|
ضحايا وقتلى ام ابطال وشهداء
صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 07:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"يعيش جيدا أولئك الذين يشتغلون بالمكتبات و بالمقابر" (جون لوك غودار) تخلّف كل الأحداث التارخية الكبرى و الصغرى- و الأحداث الصديقة على وزن النيران الصديقة وطنيا و دوليا- و بكل التفاصيل التي تحدثها تأسيسا أو تخريبا، ضحايا و قتلى و أبطالا و شهداء. غير أن هذه الأحداث لا تحدث خارج سياقات تاريخية محددة تجعل من هذه الأخيرة ما به تكون بالمعنى الدقيق و الصارم للكلمة تجعلنا نفرق بين الحدث الحادث الذي يقلب وضعا أو يقيمه أو يغير فيه بمقدار ما كثيف أو ضحل و مجرد الوقائع غير الحدثية و غير الكينونية، لا الواقعة. وبناء على ذلك فليس من المتاح طوال الوقت إستيضاح و إستبصار العناصر الفارقة التي تجعلنا نحكم على الشيء أي ننظر فيه و نتبينه أو، بأي أقل قدر ممكن من الكلمات: نفصله و نفصِّله دون إدعاء حسمه، ننفذ إليه على أنه تساؤل حقيقي يواجه العقل و المخيلة و الإدراك و أزمة لا مفك من مجابهتها بسلاح العقل وحده و على النحو الذي لا يجعله منحطا أو مأجورا مهزوزا أو مسخَّرا مستشرى.. و من أجل ذلك لنا و علينا أن نفهم حتى لا نكون مجرد ضحايا فكرة و خطاب الأقوى أو صاحب الحكم أو المصلحة و حتى نتمكن من مكافحة نظام كامل من التعمية و التلقين و المغالطة و الترويع الذي قد يتجاوز أفق المعتقد و الشك و المنتظر و قد يدفع بالغوغائيين و محتقري البشر إلى مسرحة و فلمنة و برمحة أي شيء يريدون له أن يحل محل الحدث و لو كلفهم ذلك آلاف الأرواح و بعض المليارات. لأنه ليس ثمة شك بأن الهدف أرفع و أنبل وهو مواراة و مواربة و لف و دفن ما يسمى بالمواطنين و ما يسمي بالجماهير مرة و إلى الأبد أو لفترة زمنية طويلة الأمد و غير معلومة النهاية. و إلى جانب ذلك لنا أكثر مّما علينا الاقتدار على التمييز النزيه عقليا بين حيل و خدع و سخرية و إبتسامات و أشباح التاريخ من ناحية أولى و بين فلسفة و "علم" التاريخ من ناحية ثانية. و أما إذا ما رمنا و قصدنا إلى ذلك توجب، لأمر يخص كرامة العقل العام و المشترك و الجماعي، فإنه يلزمنا لامحالة فك إرتباط جذري مع كل مسوغات و مفاعيل الممارسات الخطابية التكهنية و كذا التوقعية المترصدة أو ردود فعل العرافة التي خدعت بكون عاهرات أثينا المحيطات بها أصنام متشابهات تجاوزن سن الخمسين فلا مجال معهن لأي هوى عقلي و لأي إمكانية أن تكن عذارى أو تصلحن للحب العذري أو الزواج و الإنجاب. فإذا ما إلتزمنا بذلك جوزنا لأنفسنا القول بأن حدود الأشياء هي المداخل و المخارج من الفهم و التحليل و إليهما قبل التأويل و الإستشراف في شكله الأمني الوقائي الإستباقي و قبل تجنيد العقول و قطف الرؤوس في ذهنية الدرويشة أو الدجالة أو المشعوذة التي ترعب أو تبهج حسب هواها و شهواتها المشبوهة و حسب طريقة القصص و إمكانيات الراوي عديم