أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمت شريف - سعاد وسعيد















المزيد.....



سعاد وسعيد


نعمت شريف

الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 19:48
المحور: الادب والفن
    


من قصص الارهاب:

"لقد كان الموصل جرحا في القلب، شعرت بالصدمة وانا على متن مروحية
وكانني تلقيت لكمة. هذه واحدة من اقدم المدن في العالم، مفعمة
بالتاريخ والتقاليد وتعاقبت عليه حضارات مختلفة وكان رمزا
للتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة، لاحت المدينة
امام عيني مثل حقل واسع من الانقاض"
البابا فرانسيس
في زيارته للموصل في اذار 2021


((وقعت احداث هذه القصة في احدى قرى الشبك الاثرية العريقة في اطراف الموصل))


-1-
قبل ان يفوتهما القطار، قدر الله لهما ان يتزوجا زواجا تقليديا برضى العائلتين ولم تمضي فترة طويلة حتى تآلفا وكانهما في حب عميق منذ زمن طويل ورزقهم الله بطفلين وطفلة ملأوا حياتهما بالسعادة والسرور ورغم بعض الاختلافات الثقافية والدينية بينهما الا انهما سرعان ما تغلبا عليها وبدءآ يتناقشان شيئا فشيئا عن افضل الطرق والاساليب الحديثة لتربية الاطفال والتفكير في تعليمهم لبناء مستقبل افضل لهم، ورغم العوائق الاجتماعية امام تعليم البنات في مجتمعهما المحافظ الا انهما قررا على منح فرص متكافئة لجميع الاطفال للتعليم وتحقيق ما يصبون اليه وهم يكبرون في كنف ابوين متفاهمين في خضم هذا المجتمع الذي تتلاطم امواجه كالبحر الهائج، فالصراعات السياسية على اوجّها والوضع الاقتصادي لا يبعث على الامل رغم انهم يعيشون وكانهم عائمون على بحر من الذهب الاسود ولكنهما كانا مصممين على ان يعيشا على ما منحهم الله فوق الارض الطيبة كما كان يفعل اجدادهما منذ الاف السنين فلهما دار جميلة وقطعة ارض خصبة وبستان جميل يمر من امامه ساقية تنحدر من الجبل القريب.

في كل ليلة كانا يصليان ويحمدان الله على نعمه التي اسبغها عليهم وفي مقدمتها انهما معا تحت سقف واحد وكثيرا ما كانا يمضيان جزءا من لياليهما يتجاذبان اطراف الحديث عما يحدث في البلد. وبدا القلق يتسرب الى احاديثهما عن الارهاب وما كان يمكن ان يحدث لقريتهم الوديعة التي ليست بعيدا عن المدينة، مصدر القلاقل والاخبار التي بدات تتصدر الاحاديث وحتى نشرات الاخبار المسائية من خطف وقتل وتفجيرات. كانا قلقين على القتل بسبب الهوية وازدياد الحديث عن الطائفية وهما يعلمان جيدا انهما ليسا على مذهب واحد رغم انهما ينتميان الى المكون الشبكي. ولكن المكونات الاخرى مستهدفة ايضا. ماذا يمكن ان يحدث لهما ولاطفالهما ولم يتوقعا قط ما حدث.

لم يكن ذلك اليوم طبيعيا لسعيد وهو يستمع لهجمات متعددة الجبهات على سهل نينوى وكان يتوجس دائما من هجمات البيشمركة الكرد لتحرير مساحات محددة من داعش لانه كان يعلم انها لن تمر دون رد ومع بدء الهجمات المتزامنة في اربع او خمس جبهات على جبهات شمال وشرق الموصل بدأت النداءات الكردية الموجهة للقوات المشاركة بالهجوم المضاد وما كانت نهاية ذلك اليوم 16/12/2015 حتى بدأ سعيد يشعر بخطر الحرب المحدق ولم يكن امامه خيار النزوح الى مناطق اخرى وكان قلقه الاكبر على زوجته واطفاله وبدأ يلوم نفسه على اختيار البقاء في ساحة الحرب. فكر كثيرا تلك الليلة فيما يمكن ان يفعله لانقاذ عائلته، فكر في ان اليوم التالي هو يوم العلم الكردي. هل يمكن ان اختار الدواعش يوم 17/12 ليكون يوم نصرهم المزعوم تحديا للارادة الكردية حيث كان الكرد يقضمون مساحات ولو صغيرة من مناطق نفوذهم. ربما! ولكن لا يهم ذلك الان، نريد مخرجا من هذا المازق الخطير. لم ينم ليلته ولم تنم زوجته سعاد الكثير تلك الليلة. كانا يحاولان ان يكونا طبيعيين امام اطفالهما الصغار رغم دوي الانفجارات بين الحين والاخر وأزيز الطلقات لا ينقطع وقبل الصباح هدأت اصوات الحرب واسود ظلام الليل ايذانا بقرب انبلاج الفجر. فكر سعيد، هل يمكن ان يكون هدوء الاصوات وعتمة اخر الليل كالهدوء الذي يسبق العاصفة لتنطلق المعارك ام انها ستكون النهاية لتراجيديا خطط لها ونفذها ارهابيون لا تعرف الرحمة طريقا الى قلوبهم ولا يهمهم سوى تنفيذ مآربهم الدنيئه انى كانت. مع هدأة الفجر بدا النعاس يدب في عينيه حتى بدات الاحلام المزعجة تضعه في ساحة الحرب. قفز واقفا على قدميه على صوت انفجار ضخم لم يعرف هل انه حقا انفجار ام انه مجرد لحظة اضطراب في حلم مزعج.

