أسامة خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 14:09
المحور:
القضية الفلسطينية
كاتب فلسطيني
ماذا لو استمرت الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ولم تتوقف حتى تحقيق أهدافها كاملة؟. ربما ما رأينا ما يسمى دولة إسرائيل، وكان حالنا أفضل بما لا يقارن مطلقاً بوضعنا الراهن، ماذا لو أن حركة حماس لم تهاجم غلاف غزة يوم 7 أكتوبر؟. ربما غزة لم تدمر تدميراً شاملاً، هذه «لو» من الماضي لفظاً ومعنى، وحرف امتناع لامتناع، لكنها تفتح عمل الشيطان، قال ترامب: إنه يسعى لشراء غزة وامتلاكها من أجل إعادة بنائها، مشدداً على أن الفلسطينيين الذين سيخرجون من القطاع لن يكون لهم حق العودة إليه. الآن «ماذا لو» صمدت غزة وأفشلت أهداف العدوان الاسرائيلي؟. هذه «لو»» من باب التمني لـ« نرى ما سيحدث».
«ماذا لو » أن حماس لم تطلق سراح الأسير المزدوج الجنسية؟. ترامب يُكرر تحذيره لحركة حماس بشأن الرهائن: «سنرى ما سيحدث»، أتى هذا التحذير خلال حفل رأس السنة الجديدة في منتجعه «مار إيه لاغو» في فلوريدا، قال ترامب: «سنرى ما سيحدث»، قبل أن يضيف: «سأقولها بهذه الطريقة: من الأفضل لهم أن يسمحوا للرهائن بالعودة قريباً».
«ماذا لو» أن إيران رفضت تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم؟. قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب: إيران الآن باتت مفلسة، و«سنرى ما سيحدث» معها.
و«ســنرى ما سيحدث!!». بالنسبة لقناة بنما، سنرى ما إذا كانت سلطات القناة تقبل لرسوم الشحن على البضائع الأمريكية المارة في القناة.
«ماذا لو» أن بوتين رفض وقف الحرب في أوكرانيا؟. «ماذا لو» أن بكين رفضت تسوية قضية «تيك توك»؟. «ماذا لو» أن الولايات المتحدة تصر على الاستحواذ على غرينلاند؟. «ســنرى ما سيحدث!!». أدى اقتراح ترامب الأصلي في عام 2019 بأن تستحوذ الولايات المتحدة على غرينلاند، وهي أكبر جزيرة في العالم، إلى انتقاد حاد مماثل من القادة هناك. وفي ذلك الوقت، وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، الفكرة بأنها سخيفة، مما دفع ترامب إلى إلغاء زيارة رسمية إلى بلادها.
هناك من نصح ترامب لكي يتغلب على التفكير المفرط والحسابات المعقدة والقلق من القادم أن يستبدل «ماذا لو..؟.» بـ«سنرى ما سيحدث»، «ماذا لو» سؤال يصعب الإجابة عليه ومعرض للتكهنات العجيبة، بينما «سنرى» هي طريقة للانتقال من شلل التحليل إلى القبول، «ماذا لو ...؟..» تستدرجك إلى أسئلة لا نهائية. قول «سنرى»، يساعد على إغلاق الثرثرة الداخلية وتوجيه التفكير لاتخاذ الإجراءات.
« ماذا لو..؟ ». تساؤل يثير التفكير المفرط الباهظ التكلفة، يجعل ترامب يقضي وقتاً طويلاً في التفكير، ويحوّل التفكير المفيد إلى قلق منهك، ويدفع إلى الوراء وليس إلى الأمام، وتظهر الأبحاث أنه يسبب، أيضاً، مشاكل صحية جسدية وعقلية. « لــو» التي يسبقها « ماذا» قريبة من لو التي تفتح عمل الشيطان. تفتح على الوساوس والأحزان والندم والهموم والتوقعات المخيبة للآمال، يمكن تسميتها «متلازمة لو».
« لو » التمني، « لو » المقلقة، « لو » الشيطانية، «لو الشرطية» تنقل ترامب إلى التقكير بالحل، يلمح إلى إعلان وشيك بشأن غزة للإفراج عن الأسرى، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، قد يعلن عنه خلال 24 ساعة، في وقت انتظر الجميع المقترح الجديد ولم يظهر بعد، هذا ما حدث. قال: «سنرى ما الذي يحدث، هناك حديث كثير الآن عن غزة، أنتم تعرفون ذلك، وعلى الأرجح ستعلمون خلال 24 ساعة ما الذي سيحدث» جملة بدأها وأنهاها بالعبارة التي قالوا له أنها مريحة. وأراح نفسه من التفكير بانتظار الجديد إذ لا يمكنه رؤية المستقبل، أو قراءة العقول، أو معرفة كل شيء، ومن الأفضل انتظار الوقت المناسب للحكم على الأشياء أو البت فيها.
