المنهج الاسلوبى الاحصائى فى موسقى الشعر

ياسر عكاشة اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 00:29
المحور: الادب والفن
    

المنهج الاسلوبى الاحصائى فى دراسة موسيقى الشعر
محمد فتوح أحمد نموذجا

اتخذ فتوح أحمد منهجا مغايرا في إحصاء مادة المعجم الإيقاعي وتصنيفها, وطبق ذلك المنهج على شعر المتنبى , فقد أحصى عدد الأبيات الشعرية التى نظمها المتنبى وعددها (5556) بيتا,
ثم صنف الأبيات حسب البحور التي نظمت عليها, ومن ثم ذكر النسبة المئوية لاستخدام البحر الشعرى من مجمل شعر المتنبى . وكان الإحصاء والتصنيف على النحو التالى
م البحر عدد الأبيات النسبة المئوية م البحر عدد الأبيات النسبة المئوية
1_ الطويل 1684 30.3% 7 _ المتقارب 278 5 %
2_ الكامل 927 16.7% 8- السريع 118 2.1%
3_ البسيط 807 14.5% 9_ الرجز 109 2%
4_ الوافر 763 13.7% 10_ المجتث 36 65.%
5- الخفيف 465 8.4% 11 _ الرمل 14 25.%
6_ المنسرح 355 6.4%
وقولنا اتخذ منهجا مغايرا لأن هناك من اعتمد على عدد القصائد في إحصاء المعجم الإيقاعي ولم يعتمد على عدد الأبيات (1)
• حول معطيات القياس
معطيات القياس التى استنتجها فتوح أحمد من خلال إحصاءه لمعجم المتنبى الإيقاعي يمكن أن نلخصها فيما يلى(2)
- إن حركة المتنبي فى معجمه الإيقاعي مقيدة بأحد عشر بحرا لا يزيد, ومن الناحية العملية لم يتجاوز تسعة أنماط ايقاعية، لقلة نظمه فى المجتث والرمل
- إن أكثر الأنماط الإيقاعية أوزان (الطويل والكامل والبسيط والوافر( ويشير هنا فتوح أن بين الكامل والوافر وشيجة حميمة إذ يدرج العروضيون بحر الكامل فى الدائرة الثانية دائرة الوافر
, أما الطويل والبسيط رغم اختلاف الأصول, لأن الأول متقاربي والثاني رجزي, فإنهما يتفقان فى رحابة النغم وامتداده0
وبرى فتوح أحمد أن ذلك ليس من قبيل المصادفة, حيث إن بحر الطويل يمتاز بأنه أكثر انطلاقا, وأسلس نغما, وأبعد عن الجلبة والاصطخاب
- غلبة الأوزان الطويلة على شعر المتنبى.

وحول هذا المعطى يذكر فتوح إنه ليس مقطوع الصلة بمبدأ وحدة البيت وهو المبدأ الذى ظل
لفترة طويلة يحكم منطق العملية النقدية والعملية الإبداعية على حد سواء .
ومن خلال هذا التطبيق المنهجي المنظم للمنظور الكمي لموسيقى شعر المتنبى, استطاع فتوح أن يقف على الميول الإيقاعية لدى الشاعر وحجم الرقعة الإيقاعية التى تحرك فيها , ومدى ثراء معجمه ،أو اكتنازه ,كذلك حظه من النمطية أو التنوع 0

الإيقاع ونوع العاطفة :

يرى فتوح أحمد إن" ربط الإيقاع بنوع العاطفة, أو الموضوع, أو الغرض، فالأمر لا يخلص تماما من الذاتية, واليقين القاطع فيه غير وارد" ,(3),وربما يدعم ما ذهب إليه فتوح أن المحاولات المتعددة التى سعت إلى ربط الأوزان بالحالة النفسية للشاعر,
أو التجربة لم تلق رواجا لأنها لا تخلو من مراوغة بل ولا تنجو كما يؤكد فتوح " من خداع صريح بل وتبقى فى إطار الافتراض المحض, وهو حالة مزاجية للناقد قبل أن يكون واقعة ماثلة فى نتاج المبدع (4)"
ويتفق فتوح أحمد مع محمد غنيمي هلال حيث يقول: "ربط بعض الباحثين بين موقف الشاعر من معانيه وعاطفته وبين الإيقاع والوزن ...،
والحق أن القدماء من العرب لم يتخذوا لكل موضوع من هذه الموضوعات وزناً خاصاً من بحور الشعر القديمة. فكانوا يمدحون ويفاخرون ويتغازلون في كل بحور الشعر.
وتكاد تتفق المعلقات في موضوعها، وقد نظمت من الطويل والبسيط والخفيف والوافر والكامل،.... والأمر بعد ذلك للشاعر"(5). وهذا ما ذهب أيضا إليه إبراهيم أنيس يقول
"إن استعراض القصائد القديمة وموضوعاتها لا يكاد يشعرنا بمثل هذا التخيير، أو الربط بين موضوع الشعر ووزنه: فهم كانوا يمدحون ويفاخرون،
أو يتغزلون في كل بحور الشعر التي شاعت عندهم. ويكفي أن نذكر المعلقات… لنعرف أن القدماء لم يتخيروا وزناً خاصاً لموضوع خاص(6).
ولهذا يرفض د. فتوح القفز من خلال المؤشرات لموسيقى شعر الشاعر, وربطها بنوع العاطفة ,أو التجربة, أو الموضوع, أو حتى الغرض.


--------------------------------------------------------
1- ينظر: د. طه وادي: شعر ناجي الموقف والأداة، ط3 - القاهرة , دار المعارف 1990 ص 67وما بعدها
2- ينظر: محمد فتوح أحمد , شعر المتنبي قراءة أخرى , ص 134 وما بعدها

3- شعر المتنبى قراءة اخرى ,ص .134.
4- السابق, ص 13.
5- محمد غنيمي هلال، النقد الأدبي الحديث - بيروت ,دار الثقافة - 1973 صـ441.
6- إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر، ط2، مصر، مكتبة الأنجلو المصرية، 1952م، ص:175.

#ياسر_عكاشة_اسماعيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل