محمد علي الشبيبي
الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 23:20
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
بداية شكر وامتنان:
واجهت الكثير من الصعوبات في التوثيق منذ أن فكرت في الكتابة عن حياة الشهيد حسين محمد الشبيبي. فاعتمدت على ما ذكره والدي -شقيق الشهيد- في بعض مخطوطاته أو ما تم نشره من كتابات في تناول اوضاع ودور الحزب الشيوعي وقادته في الاربعينات، ولكن هذه الكتابات هي الاخرى ينقص بعضها الدقة، فمعظمها اعتمدت على الذاكرة أو ما نقله بعض المساهمين بهذه الأحداث وهذه قد تفتقد للمصداقية والدقة أو المبالغة لمواقف شخصية -للناقل او الشاهد- وبسبب طغيان الأنا والنرجسية لدى الشاهد او الكاتب. أخيرا تعرفت على موقعين مهمين ينشران صور لصحافة العراق لحقب مختلفة لابد من الإشادة بهما وتشجيعهما على مواصلة النشر لما في ذلك خدمة للجميع، وخاصة من يهتم بالكتابة عن تاريخ حقب وعهود سياسية مرت عليها عقود وأصبحت شبه منسية ومجهولة، وأجيالنا الحاضرة بحاجة لمعرفة وفهم ما جرى في تلك الحقب الزمنية للاستفادة من تلك التجارب والخبر. وأخص بالذكر موقعين، هما:
الأول: موقع الاستاذ المحترم معز النقيب على الفيس بوك. وقد استفدت من موقعه كثيرا، كما أنه وبكل تواضع أرشدني للموقع الأخر (تراث الصحافة العراقية)، بعيدا عن الانانية التي للأسف يتصف بها (البعض) ويحاول احتكار المعلومات وعدم إرشاد الاخرين لمصدرها وكيفية الحصول عليها.
الثاني: وهي قناة الأستاذ المحترم وليد غالب وتدعى قناته على التلغرام بـ (تراث الصحافة العراقية). والأستاذ وليد غالب كان متعاونا معي بشكل جيد ولم يتثاقل من كثرة طلباتي وتساؤلاتي في البحث عن مصادر تتعلق بحياة الشهيد حسين الشبيبي فكانت ردوده على جميع استفساراتي وطلباتي واضحة ودقيقة وسريعة، ومن خلاله حصلت على الكثير من صحف حقبة الاربعينات من القرن الماضي التي كشفت لي بعض الأمور الغير موثقة والغير مذكورة عن حياة الشهيد.
لذلك أهيب بالجميع -وخاصة الباحثين في التاريخ- بالتواصل مع هذين الموقعين للإطلاع على تلك الصحف وما كانت تنشره من أخبار ثقافية وسياسية واجتماعية وأدبية وغيرها فالصحف تعتبر وثيقة مهمة.
أخيرا أتقدم بالشكر الجزيل للأساتذة المحترمين: معز النقيب، و وليد غالب في دور موقعيهما في نشر تراثنا الصحفي بكل ما يحتويه من نماذج ومستويات وتنوع فكري وسياسي. كما لابد من الإشارة أن معظم ما سأنشره من مقتطفات من صحف تلك الحقبة كنت قد أخذته من هذين الموقعين ويعود لهما الفضل./ محمد علي الشبيبي
********
نشرت صحيفة الحزب الشيوعي العراقي -اتحاد الشعب- في عددها الأول بعد ثورة 14 تموز 1958 والصادرة بتاريخ 25-كانون الثاني 1959، قرار العفو العام الصادر عن وزارة العدلية بحق قادة الحزب (فهد، صارم وحازم). للأسف أن التلف أصاب بعض أطراف الصحيفة مما عسر علينا نقل صيغة القرار كاملا. وأدناه نص ما نشرته صحيفة (اتحاد الشعب) مع مرفق لصورة القرار. سأضع علامات استفهام بدل الكلمات الغير واضحة أو المفقودة./ محمد علي الشبيبي
القرار الهام الذي أصدرته لجنة العفو في وزارة العدلية
اعتبار الأعمال المجيدة التي قام بها الشهداء الأبطال يوسف سلمان يوسف (فهد) سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي ورفيقاه زكي بسيم وحسين الشبيبي (عضوا المكتب السياسي) أعمالا وطنية تستحق تقدير الوطن ..