كان سعيد مشتت الذهن لا يهدا له بال مرتعد الفرائص لا يعرف هل انه في حلم او حقيقة. فجاة تذكر انه قد فاتته صلاة الفجر ويبدو على الجدار المقابل للنافذة اشعة تميل الى الاحمرار، ربما انها الشمس قد بدات بالشروق. لم يعد متاكدا مما يجري وقد نال الارهاق الكثير منه ربما ستعيد الصلاة هدوءه له ويرى ما يجري في محيطه بوضوح. صلى سعيد صلاته المعتادة وشعر بالارتياح قليلا وطرأت له فكرة ايمانه بالقضاء والقدر. نادى زوجته سعاد قائلا:
-اسمعي يا سعاد، انني ساصعد الى سطح الدار لارى ما يحدث حوالينا، فليس من المعقول ان نجلس هنا ليلا ونهارا ولا نجرأ على استطلاع حوالي الدار وما يحدث لجيراننا وفي حارتنا. لابد ان نتحرك. ساكون حذرا من الطلقات الطائشة والرمي المعتاد ساعود ونقرر الخطوة التالية لاطفالنا فلابد وان اخرون كثيرون في وضعنا ولنرى ماذا سيفعلون ولا شك فانهم يستطلعون من سطوح دورهم ايضا ويتشاورون مع الجيران بين فترة واخرى.
-لا يا سعيد هذا ليس وقت الاستطلاع واصوات الانفجارات لم تنقطع بعد. ارجوك لا! دعنا نقضي يوما اخر ولنرى ماذا سيحدث غدا، فلنصبر وان غدا لناظره قريب، قالت سعاد..
-لا يا سعاد، الواجب ان نتحرك لنرى ما يمكننا فعله. قالها سعيد بثقة، وبدأ يتحرك ببطء نحو درجات السلم الصاعد الى سطح الدار، وبعد درجتين او ثلاثة جلس على ركبتيه وبدا يحبو درجة درجة كي لا يعلو راسه فوق الجدران والحواجز. وقف لبرهة ولم يرى ما ينذر بالخطر ولكن لسوء الحظ كان هناك من يترصده وهو لا يعلم. كان القناص الداعشي اللعين يقبع على قمة تلة مجاورة لصف من الدور لم يكن يبعد عن سعيد بكثير يتحين الفرص لقنص فريسة بشرية ويبعث الرعب في قلوب ابناء القرية. وما ان استقام سعيد واقفا لينظر حواليه حتى لاحظه ذلك اللعين وما ان استدار سعيد راسه ليستكشف التلة القريبة حتى انطلقت رصاصة من بندقيته واصابه في راسه وخر صريعا يتخبط في دمه المتدفق ورغم انه لم يكن بعيدا عن درجات السلم الا انه لم يتدحرج عليها وما هي الا لحظات حتى صعدت روحه الى المليك الاعلى.

