أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة(2)ا:صديق من الخرطوم














المزيد.....

سيرة مدينة(2)ا:صديق من الخرطوم


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 10:53
المحور: سيرة ذاتية
    


كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
ويطوف بى الخيال في اروقة الذاكرة واتداعي
عندما جئنا برالمة من عطبره الى الجامعة نحمل توجس ناس الاقاليم من ناس الخرطوم..لفت نظري طالب عاصمي موفور الصحة ذو لحية كثة كثير الابتسام والمزاح..وبمرور الزمن تعارفنا كزملاء..كان اسمه جمال..كثيرا ما كان يقضي الظهر معنا فى البركس فى غرفتنا فى داخلية بحر الجبل فى انتظار الدوام المسائى ..كان يعلن عن قدومه السعيد بصوت الموتر السوزوكي الذى يملكه يوقفه عند النافذة ويدخل عبرها فى ضجة صاخبة ثم يتناول المصحف ويقرا سورة مريم باستغراق عميق ثم يتغدي معانا فى صفرة الغالى ثم ينام لنعود لنواصل محاضرات المساء والمعامل االمضجرة فى كلية العلوم .. جامعة الخرطوم..كان طالبا رياضيا ومثقفا ومحبا للناس..وعندما شارفنا على الامتحانات..طلب مني ان اذهب معه نذاكر فى منزلهم فى الخرطوم اثنين،محطة الغالي ..تعرفت على والدته الطيبة ووالده عم الياس وشقيقه بشير الذى كان لايزال يدرس فى كلية الطب ولاعب سلة ممتاز وشقيقته هدي التي تخرجت من كلية الطب ايضا ..وكانت المفاجئة ان اري صورة مريم العذراء والمسيح والصليب فىمنزلهم لاكتشف ولاول مرة انه مسيحى ومع ذلك كان هناك مصلاية ومصحف فقد اعتادوا ضيافة المسلمين..حيث لم يخطر في بالى ذلك طيل تعاملى معه كزميل فى الاكادميات والثقافة والرياضة..
وفى عيد شم النسيم دعانى الى بيت شقيقتهم فيولا فى حى المطار..وتعرفت علىابناء اخته ماريا وشقيقها الذين تنازعا فى ان يقدما لي فلم عن المسيح او فلم عن بيليه الجوهرة السوداء وقد حضرت الفلمين الي المغرب وعدت الي الجامعة..بعد هذا الاستقبال والضيافة خمس نجوم..ثم مضت السنين وتخرجنا..وسافرت للعمل فى كريمة كمعلم وعدت ذات عطلة الى الخرطوم..وقابلت جمال يقود سيارة بشير شقيقه بالصدفة فى السوق العربى..اخبرنى انه يحتاجني بشدة لاقناع امه الطيبةبالسماح له بالسفر الي امريكا..كنت اعرف مدي تعلق امه به وبسبب حادثة ظريفة في الماضي عندما تاخر باص الرحلة يوم الجمعة كانت الرحلة الى وادي سيدنا..وجد جمال افراد عائلته كلهم ينتشرون بسياراتهم في شارع الجامعة وغضب كثيرا لهذا التدليل المفرط امام الزميلات والزملاء ..كنت اعرف ان المهمة التى تنتظرنى اصعب من محادثات ابوجا لاقناع ام تخاف عل ولدها من عبور بحر الظلمات..ولكنى اقنعت والدته بان تتركه يسافر ليجرب حتى لا يندم عمره كله وقلت لها المثل السوداني ((البقع براه ما بيبكى))..وسافر الي امريكا..وانقطعت اخباره سنين..وسافرت بدورى الى اليمن وعدت في اول التسعينات ليكون اول من اقابل فى شارع المطار جمال الياس يركب سيارة تروبر..اخبرنى انه لم يستطع العيش في امريكا وسالته عن اهل البيت ووعدته بزيارتهم قريبا واوصلني الىموقف الحاج يوسف حيث رحل ناس بيتنا من عطبره ايضا ..وعندما زرتهم بعد ايام..وجدت الصمت يخيم على بيتهم والتيار الكهربائى مفصول عنهم منذ زمن ووالده الذى تقدم به السن كثيرا يجلس ساهما شاردا وغارقا فى بحر من الذكريات بعد ان اقفل محلهم فى صالة فندق اراك هوتيل..وبدات اسال امه الطيبة
اين بشير؟
- هاجر الى بريطانيا
اين فيولا
_هاجرت ال هولندا
اعتقد انها اسلمت وسمت نفسها فاطمة
اين جورج؟
-هاجر الي بريطانيا
اين هدي؟
- تزوجت وهاجرت الى كندا
اين؟!..اين؟...اين؟
الي اين يمضى هؤلاء ولا يعودون..ومن يومها عرفت اننا فى زمن الكوليرا والاكسدوس Exodusالوبائى للمسيحيين من هذا البلد الذى خبث ولا ادري كيف تكون معاناةجمال الذى يعانى من نوستلجيا السودان وفرض عليه ان يعيش هذا الجحيم الذى عجزنا نحن المسلمين البقاء فيه.. وانظرو كم فقدنا من كفاءات نادرة واطباء لا يقدروا بثمن
**************

كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
واتداعى



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة الفاجرة
- فصل من رواية:عودة الابن الضال
- سيرة مدينة :تيس عبدالمعروف(1)ا
- الاعجم
- مشروع الوادي الأخضر (وادي المقدم)مشاريع التكامل الاقتصادي
- الاحزاب السياسية في الدولة الفدرالية (2-2)ا
- (2-1)الفدرالية الحميدة والفدرالية الخبيثة
- يموتون غرباء
- مملكة الطاووس
- السامري
- السودان...وسباق المسافات الطويلة
- انا انتخب...اذا انا موجود(العراق نموذجا)ا
- الجندى الامريكي الذى يغني للاطفال
- بين الزعيم مقتدى الصدر..وولد نوح عليه السلام
- المعاقون سياسيا
- شيء يحترق في الجنوب
- ارم ذات العماد
- الهلال والمريخ وثقافة المجتمع المدني في السودان
- كلاب بابلوف
- سوق الاثنين*


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة(2)ا:صديق من الخرطوم