فيما يلي نص القرارين الهامين الذين أقرتهما -لجنة العفو ؟؟؟_-في وزارة العدلية بحق المناضلين الشهداء: يوسف سلمان يوسف -فهد- سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي، ورفيقيه البطلين: زكي محمد بسيم وحسين محمد الشبيبي عضوا المكتب السياسي للحزب.
؟ ؟ ؟ القرارين مغزى سياسيا ؟ ؟ ؟ . فلأول مرة في ؟ ؟ ؟ يجري إقرار رسمي ؟ ؟ ؟ التحررية الوطنية ؟ ؟ ؟ الشيوعيين وتضحياتهم ؟ ؟ ؟ في الدفاع حق ؟ ؟ ؟ في التحرر ؟ ؟ ؟ والحياة السعيدة.
إن القادة الشهداء الثلاثة قد كرسوا كل حياتهم الغالية لشعبهم في سبيل تحرره من الاستعمار والعبودية وناضلوا حتى النفس الأخير وبشرف وإصرار ، وصعدوا أعواد المشانق السعيدية وهم أمناء لراية طبقتنا العاملة المجاهدة. ووهبوا أرواحهم الزكية لقضية الشعب. ولا شك أن جميع أبناء الشعب المخلصين والوطنيين الشرفاء سيستقبلون هذا الحدث الهام بارتياح واعتزاز فهو يتجاوب تماما مع إرادة شعبنا الذي أعلن على الدوام وفي أحلك أيام العهد البائد، عن تثمينه لجهود المناضلين المخلصين من أحراره، وتضحياتهم في الشوارع والمنافي والسجون وعلى أعواد المشانق.
ومن الجلي أن هذا القرار التاريخي هو مظهر قوي من مظاهر السياسة التحررية التي تنتهجها جمهوريتنا، وإمارة باهرة على خطها الديمقراطي القويم.
تحية الى الشهداء الابرار من أبناء شعبنا الوفي!
وعهدا على مواصلة النضال حتى النهاية من اجل الحرية والتقدم وتوفير السعادة للشعب التي وهبوا حياتهم الغالية ثمنا لها ..
-لجنة العفو العام -
قرار
اصدرت المحكمة الكبرى ببغداد حكما بتاريخ ٢٤٦١٩٤٧ بالاضبارة المرقمة ٣٣٤ ج-٤٧ ويقضى بإعدام كل من يوسف سلمان يوسف - فهد - وزکی بسيم شنقا حتى الموت وفق الفقرة الثالثة من المادة ۸۹آ من ق . ع . ب وعلى بقية المتهمين بالسجن لمدد مختلفة وقد قررت محكمة التمييز تخفيض عقوبة الاعدام الى الاشغال الشاقة المؤبدة بحق یوسف سلمان يوسف والأشغال الشاقة لمدد مختلفة بحق المتهمين الآخرين مطبقة في قرارها الفقرة الثانية بدلالة الفقرة الخامسة من المادة الاولى من قانون رقم ٥١ لسنة ٩٣٨ .
لدى التدقيق لما كانت الافعال التي لجأ اليها المواطنون يوسف سلمان یوسف - فهد - سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي السرى ورفقاوءه ابتغاء تحریر الوطن وإصلاح نظام الحكم والتي جرموا عنها في العهد الفاسد في القضية ٢٣٤ ج- ٩٤٧ من اعمال الكفاح الوطني التي تستاهل تقدير الوطن ؟ ؟ ؟ بالاتفاق عفوهم ؟ ؟ ؟ ؟ ٥٤، ٥٥ ٤٩ حكما يقضى بإعدام كل من يوسف سلمان يوسف وزکی محمد بسیم وحسين محمد الشبيبي شنقا حتى الموت وفق الفقرة الثالثة من المادة الاولى من ذیل ق . ع . ب رقم ٥١ لسنة ۹۳۸ بدلالة المواد ٥٣ ، ٥٤، ٥٥، ٦٨ من القانون المذكور . ونفذ حكم الاعدام فيهم في ١٤ ،١٥٢١٩٤٩.