كانت سعاد لا تزال مع الاطفال عندما سمعت صوت اطلاقة وتعالى صوت كالنحيب ينذر بالخطر. توقفت في الحال وبدات تنصت في انتظار الصوت ولكن لم يتكرر. شعرت بقشعريرة تدب في جسدها ونظرت حواليها فرأت اطفالها الثلاثة يبحلقون فيها وعلامات الاستفهام على وجوههم الصغيرة ورغم صغر سنهم بدت عليهم علامات الاستغراب لما يحدث لوالدتهم. استجمعت سعاد قواها وصاحت باعلى صوتها:
=سعيد انزل من السطح، ألم اقل لك لا تصعد.
وبعد لحظات لم تسمع جوابا وقالت في نفسها ربما هذا ما كنا نتمنى ان لا يحدث. التفتت الى اولادها قائلة:
-ايها الصغار اجلسوا هنا معا في الغرفة ساعود بعد ان اقوم ببعض الاعمال.
اغلقت الباب وراءها وبدات تتلفت بحذر يمينا وشمالا وكأن هناك غرباء في فناء الدار حتى وصلت اول درجات السلم وهناك نادت بصوت خافت:
-سعيد هل انت بخير؟
ولما لم تسمع الرد صعدت درجة او درجتان على السلم وخشية ان تقع فريسة لطلقات طائشة. جلست على ركبتيها ونادت من جديد:
-سعيد هل انت بخير؟ لماذا لا ترد علي؟
وبدات تحبو صعودا على درجات السلم حتى وصلت الى اخرها وكانت ركبتاها تؤلمانها من قساوة السمنت. كانت الصدمة قاسية للغاية عندما رات سعيد على ظهره وذراعه الايسر ممتد وكانه يحاول الامساك بحافة السلم ولكن لم يصل مبتغاه والجرح في راسه لا يزال ينزف. علمت في الحال ان الطلقة القاتلة كانت من قناص لعين لان داعش كان ينشر قناصيه في اماكن متفرقة من القرية لبث الرعب في النفوس والسيطرة على الذين لم يستطيعوا الرحيل لسبب او لاخر. قالت في نفسها لقد وقعت الواقعة، ولابد ان احمي اطفالي. ربما ذهب سعيد الى غير رجعة. مدت يدها اليه ولمست ذراعه تبحث عن نبضه في الرسغ. لم يبقى لديها شك في انه قد انتهى الى غير رجعة. تسارعت نبضات قلبها وشعرت بالغثيان لقد فقدت شريك حياتها الى الابد. ماذا ستفعل مع اطفالها الثلاث؟ كيف سيكون مستقبلهم اذا خرجوا من هذا المازق احياء؟ ولكن لا وقت للتفكير الان. وبلا تفكير او تردد بدات سعاد تسحب سعيد من ذراعه الايسر قليلا دون جدوى. ماذا تفعل؟ رددت لنفسها لا مجال للتراجع، لا مجال للتفكير، ساتحرك بحذر ويفعل الله ما يشاء بعباده. وضعت ركبتيها خلف اخر درجة من السلم، ومددت جسدها على السطح دون ان ترفع راسها وسحبت سعيد من كتفيه بكل ما اعطيت من قوة وبدات تسحبه شيئا فشيئا حتى وصل راسه الى مقدمة السلم. كانت الجثة ثقيلة ولكن لابد من العمل على انزالها فلا امل في احد يساعدها. لفت قميصه على راسه الدامي وفجاة خطرت لها ان تحمله على ظهرها كما يفعل العتالون، ثم تسحبه الى اسفل السلم درجة درجة وهذا ما فعلته. في بضع دقائق كانت الجثة ممددة الى اليمين من السلم وعلى الارض مباشرة ثم غطت زوجها كما كانت تفعل كثيرا عندما يكون متعبا لينال قسطا من الراحة، ولكن هذه المرة سينال راحته الابدية.

-2-
لم تكن سعاد ترغب في ان يراها اطفالها بعيون باكية ووجه تعصره الالام وعلائم المحنة بادية عليه. كان رضيعها يبكي جوعا والاخران كانا يتوقعان طعاما ايضا ولكن خاب ظنهما. كانت الام تبكي وتتضور جوعا ايضا فقد مضى على موعد وجبتهم اكثر من ساعتين ولا يفهم الاطفال لماذا التاخير. وضعت الام قطعتي خبز في يديهما وبدات بارضاع الثالث وهي تبكي وتفكر في الخطوة التالية. ماذا عليها ان تفعل؟ لا احد يجرؤ على الخروج ولا هي ايضا. رفعت عينيها الى السماء وهي تعصر الدموع فيهما: يا الهي ماذا سافعل؟ لقد اخذت جل ما املك ولا اعرف ماذا سيحدث لنا نحن الباقون؟ رباه انت تهدي من تشاء فأهدني ماذا افعل يا ارحم الراحمين! اسندت سعاد ظهرها الى زاوية الباب ورضيعها لا يزال على صدرها وكانها بين النوم واليقظة وترى طائرين احدهما يحفر الارض والاخر يدفع التراب بمنقاره. فتحت عينيها وهي كأنها لا تزال تحلم وتقول: رباه لقد اهديتني الى الخيار الاصعب، ان ادفن زوجي بيدي ولا احد يساعدني الا انت فقوّني على المهمة الصعبة يا رب. تململت قليلا وكانها لا تريد مواجهة المهمة الصعبة. فكرت لبرهة وقالت: رباه طلبت الهداية فاهديتني لما افعل ولا خيار لي بعد الهداية، فأعني على ما افعل واغفر لي وانا ادفن زوجي بيدي. دفعت اطفالها جانبا وتوكلت على الله وخرجت الى فناء الدار تبحث عن معول فوجدت ضالتها في الزاوية البعيدة من الحديقة، مجرفة ومعول كان زوجها يستعملهما للاعتناء بحديقة الدار. وفجاة كانت امام الاختيار الصعب، اين عليها ان تدفن زوجها؟ واصبح الخيار اصعب عندما فكرت انه ربما يكون اختيارها للمكان مثواه الاخير فلا بد ان يكون مناسبا حتى بعد ان تضع الحرب اوزارها واخيرا استقرت على ان يكون الدفن في الجانب الايمن ليس بعيدا عن الزاوية الخارجية حيث كانت المجرفة والمعول ولكن عليها نقل الجثة من مكانها الحالي في اقصى الزاوية المقابلة ورددت مع نفسها بايمان تام: ان الذي هداني سيساعدني على انهاء المهمة. حملت المجرفة والمعول ونقلتهما الى مكان الحفر. بدات الضربة الاولى بالمعول قائلة مع نفسها، ان الذي هداني سيساعدني، توكلت على الله العلي العظيم. توالت الَضربات الواحدة تلو الاخرى وكانت الساعة تشير الى الثالثة بعد الظهر ثم سمعت احد اطفالها يبكي وراء الباب المغلق.

