أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد الناصر جلاصي - لا يمكن أن تكون كلّ الأبواب مغلقة... لكن أنت، يا تعيس الحظّ من طرق على الجدران.















المزيد.....

لا يمكن أن تكون كلّ الأبواب مغلقة... لكن أنت، يا تعيس الحظّ من طرق على الجدران.


عبد الناصر جلاصي
باحث

(Abdennaceur Jelassi)


الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 18:19
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ما يناهز الشهرين مرّت على الانقلاب في تونس (تلاها تعليق للدستور واستفراد بكل السلطات باعتبار هذا النص كتب قبل تعليق الدستور قبل قرارات سبتمر) لا قضاة البحيري تدخلوا للتصدي للتجاوزات القانونية والدستورية الصارخة للرئيس كما لم يتحصّن هذا الأخير (غواصة القتلة الاقتصاديين) بقصر بلحسن الطرابلسي بضاحية رادس الذي اقتناه بأبخس الأثمان، ولا الأمن الموازي الذي صنعه لعريض تحركوا ولا حتى عمال معمل الياجور الذي تحصل عليه قاموا بقطع الطريق الوطنية لاختبار سعة صدر الانقلابيين، لا سمير ديلو فرّ في يخت عماد الطرابلسي الذي استحوذ عليه. كما لا وجود لجهاز سري يضغط الغنوشي (الذي رهن تنظيمه في قبضة لصوص الثورة والثروة) على زرّه للقيام بعمليات ارهابية تربك استقرار الانقلاب. سردية كاملة قامت عليها عشرية ما بعد الثورة تتبخر في بضعة أسابيع. على هذه الأرضية والتغريدات الفايسبوكية ومقالات سيسية (نسبة للسيسي) جاد بها صحفيو جريدتي الانوار والشروق على قدر عزمهم، ارتكز اليسار التونسي في مهمته الرئيسية "الدعاية والتحريض" دعاية صبّت مؤقتا في رصيد التجمع ممثلا في الدستوري الحرّ وجنى ثمارها باقتناص اللحظة التاريخية التي أبدع في توصيفها لينين صائفة 1917 وخاصة في أطروحات أفريل ، عوضا عن الدعاية والتحريض ضدّ العائلات المافيوزية الممتلكة لسدنة القطاعات الاقتصادية الجاثمة على صدر الشعب منذ عقود توظف الدولة وقوانينها وكل مقدراتها لمصلحاتها، عوض الدعاية ضدّ قوانين الدولة والأحزاب الوكيلة لمصالح هذه العائلات ولإملاءات صندوق النهب الدولي، وعلى رأسها حركة النهضة (التي قال زعيمها عند تنصيب مهدي جمعة أنها خرجت من الحكومة ولم تخرج من الحكم أي الشريكة في عشرية كاملة والتي تقدمت خفافا بذبابها الالكتروني وثقالا بكوادرها لاسقاط حكومة الفخفاخ بمجرد القرب من عائلة المبروك)، وعوض الدعاية والتحريض ضدّ المهربين والكناطرية المجرمين في حق الاقتصاد الوطني وحق دافعي الضرائب والداعمين للأحزاب الفاسدة، عوض التحريض على المنوال التنموي الذي جوّع الشعب وثار ضدّه وتمت المحافظة عليه. عوض خوض معركة التنوير وإصلاح الدين بدراسته بالأديان المقارنة و علم الاجتماع وعلم النفس الديني ونقد الدين كأولوية لكل يساري بعيدا عن التذيّل للجمهور والشعبوية (حتى خوض المعركة ضد ذهانيي الوهابية والتي كلفت الوطن شهيدين خالدين تم ربطها بأهداف سياسية مؤقتة جنى ثمارها نداء تونس سنة 2014 عوض التوجه للبّ المنظومة الفقهية الحاملة للفكر الإرهابي مع تبني دعايات المخابرات السعودية "الإرهاب لا دين له" مما يوحي أن الإرهاب ملحد) عوض استغلال هامش الحريات الكبير والانغراس في الاحياء الشعبية وضحايا المنظومة والمناطق الصناعية ونساء الحقول تمّ حصر النضال في الشتم والسبّ الفايسبوكي والمعارك المجانية مع البوليس في شارع الحبيب بورقيبة. ويطرح التساؤل بعد كلّ هذا "لماذا لا ينتخبنا الشعب ونحن نذود عليه؟"، ويتم بسرعة تقديم الإجابة/الشمّاعة السهلة المريحة "المال السياسي" و "التدخل الأجنبي" الذي يرتب النتائج مسبقا بالرغم أن ظاهرة قيس سعيد في انتخابات 2019 فنّدت كل هذه الخزعبلات وبالإمكان الوصول للحكم دون مال سياسي ودون دعم أجنبي (خلاف ذلك يجعل اليسار أقلية إيكولوجية تسعى المنظومة الحاكمة للحفاظ عليها للديكور أو ككباش نطيح ضد الإسلام السياسي).
