أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما بين الانتفاضات الشعبية و (طوفان الأقصى)















المزيد.....

ما بين الانتفاضات الشعبية و (طوفان الأقصى)


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 16:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما قبل حرب حزيران 1967 والاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة وأراضي عربية أخرى شهد القطاع أهم الانتفاضات الشعبية في مارس 1955 حيث أفشلت المظاهرات التي اندلعت عفويا مشروعا أمريكيا لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، وكان القطاع آنذاك خاضعا للإدارة المصرية ولا يوجد به كيانات أو سلطات سياسية فلسطينية ،وقد تصدر الانتفاضة شخصيات وطنية وأهمهم معين بسيسو من الحزب الشيوعي، ولو نجح هذا المشروع فربما انتهت القضية الفلسطينية أنداك، كما استنهضت هذه الانتفاضة الحالة الوطنية وسلطت الضوء على قضية اللاجئين والقضية الفلسطينية عموما.
في الانتفاضة الشعبية الأولى ١٩٨٧ (انتفاضة الحجارة) ما بعد الاختلال الإسرائيلي لكل الأراضي الفلسطينية وما قبل وجود السلطة الفلسطينية وقبل الانقسام والتي كانت شعبية وبدون سلاح وكانت تحت قيادة وطنية موحدة، استشهد حوالي ١٣٠٠ فلسطيني.
خلال هذه الانتفاضة عمت المظاهرات كثيرا من دول العالم وخصوصا بعد بث فيديو لجندي صهيوني وهو يقوم بكسر عظام يد طفل فلسطيني القى حجارة على الجيش، وآنذاك كان جنود الاحتلال المدججين بالسلاح يهربون أمام أطفال الحجارة، وحركت الانتفاضة دول العالم للبحث عن حل للقضية الفلسطينية وكان مؤتمر مدريد للسلام ١٩٩١ ثم اتفاق أوسلو 1993، وما تبعه من اتفاقيات، الذي أقام سلطة حكم ذاتي فلسطينية على أرض فلسطينية والتفاوض على قضايا الوضع النهائي وهي القدس واللاجئين والمستوطنات والمياه والحدود.
صحيح أن التفاوض كان على 22% من فلسطين الانتدابية، وصحيح أن التفاهم بين الطرفين لم يعمر طويلا حيث تعثر مسار التفاوض بعد مقتل إسحاق رابين في نوفمبر 1995 على يد اليمين الصهيوني وصعود اليمين الصهيوني ،ولأسباب أخرى خاصة بالفلسطينيين أنفسهم، إلا أنه في بداية السلطة كان عند الفلسطينيين مطار ومؤسسات سلطة حكم ذاتي تجسد الهوية والثقافة الوطنية وتلبي احتياجات المواطنين وجوازات سفر وحرية التنقل عبر المعابر ،كما تم عودة حوالي ربع مليون فلسطيني إلى أراضي السلطة وتحرير حوالي عشرة ألاف أسير فلسطيني على 3 دفعات بالإضاءة الى ما تم تحريرهم في صفقات سابقة لتبادل أسرى بين إسرائيل وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية الخ.
وفي الانتفاضة الثانية سبتمبر ٢٠٠٠ بعد قيام السلطة الفلسطينية وظهور حركتا حماس والجهاد خارج الإطار الوطني، التي بدأت شعبية ثم تم عسكرتها و(اسلمتها) بتدخل الفصائل وخصوصا حركة حماس وحركة الجهاد وغياب قيادة وطنية موحدة و استراتيجية مقاومة متفق عليها، ومع ذلك تحرك الرأي العام العالمي عندما شاهد جندي إسرائيلي يُطلق النار على الطفل محمد الدرة عند حاجز نتساريم ويرديه قتيلا في اليوم الثاني من الانتفاضة ، وسقط في الانتفاضة ما بين ٣ و٥ ألف شهيد فلسطيني وتم تدمير غالبية ما بنته السلطة من مؤسسات من وزارات ومطار وخصوصا في قطاع غزة.
في السابع والعشرين من مارس 2000 قام مقاتل من حركة حماس بتفجير في فندق بارك في إسرائيل في عيد الفصح اليهودي وعلى إثرها تم قام جيش الاحتلال بعملية (السور الواقي) حيث اقتحم الضفة الغربية وحاصر الرئيس أبو عمار في مقر إقامته في رام الله ثم اغتياله لاحقا عام 2004.
بعد عامين من الانتفاضة تم تحريك عملية التفاوض مرة اخرى من خلال طرح المبادرة العربية للسلام وخطة خارطة الطريق، وكان هدف هذا الحراك العربي والدولي إجهاض الانتفاضة وتسكين الرأي العام العربي والدولي.، ثم شاركت حركة حماس في الانتخابات التشريعية 2006، التي كانت ترفضها وتخونها سابقا. وفي هذه الانتخابات فازت حركة حماس وشكلت حكومة لسلطة أوسلو برئاسة إسماعيل هنية، دون أن تلتزم بمرجعية السلطة وبمنظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، ثم كان الانقلاب وسيطرة حماس على قطاع غزة حيث دخلت القضية الوطنية في متاهات جديدة.
مع (طوفان الأقصى) وحرب الإبادة الحالية التي تجري خارج سياق حرب التحرر الشعبية وخارج السياق الوطني عموما وفي ظل الانقسام ووجود سلطتين وتصدُر الفصائل المسلحة وخصوصا حركة حماس والجهاد الإسلامي للمشهد وربط المقاومة بأجندة خارجية وخصوصا إيران ومحور وحدة الساحات مما حولها إلى ما يشبه حرب نظامية ببن جيشين ومعسكرين: جيش الاحتلال المدعوم أمريكياً من جهة وكتائب القسام وسرايا القدس ومحور المقاومة الشيعي من جهة أخرى... في هذه الحرب ،التي غاب عنها الشغب إلا كضحايا ، فقد الشعب الفلسطيني حوالي ربع مليون (٢٥٠٠٠٠) ما بين قتيل وجريح ومفقود وأسير ومعاق وأغلبهم من الأطفال والنساء بالإضافة الى الجوع والدمار الشامل للقطاع، وما يجري في الضفة والقدس وهو لا يقل خطورة عما يجري في قطاع غزة، كل ذلك خلال أقل من عامين، والتفاوض مع حماس يجري على تحرير حوالي 45 مخطوفا إسرائيليا ما بين قتيل وميت على دفعات مقابل هدنة لأشهر وإعادة انتشار جيش الاحتلال إلى مواقعه قبل خرق الهدنة الماضية ودخول مساعدات والأهم بالنسبة لحركة حماس هو بقائها في السلطة فيما سيتبقى في قطاع غزة من أرض وشعب.
يمكن رصد ثلاث متغيرات في هذه المقارنة قد تكون سببا في زيادة إجرام العدو وتراجع الإنجازات الميدانية للشعب الفلسطيني:
1- السبب الرئيس لهذا الارتفاع في عدد الضحايا يعود بالتأكيد لزيادة إجرام العدو وانكشاف حقيقته الإرهابية وللتحول في العقيدة القتالية عنده بعد وصول اليمين اليهودي الصهيوني للحكم وحتى تحول كل التجمع الإسرائيلي نحو اليمين.
2- إلا أنه يعود أيضاً في جزء منه لوجود خلل في إدارة الفلسطينيين للانتفاضة والحرب، في هذا السياق يحضر الانقسام وغياب استراتيجية وطنية موحدة في إدارة عملية التسوية السياسية وفي إدارة الانتفاضة والحرب.
3- الانتفاضة الأولى كانت شعبية دون سلاح وقبل ظهور حماس والجهاد وحتى قبل قيام السلطة الفلسطينية، وفي الانتفاضة الثانية تراجع دور الجماهير لحساب الأحزاب وخصوصا المسلحة وتم عسكرة الانتفاضة كما جرت بعد قيام السلطة والخلاف حولها، أما في الحالة الأخيرة فقد احتذت طابع الحرب النظامية بين جيشين وغاب الشعب عن المشهد إلا كضحايا في قطاع غزة ومتفرجين في خارج القطاع.
4- التحولات والمتغيرات في العالم من حولنا، عربيا وإقليميا ودوليا، لم تكن لصالح الشعب الفلسطيني، وإن كنا ضيعنا فرصا في توظيف هذه المتغيرات لصالحنا.
والخلاصة أن القضية الفلسطينية وبالرغم من مأزق عملية التسوية السياسية ومأزق المقاومة المسلحة وما يمارسه العدو من إجرام بحق شعبنا إلا أنها ما زالت قضية حاضرة في ضمير الأمة العربية كما هي خاضره دوليا ، وكل أشكال الفشل والتعثر في كيفية تدبير الفلسطينيين للشأن السياسي لا تعود لخلل في مبدأ وشرعية مقاومة الاحتلال بل في طريقة ممارسة المقاومة دون استراتيجية وطنية محل توافق الجميع، نفس الأمر في عملية البحث عن تسوية سياسية مؤقتة يمكن أن تؤدي لتثبيت الشعب على أرضه وإقامة سلطة فلسطينية ولو لحكم ذاتي، بل كانت المشكلة أيضا في غياب التوافق الوطني على عملية التسوية السياسية، هذا بالإضافة الى التدخلات الخارجية تارة باسم العروبة والبعد القومي للقضية وتارة أخرى باسم الإسلام والبعد الإسلامي لفلسطين والقدس، هذا ناهيك عن أوجه الفساد في الطبقة السياسية.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تساعدوا العدو في ترويج أكاذيبه
- الهروب من الوطن الواقعي إلى (الأمة الإسلامية) المُتخيلة
- نتنياهو ليس زعيماً عربياً
- وقفة للتأمل واستخراج العِبر
- ما سبب عجز العالم عن ردع إسرائيل؟
- غزة جزء من فلسطين وليست فلسطين
- لماذا تغيب مصر عن مفاوضات الدوحة؟
- حدود استحضار الرب في الأمور الدنيوية
- رصيدهم الوطني يشفع لهم
- الرئيس أبو مازن و (استراتيجية الضعيف)
- آخر أكاذيب نتنياهو
- التطبيع لا يعني التخلي عن الشعب فلسطيني
- القتل بإسم الله
- القضية الفلسطينية (تعقيدات الواقع ومعضلة الحل)
- لماذا ترفض حماس عودة السلطة لقطاع غزة؟
- ما وراء استهداف البعثات الدبلوماسية في أراضي السلطة الفلسطين ...
- لنفترض جدلاُ
- ما وراء الاستفاقة المتأخرة للضمير العالمي
- قطر وحماس تنفذان المهمة المُوكلة لهما
- فلسطين الافتراضية و فلسطين الواقع


المزيد.....




- بمقولة خليفة أموي بعد الضربة الإسرائيلية في إيران.. مبعوث تر ...
- وكالة: البيت الأبيض يوعز بإجراء تدقيق على العقود الحكومية مع ...
- هل ما يحدث بين إسرائيل وإيران -حرب- فعلاً؟ ومتى نطلق هذه الت ...
- +++تواصل الغارات المتبادلة بين إسرائيل وإيران وسط دعوات للته ...
- أمريكا: احتجاجات -لا ملوك- ضد استعراض ترامب العسكري
- هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل على المدى الطو ...
- الجيش الإسرائيلي: مقاتلات سلاح الجو أكملت هجوما على المنشأة ...
- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تضرب وسط إسرائيل وسقوط عدد ...
- الإسعاف الإسرائيلية: مقتل إسرائيلي في الرشقة الصاروخية الإير ...
- صحيفة: واشنطن تقوم بتفعيل صواريخ باتريوت خلال الهجوم الإيران ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما بين الانتفاضات الشعبية و (طوفان الأقصى)