نظرت سعاد الى الحفرة فكانت حفرة مستطيلة بعمق ما يقارب 25 سم فقالت في نفسها لا يزال امامي الكثير من العمل، رباه ساعدني. وضعت المجرفة جانبا واتجهت الى اطفالها لتطمئنهم وتطعمهم ما تبقى من غذائهم في الصحون. وبعد ما لا يزيد على 15 دقيقة اغلقت الباب وراءها وعادت الى الحفر على أمل ان احدا سياتي لنجدتها وللسؤال عنهم وربما وخاصة بعد ان تباطأت اصوات الحرب وخفت لعلعة الرصاص الى حد كبير. استمرت في الحفر لثلاث ساعات متتالية حتى شعرت بالتعب وحان موعد وجبة اخرى لصغارها. لم يأتها احد واستبعدت ان يسال عنها احد بعد حلول الظلام في اجواء الحرب. وضعت المجرفة والمعول جانبا واتجهت الى اطفالها ووجدت رضيعها يكاد ياكل اصابعه من الجوع. تعوّذت الشيطان، وحملته بسرعة وبعد خمسة دقائق من الرضاعة توجهت الى ثلاجتها واخرجت شيئا من الجبن وقطعة من الخبز وجلست مع طفليها الاخرين ليلتهما قطعا من الخبز والجبن وفعلت ذلك لنفسها ايضا حيث لم تّذق طعم الاكل منذ الصباح واستمرت في ارضاع الطفل على صدرها وما هي الا لحظات حتى كان الجميع يغطون في نوم عميق. استيقظت سعاد عندما انزلق رضيعها من على صدرها الى الارض. في الحقيقة كانت تحلم وتتململ وكانها كانت تفكر في دفن زوجها و في قراءة سورة ياسين. بعد ان وضعت طفلها جانبا، قامت سعاد واقفة لتكمل عملية الحفر ولكنها وجدت الظلام دامسا وقد خمدت اصوات الحرب ولكنها كانت تخشى اضاءة الانوار التي يمكن ان تلفت انتباه القناصين. عادت الى غرفتها، واطفالها نائمون جميعا فاخرجت قرآنا من الدرج وفتحته على سورة ياسين وبدات تقرأ ايات منها حتى جاءت الى نهايتها، قبّلت القران ورفعته الى راسها قبل ان تعيده الى الدرج. فتحت الباب وكان الفجر يغطي المرتفعات المقابلة وكانت الحفرة واضحة واكوام التراب من حولها. اغلقت سعاد الباب خلفها وتوجهت الى الحفرة والتقطت المعول وبدات تعمل من جديد وهي تفكر: لابد ان انهي الدفن هذا اليوم سواء حضر احد ليساعدني او لم يحضر. وبعد اكثر من ساعتين من الحفر المتواصل شعرت بالتعب ونظرت حواليها ورغم انها لم تعرف الكثير عن القبور ومراسيم الدفن الاسلامي الا ان انطباعها الاول كان ان عمق الحفرة كاف ولم يبق الا تعديل الزوايا وحوافي القبر ليكون جاهزا لاستقبال جثة زوجها المغدور وفي هذه اللحظة سمعت صوت ابنها ينادي اسمها فوضعت المعول جانبا وهرعت الى الغرفة.

