أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مامند محمد قادر - قصة قصيرة / القطار الذي قد يصل














المزيد.....

قصة قصيرة / القطار الذي قد يصل


مامند محمد قادر

الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 00:29
المحور: الادب والفن
    


في قلب ارض منسية , تمتد بلدة صغيرة , ملتفة حول محطة قطا عظيمة مشيدة من الحجارة و صمت عتيق . منذ أجيال و الناس في البلدة ينتظرون القطار . لا احد رآه , و لا احد سمع هديره , و مع ذلك , لم يفقدوا الأيمان بأنه سيأتي ذات صباح , أو ربما ذات مساء , ليأخذهم الى حيث الحياة كما يجب أن تكون , لا كما أجبروا على عيشها .كل شيء في البلدة يدور حول هذه الفكرة :
ألحلاق يسأل زبائنه متى تظنون انَ القطار سيصل ؟
المدرسون يعلمون الاطفال كيف يحزمون حقائبهم استعدادا للرحيل .
و الشيوخ يتحدثون عنه كما يتحدث المتدينون عن يوم الخلاص .
و في كل فجر يعلو صوت العم احمد , مدير المحطة , عبر مكبر الصوت المهتريء :
" السادة المسافرين .. القطار القادم الى بلدتنا سيصل في اي لحظة , الرجاء الوقوف خلف الخط الأصفر "
فيبتسم الناس , و يقفون للحظات , ثم يعودون الى حياتهم مثلما ييئس المرء من أمنية لم تتحقق لها .
لكن ذات يوم جاء شاب غريب الى البلدة , كان اسمه رشيد , بعينين مليئتين بالشك و خطى لا تعرف الرهبة , سأل رجلاَ مسناَ عند المحطة :
- " منذ متى تنتظرون القطار ؟"
أجابه العجوز , و هوينظر نحو الأفق :
- منذ ولادة الصمت , و منذ ان وعدونا أن ننقل .
قال رشيد بحدة :
- " و هل جاء ؟"
اجابه العجوز بأبتسامة راضية :
- " ليس بعد , لكنه سيأتي . الأمر مسألة وقت ."
لكن الوقت في البلدة لم يكن يقاس بالساعات , بل بالأمل .
لم يكن رشيد مؤمنا بالموضوع , راح ينبش في السجلات القديمة , يتقضى الأحاديث النفسية , يحلل الخرائط و الاصوات و الأوهام . فلم يجد أثرا لحركة القطار . فصرخ في الساحة الرئيسية :
-" ايها الناس ! انتم لا تنتظرون قطارا , بل تهربون من مواجهة وجودكم هنا , بلا جهة , بلا نهاية , بلا بداية . القطار لن يجيء . لكن لم يرد عليه احد. لم يكن في أعينهم غضب , بل شفقة .
في اليوم التالي , وجد نفسه وحيدا في المحطة . لا مارة , لا الاطفال . فحمل حقيبته و مشى . سار على القضبان الصامتة , قضبان لا تفضي الى شيء سوى البعيد . السماء فوقه كانت بلا لون , و الريح لا تحمل سوى صدى قديم . لكن ظل يسير . و في ليلة لا قمر فيها , بينما هو في منتصف صحراء الزمن , سمع شيئا .
صفارة بعيدة و ضعيفة , غائمة كالحلم , لكنها كانت هناك .
توقف . هل هذا هو القطار ؟! أم انَ قلبه بعد طول انكار , بدأ يشتاق للأيمان بشيء . بأي شيء ؟ لم يعرف , لكنه ابتسم , و واصل السير نحو الصوت .

* شاعر و قاص عراقي كوردي



#مامند_محمد_قادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة / الطائرة الورقية
- قصة قصيرة / الوجه الذي لم يكن مألوفاً
- عزف على الرمال ... قصة قصيرة للنشر
- ( لا تنس ) قصيدة للنشر
- قصيدة للنشر
- قصيدة
- سقوط في الضفاف


المزيد.....




- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما
- 7مقاطع هايكو للفنان والكاتب (محمدعقدة) مصر
- 4مقاطع هايكو للفنان والكاتب (محمدعقدة) مصر
- تحقيقات أميركية تكشف زيف الرواية الإسرائيلية بشأن مقتل أستاذ ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مامند محمد قادر - قصة قصيرة / القطار الذي قد يصل