أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - عندنا ما فيش قتل .. فيه منع بس














المزيد.....

عندنا ما فيش قتل .. فيه منع بس


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1810 - 2007 / 1 / 29 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سنوات طويلة جاء الأستاذ خالد محيي الدين في زيارة لموسكو التقى خلالها بالطلاب المصريين والعرب هناك، وأخذ الأستاذ خالد يحكي لنا عن التجربة الديمقراطية في مصر حينذاك ، وراح يستشهد بأمثلة لآراء كتاب المعارضة التي ينشرونها في الصحافة المصرية . وكان الأستاذ خالد كلما ذكر موقفا جريئا لكاتب من المعارضة ، تناهي إليه من القاعة صوت مندهش يسأل بلكنة عربية عن مصير الكاتب : " وما قتلوه؟ " وفي النهاية ضاق الأستاذ خالد بالمقاطعة فتساءل : " مين اللي كل شوية يقول وما قتلوه ؟ " . وتبين أنه طالب عراقي كان مندهشا من أن بوسع البعض أن يعلن رأيه من غير أن يقتل ! وقال له الأستاذ خالد : " لا يا أخي عندنا ما فيش قتل .. فيه منع بس " ! . ونظرة سريعة على تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الخاص بأوضاع الصحافة في العالم العام الماضي تبين أن العمل الصحفي قد يجر على صاحبه الموت في مناطق ، والمنع فقط في مناطق أخرى . وبالنسبة للعراق يشير التقرير إلي اختطاف 17 إعلاميا وإلي مصرع 64 آخرين خلال العام الماضي وحده . وعلى مستوى العالم تم استجواب نحو ألف صحفي بطرق بوليسية بمختلف الذرائع ، وتهديد أكثر من ألف صحفي آخر والاعتداء على بعضهم ، بينما فرضت الرقابة على أكثر من ألف وسيلة إعلامية على الأقل . وشغلت المكسيك المرتبة الثانية بعد العراق في قائمة الدول الأكثر خطورة على حياة الصحفيين ، وعدت الدولة الأكثر دموية في القارة الأمريكية ، فقد لقى فيها 9 صحفيين مصرعهم لأنهم كانوا يقومون بتحقيقات عن تجار المخدرات ، أو عن الحركات الاجتماعية المرتبطة بالعنف . أما عن مصر فقد انضمت للمرة الأولى إلي قائمة الدول " أعداء الانترنت " و" المدونين " ، بينما مازالت الصحافة المطبوعة فيها تعاني من الكثير من القيود التشريعية ، إذ تتوزع النصوص الخاصة بقضايا النشر والصحف على محاور عديدة منها قانون المطبوعات، وقانون العقوبات، قانون تنظيم الصحافة، قانون وثائق الدولة، قانون العاملين المدنيين، حظر أخبار الجيش والأحكام العسكرية، قانون الأحزاب وقانون المخابرات، مما أدى إلي توسيع دائرة القيود على العمل الصحفي ، الأمر الذي سمح بإغلاق صحيفتي الدستور والشعب . وفي الوقت ذاته فإن قانون الطوارئ جعل من الممكن الحكم بالسجن لمدة عام على إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور ، بينما تمت إحالة وائل الأبراشي من صوت الأمة لمحكمة الجنايات . ويمنع القانون رقم 96 لعام 1996 الأفراد من تملك الصحف ، كما يضع قيودا على الصحف التي تصدرها جهات اعتبارية ملزما تلك الجهات بألا يقل رأس مالها عن مليون جنيه ، أو ربع المليون إذا كانت الصحيفة أسبوعية . وصدق أو لا تصدق أن هناك قانونا للمطبوعات صدر عام 1936 مازال ساري المفعول ويمنح مجلس الوزراء الحق في منع تداول أي مطبوعات صادرة في الخارج وحظر إعادة طبعها ونشرها في مصر. ومازال الصحفي عندنا عرضة للحبس وفقا للمادة 176 في حالة التحريض على التمييز ضد طائفة من الطوائف إذا كان من شأن هذا التحريض " تكدير السلم العام" ، وبطبيعة الحال فإن تعبير " تكدير السلم العام" قابل للتأويل بمختلف الطرق . وخلال الفترة ما بين عامي 2004 – و2006 نظر القضاء المصري في حوالي 33 قضية خاصة بالصحافة شملت صحفيين من جريدة المصري اليوم ، والفجر ، وصوت الأمة ، وحوادث الأسبوع ، والجيل ، والعربي الناصري ، وأخبار البرلمان ، والأسبوع ، وفجر حلوان ، وتعرض الصحفيون في كل تلك القضايا لأحكام بالغرامة أو السجن أو المنع . وبالرغم من كل تلك القوانين فإن الصحفيين عندنا مازالوا لا يلقون مصرعهم ، وأقصى ما قد يتعرضون له هو الضرب أو الحبس أو الغرامة أو المنع ، ومقارنة بالعراق والمكسيك تصبح أحوال الصحافة عندنا أفضل بكثير على الأقل لأن عندنا : " ما فيش قتل .. فيه منع بس " !



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس لتحرير الحكومة أم فلسطين ؟
- الحركة الثقافية وحياة خليل كلفت
- رسالة بهاء طاهر إلي المعارضة المصرية
- عن أي حجاب يدور الحديث في مصر؟
- الناس يصعدون إلي السماء
- بلاغ ضد الشعب
- الإمبراطورية الأمريكية تحكم الرقابة على العالم
- د. رشاد الشامي .. رحيل عالم كبير
- المسلسلات المصرية
- غزة تفطر على مدافع الاحتلال
- قوات الديمقراطية الأمريكية والصحافة العراقية
- إسرائيل عدو الثقافة الأول
- نجيب محفوظ لحظة وداع
- حجر وورد .. وجوه لبنانية
- تحرير الانتصار اللبناني من الكذب القادم
- المقاومة اللبنانية وتفكيك الشخصية الصهيونية
- لن نغفر ولن ننسى
- المقاومة اللبنانية وفلاسفة الهزيمة
- الليل طويل والطيارات مش نايمة
- لم يبق في غزة سوى الهواء


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - عندنا ما فيش قتل .. فيه منع بس