بعد ان اطعمت سعاد اطفالها الفطور لم ترغب هي في الاكل وكيف تاكل وجثة زوجها الحبيب لا يزال ملقاة قرب السلم. شعرت بالم شديد في راسها وقد ارهقها العمل الشاق غير المعتاد ولم تنم الكفاية في الليلة الماضية وفجاة خطر لها السؤال الاهم: اين سينتهي اطفالي ومع من اذا مت انا؟ لقد انتهى دور والدهم وهو مطمئن انني سأعتني بهم ومن سيعتني بهم بعدي؟ جرفتها دوامة افكارها لبعض الوقت حتى انتهت بملاحظتها انها لم تسمع اليوم اصوات طلقات نارية ولا صخب الحرب وعويل عوائل الضحايا. شعرت بانها الوحيدة في قريتها، هل هجرها الاخرون؟ هل سياتي احد للبحث عن الاحياء؟ ومن سيكون هذا؟ هل سيقتل او يقدم المساعدة؟ وفجاة انقطعت عن افكارها قائلة في نفسها: لابد ان اكمل المهمة حتى استطيع التفكير بمصير اطفالي. المهم انني لا استطيع المجازفة بمصيرهم البته. تركت سعاد الغرفة واغلقت الباب وراءها متوجهة الى الحفرة بعد ان القت نظرة سريعة على الجثة المغطاة الى اليسار من باب الغرفة. بعد ان اكملت اللمسات الاخيرة على القبر، عادت الى جثة زوجها وبدات تفكر كيف يمكنها نقله وانزاله الى مثواه، ربما الاخير. وقفت الى جانبه متاملة جثته ثم فكرت في القاء نظرة اخيرة على وجهه وما ان رفعت الغطاء عن وجهه حتى رات الدماء المتجففة على وجهه وصدغيه حتى صدمتها هول ما حدث له، صدمة فوق صدمة. اعادت الغطاء على وجهه ثم توجهت الى الغرفة الثانية في الدار حيث تخزن الشراشف والبطانيات وغيرها من لوازم العائلة. حملت ثلاث شراشف بيضاء مع بطانية لتكفينه وحمله الى القبر. فرشت سعاد البطانية الى جواره اولا ثم فوقها فرشت الشراشف، الواحد فوق الاخر. فكرت انها لا تستطيع حمله ولذلك قررت ان تقلب الجثة مرتين لتنتهي على الشراشف وتقلبها مرة اخرى لتلفها بالشراشف البيضاء التي تمثل الكفن ثم تشدها بحبل رفيع في مناطق الراس والجذع وحول القدمين كي تبقى الجثة على الشراشف في وضعها ثم تبدا بسحب البطانية وهكذا نقلت الجثة الى حافة القبر الذي ستدفن زوجها فيه. ثم رأت شعرات من راسه فجلبت قميصا له ولفت راسه به وقالت في نفسها سوف لن يلبس قمصانا بعد اليوم. فكرت سعاد في نفسها وكيف الصلاة على الميت وهل يجوز للمرأة الصلاة على زوجها المتوفي؟ ثم قالت في نفسها رباه ارجو المغفرة، وفجاة خطرت لها فكرة ان الميت يجب ان يواجه القبلة وكيف ذلك وقد انهت الحفر؟ رباه كيف لم افكر في ذلك، رباه لا استطيع حفر قبر اخر! ووقفت برهة تنظر الى الحفرة ثم فكرت ان تتجه الى القبلة فوجدت انها تقف بشكل مواز للاتجاه وليس ما عليها الا ان تغير الراس الى النهاية الاخرى للقبر ليكون صحيحا. شكرت الله ان اهداها الى الاتجاه الصحيح دون الحاجة الى تغيير القبر. مسكت سعاد زاوية البطانية وسحبته لتشكل نصف دائرة واصبح الراس قرب النهاية الصحيحة للقبر، فحمدت الله ثانية على هذه الهداية وبدات تسحب البطانية الى حافة القبر مباشرة ثم نزلت الى داخله وبدات تسحب جثة زوجها من منطقة الحزام حتى كادت ان تنزلق الى الداخل. وضعت ركبتها تحت منتصف الجثة وحملت راسه بيدها وبحركة سريعة الى الوراء انزلقت الجثة كاملة الى داخل القبر. انسحبت الى الوراء وبدات تعدل الجثة لتصبح على جنبها ومن ثم وضعت الساقين في الاتجاه الصحيح. نظرت الى جثة زوجها ممدودة في حفرة ضيقة، فكرت في ان تتمدد الى جانبه ولكن كان القبر ضيقا جدا فخرجت وتمددت الى جانب القبر لبرهة ثم قامت كي تلقي عليه النظرة الاخيرة وتودعه الى الابد. جلست بالقرب من راسه وهي تفكر في الايام الخوالي بينهما ثم قالت سالقاك في الجنة ان شاء الله، سالتقيك في دار البقاء. كانت هذه اخر كلماتها له ومن ثم بدات تغطيه ببطانيته، وتعدل الزوايا باتقان ومن ثم حملت المجرفة وبدات تلقي التراب عليه وهي تقول استودعك الله الذي هداني يا عزيزي وهو الذي سيرعاك الى يوم اللقاء. وقبل ان تنهي ردم الحفرة وقفت لبرهة ثم قرأت سورة الفاتحة وانتهت بقولها مرة اخرى: استودعك الله الذي هداني، استودعك الله يا عزيزي.

