عبدالله المخلوق
الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 20:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحرب الإيرانية – الصهيونية برعاية غربية
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية الفاعل الرئيسي في خلفية الصراع بين إيران والكيان الصهيوني. فمن يتابع تطورات المشهد في الشرق الأوسط، يدرك أن إيران أدت، خلال سنوات طويلة، دورًا غير مباشر في تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة، لا سيما من خلال إثارة مخاوف دول الخليج، مما دفع هذه الدول إلى الارتماء في أحضان الحماية الأمريكية مقابل أثمان مالية باهظة، وهو ما أثّر على استقلالية قرارها وسيادتها.
غير أن الأمور بدأت تأخذ منحىً مغايرا مع تعمق تحالف إيران مع كل من روسيا، الصين، وكوريا الشمالية، وتقدّمها في مشروعها النووي دون امتثال واضح للإملاءات الغربية. هذا التحوّل جعل منها في نظر واشنطن لاعبا متمردا على النظام الدولي الذي تقوده.
لكن الواقع يظهر أن كلا من إيران والكيان الصهيوني يؤديان أدوارا تخدم مشروعا جيوسياسيا أوسع، يسعى إلى ترسيخ نفوذ منظومة أيديولوجية عالمية – يصفها البعض بـ"الصهيوماسونية" – تهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق موازين جديدة، سياسيا وثقافيا.
وفي ضوء المستجدات المتسارعة، يمكن استشراف مستقبل الصراع من خلال سيناريوهين رئيسيين:
السيناريو الأول:
نجاح القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في إخضاع إيران سياسيا أو عسكريًا، ودفعها إلى توقيع اتفاق تتخلى بموجبه عن برنامجها النووي، وتنهي تحالفاتها مع موسكو وبكين، مقابل رفع جزئي للعقوبات وربما ضمانات اقتصادية وأمنية. بهذا، تُعاد إدماج طهران في منظومة النفوذ الأمريكي، بشكل مباشر أو غير مباشر.
السيناريو الثاني:
رفض إيران لأي تسوية أو اتفاق يُقيّد طموحاتها الإقليمية والنووية، ما قد يُشعل حربا إقليمية شاملة، وربما عالمية، بمشاركة روسيا، الصين، وربما باكستان، إلى جانب إيران. في هذا السيناريو، سيتبلور صراع بين محورين دوليين متضادين، وسيتضح من خلاله ميزان القوى الحقيقي، ومن يمسك بخيوط اللعبة الاستراتيجية. وإذا لم تكن إيران قد امتلكت سلاحا نوويا بحلول تلك اللحظة، فقد تواجه مصيرا شبيها بما حدث في العراق وسوريا. ذلك أن منطق القوة في السياسة – كما في الفيزياء – يستدعي دوما وجود قوة مضادة تعيد التوازن، أو على الأقل تحاول.
#عبدالله_المخلوق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