قال الرئيس ترامب: «سنرى ما يحدث في غــزة، وقد أحرزنا تقدماً كبيراً في الشرق الأوسط»، وقال: «سنرى ما سيحدث في غزة، ولن نسمح لحماس بالعودة إلى الحكم في القطاع» وقال ترامب في تصريح إن «بلاده أجرت العديد من المباحثات بشأن قطاع غزة، وإنه سيتم الكشف عما يجري على الأرجح خلال الساعات الـ24 المقبلة»، وقال ترامب: «منخرطون بالمفاوضات المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين وعلينا أن «نرى ما سيحدث» ونأمل أن ينجح هذا الوضع المعقد للغاية».
من ناحية أخرى، وصف ترامب تهديد حركة حماس بتأخير إطلاق سراح رهائن إسرائيليين بأنّه مريع، متوعداً الحركة بـجحيم حقيقي إذا لم تتم إعادة جميع «الرهائن» بحلول ظهر السبت 15/2 /2025، وعندما سُئل عمّا إذا كان يستبعد تدخّلاً مباشراً للقوات الأمريكية ضدّ حركة حماس، أجاب ترامب «سنرى ما سيحدث» هذه العبارة التي قالوا له أنها مريحة، ولا يدري أنها تتضمن معنى لو الشيطانية، ماذا لو لم يستجيبوا؟. ستفتح عليهم أبواب جهنم، ويدخلها قبلهم الشيطان الأكبر.
ويوم الثلاثاء 6/5، صرح الرئيس الأميركي بأنه سيصدر إعلاناً مهماً للغاية بشأن المنطقة قبل جولته في دول الخليج الثلاثة التي ستبدأ في 13 مايو/أيار الجاري، دون أي إشارات إلى مضمونه.. «لو» التمني في هذا المجال ضاعت بين الصفقات التجارية في الخليج، وتجاهلوا أن في غزة مجازر بشعة تهز الضمير الانساني -إن وجد- لدى الجشعين لجمع الأموال بقيمة التريليونات من الدولارات، في بضعة أيام قليلة.
« ماذا لو» أن الحبر الأعظم لم يكن كاردينالاً أمريكياً؟. قبيل انعقاد المجمع الانتخابي السري لاختيار البابا القادم من بين الكرادلة الكاثوليك، خلفاً للبابا فرنسيس، أشار ترامب إلى أنه ليس لديه تفضيل معين، مضيفاً: «يجب أن أقول إن لدينا كاردينالا من مكان يسمى نيويورك وهو جيد جداً، لذلك سنرى ما سيحدث»، كأنه أراد القول «لو» وتمناه أميركياً، يثبت الاختيار صدق مقولة أميركا أولاً.
13/4/2025 قال ترامب: «إن المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ربما تسير على ما يرام، لكن هناك نقطة ما يتعين عليك عندها أن تتحرك أو تصمت و«سـنرى ما سيحدث»، ولكن أعتقد أن كل شيء يسير على ما يرام ». لم يصمت وتطلع نحو المستقبل، «سنرى ما سيحدث» وكرر كلمتيه الشهيرتين خلال حديثه مع الصحفيين في مطار موريستاون بولاية نيوجيرسي: «سنرى ما الذي سيحدث خلال الأيام القليلة القادمة.. على الأرجح سنعرف الكثير بشأن التسوية في أوكرانيا»، لا يقين رغم الترجيح العبقري، والاعتقاد الراسخ، لدى ترامب، لو الشرطية واللام الواقعة في جواب الشرط، تقول: لو رأينا ما سيحدث لعرفنا، ولكنه يريد أن يقودنا للاكتشاف.
وكان ترامب قد قال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة السبت 12/4/2025 أعتقد أن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا ربما تسير على ما يرام، وستكتشفون ذلك قريباً جداً. ووفق ترامب فإن المحادثات مستمرة لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مضيفاً: «حققنا تقدماً كبيراً في قضية روسيا وأوكرانيا «سنرى ما يحدث». سنوقف تلك الحرب السخيفة». الأسخف هي حرب استنزفت أهدافها، سوى القتل والدمار، ما زالت تكرر ذاتها في غزة نحو 20 شهراً دون نتيجة، لكن ما يهم ترامب ليس إيقافها، بل الصفقات التجارية الاقصادية هي الهدف، وقال: «أتواصل مع الرئيس زيلينسكي، وأتواصل مع الرئيس بوتين. أحاول استعادة الأموال أو تأمينها». وأضاف «أعطت أوروبا المال في صورة قرض، وستسترد أموالها، أما نحن فقد أعطينا المال من دون مقابل، لذلك أريد منهم أن يعطونا شيئاً في مقابل كل الأموال التي دفعناها». وقال الرئيس الأميركي «نطلب معادن نادرة ونفطاً، أي شيء يمكن أن نحصل عليه »، شدد ترامب «سنستعيد أموالنا لأن هذا ليس عادلاً. و«سنرى ما سيحدث»، ولكنني أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، ومن الأفضل أن نكون قريبين جداً لأن هذا كان وضعاً مروعاً».