-3-
جلست سعاد وقد اسندت ظهرها الى الجدار قرب باب الغرفة غير المغلقة تماما كما اعتادت في اليومين الماضيين وكلما التفتت نحو اليسار القت نظرة سريعة على قبر زوجها وتمتمت مع نفسها: رحمك الله يا سعيد لماذا تركتني لوحدي مع هؤلاء الاطفال؟ ماذا سافعل الان؟ رغم صغر سن الاطفال شعروا بان شيئا غير طبيعي يحدث لامهم وكانت اجواء العائلة تزداد ثقلا كلما مرت ساعة والام حزينة ومرهقة لا تقوى على عمل الكثير لهم وكان والدهم غائبا عن المشهد وبداوا يفتقدونه ولا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم ومع حلول الظلام بدا شعور غريب يدب في جسدها وكانها تفقد حيويتها شيئا فشيئا وشعرت بالصداع والغثيان واخيرا استلقت على جانبها الايمن وسحبت اطفالها وعيناها معلقتان على قبر زوجها حتى غلبها نعاس ثقيل اقرب الى الغيبوبة. فتحت سعاد عينيها وتململت وكان جسمها ثقيلا حيث شعرت انها ربما لا تستطيع الحركة. كان الاطفال حولها يتحركون ببطء وحاولت ان تتحرك وشعرت في جسمها وكأن سيارة حمل ثقيلة قد دهستها من كتفيها والى قدميها. كان الظلام دامسا في الغرفة ولم تعلم كم من الوقت مضى وهي في هذه الحالة. هناك ضوء خافت من مصباح الشارع ينعكس على الجدار المقابل وفكرت في نفسها كان الباب الخارجي مغلقا لايام ولابد انه لا يزال كذلك والقبر في مكانه. تململت سعاد ثم استندت الى ذراعها كي تستطيع الجلوس وفي الحال تعلق بها اطفالها الثلاثة. كانوا جياعا وكانوا بحاجة الى لمسة الام ليشعروا بالاطمئنان ان كان كل شيء سيكون على ما يرام. سحبت سعاد اصغرهم الى صدرها وتذكرت انها لم تاكل من يومين فمن اين يكون لها الحليب ورغم شعورها بالجوع لكنها لم ترغب في الاكل وبعد قليل نهضت تجر اذيال التعب والارهاق. كانت ترغب في ان تعلم ما الوقت وتفكر في ما يمكنها ان تعمل! وقفت في باب الغرفة ومسحت عينيها وبدت لها ملامح فناء الدار وفي الزاوية هناك القبر الذي حفرته بيديها لتدفن فيه زوجها العزيز وشعرت انه لا يزال امامها بعض الوقت قبل حلول الصباح وبداية حياة لم تفكر فيها قط ولم تتوقعه قط، وفجاة خطر لها ان شعورها القاسي بالوحدة في اول يوم والامها البدنية وعدم شعورها او قدرتها على انجاز اي شيء او اتخاذ اي قرار انها اعراض الصدمة الصاعقة وحالة ما يسمى الاستعداد للهروب او المواجهة، نعم انها تلك الهرمونات التي ساعدتني في اليومين الماضيين واليوم تعود الى وضعها السابق.

شعرت سعاد بالارتياح قليلا بعد ان وجدت تفسيرا لما يجري لها، وعليها الان ان تتعامل بعقلانية مع وضعها واطفالها كي تستطيع الاستمرار من اجلهم. شعرت بانها لا ترغب في الحياة بعد رحيل زوجها ولكن ذلك ليس خيارها فالحياة والموت بيد الله، ولها اطفالها ولابد ان تستمر من اجل بقائهم. عادت الى الغرفة والاطفال من حولها يتعلقون بها والاخر تمسكها من يدها وكانهم جميعا يتوسلون بها للبقاء معهم وعدم تركهم في الغرفة بلا احد. دفعت الكرسي قرب الباب بقدمها وتربعت على زاوية من السجاد واخذت وضعها حيث تعلق الرضيع على رقبتها واجلست الاثنين الاخرين على ركبتيها وكانها تستعد لالتقاط صورة. ضمتهم جميعا الى صدرها وتدحرجت دموعها على خديها مدرارا لاول مرة بعد مقتل زوجها وعلمت ان ذلك يبشر بسقوط الصدمة واعراضها وهي تعلم ان زوجها لم يفعل خطأ ولم يؤذي احدا فهو شهيد، وليرقد في مثواه الاخير شهيدا بريئا حتى يلقى ربه. مرت الايام رتيبة ورغم ان سعاد لم تسمع اصوات الصواريخ والطلقات الا ان الخوف كان لا يزال يمتلكها وخاصة عندما كانت تفكر في مصير اطفالها وتتخيل صورة زوجها وهو مسجى في ذلك القبر في زاوية فناء الدار. كان القلق ياكلها من الداخل وفي اليوم الثالث لاحظت ان مخزونها من المواد الغذائية في الثلاجة لم يبق الكثير منها على الرفوف المخصصة لذلك. كان ذلك هما اضافيا يقلقها وخاصة ان اطفالها صغار لا يمكن ان يتحملوا الجوع او النقص في المواد الغذائية.

