أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - ضدّ العرض تفكيك المسرح كجهاز معرفي














المزيد.....

ضدّ العرض تفكيك المسرح كجهاز معرفي


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 08:00
المحور: الادب والفن
    


لا يُتاح للعرض أن يُستهل إلا كما تُستهل السرديات الكونية الكبرى بوهم التأسيس لكن ماذا لو كان التأسيس مجرد تقنية مُشفّرة لتقنين الأجساد داخل جدول زمني ديكتولوجي فكل انطلاق هو حبكة مُضلِّلة إجراء تأويلي يرتدي قناع البراءة اللحظوية والبراءة هنا كالسجن مُصطلح مصنع داخل ورشات تأديبية مسرحية
العرض ضمن هذا النسق ليس إلا منظومة إشاريّة تعيد تصنيع اللامُؤقت كمرآة متصدّعة ومتى كان الزمن منفصلًا عن منظومة الهيمنة العرض لا يُمثّل بل يُعيد برمجة البصر يتحوّل إلى بانوبتيكون نرجسي بلا حراس العرض ليس تمثيلًا بل إشارة قيد التكوّن حركة للعلامة قبل أن تُحبس داخل حدود المعنى والعلامة مثل العرف لا تنشط إلا داخل أنسجة خطابية تبرّر انبثاقها
الرؤية ترى التحوّل أما التذكُّر فيجترّ ترسُّب الأرشيف الأرشيف هنا ليس تجميعًا للمعرفة بل شبكة تراتبية لإعادة توزيع السلطة التأويلية
العرض لا يتفجّر بل يُنسج بصمت في هوامش المخطوطات المتروكة الهوامش تدريبات على الانفصال كل نواة خطابية تنهض فوق قمع نصّ جانبي
كل ستارة تُسحب تكشف عن عرض لم يُصمَّم بعد عن نسخة عن تمثيل عن مخطوطة باليمبسست تحرسها ظلال ممثلين غائبين
وما المسرح إلا آلة استذكار طقوسي لاستحضار الجسد وفق شيفرات الرؤية الجسد هنا ليس بلا حدود بل مُشبّع بمُرمّزات ثقافية مُرهَق بالعلامات حتى بات عصيًّا على القراءة جسد يُدار كواجهة خطابية تُلقى عليه النصوص ليُفكك داخل أبنية السلطة لا خارجها
النص هو الغائب دائمًا النص غير المستخدم لأنه ببساطة يُفعّل استخدامك من قال إننا نقرأ النص النص هو من يترصّدنا ليعيد تشكيلنا كذوات معرفية النص موسوعة مُخاتلة لا تنتج المعنى بل تذرّيه تُبقينا مُعلّقين بين دال لا يستقر ومدلول يتوارى أليس هذا هو لبّ آلية الخطاب السلطوي أن يظل المعنى مرجأً فتظل داخل النظام
القارئ المُتواطئ هو من يفتح النص ليُغلقه من يُحوّر مسارات المعنى لتقود إلى غرف بلا مفاتيح هو ليس قارئًا بل مُنسّق سلطوي يوزّع السلطة بين الخشبة والمُشاهِد
الصمت ليس فراغًا صوتيًا بل تهيئة بيضاء فضاء دال ينتظر قارئًا مرتابًا ليُسمع في الغياب طنين الدلالة
الصمت كذلك جهاز لا يخلو من مراقبة بل يُقنّن التدفّق يُنظّم النطق المتفرّج لم يعد يُبصر بل صار مُبصَرًا لم يعد يُشاهد بل صار مرصودًا صار وحدة من وحدات النسق العلاماتي بلا وعي صار خاضعًا لمراقبة شفّافة ذاتية تنفذ من ضوء المسرح
هو ذلك الداخل إلى النص لا كمُشاهد بل كاحتمال مؤجل للتأويل ليس حضورًا بل موضوعًا للرصد
استُبدلت الحرية بالانكشاف
المسرحية لا تبدأ بل تُحوَّل تأخُّر البداية إلى بنية سردية ماورائية تُقرأ في اختفائها وتُؤدّى في لا أدائها الغياب ليس حيادًا بل محو مُنتج تقنية لتفتيت المركز
ما الذي يحدث كل شيء ولا شيء الحدث ليس واقعة بل تكوُّن إشاري خارج الزمن والمكان والذات توقيع وهمي على مستند مجهول
التوقيع هو آلية للخضوع من قال إن التسمية لا تصنع الهُوية إنها ليست مسرحية بل مشروع سردي لم يُكتَب بعد كتابة ضد الكتابة توقيع باسمك قبل أن تعرف من تكون الهُوية لا تُمنَح بل تُفرَض ضمن تواطؤ المسرح والنظام الرمزي
الكتابة أيضًا لا تخرج من النسق بل تتعلّق داخله كتعليق رمزي ضمن النص تملأ الفراغات لتخضع اللغة إلى اشتقاقها الأخفى لا على نحو كشف الفكر بل على نحو إخفائه في مناورة شكلية تُعيد بناء الظهور ذاته كاستراتيجية للتماهي مع العدم
لا يعود القول قولًا بل إيماءة مُشكّك فيها يُركّب لا لاستخلاص المعنى بل لاستدراجه إلى مصيدة
وحين يُقال كل شيء لا يُقال شيء
كل فراغ هو دلالة مؤجَّلة وكل امتلاء هو ثغرة في الهيكل
اللعبة تُعاد لا لتكتمل بل لتظل مُحبَطة كما البدء



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح كحيّز للخراب الدلالي نحو عرض ينسى ذاته ليتذكّر جسده
- خطاب ثوري ضد المسرح
- هشاشة العرض ومكر الدلالة
- اللوحة كفضاء مسرحي
- الكتابة إلى ذ. محمد الكغاط


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - ضدّ العرض تفكيك المسرح كجهاز معرفي