الاسم الخاص و المستقل و طبعا حسب هامش الحرية أو التوظيف و مقدار ما يدفع لها. نحن إذا بمكابدة شقي سؤال يرتسمان لنا قلبه من طريق دموية. فأما الشق الأول فهو في مدي التقليص من درجة الخلط و الترجرج و التلطيخ العالق بتصورنا عن هؤلاء الذين قتلوا بشكل من الأشكال و أولئك الذين ماتوا بمعنى من المعاني و بضرب من الاختيار لأنهم بالأحرى قتلوا و لكن ماتوا أو قتلوا قبل أن يموتوا أو قتلوا وهم يموتون. و أما الثاني فهو عن صيرورة الترفيع من درجة الرغبية في نحت كيان مواطني مسؤول و كريم و منه كيان أوسع و أشد تماسك هو مشترك إلتقاء هذه الجماهير من كل نوع و جنس. أما وقد إرتسم طرفا السؤال هكذا فإن ما في القلب هو ما يلى: كيف يصدق من رأى حتفه قتلا و موتا و لو لمرة واحدة؟ كيف يصدق المرء ما لا يكاد حتى يتخيل و قد رآه بالفعل، بل أكثر من ذلك مسه ولامس الذي ما إذا لمس مات أو متَّ أو قتلتما معا؟ كيف هذا وقد رأى بعينيه ما لا يمكن أن يرى أبشع منه، نعم رآه و لم يتب عن هواه. أغوته فإستكبر على نفسه و قال تابعي يا عين طريقك نحو العماء بنظرات ثابتة و ثاقبة و إسبحي في الدماء و إن تعبت فإنزعي أي عين وواصلي فعيوننا دونك لا ترى و الطريق دونك ظلام في ضياع في ظلال؟ و بدلا عن كل هذا الإرهاق لنقل ما هي وسائلنا لتصديق الحقيقة الأدنى و الأقل من الحقائق التي إخترقتنا و أخترقنا؟ نحن، إذا ما تحسسنا حينا بعد حين، من نحن تعودنا كثيرا على الموت إلى لم نعد نموت. بتنا نقتل و حسب و بطرق فيها غير المعهود ولا طبيعة فيها. لم نعد نموت لأن الموت مقدس سواء كان إختيارا ينبع من اللاهوت أو من السياسة، من المجتمع أو من العلم من الرأس و القلب و الجسد لا من خارجنا. و لما كنا عهدنا أن بعضنا يموت و أصبح موته تافها و مبتذلا صار ضحية نفسه حتى إذا إختار لأنه لا يقتدر على الافلات من التوظيف و العدمية و الاجترار دونما غاية ولا نتيجة. يعنى سيزيف يموت و ينهض فهو سيزيف مضاد فمن ذا الذي يقنع بمثل هذا الأمر فإن زاد تساوى الضحية و القتيل و أحيانا الضحية القاتل كالقتيل أو القتيل سيان بشكل لا فرق نوعي فيه فلربما تغيير سروج لا أقل ولا أكثر و قل وقتها ما شئت أو كن ما تريد بعد ذلك إذا بقيت حيا يا بطل، يا شهيد، يا نصف- نصف... لا يهم لن أتمادى لأني مستعد لأن أضفي عليك أي شيء حتي تواصل فتسيرفتسأل فتموت إذا كنت مجرد مقتول و تحيا بطلا أو شهيدا إذا كنت مت بنفسك و لنفسك أو لغيرك أو بغير يديك لنفسك و لغيرك أو لا لأحد و لا لشيء. يحدد كل من البطل و الشهيد بمرجعيتين اثنتين على ما نعلم وهما المرجعية التاريخية السياسية و المرجعية الدينية التي تخص كل الديانات. على أن الاثنتين تجمعان حولهما مجموعة من الألقاب و التسميات المتعلقة أساسا بالإستعمال الايديولوجي العام وهي سمته الأساسية بإعتبار أن الايديولوجيا تبدأ من التسمية. و أما هذه الألقاب أو الأوصاف أو النعوت فهي كذلك الفدائي و