معارك وصدامات مجانية مع قوات البوليس أسبوعيا لم تتجاوز مربّع شارع الحبيب بورقيبة "للحركة من أجل الحركة" لا ينتج عنها سوى تقوية لعصابات النقابات الأمنية ومزيد من القضايا الملفقة لشباب الحراك الاجتماعي (التي سيتم تحريكها في قادم الأيام القريبة بعد الاستفراد بهم دون بواك لهم) هذا دون هيمنة طرح المختلف الجنسي على الحراك (من واجب اليساريين دعم واسناد ضحايا التمييز الجنسي والسعي لاستقطابهم كفاعلين جدد ضد المنظومة الرأسمالية عندما يخوضون ويتصدرون معركتهم ضدّ القوانين القروسطية المستمدة من الشريعة الدموية التي تلاحق العشاق والمحبين دون أن يتصدّر المعركة ويذوب فيها ويفقد هويته الاجتماعية الاشتراكية فيصبح مرتهنا للمنظمات المتخارجة أجنبيا بمغرياتها المادية التي تسعى لتدجينه ولا كمطية لملفات اللجوء السياسية)، عشر سنوات من النضال فقط ضدّ حزب حركة النهضة (لا الإسلام السياسي نظرا لدعم العديد من اليساريين التونسيين لأنظمة و لمنظمات إسلامية طائفية بتعلّة دعم المقاومة إضافة لدعم نظام الملالي الذي يقمع الشعب الإيراني الشقيق) بلغت درجة le marquage à la culote أصابت اليسار بمجرد ظهور قيس سعيد ظهور يوشع على أسوار أريحا بحالة دهشة وعدم ردّ فعل مع مساندة ادّعت أنها مشروطة أو نقدية على ما يقوم به الرئيس من تأميم للحياة السياسية وهيمنة على كلّ السلطات عادت بنا لما قبل لحظة مونتسكيو وتجاوزات دستورية وقانونية تنهل من كتابات كارل شميت النازي وتجاوزات تشي بقادم أخطر وأظلم (وهو ما حصل اثر القرارات الأخيرة) بمجرّد غياب حركة النهضة عن الساحة السياسية (باستثناء حزب العمال الذي استوعب المتغيرات منذ اللحظة الأولى). فلا برنامج واضح ولا رؤية متبصرّة ولا تكتيكات في خدمة الاستراتيجية فقط معارضة النهضة وتحويلها لحزب فوق حركة التاريخ (تعتبر المادية التاريخية سلاحا تاريخيا –خاصة بالنسبة لنا العرب دون بقية النظريات التاريخية التي تميل للعنصرية-لتحليل الظواهر الاجتماعية في مسيرة تحولاتها، ودرسها الأول أنه لا توجد ظاهرة اجتماعية فوق التاريخ، لا تنضبط لقانون التغير ونفي النفي. لكن واقع والذي يفترض أن يكون متسلحا بالديلاكتيتك نجد انه معطل ومعطل منذ عقود) بمجرد غياب سبب وجودهم الذي حوّلوه لتناقض رئيسي وثانوي وفرعي وخبز يومي عوض تناوله ومن ورائه الإسلام السياسي كظاهرة مجتمعية نتاج وافراز لمركبات ثقافية ومجتمعية واقتصادية سرعان ما يتضح تهافت مقولاتها بمجرد أن تخوض تجربة الحكم وتصل لها بالديمقراطية (الوصفة السحرية لتفكيك كل الشموليات بمختلف تياراتها السوداء والخضراء والحمراء) بعيدا عن التلويح باستئصالها وتهديدها بدموية العسكر (الذي لا يقل محافظة عنها) فنجدها تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني في المغرب و تسارع لتطبيق املاءات صندوق النقد الدولي في تونس وتمرّر قوانين تبييض الفساد وتتحالف مع رموزه علنا وسرّا في تونس وتسعى لفرضهم في الحكم. لذلك فمن الطبيعي أن يعيش اليسار عزلة طالما تخلى عن دوره التنويري والاجتماعي الديمقراطي المناهض للاستغلال يتعرف من خلالها الشعب على أعمق حاجاته الانسانية المقموعة وتثير فيه شغف الحياة المتحررة وشهية النضال الجذري المستقل، وأن يلعب دوره للتصدي لجريمة الاستغلال المستمرة، واقتصر كل جهده على معاداة طرف سياسي يستفيق ويبيت على مناهضته ما يفقده كل مصداقيته وأن يرتبك ويغيب تماما عن الساحة ويخبط خبط عشواء بمجرد غياب هذا الطرف ليتحول الصراع لسبّ وشتم داخلي وتخوين.



#عبد_الناصر_جلاصي (هاشتاغ)       Abdennaceur_Jelassi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 25 جويلية : الليلة التي حلقت فيها روح كارل شميت فوق قصر قرطا ...
- الكتائب الرقمية الداعمة لقيس سعيد: تصدوا لها طالما لازالت في ...
- منظومة الدعم في تونس: من يدعم من؟
- الإتحاد العام التونسي للشغل: قيادة بعقلية أنظمة الممانعة (في ...
- في الردّ على تهافت أطروحة/سرديّة مناهضة الإمبريالية (معارضة ...
- ملاحظات حول التقويم الهجري المعمول به في الدول الاسلامية
- لماذا يكره الرجل المرأة؟؟
- لا نهضة وتقدم دون تعريب، ولا تعريب دون إصلاح للعربية، ولا إص ...
- هل يمكن إسقاط الرأسمالية بثورة عالمية، أم يمكن ان تنهار بإفل ...
- بعض الرسائل في فيديو -قصاص المجاهدين المظلومين من خوارج العص ...
- حول العدوان الصهيوني على سوريا


المزيد.....




- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد الناصر جلاصي - لا يمكن أن تكون كلّ الأبواب مغلقة... لكن أنت، يا تعيس الحظّ من طرق على الجدران.