سبأ الرومي
الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 15:49
المحور:
الادب والفن
في حوار مع النفس، أتصفح فيه مذكراتي.
فأجد فيها صفحات قد طواها الزمان، وتراكم عليها غبار النسيان
أنفض الغبار عنها، لأجد فوقها نقش مكتوب عليه
لو إننا لم نلتقي..
وكأنه وشم قد نقش على جرح كان فيه يوماً، روح، ونبض.
ينتابني الشوق والحنين الى الماضي، كي اتصفح تلك المذكرات
فأجد نفسي أغوص في ذكريات مليئة بالاْحاسيس، فائضة الدفء
أتصفح أكثر… أتعمق أكثر بفضول قاتل
فأجد نفسي أشتعل فيه أشواقاً، مع خفقات قلب هائجة، وكم هائل من الحنين إلى الماضي
الماضي الاليم الذي هجرته جبراً، وودعته بدموع فائضة، وهي على شرفة الانهيار
يا ويلي .. و يا ويلي!
تدور وتدور الذكريات.. عاصفةُ من حولي كأنها رياح عاتية
تود العودة بي إلى عذاب الماضي
لا.. ولا الف لا… لست أنا
لست انا التي يأخذها حنينها إلى عذاب الماضي
لن اعود وان كنت اموت شوقاً لدفء ذلك الإحساس
الذي غرقت في بحاره الهائجة، وأوصلني الى اعمق نقطة من غموضه
لن أعود.. لأنني لم أعد تلك التي كانت كالطائر المذبوح
الذي قدم دمه قربانا للعشق الذي كان ثمنه، روحه
آه يا طائري .. يا قتيل الهوى..
آه يا أعماق روحي…
رحلت وتركت لي ريشة منك، فيها بقايا من دمك الذي اغتسل في بحر النسيان
جفت ريشتي… وبدأت تحوم حولي الآن دون اجنحه، اراها في عالمي وأعيد تلوينها
كي تزهو من حولي، كما أريد أن أراها
ياريشة ذكرياتي….
كوني حرة، طليقة في دنياي… ولاتتوقفي عند احد
وإن توقفتي.. فتوقفي للحظاتك انتِ لا لغيركِ
ومع اول مهب للريح طيري عالياً بشموخ
وأتركي خلفك أثراً عميقاً، لا تلتفتي ولاتتطلعي له
لاتخافي ياريشة ذكرياتي..
طائرك الذي قتل من كثرة قيود الكون له، ورثت منه كنز الحرية
فحلقي بحرية كبريائك، ولاتنحني لأحد ولا تكوني لأحد
ولا تسمحي لأحد ان يلونكِ
كوني كما انتِ .. ولمن يستحق ان تكون انتِ
انتِ وحريتك الأزلية…. فأنتِ هي الحرية.
#سبأ_الرومي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