أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - تكويعة القرن.. من الخيانة إلى الواقعية














المزيد.....

تكويعة القرن.. من الخيانة إلى الواقعية


إدريس سالم
شاعر وكاتب

(Edris Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعقود وسنوات، لم يتوقّف صراخ وصيحات بعض الجماعات القومية البعثية عن ترديد التهمة المشروخة: «الكورد خونة، الكورد عملاء، الكورد ينسّقون مع الأمريكان وإسرائيل». وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على قلّة الجهل والتخلّف، وعدم معرفتهم بعالم السياسة ودهاليزها المعقّدة، هذه الفئة الجاهلة، التي تلعب مرّة على حبل التهمة، ومرّة على حبل الطائفية، ومرّات ومرّات على حبال الحقد والعنصرية.
فبعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، وإعلانه من قاعة منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، أنه سيرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا ويمنح إدارتها فرصة جديدة، وإذ بتلك الفئة تخرج وترقص وتهلّل لبناء برج ترامب، في قلب العاصمة دمشق، وأن أمريكا صديقة السوريين، وكأن ذلك البناء إنجاز وطني وحضاري وإنساني، دون أن يدركوا أن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كان قد كشف بنفسه بوجود محادثات سرّية مع إسرائيل، ورغبته في تحويل ذلك المسار إلى أمر واقع، لتتحوّل تلك الفئة، التي كانت تصرخ ضدّ التطبيع والعمالة، وتخوّن الكورد وقادة دول الخليج، إلى الحديث عن فكرة الحوار الواقعي مع إسرائيل.
يتساءل المواطن الكوردي، ما التهمة السياسية القادمة، التي سيحاولون إلصاقها بالكورد؟ ألا يدلّ ذلك – عزيزي القومي والبعثي – أنها تكويعة جماعية، ونفاق سياسي؟ ألا تدلّ تكويعة القرن هذه إلى أن الكورد، هم الوحيدون، الذين يصرّون على التمسّك بثوابتهم القومية والإنسانية؟
هذه المفارقة الكبرى والهرولة نحو الواقعية السياسية، بعد تغيّر المعادلات الإقليمية والدولية، لهو حقّ مشروع في ممارسة العمل السياسي، لأيّ شعب وقيادة، لكن أن تحرّمه على الآخر، فهو جهل وتخلّف، بل ونفاق سياسي براغماتي، لا بدّ من نقده والوقوف عليه، وضرورة أن يُبدّل خطاب الكراهية والتخوين، فالكورد سيبقون متمسّكين بقضيتهم القومية والإنسانية، في وقت استدارت فيه البوصلة السياسية لدى الإدارة السورية الجديدة.
في كثير من التصريحات العلنية والسرّية، وفي ظلّ سلسلة القصف الجوي الإسرائيلي العنيف داخل الأراضي السورية وتوغّلها الجغرافي، أكّد أحمد الشرع، أنه لا ينوي خوض أيّ صراع مسلّح مع إسرائيل، معتبراً أنها ليست بالمعركة التي سيخوضها، هذه التصريحات تؤكّد ضحّة ما قاله مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، «إن سوريا يمكن أن تلحق باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خلال الفترة القادمة».
إن الشرق الأوسط الجديد قد بدأ الآن، ومعالمه باتت واضحة أكثر فأكثر؛ فما يشهده العالم اليوم من تناقضات صارخة، تدلّ على أن هناك شعور متزايد، بأن المبادئ والقيم التي كانت تُرفع كرايات للكرامة والعدالة وحقوق الإنسان تُداس اليوم باسم المصالح السياسية والتحالفات الاقتصادية، والرسالة التي تصل إلى الشعب والمواطن، هي أن العدالة أصبحت انتقائية.



##إدريس_سالم (هاشتاغ)       Edris_Salem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الكورد حضور للاستبداد
- الوهم والواقع في رواية «إثرَ واجم»
- لِنعُدْ صِغاراً...
- سهير المصطفى لموقع «سبا»: المرأة الشرقية كلّ المجتمع
- حياة الماعز: الإنسان أولاً وأخيراً
- مهرجان كوباني السينمائي الدولي
- مسرح العَمَى: الإنسان بين البصر والبصيرة
- هل يمكن للأدب أن يشفي الإنسان؟
- «ميثاق النساء» ميثاق للتعرّف على الله والدين والحياة
- عِراك الصراعات
- الذاكرة في رواية «رحيل الأقحوان» بثيمة الهروب
- «لأنك استثناء»: حينما يعرّي الشعر الواقع السامّ رومانطيقياً
- فجْرٌ من أحلام الله
- سلمى جمو: الشعر يخاطب الفكر والإحساس في آن واحد
- فينوس في الفراء: استعباد الجسد واستعذاب الروح
- أزمة «اللايك»
- علي مسلم لموقع «سبا»: رحيل الأقحوان محاولة لوضع الإنسان أمام ...
- كافكا في «أمريكا»: المستغِلّون والمستغَلّون في ميزان المجتمع ...
- كافكا في «المحاكمة»: ها أنا أموت مثل كلب حقير
- كافكا في «القلعة»: تشييد الكوابيس والغرائب بلعنة الاغتراب


المزيد.....




- أمسك بها من رقبتها وجرها.. رجل يحاول اختطاف موظفة متجر في وض ...
- دنيا سمير غانم وإيمي وكايلا معاً في -روكي الغلابة-
- الأردن يجلي -الدفعة الأكبر- من الأطفال المرضى والمصابين من غ ...
- مواطنو دمشق يدينون الغارات الإسرائيلية على العاصمة السورية
- رغم انتهاء المعارك.. نزوح جماعي للعشائر ودعوات لمقاطعة تجّار ...
- مذكرات أنصارية ..هكذا فتحنا مقر هركي في قرية (شيف أوصمانكا) ...
- مواجهات السويداء.. فاديفول يدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النا ...
- تجارب فرنسا النووية في بولينيزيا: سنوات من المعاناة ومطالب ب ...
- استشهاد أسير بسجون الاحتلال وارتفاع عدد المهجّرين في طولكرم ...
- حماس تدين استهداف الاحتلال لكنيسة اللاتين في غزة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - تكويعة القرن.. من الخيانة إلى الواقعية