«سنرى ما سيحدث» في الحرب الأوكرانية، قبيل دخول ترامب البيت الأبيض ببضعة أيام أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم وجود اتصالات مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن تنظيم لقاء بين الرئيسين. وقال: ننتظر بهدوء أن يأخذ فريق ترامب مكانه ثم «سنرى ما سيحدث».
وقال أوشاكوف خلال مقابلة مع الصحافي بافيل زاروبين تعليقاً على معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن الاستعدادات للقاء بين الزعيمين الروسي والأمريكي تجري على قدم وساق: «لا أريد أن يتكون انطباع وكأن موسكو تجلس وتنتظر مكالمة هاتفية من واشنطن.. لا.. نحن ننتظر بهدوء أن يأخذ فريق ترامب مكانه، وأن يدخل ترامب المكتب البيضاوي.. ثم «سنرى ما سيحدث».
«سنرى ما سيحدث» في سوريا، قال ترامب خلال جولته في دول الخليج: إنه أعطى فرصة لسوريا وقرر إلغاء العقوبات المفروضة عليها، و«لنرى ما سيحدث». لكننا سنمنحه فرصة للصمود من خلال رفع العقوبات».
وقال: «سنرى ما سيحصل بعد رفع العقوبات.. التقيت بالزعيم الجديد للبلاد، ولديه ماضٍ قوي... أعتقد أنه سيكون ممثلاً رائعاً، و«سنرى». قبل ذلك يوم الثلاثاء 11 شباط/ فبراير تداولت الأخبار تصريحات منسوبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله. «سياستنا واضحة جداً والجميع يعلم بها، هي تقسيم ما تم تقسيمه قبل مئة عام، سنرى خرائط جديدة هناك، فالنظام القائم هناك لم يعد يخدم مصالحنا، لذلك «سنرى ما سيحدث». وهذا ما يتوافق مع ما يصرح به نتنياهو حول تغيير وجه المنطقة.
«سنرى ما سيحدث» في كوريا الشمالية ويتوقع ترامب انتصاراً دبلوماسياً يعود انجازه له شخصياً، قال إنه عندما ذهب إلى كوريا الشمالية، كانت هناك اختبارات نووية طوال الوقت، وكانت هناك إطلاق للصواريخ طوال الوقت، وكان الوقت صعباً للغاية، ثم حدث التقارب، و «سنرى ما سيحدث» الآن». وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إنه يثق في الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، متطلعاً إلى ما سيحدث في المستقبل، وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للحلف الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، في لندن، قبيل انطلاق قمة الحلف: «سنرى». «أنا أثق به. أنا أحبه، وهو يحبني، لدينا علاقة جيدة. «سنرى ما سيحدث ». إنه بالتأكيد يحب إطلاق الصواريخ، أليس كذلك؟ لهذا السبب أنا أصفه بالرجل الصاروخ. لكن لدينا علاقة جيدة للغاية، و «سنرى ما سيحدث ».
وأوضح ترامب الأربعاء، 27 /3/ 2025 أنه سيتعين على الصين لعب دور في التوصل إلى اتفاق بشأن تطبيق « تيك توك»، مشيراً إلى أنه سيبحث تقليل التعريفات التي تستهدف الصين إذا تمكنت بكين من تسوية قضية « تيك توك ». وكانت المحكمة العليا الأميركية قد أقرت حظر «تيك توك» اعتباراً من 18/1/2025 قبل يومين من تنصيب ترامب، ثم وُضع مصيرها بيد ترامب الذي قال: « لدي الحق في الحصول على الصفقة وتوسيعها إذا أردت. لذلك «سنرى ما سيحدث». هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها شراء « تيك توك» ، وسنجد الطريقة الأفضل للبلد. في وقت سابق، وقّع ترامب أمراً تنفيذياً يوجه وزارة العدل الأمريكية بعدم إنفاذ قانون يحظر أعمال « تيك توك» داخل الولايات المتحدة، ما لم يتم بيعها لمشترٍ من أمريكا أو أحد حلفائها.
وذكر ترامب في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماع لإدارته: «أرغب في التوصل إلى اتفاق مع الصين، «سنرى ما سيحدث » معها».
في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، امتنع ترامب عن التعهد بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. وخلال مؤتمر صحافيّ في البيت الأبيض يوم الأربعاء 23 أيلول 2020، قال الرئيس ترامب «سنرى ما سيحدث». ورأينا ما حدث في مبنى الكابيتول من قبل أنصاره، و«سنرى ما سيحدث» في بداية العام 2029 عند انتهاء ولايته. ماذا لو تمسك ترامب بكرسي الرئاسة الأميركية؟. ماذا لو رفض تسليم السلطة سلمياً؟. «سنرى ما سيحدث»، هل نكتشف شيئاً جديداً؟. إن غداً لناظره قريب، واليوم التالي سيكون بالتأكيد فلسطينياً.
#أسامة_خليفة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