الانتحاري و الكاميكاز و المجاهد... و بالإمكان عندئذ الحديث عن الشهيد بالمعنيين العقدي و غير العقدي، المتدين و العلماني. بقي إذا أن نشير أن عبارة المقاومة هي الأكثر حميمية و قرابة و استعمالا في هذا المجال بالذات، علاوة على أن سمتها الرئيسية هي الدفاع عن الأرض و الوطن و الشعب و الدين و الأمة و الملة و الحزب و الرابطة و الدولة... وأما الشكل الأساسي الذي سنعود عليه بإيجاز هو النظر إليها من زاوية السلبية. بينما يحدد مفهوم البطل الذي نعرفه هو الآخر بمرجعيتين و قد اكتسبتا طابعا أكثر عملية و أكثر واقعية لكن ذلك –لنقل ذلك منذ الآن- لا يجعله أكثر رفعة و صلابة من الشهيد، إلا أن له إرتباطا بسياقات أكثر فعلية من زاوية نظر أصول فلسفة البطولة و البطولية. مما يجعله أيضا يحدد بدوره إما في سياق تاريخي و سياسي محدد و إما في سياق أدبي بشكل عام بما في ذلك الأبعاد الرمزية و الأسطورية و الدينية. و تحيط بهذا اللقب تسميات مثل الثائر و الثوري و المكافح و المناضل... و عادة ما ترتبط هذه المسميات و الدوال بسياق يتم الحديث فيه عن الثورة و الحرب الثورية و مسمياتهما الأخرى و بسياقات قد تلتصق بالدين و قد لا تلتصق به و تحت نفس الدوافع أي الأمة و الشعب و الوطن و ما إلى ذلك من الكلمات الحُرُم. إلا أن ثلاثة موضوعات، حسب تقديري، تحسم بعض الفروق الجوهرية. وهي على التوالي: العدو/الصديق، النصر/الهزيمة، الحقيقة/المصلحة. لنتناول مثلا مسألة ما يجري اليوم بين فتح و حماس لنقول به أن هذه المعادلات الثلاثة لم تعد بدورها كافية للولوج إلى الحقيقة بذاتها و تمييزها عن المغالطة. ذلك أن كلا الميكانيزمين مهما كان شكل ودور و مقدار التناقض بينهما، نفذا إلى بعضهما البعض بل أصبحا يشرِّطان بعضهما مرة و يبيدان بعضهما أخرى. و بالتالي تشارف هذه الموضوعة (حقيقة/مصلحة) على الاستنفاذ. و علي الاختصار، تتداخل أسباب ووسائل التصديق و التكذيب بشكل مفرط الالتباس بحيث يصبح من الضروري تبرير كل شيء إحقاقا و تحقيقا و استحقاقا أو تخطيئا و تكذيبا و تجريما... و بالنتيجة فإن الفصل بين العدو و الصديق أصبح يخضع لأشياء أخرى مخالفة تماما للمعهود. فنحن أنسنَّا العدو، طبَّعنا معه، ضاجعناه و تعرفنا على جسده بعدما ضاجعنا هو الآخر و فتك برغبتنا في كل شيء ما عدا جسده هو و لكن بأي مقابل؟ بلا مقابل، مجانا، لأننا لا انتصرنا ولا انهزمنا. بل أن الهزيمة قارة فهي الثابت الوحيد و أما النصر فهو مسألة وهم شقي و تعيس وهي في الأخير، لا مبالاة بالحقيقة، حقيقة الضحايا و القتلى. كما البطل لامبالاة و استخفاف بموت الشهيد و الاثنين تهاون و إعراض عن الضحايا و القتلى. الهزيمة ثابتة، في مكانها و زمانها بل إنها تصلح لكل زمان و مكان كالأسرى و المعتقلين لكنهم أسوأ حالا فهم أبطال دون بطولة وهم معلقون كالنصر و الهزيمة. إنهم لا يموتون و لا يقتلون ماديا و أما معنويا فهم أبطال وشهداء لأنهم يموتون أكثر، أو