محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 17:38
المحور:
سيرة ذاتية
كان يوم الأربعاء عاديًا لدى الناس،
لكنه في تاريخنا،
لم يكن يومًا… بل نبوءة.
في أربعاء من 18 يوليو 1945،
وُلد أبي،
طفلًا لا يعلم أنّه جاء إلى الدنيا
في اليوم الذي ستُنسج فيه خيوط الغيب حول عائلته.
كبر… وبدأ يرى،
وجوهًا لا تزوره إلا في هذا اليوم،
وجه أبيه… عمّه… وجدّه،
يظهرون في صمت، كأنّهم جاؤوا من ضوء بعيد،
ينادونه… ويمهّدون له الطريق.
ومضت السنون،
حتى جاء أربعاء آخر،
فغادر أبي الدنيا،
كما دخلها: في صمت الأربعاء.
ثم تبِعته أمي،
في يومٍ يُشبهه حدّ الانكسار،
نفس السكون… نفس التوقيت…
كأن الأرواح تواعدت،
على أن يكون الأربعاء موعد اللقاء والفراق.
لكن القدر لم يغلق الصفحة بعد.
ففي أربعاء حديث،
رحل نور صغير…
ابن أختي،
جاء بسرعة البرق… وغاب مثلها،
كأنّه كان يعرف الطريق،
ويعرف اليوم.
لم يترك لنا الكلام،
لكنّه أكمل الدائرة،
فأصبحت كل الحكاية تبدأ… وتنتهي،
في حضرة يومٍ واحد.
الأربعاء…
صار لنا قدرًا،
ووصية مكتوبة في زمنٍ لا نراه.
هو الباب الذي تُفتح فيه الذاكرة،
ويعود فيه من نحب،
إمّا حيًّا يولد…
وإمّا سرًّا يعود.
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