أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الناصر جلاصي - دفع الإسلام السياسي من أقصى اليمين الهاذي نحو وسط اليمين العقلاني واجب مواطني وإنساني.















المزيد.....

دفع الإسلام السياسي من أقصى اليمين الهاذي نحو وسط اليمين العقلاني واجب مواطني وإنساني.


عبد الناصر جلاصي
باحث

(Abdennaceur Jelassi)


الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 23:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعدّ المسلمون في كلّ العالم ما يناهز 1.8 مليار نسمة أي ما يعادل تقريبا 20℅ من البشرية، في المقابل عملية جرد للنزاعات المسلحة والحروب الأهلية منها والنظامية في الأربعة عقود الأخيرة في كل انحاء العالم نجد أنّ ما يناهز ال 75 ℅ منها أحد أطرافه إن لم يكن طرفيها مسلمون. من البوسنة الى الخليج 1980 مدة ثمان سنوات، 1991، 2003 و حرب طائفية لازالت متواصلة لليوم، إقليم كشمير (الهند/باكستان)، الفليبين، تيمور الشرقية، ماينمار، الصومال، إيريتريا، أفغانستان منذ نصف قرن لليوم، السودان، الجزائر طيلة عشرية التسعينات، مالي، نيجريا، اليمن، فلسطين منذ ما يناهز الثماني عقود و وحرب شيعية سنية تكاد تأتي على كل أخضر، هذا دون العمليات الإرهابية المتفرقة في أركان الأرض الأربعة بين الفينة والأخرى بلغت أوجها مع ظهور تنظيم القاعدة في مرحلة أولى ثم الدولة الإسلامية بالعراق والشام لاحقا وعديد الحروب والتوترات المسلحة التي لا يتسع الفضاء لذكرها جميعا، تطرح معها عدّة أسئلة قلقة عن سبب هذا الكمّ من العنف المنفلت من عقاله وعن الحلول الواجب اتباعها للتخفيف و الحيلولة دون تشكيل خطر محدق ببقية الأمم ناهيك عن المسلمين أنفسهم.؟ يمكن المجازفة والانطلاق باعتبار أن ما سبق بسطه بعجالة هو نتيجة أوليّة لفقه "الولاء والبراء" وتقسيم العالم على قاعدة ثنائية "دار الإسلام ودار الحرب" يضاف لها المقولة الفقهية "الجهاد باق إلى قيام الساعة". يضاف لهذه المرتكزات الفقهية حمل ثقيل ينوء به المسلمون منذ قرون لازال جاثما على صدورهم باعتبارهم "خير أمة أخرجت للناس" والذي يمكن تناوله من وجهة النظر الانثروبولوجية كمركزية أثنية ومن وجهة النظر النفسية كنرجسية جمعية عاشتها كل الأمم وتميز القبائل البدائية والشعوب التقليدية. هذه المركزية الاثنية والنرجسية الجمعية (أعدل الأشياء تقسيما بين المسلمين والعرب) تجعل من أصحابها الفرقة الناجية، أماكنها المقدسة هي مركز الأرض جغرافيا، لغتها أم كلّ اللغات ولغة أهل الجنة، اصطفاها الله دون بقية خلقه لهداية كل الشعوب وقيادتها، وأنّ الدين عند الله دينها وحدها دون بقية الأديان والمعتقدات وانهم سيكونون شهداء على الناس ورسولهم شهيدا عليهم جميعا. في المقابل البقية الباقية أكثر سبعة مليار نسمة كفار وارضهم ارض حرب ولا تجوز الرحمة عليهم كتبت الأقدار على جبينها الهلاك ومصيرها جهنم وبئس المصير وكل معتقداتها "باطل الأباطيل وقبض الريح". تلقى المسلمون عديد الصفعات بعد فترة الازدهار والاشعاع التي عرفوها مع الإمبراطورية العباسية مترامية الأطراف وسادوا معها العالم. وقد يكون أولها بعد القرار الهاذي الذي اتخذه السلاجقة في أواخر القرن 11 بمنع المسيحيين من الحج للقدس بعد عدّة قرون كانت فيها مفتوحة لجميع الأديان وهو ما شكّل صدمة للمسيحيين في أوروبا تبلورت في مشروع الحروب الصليبية سيطروا معها لعدة سنوات على عكا وصيدا.... وليعيش العرب والمسلمون لأول مرة وضعية ان يكونوا عرضة للغزو بعد عدة قرون كانوا فيها غزاة مظفرين والتي شكّلت بدورها صدمة للمسلمين. ليدخلوا لاحقا قرونا من الانحطاط الحضاري بلغ مداه مع الإمبراطورية العثمانية والتي قامت في مرحلة أولى بعزل المسلمين في المنطقة العربية خارجيا عن الفتوحات والاكتشافات العلمية وتجربة الحداثة الحاصلتين في الغرب وقطيعة داخلية عن كل الإنتاجات العلمية والأدبية وجميع الروافد التنويرية العربية التي ازدهرت شرقا في بغداد وغربا في الاندلس لتقتصر على بعض قواعد النحو والفقه وقواعد أولية للحساب لا تتعدى قواعد الجمع والطرح رافقها تبلد وانحطاط في اللغة العربية. تقريبا خمسة قرون من العزلة الخارجية والداخلية لم يستفق معها المسلمون العرب الاّ مع مدافع نابليون تدك القاهرة سنة 1798 ليكون أول لقاء للمسلمين بالحداثة الغربية في شكل صدمة أمام هول ما شاهدوه من تقدم عسكري وتقني وعلمي ومؤسساتي. فكان أول لقاء بالحداثة الصاعدة في شكل صدمة قوية تمّ رفضها نهائيا لارتباطها أولا بالغزو العسكري وثانيا لارتباطها بالآخر الغربي حتى قدوم محمد علي للحكم في مصر الذي سعى للتفاعل معها في نفس الفترة التي عرف فيها مركز دولة الخلافة ما عرف بالتنظيمات (خط شريف كلخانة في 1839 وخط الهمايون 1856) والتان لم تكونا نتاج ديناميكية مجتمعية داخلية ومراكمة بل نتاج تدخل أجنبي لا تخطئه العين بلغ حدّ الصفاقة أحيانا. وقد عرفت المنطقة في هذا القرن ظهور لبنات أولى للإصلاح ما يعرف اليوم بتجربة النهضة العربية ظهر معها توجه لمصالحة الحداثة الغربية بالإسلام تصدره أساسا جمال الدين الافغاني وبدرجة أقل تلميذه محمد عبده لكن سرعان ما تراجع هذا التيار حتى عن المواقف التوفيقية بين العلم والإسلام وبين الحداثة والإسلام لنجد لاحقا بعد سنوات قليلة وكنتيجة مباشرة لسقوط الخلافة الانطواء على الهوية التقليدية عند رشيد رضا -تلميذ عبده والذي سينتهي به المطاف داعما للوهابية-منه عند الافغاني وعبده. وفي الفترة ما بين الحربين مع حسن البنا أكثر انغلاقا ممّا هو الأمر مع رشيد رضا، ومع أبي الأعلى المودودي وسيّد قطب وتقيّ الدين النبهاني أكثر منها مع البنا. أمّا الأمر مع سلفيي اليوم فقد أصبح هاذيا خاصة مع كتابات أبي محمد المقدسي أو أبي قتادة الفلسطيني أبو مصعب السوري و قبله أيمن الظواهري ليصل لمدى لم يعد من الممكن تكهنه خاصة مع داعش رافقه انتشار واسع لأخطر مقولة أتت بها الوهابية "من لم يكفّر كافرا فقد كفر" ليفلت ملف التكفير من عقاله بعد أن كان محصورا عند قلّة قليلة من رجال الدين بمعزل عن العوام أصبح في متناول الجميع ليحول المجتمع من مجتمع تفكير الى مجتمع تكفير رافقته فوضى الفتاوي التي استغلت الثورة الرقمية والفضائيات والأنترنت (يكفي التساؤل عن ابسط أمر ديني لتظهر في كل صفحات محركات البحث مواقع وهابية دون غيرها مرتكزة على مبالغ فلكية من الدعم المالي) يضاف لذلك تظافر عديد العوامل الموضوعية خاصة منها الصراع السعودي المصري فترة الستينات ومعين الريع النفطي الذي لا ينضب وما رافقه من تقاطع بين التيارات الإسلامية السياسية والجهادية تقاطع جعلها تلتقي عند نقطة "الجاهلية" بمفهومها القطبي كما نظّر لها في كتابه معالم على الطريق مع تطعيمها بنظرية الحاكمية لصاحبها أبي الأعلى المودودي كبديل عن سيادة الدولة مع براغماتية غربية استغلت هذه الحركات في حربها ضد الشيوعية . كل هذه التراجعات الفكرية تعتبر نتاجا مباشرا لسببين الاول للهزائم المتتالية طوال القرنين الماضيين أمام الكولنيالية الأوروبية في مرحلة أولى (قدوم الاحتلال الأوروبي لأرض العرب جمّد كل المحاولات التوفيقية التي اقرها بشجاعة تيار الإصلاح الإسلامي ثم قاد لاحقا لتراجعات فكرية) ثم الابرتايد الصهيوني (الهزيمة النكراء في جوان 1967 عمقت الجرح النرجسي للمسلمين والعرب ووطدت دولة المؤسسة الصهيونية سوى داخليا اكتسب الشتات ثقة في دولتهم أو المجتمع الدولي الذي زادت ثقته في هذه الدولة أو العرب الذي اتضح لهم انهم لم يمسوا في مواجهة عصابات مسلحة بل دولة مكتملة الأركان لها من إمكانيات الردع ما يخيفهم رافقه عودة وصعود للفكر الخرافي والتزمت الديني كما أن احتلال العراق في 2003 أوجد أرضية خصبة لتنظيم القاعدة وقادم الأيام سيبين ما ستؤول اليه نتائج طوفان الأقصى) في مرحلة ثانية تبلورت جميعها سوى في الشعور أو اللاشعور الجمعيين كجروح نرجسية تمّ السعي لتصوير كل هزيمة مذلة لانتصار وهمي يتم تصديقه جمعيا وتمظهر في شكل هذيان مزدوج سياسي وديني. أما الثاني فالمتعلق أساسا بالأنظمة العربية الحاكمة طيلة القرن الماضي والتي كانت أقرب للكولنيالية الداخلية لا تختلف جوهريا عن أنظمة الاحتلال الأجنبي والتي قامت بتجميد وتأميم كل محاولة للإصلاح والديمقراطية والمواطنة بتعلة التحضير للمعركة الحاسمة ولعل أشدها اجراما وفتكا وأوخمها نتائجا تلك التي رفعت راية تحرير فلسطين والتحرر العربي ومناهضة الصهيونية والإمبريالية. خاصة أن بيئة الاستبداد والقمع طالما مثلت البيئة المثلى التي تترعرع فيها التيارات التكفيرية في مواجهة الدولة في مرحلة أولى ثم في مواجهة المجتمع الذي لا يتفاعل مع مقولاتها في مرحلة ثانية. (مؤسس أخطر مجموعة إرهابية مصرية مجموعة الهجرة والتكفير كان مواطنا عاديا ذهب لزيارة قريبه الموقوف في سجن طرة على ذمة قضية متعلقة بتنظيم الاخوان في مصر فترة الستينات فتم الحاقه بالتنظيم وسامه ألوان عذاب بعد خروجه من السجن قام بتأسيس هذا التنظيم الشبيه بداعش والذي نهل منه ارهابيو العشرية السوداء في الجزائر من خلال تكفير الحاكم وتكفير المجتمع وهجرته نحو شعاب الجبال). رافقت لاحقا ما يعرف بالدول الوطنية أو دول الاستقلال والتي أخذت أسوأ ما في تجارب الدولة/الأمة الاوربية من مركزية متطرفة طمست كل تنوع إثني وقومي وثقافي ولاحقا تراخي لم يتجاوز اللامحورية المشوهة واللامركزية الشكلية (باعتبارها كشكل إدارة تقوم على الديمقراطية الحقيقية أو لا تكون) تمّ معه خلق هويات قاتلة تخلف على جميع المستويات الاقتصادي والسياسي والحقوقي رافقته الهزائم تلو الهزائم من اجتياح بيروت 1982 الى وأد الانتفاضة الأولى و هزيمة العراق في الكويت تلتها الانتفاضة الثانية و احتلال العراق ... رافقها إحساس بالذل والهوان على المستوى الميكرو الداخلي والماكرو الخارجي أبّد واقع حداد اكتئابي على ماضي لا يمض. بلغت مداها مع اللحظة التاريخية في 17 ديسمبر 2010 التي سرعان ما أطاحت بالنظام في تونس لتتفاعل معها بقية الشعوب العربية التي ثارت ضدّ أنظمة طالما قدّمت نفسها للغرب على انها حجر الأساس في مشروع التصدي للحركات الإسلامية وأن أي انتخابات ديمقراطية ستأتي بالضرورة بالإسلاميين للحكم وهو ما حدث فعلا في الدول التي نجحت في اسقاط الأنظمة بطريقة خاطفة وبأخفّ الاضرار (تونس ومصر نموذجا) حيث حازت الحركات الإسلامية بعد أن قدمت نفسها كأحزاب مدنية محافظة ذات مرجعية إسلامية على ثقة الناخبين بفارق شاسع عن خصومها لتجد نفسها لأول مرة أمام امتحان السلطة بكل ما تحمله من التزامات سياسية وخارجية وخاصة اقتصادية واجتماعية. في المقابل في الدول التي عرفت قمعا دمويا (سوريا وليبيا نموذجا) ظهرت هذه الحركات كحركات لا تقل دموية وارهابا عن الأنظمة التي ثارت ضدّها بل فاقتها بطريقة مرعبة في عديد المحطات لتجد فيه التنظيمات الجهادية ظرفية ملائمة لإعادة الانتشار بعد التراجع الذي عرفته بسبب ما عرف بالحرب على الارهاب. سرعان ما انعكس الصراع بين هذين التوجهين توجه يقوده أساسا تنظيم الاخوان المسلمين حول إمكانية الانخراط في الدولة عن طريق صناديق الاقتراع والتداول السلمي على السلطة والتقاطع مع التيارات العلمانية وحتى المنظومة القديمة وتيار راديكالي يتبنى القوة المسلحة ويعتبر ان الانتخابات والديمقراطية والتشارك مع العلمانيين مخالف للحاكمية وضرورة البناء على أنقاض المنظومة التي قائمة بكل ما تمثله من أجهزة صلبة وناعمة. الذي يهمنا لحد الآن هو التيار الإسلامي الذي انخرط غي العملية السياسية المدنية (الى حدود عودة التيار الثاني في صيغة جديدة في التجربة السورية مؤخرا) ففي مصر فاز التيار الإسلامي بالرئاسة (أهم سلطة حسب الدستور) وفي تونس بالأغلبية النيابية في المجلس التأسيسي (أهم سلطة حسب الدستور الصغير) في أول تجربة يصل فيها الإسلام السياسي في بلاد العرب للحكم عن طريق صندوق الاقتراع (سبقتها التجربة التركية في عديد المناسبات) وهو ما كان من شأنه مزيد دفع بقية التيارات الإسلامية للانخراط في العملية السياسية ونزع فتيل الحاكمية وتكفير العملية الديمقراطية مما سيوفر عقودا من الجمود والتخلف على الأجيال القادمة وعلى الإنسانية عموما. عرفت التجربة المصرية فشلا ذريعا نظرا لتبني المغالبة أسلوبا والتصادم مع مختلف مكونات المجتمع توجها وتبني سياسة الهروب للأمام تكتيكا وممارسة واعتبار الفوز في الانتخابات تفويضا مطلقا. والتي انتهت بانقلاب عسكري دموي وأد التجربة الوليدة اما في تونس فكانت الحصيلة أفضل مقارنة بالمصرية إذ أثبتت التجربة طيلة عدة سنوات أنه بالإمكان تواجد اسلام سياسي في مختلف مواقع المنظومة السياسية تارة في الحكم وطورا في المعارضة وخاصة الأهم انخراطه في عملية التداول على السلطة وهو ما حصل في سنتي 2014 و2019 والتصالح التام مع أجهزة الدولة ومؤسساتها بعد عقود طويلة حكمتها عقلية التصادم والعنف والنشاط تحت الأرض وتجميد لكل محاولات الإصلاح والانتقال الديمقراطي بتعلة التصدي للخطر الأصولي. كما تبين معه إمكانية وجود حزب ذي مرجعية إسلامية وبنية تنظيمية حداثية تقوم على المؤسسات والهياكل الداخلية ويتمظهر كحزب محافظ على طريقة الأحزاب المسيحية في أوروبا غداة الحرب العالمية الثانية وهو ما من شأنه ان يتقدم بالعملية السياسية ويقود نحو تسويات تاريخية بين مختلف التيارات الفكرية تمر بعدها المجتمعات العربية نحو البناء على أساس برامج ورؤى سياسية واقتصادية، ويفوّت الفرصة على معادي الديمقراطية واليائسين من نتائجها المستقوين بالأجهزة الصلبة للدولة لتأبيد واقع تأميم الحريات السياسية والتي ستكون من نتائجها الوخيمة إضافة لتعطيل حركة التاريخ نحو التقدم، عدم ثقة طيف واسع من الحركات الإسلامية بالعملية الديمقراطية برمتّها نظرا لغياب نزاهة المنافسة و تواصل ظاهرة الانقلاب على نتائج الصندوق في حالة فوزهم مما يقوي التيار المعادي للديمقراطية داخلهم ليتواصل معه وضعية التصادم مع الدولة في مرحلة أولى ثم مع المجتمع في مرحلة ثانية. خاصة أن اقصاء جزء مهم من المجتمع وحرمانه قسريا من التنظّم والتعبير