-4-
مرة اخرى حل الظلام غير المرحب به فعلى الاقل في النهار تامل في ان ياتي احد لانقاذها من جهة وتطمئن الى الضوء حيث ترى حواليها من جهة اخرى. لم تتعود سعاد على الوحدة فقد انحدرت من عائلة كبيرة تشمل على العديد من الاخوات والاخوان والجيران والاقرباء وحتى بعد زواجها كانت دائما برفقة زوجها او مع افراد العائلة. كان نومها مضطربا وتحلم احلاما مزعجة في الليل ولذلك كانت تقضي الكثير من ساعات لليل وتفكر كثيرا وخاصة بعد ان ينام اطفالها الصغار وتبقى وحيدة تناجي زوجها المدفون وهو ليس ببعيد عنها. وفي اليوم الرابع في حوالي الساعة العاشرة صباحا سمعت طرقا على الباب. كان قد مضى خمسة ايام على غلق الباب ولم يفتح. تسارعت نبضات قلبها فجأة ولم تكن واثقة من ان تفتح الباب او حتى ان تعلن عن وجودها بالرد على الطرق. امراة شابة مع ثلاثة اطفال صغار وقد فقدت زوجها وسندها الوحيد، لم تكن في وضع تحسد عليه وخاصة اذا عرفوا انها دفنت زوجها في زاوية البيت. صمتت لبرهة ثم خطت خطوة بحذر حتى سمعت صوتا من وراء الباب ينادي سعيد، سعاد هل انتم في البيت؟ لقد افتقدناكم ونريد التاكد من سلامتكم. عرفت سعاد الصوت واخيرا وصلت النجدة في اليوم الرابع. كان ذلك الصوت لشقيق زوجها حميد وما ان فتحت الباب لاول مرة بعد عدة ايام حتى انهارت قواها وارتعشت وارتخت ساقيها فاسندت ظهرها الى الجدار منزلقة لتجلس على الارض فوقف رجلان امامها احدهما حميد والاخر احد ابناء عمومته. كانا رشيقين ببندقيتيهما الكلاشنكوف وساقيهما المضمومين على طريقة الاكراد وكانهما مستعدان لكل طارئ. بادرها حميد بالكلام ما بك يا سعاد، ماذا حدث؟ وقبل ان تحرك شفتيها القى حميد نظرة خاطفة على الدار فراى في باب الغرفة اطفالها الثلاثة ينظرون الى والدتهم من دون ان يستوعبوا ما يجري ولاحظ ايضا كومة من التراب المحفور حديثا في الزاوية الاخرى من الدار. صدمه المنظر فسال في الحال تكلمي الان: ماذا حدث لسعيد؟ هل مات سعيد ام قتل؟ لم تستطع سعاد ان تنطق الكلمات وارتجفت شفتاها ثم انقلبت على جانبها الايسر مغمية عليها من حدة مشاعرها وكثافتها والتي لم تجد لها متنفسا على مدى الايام الماضية. هرع الرجل الاخر، سالم، واحضر قدحا من الماء وبعد ان رش حميد قليلا من الماء البارد على وجه سعاد، فتحت عينيها قليلا ثم تململت قليلا وحاولت الجلوس فامسكها حميد من كتفها حتى جلست مسندة ظهرها الى الجدار وبحركة سريعة التقط سالم الاطفال من الغرفة واحضرهم الى والدتهم ليطمئن بعضهم على بعض واحتضنتهم سعاد وهدأت من روعهم. قالت سعاد:
لقد استشهد سعيد على سطح الدار وهناك دماؤه لا زالت تشهد على ما جرى،
فاجابها حميد: اجل لابد انه كان هدفا لواحد من قناصي الدواعش في المنطقة ايام الحرب.
وهل انتهت الحرب وماذا يحدث الان؟ قالت سعاد
لقد توقف القتال منذ ثلاثة ايام واندحر الدواعش مهزومين الى الموصل تحت ضربات قوات التحالف وتقدم البيشمركة الاكراد. اجابها حميد، ثم اضاف: وقد بدا النازحون بالعودة الى ديارهم رغم الخوف والحذر من تجدد القتال فالحرب كر وفر.
الحمد لله الذي قسم ظهرهم وان شاء الله الى الابد، قالت سعاد

