أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الناصر جلاصي - الكتائب الرقمية الداعمة لقيس سعيد: تصدوا لها طالما لازالت في العالم الافتراضي، تصدوا لها قبل أن تنزل للعالم الواقعي.














المزيد.....

الكتائب الرقمية الداعمة لقيس سعيد: تصدوا لها طالما لازالت في العالم الافتراضي، تصدوا لها قبل أن تنزل للعالم الواقعي.


عبد الناصر جلاصي
باحث

(Abdennaceur Jelassi)


الحوار المتمدن-العدد: 6990 - 2021 / 8 / 16 - 17:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عرفت تونس في تاريخها الحديث عديد المناسبات التي استعان فيها النظام الحاكم بميلشيات غير نظامية لعل أشهرها ميلشيات الصيّاح سيئة الذكر ولجان اليقظة وتمّ الاستعانة بهذه الميلشيات خلال الأزمات الخانقة والاحتجاجات الشعبية (إضراب عام اتحاد الشغل جانفي 78 و85 "الشرفاء"، أحداث الخبز 84، الفترة الممتدة بين 17 ديسمبر و14 جانفي، 9 أفريل 2012.) واتسمت عموما هذه المجموعات الاجرامية إضافة إلى أنها سقط المتاع في المجتمع فقد اقتصر دورها على معاضدة قوات البوليس في قمع الاحتجاجات ولم يتعدى تسليحها الهراوات إضافة لظهورها البرقي الذي لا يمتد طويلا وسرعان ما تختفي. وعلى خلاف هذه الميلشيات الحزبية التي عرفتها تونس في عديد المحطات التاريخية فإنّ الميلشيات الرقمية من جمهروش رئيس الجمهورية والتي ستكون أخطر بما لا يقاس مقارنة بالأولى لعديد الأسباب التالية:
- الميليشيات السابقة الذكر هي ميليشيات حزبية تحت مسؤولية مباشرة للمسؤول عن التعبئة داخل الحزب الحاكم وتحت إمرة مباشرة لوزارة الداخلية أي بالإمكان ضبطها والتحكم فيها في المقابل النوع الثاني لا وساطة مؤسساتية وتنظيمية بينها وبين زعيمها الملهم و التاريخ لا يخلو من عديد التجارب التي كان فيها الاتصال بين الزعيم وجمهوره مباشرا يأمرهم فيأتمرون كمدخل للفاشيات وأقرب للقمصان السود في نسخة تونسية.
- هذا الجمهور الذي سبق أن قاد حملة مرعبة ضدّ صفحة قناة الحوار التونسي فترة الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ثم مؤخرا ضدّ الأستاذ الرابطي بسّام الطريفي و ضدّ الأستاذة الجامعية والحقوقية سناء بن عاشور أشبه بالسحل الافتراضي لم ينج منها حتى داعمو الانقلاب من السياسيين الذين عبروا عن شبه احترازات صغيرة. يتميزون عموما بالإحباط من العشرية السابقة و شعور مشترك بأنه لا جدوى ولا أمل في الإصلاح مع احتقار وكره عدائي لكل الأحزاب السياسية والسياسيين عن بكرة أبيهم يمينا ويسارا ووسطا (بالطبع ما عدا القائد) يحولون كرههم لعنف و غضبهم لعنف لفظي وهتك أعراض ويكفي لاي متابع أن يلقي نظرة سريعة على التعاليق في كل الصفحات إضافة لتبخيس والسخرية من كل القيم السامية وإذا أمرهم القائد بالنزول للشارع فستكون الوضعية أشبه بعشية وثوب الفاشيات على الحكم في أوروبا والقادم أخطر.
-العديد من الأحزاب والأطراف السياسية تعتقد أن الساحة ستخلو لهم بعد التخلص من النهضة وأن هناك خبزة مرطبات للقسمة (بعضها لو يدخل وحيدا في السباق الانتخابي سيكون في المرتبة الأخيرة بعد الأوراق الملغية) ومواقع يمكن بلوغها بالاستقواء بالانقلابات ومباركتها انتظروا من يملئ الساحة في الانتخابات القادمة وما سيرافقها من اخلالات، ناهيك عن الحملة المنظمة ضدّ الأحزاب التي لا يتردد الزعيم الملهم في قيادتها والتهجم عليها وتبخيسها والحطّ منها ووضعها جميعا في نفس السلّة وعلى قدم المساواة التي لها ملايين الدينارات مثل التي لا تستطيع دفع إيجار مقر و التي تملك وسائل اعلام على ذمتها مثل التي تجد صعوبة في طبع بيان أو نشرية والتي تعارض انقلابه مثل التي تشد الرحال دون ان يطلب منها لدعمه وتبرير كل الخروقات وتقبل موقع التلميذ أمام استاذه في قصر قرطاج. وستقوم بتعفين أجواء أي انتخابات بمنطق "الغورة" والشعب يريد ولا صوت يعلو فوقه وأول ضحاياهم سيكونون مؤيدو الانقلاب اليوم. خاصة إذا قام قيس سعيد بالمضي قدما في خوض الانتخابات البرلمانية لتغيير النظام السياسي بالاليات الدستورية والقانونية او ليتمكن من تمرير قرار استفتاء عن طريق البرلمان، (وحدها الأحزاب التي تمايزت هذه الفترة بموقفها المعارض للانقلاب ستكون ممثلة لجزء كبير من التونسيين الغير قادرين على التصدي للموجة الشعبوية العالية والتي انخرط فيها جلّ الأحزاب بتعلة الإرادة الشعبية والشعب يريد وما يطلبه المستمعون).
-تكمن الخطورة الأكبر لهذه الميلشيات (التي لازالت في المرحلة الافتراضية ونؤكد أنه لازال الوقت كافيا للحيلولة دون مرورها للعالم الواقعي) أن صدامها مع جهازي الأمن والجيش فقط مسألة وقت. وهو ما يقود لنفق مظلم ومرعب.
-الذين يتعاطون مع السياسة والشأن العام ومستقبل شعب ووطن بمنطق "هاو بردلي على قلبي" و "نحالي خمجة على قلبي" و"على قلبي أحلى من العسل" و "في التراب...." ... والمحرضون على حفلات الشواء البشري الجماعي -وإن كان مفهوما عند البوبيلاس- في أفضل الحالات مواطنون يتمتعون بحق الثرثرة زمن الرخاء الديمقراطي وقد يكونون أخطر مما قبل 14 جانفي وأخطر مما قبل 25 جويلية وحديثنا ليس معهم وتفكيرنا ليس فيهم.



#عبد_الناصر_جلاصي (هاشتاغ)       Abdennaceur_Jelassi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظومة الدعم في تونس: من يدعم من؟
- الإتحاد العام التونسي للشغل: قيادة بعقلية أنظمة الممانعة (في ...
- في الردّ على تهافت أطروحة/سرديّة مناهضة الإمبريالية (معارضة ...
- ملاحظات حول التقويم الهجري المعمول به في الدول الاسلامية
- لماذا يكره الرجل المرأة؟؟
- لا نهضة وتقدم دون تعريب، ولا تعريب دون إصلاح للعربية، ولا إص ...
- هل يمكن إسقاط الرأسمالية بثورة عالمية، أم يمكن ان تنهار بإفل ...
- بعض الرسائل في فيديو -قصاص المجاهدين المظلومين من خوارج العص ...
- حول العدوان الصهيوني على سوريا


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الناصر جلاصي - الكتائب الرقمية الداعمة لقيس سعيد: تصدوا لها طالما لازالت في العالم الافتراضي، تصدوا لها قبل أن تنزل للعالم الواقعي.