والتمثيل السياسي والمشاركة في مختلف المحطات السياسية والمدنية سيقود بالضرورة للقضاء على أي تقدم نحو الديمقراطية ويعود بالوبال على بقية الأطراف السياسية في مرحلة أولى وعلى المجتمع عموما في مرحلة ثانية. ويتواصل معه الاقتناع الراسخ لدى المسلمين بتعرضهم لمؤامرة كونية منذ سقوط الخلافة من قبل الآخرين كإجابة كسولة وسحرية لواقع التخلف والانحطاط على جميع المستويات وفي جميع المجالات ومما يقود إضافة للعدوانية المفرطة، لتواصل تجميد كل محاولة لإصلاح المنظومة الدينية وتصالحها مع قيم العصر والحقوق الكونية للإنسان، اصلاح أثبتت التجارب التاريخية أن الإسلاميين حجر أساس للقيام بهذا الاصلاح من داخل المنظومة في ظلّ وضع حريات وديمقراطية ولا حظّ للتحديث القسري المفروض بقوة الدولة في هكذا اصلاح، بل آخر ما قد يبلغه هو كبت هذا الخط التاريخي لحين، والذي سرعان ما سيطفو ثانية على السطح تبرز معه تيارات منفلتة من عقالها وتؤبد وضعية دون التي بلغها رواد حركة النهضة أواخر القرن التاسع عشر. تجدر الإشارة انه عند استكمال هذا النص هناك تغييرات على الساحة السورية مرتبطة أساسا بدور التدخل الأجنبي في دفع التيارات الراديكالية الاسلامية نحو الوسطية وإدارة دولة عصرية من السابق لأوانه استخلاص النتائج في ظل غياب أي توجه وطني/داخلي نحو هذا الحل مما قد يجعل معطى التدخل الأجنبي بديلا لمليء هذا الفراغ.



#عبد_الناصر_جلاصي (هاشتاغ)       Abdennaceur_Jelassi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثامن عشر من برومير نابليون بونابرت في نسخته التونسية
- لا يمكن أن تكون كلّ الأبواب مغلقة... لكن أنت، يا تعيس الحظّ ...
- 25 جويلية : الليلة التي حلقت فيها روح كارل شميت فوق قصر قرطا ...
- الكتائب الرقمية الداعمة لقيس سعيد: تصدوا لها طالما لازالت في ...
- منظومة الدعم في تونس: من يدعم من؟
- الإتحاد العام التونسي للشغل: قيادة بعقلية أنظمة الممانعة (في ...
- في الردّ على تهافت أطروحة/سرديّة مناهضة الإمبريالية (معارضة ...
- ملاحظات حول التقويم الهجري المعمول به في الدول الاسلامية
- لماذا يكره الرجل المرأة؟؟
- لا نهضة وتقدم دون تعريب، ولا تعريب دون إصلاح للعربية، ولا إص ...
- هل يمكن إسقاط الرأسمالية بثورة عالمية، أم يمكن ان تنهار بإفل ...
- بعض الرسائل في فيديو -قصاص المجاهدين المظلومين من خوارج العص ...
- حول العدوان الصهيوني على سوريا


المزيد.....




- أضبط حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- حادث كولورادو يدفع تل أبيب للتفكير بإصدار تحذير سفر لكل اليه ...
- مستوطنون إسرائيليون يحاولون تهريب قرابين إلى المسجد الأقصى ( ...
- بعد مرور 130 عاما.. الجمعية الوطنية الفرنسية ترقي ضابطا يهود ...
- الشيخ ماهر المعيقلي إماما وخطيبا لصلاة عيد الأضحى بالمسجد ال ...
- ماما جابت بيبي.. أسعدي طفلك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل س ...
- متظاهرون يهود في باريس من أجل وقف -الإبادة في غزة-
- “أغاني طوال اليوم” ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ...
- “موعد عيد الأضحى المبارك 2025 يقترب.. أيام معدودة تفصلنا عن ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد الهجوم على الجالية اليهودية في كولو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الناصر جلاصي - دفع الإسلام السياسي من أقصى اليمين الهاذي نحو وسط اليمين العقلاني واجب مواطني وإنساني.