بدلا من بندقيته المعدة للاستعمال، اخرج حميد تلفونه من جيب سترته واتصل بوالد سعاد حالا واعلمه باستشهاد سعيد قبل ثلاثة ايام وانهم يستعدون لمراسيم الدفن هذا اليوم. وبعد اقل من ساعة وهم يعدون الجثة للغسل والتكفين بعد ان نبشوا قبر سعيد واخرجوا جثته للدفن في مقبرة العائلة. التحق بهم والد سعاد وجمع من افراد عائلتها ليحتضنوها ويقدموا لها ما امكن من الدعم المادي والمعنوي والتقطوا اطفالها الثلاثة بالقبلات الممتزجة بالدموع واستعدوا لالقاء النظرة الاخيرة بعد ان تم غسل الجثة كما يمليها الاسلام واستعدوا لصلاة الجنازة، ومن ثم التوجه في موكب الجنازة الى حيث مقبرة العائلة وكان في الموكب سعاد وكانها قد افاقت للتو من سبات عميق. اغرورقت عيناها بالدموع ولم تستطع ان تنبس ببنت حتى للذين يقدمون لها المساعدة في احلك ايامها. كانت الى يمينها اختها الكبيرة والى يسارها اختها الثانية وفي المقدمة كان يسير والدها الممسك بيد اطفالها الاثنين وكان الرضيع تحمله اخته وتقبله بين فترة واخرى ليطمئن اليها ولا يبكي.

رغم ظروف الحرب كان في الموكب عدد كبير بالمقارنة مع سكان القرية. اصطف الجميع وتقدم الشيخ ليقود الجميع في صلاة الجنازة ومن ثم تقدم اربعة من الرجال لانزال الجنازة الى القبر وكانت سعاد في المقدمة لتلقي على وجهه نظرة اخرى. كانت عيناه مغمضتان وشفتاه مطبقتان، بشرته شاحبة وقد تم ترميم الجرح على جبهته اقرب الى صدغه الايسر. انطبعت هذه الصورة في ذهنها لتحل محل الصور المرعبة السابقة وشعرت بشيء من الارتياح ان زوجها مستعد الان للانتقال الى الدار الابدية. خطت سعاد خطوات صغيرة الى الوراء وفسحت المجال ليوارى التراب ويستقر في مثواه الاخير وما هي الا دقائق حتى توارى عن الانظار ووقف شقيقه وبعض المقربين منهم ووالد سعاد في صف واحد لتلقي التعازي وعبارات الدعم والدعاء لسعيد ان تكون الجنة مثواه الاخير. ما ان بدا المعزون بمغادرة المكان وقد استمعوا الى الاعلان عن مجلس العزاء في جامع القرية بحضور اقاربه حتى بدات سعاد تفكر في عدم العودة الى الدار. غمرتها افكار تستصعب العيش في ذلك المكان مسرح احزانها ومصائبها. اقسمت لاختها انها لا تريد العودة الى دارها مرة اخرى. تشاورت الثلاثة وهن تذرفن الدموع على المصاب الجلل حتى قررت الثلاثة اعلام والدهن بالقرار فوافق الاب* في الحال وطمأن سعاد على انها مرحبة بها على العودة الى دار والدها مع اولادها الثلاثة ليعيشوا جميعا في كنف والدها الى ما قدر الله لهم.

بعد وفاة والد سعاد تولى شقيقها دفة الامور في العائلة ولا يزال الجميع معا وهم يعدون الاطفال للمدرسة . *



#نعمت_شريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية الكردية شرح تاريخي وسياسي وقانوني
- دور مصطفى البارزاني في المجال الدبلوماسي
- من سيدفع الثمن؟
- درب التبانة
- لكرد بين المحرقة والضمير العربي
- لماذا خسر الديمقراطيون الانتخابات الأمريكية لعام 2024؟
- الحلم الكردي: الى أين؟
- ترامب او هاريس: 2024 معركة من اجل امريكا
- أنا اصرخ بأعلى صوتي: هل من مجيب؟
- الغرفة رقم 3
- شاهزنان
- الرحلة 516
- عن اصل الشبك واسمهم ولغتهم
- الشوق للانتماء
- ما وراء الثقافة
- -حلال لكم ، حرام علينا- مناقشة للتعليقات التي وردت الينا
- العقل الكردي -نقد العقل العملي-
- قراءة في كتاب -دراسة عن محافظة الجزيرة السورية-
- الاغنية الظاهرة في الانتخابات الامريكية
- في حارتنا كلب


المزيد.....




- كيف يغير الذكاء الاصطناعي بيئة العمل الصحفي؟
- الوجه المخفي ل -نسور الجمهورية- في فيلم طارق صالح
- -فنان العرب- يتعرض لوعكة صحية ويكشف عن حالته بعد اعتذاره عن ...
- مهرجان كان: الممثل طاهر رحيم يفقد 20 كيلوغراما لأداء دور مدم ...
- شاكيرا تتعرض لموقف محرج على المسرح وتعلق عليه (فيديو + صورة) ...
- دور الرواية الفلسطينية كسلاح في مواجهة الإحتلال
- الشتات الفلسطيني والمقاومة ضد التحيزات الإعلامية في أميركا ا ...
- محمد سمير ندا: القلق هو الصلاة السادسة التي يصليها العرب جما ...
- بالفيديو.. شاكيرا تسقط خلال أداء استعراضي على المسرح
- إقبال غير مسبوق على حفلات الفنانة جنيفر لوبيز في كازاخستان


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمت شريف - سعاد وسعيد