ إرث الطهطاوي المُهدر:
يُذكرنا النبواني في كتاب سابق له "الطهطاوي: بروميثيوس العربي" بأن النهضة العربية حاولت الجمع بين العقلانية والتراث، لكن سوريا شهدت انهياراً لهذا المشروع بسبب:
أ_1_ القمع المزدوج:
نظامٌ يدَّعي العلمانية لكنه يُمارس الاستبداد باسمها، وجماعاتٌ تُهاجم الحداثة باسم الدين.
أ_2_ نتيجة ذلك:
تحوَّلت "الحداثة" في سورية إلى غطاء فارغ، بينما أصبح "المحافظ" مرادفًا للتطرف .

4_ ما بعد الدمار: هل يُمكن إنقاذ المشروع الحداثي؟
يقترح النبواني في كتابه مخرجاً من خلال:
أ_ تمييز جذري بين:
أ_1_ الإيمان الفردي (حق شخصي).
أ_2_ الدين المؤسسي (يجب فصله عن الدولة) .
ب_ تطبيقه على سورية:
ب_1_ إعادة بناء المؤسسات على أساس المواطنة، لا الهوية الدينية.
ب_2_ منع توظيف الخطاب الديني في السياسة (كما حدث في تجربة "الإخوان المسلمين" السورية).
ب_3_ استعادة فلسفة "العصر الذهبي" (بيت الحكمة) التي جمعت العقل والتراث دون تناقض .

"العلمانية ليست فصل الدين عن الدولة فحسب، بل عن المجتمع أيضًا: تحرير الإيمان من سطوة المؤسسات" — خلاصة رؤية النبواني التي تُشكِّل خريطة طريق لسورية.

الخلاصة: "الحداثة المحافظة" كإنذار سوري
الكتاب ليس نقداً لفكر هابرماس فقط، بل هو مرآة لأزمات العالم العربي:
أ_ تحذير من "التلفيق" بين الحداثة والدين: ففي سورية، حوَّل النظامُ الدينَ إلى أداة سلطة، ثم استخدمته الجماعاتُ المتطرفة لتدمير الدولة.
ب_ الحل: بناء عقد اجتماعي جديد يقوم على "عقلانية نقدية" تُفرِّق بين الإيمان كاختيار شخصي، والدين كآلة سياسية — وهو ما يتطلَّب إصلاحاً تربوياً وقانونياً جذرياً .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائيات الفكر الفلسفي: خلدون النبواني في مواجهة دريدا وهابرم ...
- رقصة الوصل:


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بهيج حسن مسعود - خلدون النبواني في كتاب:الحداثة الحافظة: قراءات نقديه في أفكار هابرماس