أقل من الضحايا و القتلى و لكن، لا ننسي، معنويا و ماديا بالمعاني البيولوجية و ما شابهها. و للأسف لا يستطيعون حتي أن يكونوا ضحايا و قتلي. و في نهاية التحليل، يأتي أحدهم فيقول المعركة فوق كل اعتبار و مع ذلك لا يتغير شيء. النصر آت و لا ريب فيه، نفسه، الهزيمة اعتراف، لا، نعترف بالهزيمة فنحن انهزمنا أو هزمنا و هزمنا أنفسنا بأنفسنا،لا، الهزيمة حق كالموت و القتل. و أما على الحقيقة، فحقيق بنا أن نستشهد بعيدا عن النصر و الهزيمة و العدو و الصديق و الحقيقة و المصلحة. أو من أجل الله و من أجل الشعب و من أجل مصلحة الناس و الأمة جمعاء أي ضد الهزيمة و العدو و لا أدري، ضد الحقيقة أم ضد المصلحة. و في مطلق الأحوال، أكتفي إراديا بهذا القدر مما تيسر من الأسئلة التي أفلتت في صورة غير استفهامية، و أوجز الأمر هكذا: القتلى و الضحايا قتلى و ضحايا. و أما الشهداء و الأبطال فبصراحة، الأمر معقد أكثر مما نظن. العدو إنتصر/الهزيمة انتصرت/المصلحة انتصرت أو: العدو مصلحة/الهزيمة مصلحة/ و الحقيقة مصلحة. أو: العدو صديق/الهزيمة صداقة محضة/المصلحة صديق حميم. لكن لحظة، كان و مازال يمكن أن نعتمد بدلا عن الخطة مائة و عن التدبير تدابير أخرى مثل الحرب/السلم، الاستسلام/الصراع، الاستعمار/الاستقلال، الموت/الحياة، القوة/ الضعف... و هكذا بلا نهاية. و لكن، صدقوني، رغم شدة استهلاكيتها، ليست هذه هي المشكلة. فلنطرح على أنفسنا الأسئلة غير المعلبة و المجهزة و لنجب بغير الجاهز. أو، ما رأيكم لو نغير فقط علاقة العلم بالسلطة بما في ذلك سلطة صاحب العلم نفسه. و لنتكلم قليلا عما نفكر به وهو لازال بدمه و ترابه و حبل ولادته، جنبونا يرحم الله أمهاتكم أكثر قدر ممكن من الكذب و في كل شيء و سموا ذلك التحررية العلمية أو ما شئتم. المهم أن لا يكون ذلك بإسم كل أنواع الأكاديميات التي كرست نفسها طوال الوقت و عرضت نفسها عرض حيطانها لكل أنواع الاستغلال و الاستعباد و ما ينجر عن ذلك كله. لن أتكلم عن صدام حسين، فأنا أظن أنني تحدثت عنه قبل قليل أي في وريد الكلام. فماذا سنقول إذا بين الفوهتين الأصغرين حماس و فتح داخل الفوهة الاسرائيلية الأكبر. بين فتح وحماس - لا سلطة و لا شعب و لافصائل أخرى. - لا ديمقراطية ولا وطن و لا قوم في ظل الاحتلال الشامل. بينت العشرية الأخيرة، بدرجة عالية من الوضوح أن كل البلدان العربية لازالت ترزح إما تحت الاستعمار المباشر و إما غير المباشر. فلا هي في وضع ثوري تحرري يمكن من بناء الأوطان و لاهي في وضع ما بعد استعماري يتسنى فيه بناء الجمهوريات و من ثمة يهيء أوضاعا ديمقراطية. و في هذا الإطار نود أن نقدم ملاحظتين برقيتين تتعلقان بتشخيص الوضع السياسي العام و استحقاقاته المبدئية و البدئية. 