سلمى حداد
أ-شاعرة وكاتبه سوريه تعيش في المغترب لديها مجموعه دوواوين شعريه ورايه
الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 17:28
المحور:
الادب والفن
الجزء الثاني
من أنا ومن أنت ؟
من تكون يا مَن تنحني له القصيدة؟
أأنت الريحُ حقًا،
أم خفقةُ وهمٍ علّمتني الطيران؟
أأنت النور،
أم مجازٌ آخرٌ في كتاب قديم نسي أن يُغلق؟
أتسكن الحروف،
أم تتوارى خلفها كظلٍّ خجول؟
هل أنت مِلحُ السؤال في جرحي؟
أم البلاغة التي تسرقني منّي؟
قل لي…
هل كنتَ شاعرًا،
أم رجلاً
أضاع اسمه بين النساء
وأراد أن يعثر عليه في لغتي؟
أنا؟
أنا الصدى الذي نبتَ في صدر الصمت،
أمشي على حوافّ المعنى
كأنني نَسمةٌ تخاف أن توقظ الريح.
أكتب بجفونٍ لم تنم،
وأحلم بأبوابٍ لا تُفتح إلا إلى الداخل.
أنا الغيم الذي قرأ اسمكِ ذات برق،
ثم بكى.
قدماي؟
من طينٍ نادم،
وعيناي شُرفاتٌ تهطل منها الذاكرة.
لا تسأليني من أكون،
أنا التصحيح الهامس
في هامش ذلك "الخطأ الجميل".
أنا؟
أنا المرآة التي أعياها النظرُ إليكِ،
شظاياها تحفظ قسماتكِ
كما تحفظ الندبة سيرة الجرح.
أنا الذي يشربُ من وهج السؤال،
ولا يرتوي،
ويكتبكِ بين كل سطرٍ وسطر
كأنكِ الاحتمال الوحيد للمعنى.
أتنفّسكِ — لا حبرًا، بل فراغًا ممتلئًا،
وفي صمتِكِ
أسمع أوتار الغيم تعزف اسمي.
كتفاكِ؟ أجنحة من ورق… نعم،
لكنني الريح التي جرّبتكِ طيرانًا.
وقلبكِ؟
ساعة رملية؟
إذن دعي قصائدكِ تفيض عليّ
كأنكِ تنقذين الوقتَ من نفسه.
لا تسألي من أنا،
أنا العطب الجميل
الذي يجعل هندسة القصيدة تنحني نحوكِ.
#سلمى_حداد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