أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر سلمان - من 7 أكتوبر إلى إيران طريق الأوهام














المزيد.....

من 7 أكتوبر إلى إيران طريق الأوهام


جعفر سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 15:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا أزال أتذكر حجم الوهم الذي ضرب الكثير من أبناء الشعب في يوم السابع من أكتوبر، وذلك حين نجحت قنوات إعلام محور المقاومة في تصوير ذلك اليوم باعتباره بداية النهاية لإسرائيل، كان وهمًا سيطر وللأسف على عقول الناس، وجعلهم يعيشون حالة كاذبة من الانتصار، لتأتي الأحداث بعد ذلك صادمة ومفجعة لكل من صدق وعاش تلك الحالة.

لا أزال أذكر يوم السابع من أكتوبر وكيف كانت الخرائط تتغير بين الساعة والأخرى لتظهر تقدم الحمساويين وتوغلهم في المستوطنات القريبة من غزة، بل لتتعداها إلى ما بعد المستوطنات، بل أن إحدى التحديثات أظهرت الحمساوية قريبًا من الضفة الغربية، لدرجة رؤيتها بالعين المجردة، وكان الوهم حينها أنه سيتم تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.

لم يستمر الأمر طويلًا وخلال يومين كانت كل القوات الغزاوية قد أصبحت داخل غزة، والقوات الإسرائيلية على مشارف القطاع وتحاصره من كل الجهات، فكان الوهم حينها أن إسرائيل لن تجرؤ على دخول غزة؛لأنها لا تحتمل سقوط قتلى في جيشها، ولأن الداخل إلى القطاع لن يخرج منه حيًا، وهي بالتأكيد لن تحتمل سقوط آلاف الصواريخ التي أعدتها حماس.

دخلت إسرائيل بجيشها إلى القطاع، وظهر الفرق بين صواريخ إسرائيل التي يكفي الواحد منها لهدم بناية كاملة، وبين صواريخ حماس التي إن نجحت في تجاوز الدفاعات الإسرائيلية وتمكنت من ضرب شيء، فإن فعلها لا يتجاوز إحداث فتحة في مبنى لا يتجاوز حجمها حجم فتحة مكيف الهواء، أو إن ضربت الشارع فإنها تحرق سيارة أو اثنتين، فكان الوهم حينها أن المحور لن يسكت وسيحرق إسرائيل بالتأكيد.

تدخل المحور بالفعل لكنه لم يحرق إسرائيل، فبدأت مناوشات مع حزب الله، وكأنها حرب خجولة بين الطرفين، فكان الوهم حينها أن الحزب سيحافظ على معادلة تهجير الإسرائيليين من الشمال وخلق أزمة لاجئين داخل إسرائيل تكون جحيمًا على إسرائيل لن تتخلص منه إلا بانتهاء الحرب، وكذلك وهم احتمال احتلال الحزب للجليل الأعلى في أية لحظة، كذلك انطلقت القوات الحوثية في حملة بحرية وصاروخية، وكان الوهم هدم الاقتصاد الإسرائيلي من خلال حصار ميناء إيلات وهدم تل أبيب بصواريخ الحوثيين، ومن جهة أخرى بدأ الحشد الشعبي في إطلاق مسيّرات والاستعداد لعبور الحدود، وكان الوهم أن تلك المسيّرات ستحرق إسرائيل وأن الحشد سيدخل إسرائيل، بينما بقت سوريا وإيران في موقف المتفرج.

كانت الصدمة عندما تم تدمير حزب الله وإنهاء فعاليته، وعندما اختفى الحشد فجأة من الساحة بشكل مفاجئ وسريع وكأنه ذاب في العدم، وعندما تم إرجاع اليمن سنوات إلى الوراء بعدما كان أساسًا قد رجع عقود إلى الوراء بعد أن سيطر عليه الحوثي، وعندما سقط نظام الأسد في سوريا، وعندما شاهد الجميع جنوح إيران للمفاوضات بدل المواجهات.

لم يكن تجار الوهم يسمحون لأحد أن يُخرج الناس من وهمهم، فكل صوت وكل قلم يتجرأ ويعرّي حقيقة العالم الوردي المليء بالانتصارات والبطولات الذي يريدون للناس العيش فيه، فأنه يتعرض لحملة من التخوين والصهينة والاتهامات، فكانت جملة مثل، حماس لا يمكنها هزيمة إسرائيل، تجلب على قائلها اتهامات بالتصهين، وجملة مثل، أن حزب الله أصغر من أن يتمكن من الإطاحة بدولة بحجم إسرائيل، تجلب على قائلها اتهامات العمالة، ومع كل ذلك، بقي الواقع سيد البراهين، وبقي المنطق هو الذي يسيّر الأمور، فانتهت تلك المعركة إلى ما انتهت إليه، إلى ما قال العقلاء أنها ستنتهي إليه.

لدينا اليوم معركة أخرى ووهم جديد، لدينا حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، ومعها صناعة وهم جديد، وهو أن إيران ستُنهي إسرائيل من الوجود، وأنها ستحرق كل القواعد الأمريكية في المنطقة، بينما الحقيقة أنها تلقت ضربات موجعة جدًا، وأن فارق التكنولوجيا قد ظهر واضحًا، وأنها إن استطاعت فعل شيء، فإن ذلك لن يتعدى الوصول إلى مرحلة جعل الضربات الإسرائيلية مكلفة على إسرائيل، بحيث تكون الهجمة على إيران غير ذات جدوى، إما مسألة القضاء على إسرائيل، أو ضرب وتدمير كل القواعد الأمريكية في المنطقة، فهذا ليس سوى طريق من الوهم كان البعض يسير فيه ولا يزال منذ السابع من أكتوبر.

تبقى مسألة أخيرة هنا، وهي ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي في بلدنا، فمشروع إيران النووي (إن نجا) لن ينفعنا بشيء، وإن هدم وانتهى فلن يضرنا ذلك شيئًا، ولا بد أن نستوعب أن الذي يجري هو حرب بين الكبار، ومن الحماقة أن نجر ما يجري هناك إلى الشارع هنا، ومن الحماقة أن نجعل ما يجري هناك مادة للتنافر المجتمعي هنا، فمن يريد أن يعيش الوهم هو حر، فلا سُلطان لنا عليه، لكننا سنقف بأقلامنا ونقول (لا) لمن يريد العبث بأمن المجتمع، وجره إلى التنافر والانقسام، وسنبقى نبيّن الحقيقة للناس ونعري الوهم.



#جعفر_سلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام المحرَّم
- من آثار تصدير الثورة
- سوريا والمليون سؤال
- لا ناقة لنا فيها ولا جمل
- التغيير الثقافي والفكري لم يعد ترفًا
- النهر لا يسير إلى منبعه
- هل حان وقت الدبلوماسية؟
- الردع الاستراتيجي
- ولاية الفقيه سُلطة الله في الأرض
- الثورة البحرينية ( غياب اليسار )


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر سلمان - من 7 أكتوبر إلى إيران طريق الأوهام