1- لا يمكن للأنظمة المعولمة طوعا أو غصبا أو الأنظمة الرأسمالية الفاسدة أن تحل أزماتها اعتمادا على فرضية الديمقراطية الليبرالية الغربية و إنما على أساس المقاومة المدنية السلمية بالعصيان على اعتبار أنها لا تفعل على الاختصار سوى تدمير كل أشكال حياة الجماهير في مختلف مستوياتها. فلا حلول ديمقراطية في أنظمة دكتاتورية لأن الأولى رضيعة الثانية أي أن تغيير هذه الأنظمة لا يكون إلا بما يمكن أن نسميه قوة الجماهير في وضع ما بعد استعماري و ما بعد جمهوري و ما بعد ديمقراطي و بعبارات أوضح لا يمكن أن نتمادى في وهم اعتناق الديمقراطية بكل أشكالها التمثيلية أو المشاركة او الشعبية أوالطبيعية او الالكترونية او المباشرة إلخ... دونما مسوغات و مفاعيل تتشكل ضمن سياق جمهوري وتحرري. يبدو أنه من الممكن الاعتماد على خيارات اقتصادية و سياسية و اجتماعية عامة على قاعدة مقاومة مواطنية بناءة و سلمية أي استنادا إلى برامج يشارك المواطنون في صياغتها صلب مؤسسات أو هياكل أو مجالس تشريعية مواطنية لا يتم فيها التصويت إلا عبر وسائل متطورة تفترض أقصى حد ممكن من السرية و الحيادية و بأدنى قدر ممكن من التوجيه و اللوبينغ و الماركتينغ و البورنوغرافيا السياسية (يمكننا العودة لاحقا لهذا الأمر لتوضيحه شكلا في مستوى التصور على الأقل). 2- و أما الأنظمة المحتلة و المستعمرة و التي لا يمكن لها أصلا أن تتشدق بكلمات مثل سلطة و شعب و دولة و سيادة فهي في وضع لا حل ثاني فيه. أي سلطة الجماهير المقاومة مدنيا و سياسيا –دبلوماسيا- و انتفاضيا و عسكريا إذا ما استطاعت إلى ذلك سبيلا (العراق – فلسطين – لبنان...). غير أنه لا يمكن لأمر كهذا أن يحصل و أن يكون بمنأى عن مجرد الفوضى اللاسياسية إلا بتصور جمهوري ما بعد ديمقراطي أي وحدة برنامج سياسي عام يهم كل جزئيات الشأن العام وهو ما يعني بعبارات أوضح إما الاشتراك في هيئة قيادة عامة وطنية و مؤقتة و إما اشتراكية مقاومة بالتوافق عبر الاستفتاء على برامج لا غير. و بناء على ذلك كله لا توجد امكانية تحالف إلا مع جماهير و هيئات و منظمات... متحررة من سلطة رأس المال و الدين و السلاح و الاعلام. و إما العزف على آلات الوطن و السيادة و الأرض و الشعب عزفا عالميا خطيرا قد نربح فيه كل شيء و قد نخسر فيه كل شيء و بالخصوص نسيان تاريخ التيولوجيا السياسية بما فيه من وهم و دم. استخلاصات: يبدو أنه من الوجاهة بمكان أن لا نفهم الدكتاتورية و الديمقراطية إلا مع الاستعمار، لو شئنا أن نتكلم مثل المتنبي - ليس علينا أن نضفي معانيا و قيما على أشياء لا قيمة لها خاصة إذا كانت لا تخدم الحضارة و العلم الحر في شيء./ - الاستثناء الوحيد الذي ظل استثناء على العموم و على الدوام هو الاستثناء الفلسطيني. / - يمكن أن نأخذ مكان الضحية و لكن هذا لا يكفي لكي نجعل منها بطلا أو شهيدا./ - ليس علينا أن نواصل دفن المستقبل في الماضي./ - من العبث أن نؤبد وهم الشعب الواحد و الموحد لسببين إثنين. أولا، لا يمكن من وجهة نظر الدكتاتورية حكم الطوائف و المذاهب إلا بالدكتاتورية.