أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالله محمد الفلالي - تفسير داروين أم تفسير الدين؟














المزيد.....

تفسير داروين أم تفسير الدين؟


عبدالله محمد الفلالي

الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 00:45
المحور: قضايا ثقافية
    


تفسير داروين أم تفسير المتدينين
لا شك أن نظرية داروين أحدثت ثورة في علم الأحياء، ومكنت العلماء من التعرف على مكونات الجهاز المناعي وآلية عمله، والخريطة الوراثية الجينية، والحامض النووي البشري، الشيء الذي أثر إيجابا على حياة البشر، ومكن العلماء من ابتكار أدوية ولقاحات ومضادات حيوية، قضت على أمراض فتاكة اودت بحياة ملايين البشر، كالطاعون والجدري الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية استئصاله عام 1980م وغيرهما، كما ساهمت في تعديل جينات بعض الحيوانات والحبوب وهندستها وراثيا، ما أسهم في جودتها وزيادة مردوديتها الاقتصادية ومقاومتها للأمراض، فالطفرة التي شهدها القطاع الصحي في القرن الماضي والحالي، وأدت لزيادة الولادات وانخفاض الوفيات، ومكنت الجهاز المناعي من التغلب على الأمراض الفتاكة بمساعدة اللقاحات، تعود في جلها للثورة التي أحدثتها النظرية، لكن ماذا عن قصة الخلق؟.
تعطي النظرية تفسيرا لنشأة الخلق وتطوره خلال فترة زمنية طويلة عبر آلية الانتخاب الطبيعي، لكن لاتزال فجوات كثيرة في هذه النظرية لم تسد، وحلقات مفقودة لم يعثر عليها.
والحقيقة أن قصة الخلق قصة مستقلة ولن يعطينا العلم إجابات شافية عنها، وكلما حاولوا فك اللغز فاجأتهم ألغاز أخرى، فالكون العظيم بنظامه العجيب المتقن لا يمكن حل كل ألغازه؛ لأن العلم لم يحط به بعد، كما لا يمكن أن يكون حدث بذاته أو بالصدفة، فمن أحدثه وكيف حدث؟.
هنا يبدأ السؤال العظيم الذي يشتبك فيه الإيمان والإلحاد، فالإلحاد يتصور كونا بلا إله نشأ بالصدفة من فراغ، أما الإيمان فيؤكد وجود إله خالق قدير أبدع الكون، ولكل منهم أدلته الفلسفية، وأدلة المؤمنين ترجح بالعقل والمنطق على أدلة الملحدين، وهي تتركز في خمس أدلة رئيسية هي:
-الدليل الفطري -الدليل العقلي -الدليل التجريبي -الدليل الأخلاقي -الدليل النقلي.
وتحت كل دليل عناوين فرعية وتفاصيل كثيرة تركناها للإيجاز.
أما أدلة او حجج الملحدين فهي كالتالي:
-وجود الشر -غياب الأدلة التجريبية -تعدد الأديان -التفسير العلمي.
وهي ادلة مرجوحة اعتمدت في أغلبها على المغالطات المنطقية، فهم يدركون أن النظام الكوني قائم على التضاد، ومن قوانين نيوتن الأساسية التي قامت عليها الفيزياء ان لكل فعل ردة فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه، والأمر ينطبق على ثنائية الخير والشر، ونبلوكم بالشر والخير فتنة.
أما الأدلة التجريبية فتخضع لها الأشياء المحسوسة والملموسة، والإله من الغيب المحض الذي لا يمكن إدراكه بالحواس ولا بالبصر، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
والتفسير العلمي لازال محل تنازع ونظر، فمسلمات اليوم محل شك غدا وكل نظرية تلغي ما قبلها، كما ألغت نظرية كوبرنيك حول النظام الشمسي نظرية بطليموس حول مركزية الأرض والتي اعتمدت اربعة عشر قرنا، واستفادت منها البشرية وخدمت العلم، لذا لا يمكن اعتماده في مسائل غيبية محضة كنشأة الكون وخلق الإنسان، والأديان منها ماهو وضعي كالديانات التقليدية الإفريقية القديمة، وما تم تحريفه أو وضع ليناسب شعبا أو فئة، فاختلافها وارد بل هو الأصل، وهنا تكمن معضلة الإلحاد فهو بالأساس ردة فعل وليس فعل، والتسليم بوجود إله خالق هو الحل لهذه المعضلة، وخروج من نفق مظلم أهم سماته:
المادية: بحيث لا يقبل إلا بما تحسه الحواس، وإن قامت الأدلة على وجوده.
العبثية: برؤية الحياة بلا حكمة ولا مقصد، وإنكار الحساب والجزاء.



#عبدالله_محمد_الفلالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة الخلق عند الداروينيين والمتدينين
- عقيدة الربوبيين والداروينيين 2
- عقيدة الربوبيين والداروينيين 1


المزيد.....




- ترامب عن آخر جولة للمحادثات مع إيران: -هناك فرصة ولا أريد سق ...
- اجتماع في مدريد بشأن الوضع بغزة بمشاركة 20 دولة أوروبية وعرب ...
- مصادر طبية ومحلية: عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة ارتكبتها إ ...
- وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية تزور إسرائيل وتؤكد دعم واشنطن ...
- حكومة نتنياهو توجه تحذيرا لبريطانيا وفرنسا  
- وزير الخارجية التركي يزور موسكو للقاء لافروف وبحث مجموعة واس ...
- طهران تدرس مقترحا عمانيا بشأن المحادثات مع واشنطن
- ما سر أداء برشلونة الرائع أمام بلباو في ختام الدوري الإسباني ...
- عاجل| 19 شهيدا في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج ب ...
- شاهد.. قطيع من الأغنام يقطع الطريق أمام السيارات الرياضية ال ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالله محمد الفلالي - تفسير داروين أم تفسير الدين؟