لدى التدقيق تقرر ما يلى :-
١ - لما كانت الافعال التي لجأ اليها المواطنون يوسف سلمان يوسف - فهد - سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي وزكي بسیم وحسين محمد الشبيبي ابتغاء تحرير الوطن وإصلاح نظام الحكم والتي جرموا عنها في العهد الفاسد في القضيتين ٥٤ ، ٥٥٤٩ والتي ادت الى الحكـم عليهم بالإعدام شنقا حتى الموت. من اعمال الكفاح الوطني التي تستاهل تقدير الوطن ، لذا تقرر بالاتفاق عفوهم عفوا شاملا وفق المادتين الاولى والثانية من القانون رقم ٢٣ لسنة ٩٥٨ . وصدر القرار بالاتفاق فى ٢٤١١٩٥٩.
العضو الحاكم عبد الباقي المتولى
العضو المشاور العدلي بوزارة الدفاع عبد الخالق الدورى
العضو مدير الحقوق بوزارة الداخلية ابراهیم حمودی
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
* * * * *
عائلة الشهيد حسين محمد الشبيبي (صارم) ترفض التعويضات!؟
طرحت فكرة تقديم تعويضات لعوائل قادة الحزب الشهداء على أثر قرار العفو الصادر من وزارة العدل بعد ثورة 14 تموز 1958. حينها بادرت عائلة الشهيد حسين محمد الشبيبي الى رفض التعويض بالرغم من ظروف العائلة المادية الصعبة. فالشقيق الأكبر للشهيد (علي الشبيبي)كان يعاني من تبعات الفصل السياسي والاعتقال المتكرر وتوقف الترفيعات التي كانت تمارس بحقه خلال الحكم الملكي كممارسة للضغط الاقتصادي عليه وهو المعيل لعائلة من 12 فرد إضافة لوالدة الشهيد وشقيقته. أما شقيق الشهيد الأصغر محمد علي محمد الشبيبي -الأسم مركب- فكانت أموره سيئة جدا. حيث قضى الراحل محمد علي عشر سنوات في سجون النظام الملكي متنقلا بينها، إضافة لسنوات التخفي والإبعاد، وكان يعاني من تدهوره صحته وإصابته بالتدرن الرئوي والربو وكسور في أضلاعه بسبب تعرضه لمجزرة سجن بغداد في 18 حزيران 1953 - مدير السجن كان عبد الجبار أيوب-، وكان الراحل محمد علي ما يزال بدون عمل بعد الافراج عنه بقرارات ثورة 14 تموز وبحاجة الى نقاهة وعلاج طبي.
حينها نشر الراحل محمد علي محمد الشبيبي -شقيق الشهيد حسين- موقف العائلة من التعويض على صحيفة الحزب الشيوعي العراقي (اتحاد الشعب) الصادرة يوم 9 اذار 1959 في العدد 36 فجاءت صيغة الرفض كما يلي:
[عائلة الشهيد الشبيبي تقول :
الثورة ومكاسبها الديمقراطية خير تعويض لنا.
اني اعلن وأفراد عائلتي - بأننا نعتبر ان الثورة المجيدة والمكاسب الديمقراطية الشعبية التي حققتها حكومة الثورة بقيادة ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم هي خير تعويض لنا وخير مكافأة لشهيدنا وخير ضماد لجروحنا . لذا نعلن لأبناء الشعب وحكومة الشعب ان عائلة الشهيد الخالد - حسين محمد الشبيبي - تتنازل بسخاء وشرف عن كل تعويض ومكافأة وإننا لا نرجو إلا تثبيت کیاننا الجمهوري، والضرب على اعناق وأيدي الخونة المأجورين و نقف صادقين مخلصين الى جانب شعبنا المناضل وزعيمنا البطل من اجل الدفاع عن السلام والديمقراطية . والمجد والبقاء لنصير السلام والديمقراطية عبد الكريم قاسم.
محمد علي محمد الشبيبي
عن عائلة شهيد الوطن المناضل
حسين محمد الشبيبي]
#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