و هذه حجة تافهة و تبرير كسول. و ثانيا أنه لم يوجد شعب واحد وحيد، موحد و أوحد بالأغلبية إلا في ظل الاستعمار و لكن تغير الأمر الآن لأن المستعمر المُأرهِب و الترُّوقراطي أصبح أكثر مهارة في العزف على التقسيم إلى أراض و مناطق و أقاليم و أوطان و طوائف و أعراق... يعاضده في ذلك هؤلاء أنفسهم و ما خلفته الدكتاتورية و الديمقراطية و الكراتوديموسية من لا وعي حرية و لا وعي سلطة و لاوعي شعب. و على ذلك، لا أمل في عرق صاف أو ملة هادية مطاعة أو أمة جامعة أو رابطة شارعة و شرعية. و عليه، و بعيدا عن ايديولوجيا الاقناع، نقنع مؤقتا بالنفس العقلي التالي: • الحق في المقاومة من وجهة نظر تحريرية • المقاومة حق و فعل و أمر واقع لكنها ليست ذات قدر واحد بمقدس واحد و بمطلق أوحد ثم أن هذا الأمر الواقع ليس واقعا واحدا. • /إن الاستقلالية و تقرير المصير الواحد يمكن أن يؤسس على وحدة الجماهير على اختلافها و تنوعها ضد الاحتلال و ليس ذلك بكلمات مثل مصالحة و تنازل ووفاق و ما إلى ذلك بغض النظر عن باقي مجريات الدمار . • /الصمود أمام دكتاتورية الحرب و ديمقراطية العمالة و الفساد و كراتوديموسية الشعوذة الدينية السياسية للقضاء على الدكتاتورية و الاستعمار بضربة واحدة. و لكن كيف الآن؟ • /بفرض جيريسقراطيةjuriscratie أي سلطة حقوق و التخلص من قوة القانون المحلية و الدولية التي تطال في الأدنى صغريات كل هذه الأشياء المشار إليها أعلاه وهي التي تفسر النظام التروُّقراطي المعولم (أي سلطة الارهاب المعممة) و إحدى هذه الصغريات miss السودان غير البالغة أصلا و ذلك من عدم بلوغ هذا النظام العالمي و تلك "الدول"بما في ذلك النحن كاملة. و لكن كيف برحمة والدك، قال صديق؟ • /جمهورية جماهير أو جيريسبوبليكا jurispublica إنتقالية أي جمهورية الحقوق العامة كشأن جمهوري للجماهير دونما أي استضعاف و أي استنقاص. لربما، و لكن صعب جدا. • /بلى، و لكن ثمة مجرد فكرة، لا بل ثمة تقدم ما في تفكيرها و انجازها على تشتته و تباعده وبشكل عالمي. • /قلت أو تقولت. حتى أصارع انعدام العقل أو الحرمان من العقل وعدمية التفكير أصلا./ • لا إسم للعقل الآن سوى الريبية و اللاأدرية العظيمتين من ناحية و الظلامية و التمامية integrisme و الأصولية و السلفية الاستخلافية و الجهادية التكفيرية و الحاكمية gouvernementalité و كلها خسيسة لأنها اختزال و تحكم في عقول الناس./ • لا بإسم ماذا و لا بإسم أي عقل، بإسمي المشترك الخاص./ • عملا على كل أنواع العصيان المدني و السياسي و العصيان الاجتماعي البيوسياسي و العصيان الاقتصادي الاستهلاكي الزووسياسيzoopolitique المتوحش.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هجرة الحواس
-
سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم
-
كوريغرافيا المذبوحين 2
-
كوريغرافيا المذبوحين
-
نحو -جمهورية الجماهير- أو الجمهور كواقعة ما بعد ديموقراطية
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|